من الغريب جدا والمريب بنفس الوقت سكوت المرجعية الإيرانية في النجف
الأشرف..! فالدماء تسيل كل يوم والفساد يكبر وينتشر يوما بعد يوم في كل
مفاصل الدولة، وانتهاك الحرمات والأنفس البريئة تزداد كل يوم، واعتداءات من
هنا وهناك من الداخل والخارج .. وخيرات العراق تبدد وتسرق وتذهب إلى جهة
مجهولة بالإضافة إلى الموارد الشرعية وإيرادات العتبات المقدسة والتي تقدر
بالمليارات وتضاهي ميزانيات دول نامية.. الحرمان الواضح والبيّن لكل أبناء
العراق المساكين ففي عام 2011 في ذروة التطور والتكنلوجيا وما زال البعض
يسكن قبور النجف ويبني بالطين ويسقف بالخشب وكأننا في ثلاثينيات القرن
المنصرم..! والشبهات والعقائد الفاسدة وتدهور الدين بين أبناءه والظلم
والطغيان.. ومحتل جائر منهك لحرمات الشعب وسماءه وأرضه ومقدراته.. وسكوت
مطبق وصمت كصمت القبور من قبل مرجعية السيستاني.. فهل أوصانا الرسول الأعظم
– صلى الله عليه وسلم- والأئمة والصحابة أن نسكت عن الظالمين والفاسدين
ونواليهم ونبرر إعمالهم..؟؟ هل أوصانا أن نعطيهم الشرعية وندافع عنهم بكل
وقاحة..؟؟
منذ 25 شباط إلى هذا اليوم تشهد ساحة التحرير وعدد من المحافظات العراقية
مظاهرات حاشدة من الجماهير التي تطالب برفض الظلم والفساد، ولكن لم نرَ من
الجهة الدينية والمتمثلة بالمراجع الذين دعوا الناس إلى انتخاب الساسة من
يؤيد هذه المظاهرات ويقف إلى جنب المتظاهرين..! بل على العكس، رأينا
التحريم للخروج ومنع من يقلدهم من الانضمام الى المظاهرات..! فهل رأينا
يوما ما أن وكيل السيستاني أو معتمده وقف مع المتظاهرين في ساحة التحرير..؟
وهل رأينا دعم لمظاهرة ما في أي محافظة..؟ بل هل سمعنا وقرأنا شجبا أو
تنديدا لما حصل للمتظاهرين من اعتداءات من قبل سرسرية المالكي ثقة
المرجعية..؟ كل مارأيناه وسمعناه هو التأييد للحكومة وأفعالها وفسادها
وظلمها للرعية..!
أين (كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته)..؟ فالراعي قابع بقبره في شارع الرسول –
صلى الله عليه وسلم - ويا حسرتي على ذلك القبر..! فهم يشيعون انه (آجار)،
ولا نعرف كم أمبيرا لهذا القبر مسحوب.!؟
أدعو العراقيين الشرفاء الوطنيين أن ينبذوا المؤسسات الدينية الانتهازية
التي عصفت بالعراق ركونا للظالم ومعونة له، وان يؤنبوا ضميرهم ويخرجوا
متظاهرين يوم 9 أيلول للمطالبة بحل هذه الحكومة الفاشلة المنتفعة العميلة
التي حرمت العراقيين من خيرات بلدهم الغني وجعلتهم يعيشون أسوء عيش وأتعس
حياة بسبب المناصب وتلبية الأجندة الخارجية وتحقيقا لمراد الأجنبي كي يرضوا
عنهم.. وقد نسوا الشعب والشعب سكت عنهم..!
أين المراجع ؟
أين المتدينون ؟
أين ذوو اللحى الطوال ؟
أين من كوى جبهته فأصبحت سيماء في وجوههم ؟
أين من يدعي الثقافة والانفتاح ؟
أين من يدعي انه سويٌ ومستقيم ووطني ؟
أين الضمير الحي والحرية والاستقلال ؟
أين الماشون زحفا لكربلاء والى بغداد وسامراء ؟
أين أصحاب المواكب والحسينيون واللطامة والشعراء ؟
هذا العراق يستصرخكم وانتم غافلون ساكتون صامتون..! بل انتم ميتون قابعون
بقبوركم وأنتم أحياء..!! ماذا تنتظرون..؟ وماذا تأملون..؟ وماذا تريدون..؟
هل تريدون الخير من المرجعية الفارسية التي عملت ما عملته بكم..؟
اصحوا يا ناس واسمعوا وعوا.. قال المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه ............ مالجرحٍ بميت إيلام