يا حكام العراق دستوركم الملغوم بانت شروره وسيعَّجل نهايتكم !
د. عمر الكبيسي
باختصار شديد وانا مدرك ان كل واحد منكم ( رئاسات وبرلمان وحكومة واحزاب وكتل العملية السياسية ) عندما يقرأ تذكرتي هذه سيقول في نفسه كيف نغيير دستورا جاء بنا للسلطة ؟ والجواب ان هذا الدستور لا يحرق العراقيين فحسب بل سيحرق طروحاتكم ويكشف زيف ما تخاطبون به ناخبيكم وما تسطروه في برامج احزابكم وكتلكم فالدستور مليئ بالالغام والتناقضات والاوهام والأزمات التي لا نهاية لها الا بنهايتكم ان لم تنتبهوا لأنفسكم وللتذكير هذه هي بعض من الغام وأزمات الدستور التي اصبحت مقتلكم بعد ان قتلتم الشعب بها :
1. الدستور ينص حتما على ضرورة التعديل خلال اربعة اشهر ولم تعدلوه و وفقا لذلك اما ان يكون الدستور باطلا لانكم اعترفتم بضرورة تعديله او ان تكونوا انتم باطلون في تمريركم له على علاته من اجل ان تبقون في مناصبكم وفي كل الاحوال انتم مخطئون .
2. الاجتثاث الفكري الوارد في الدستور يجتثكم قبل غيركم بعد ان اثبتم انكم طائفيون وعرقيون وانفصاليون بكل طروحاتكم وممارساتكم وافكاركم تحكمون وفق ما توجهكم به مرجعياتكم الاجنبية السياسية والحزبية والطائفية . فيما لا ترى دساتير الدول من حولكم ان الحزب الذي اجتثيتموه نصا بالدستور محرما او هداما كما شرعتم ! .
3. الدستور الذي كتب لكم وأقريتموه يحمل عناصر موته وفشله وموتكم في نصونه لآنكم تعرفون جيدا ان نصوصه لا تتيح لكم تغييره لانه شرعن متناقضات تجعله خير من يعبر عن تناقضكم وتفاهة شراكتكم وحيث ان اجماع ثلاثة محافظات على امر تعديله او إقراره لم يعد ممكنا بعد ان انكشفت اساليب مكركم وتزويركم صارت لكم قناعة بانه دستور لا يتغير ولا يمكن تعديله (وكأنه نص سماوي وحاشا لله) مع انه كالإرضة يحفر في مصيركم بما يحمله من أزمات تحرقكم ولو بعد حين .
4. مررتم زيفا او مكرا دستورا ينكر هويتكم وارثكم واصلكم وقبلتم ان تكونوا بلا هوية او ارث او اصل يتحكم بأهوائكم ومقاصدكم وكأنكم تنكرون الثوابت وتمسحون التاريخ وهذا لن يقرب الا نهايتكم حين لا تكون لكم جذور تثبتكم في أرض او وطن . واخترعتم ازدواجية الجنسية والوطنية كي يتسلط متنوعي االهوية والولاء واخترتم التقسيم والتشظية على الوحدة والصفاء وثبتم في الدستور مبدأ الاقاليم والاجزاء وانكرتم حرمة ان لا يقسم العراق الى أشلاء فذوقوا عذابات بدستوركم وبلاء .
5. تناقض الدستور واضحة فلا انتم ربانيون تحكمون بكتاب السماء ونصوصه في دولة دينية ولا انتم ديمقراطيون تحَّكمون قوانين الأرض بدولة مدنية واتحاديتكم المنصوص عليها لا هي فدرالية ولا هي كونفدرالية وحقوق المراة فيه لاهي شرعية( بالكوته) ولا هي مساواة بالحقوق والحكومة المركزية تارة قوية وتارة ضعيفة امام السلطة الاقليمية وتفسير الغالبية فيه لا هي بالغالبية الانتخابية ولا هي بالغالبية السكانية او الطائفية لذ جاءت محاصصتكم المقيتة تصفوية مهدت لموتكم وموتنا.
اغرقوا بالغام الدستور وتمسكوا بها ، ومع انها دمرت امة وشعبا ودولة وخربت وطنا وسلبت ثروة لكنها بالنتيجة عندما تخنقكم دائرة الصراع وتضيق بكم يوما بعد يوما سوف تكون منفذ الشعب الوحيد لهلاككم وزوالكم فهل انتم مدركون الى انتم ماضون ؟ يقول العراقيون اليوم عنكم قولتهم الشائعة :(يطبكم مرض) .