من الاعظمية انطلقت المظاهرات الحقيقية للشعب العراقي
سعد السامرائي
كلنا دعينا وشارك الكثيرمنا في مظاهرات احتجاج ضد الطغمة الفاسدة
العميلة للغرب والفرس ( عملاء اخر زمن مزدوجي التبعية ! ) وباركنا خروج تلك الجموع
الغفيرة من ابناء الشعب العراقي على اختلاف اطيافهم ومذاهبهم منطلقين من مبدأ ان
العراقي هو عراقي مهما اختلفت تسمياته ,فاذن كانت المشاركات مع الدعوة لها من اجل
ترسيخ صورة واحدة لدى الشعب العراقي مفادها اننا شعب واحد رغم مخططات الاحتلالين
والاعداء والخونة ( ورغم عدم خروج مجموعة
لا يستهان بها ممن تدعي المظلومية مثل ابناء مدينة الثورة والشعلة وغيرها بسبب
انقيادهم لقائدهم البطريقي الشكل!) ونحن مع ذلك لم ولا نزال نعتبرهم من ابناء
شعبنا العظيم وان هذا الاتباع الصارم لا بد وان يكشف لهم خطأهم وخطأ انقيادهم وراء
اجندات تخدم اعداء الامة لكننا لا نعتقد بان هذه المجموعة ستستمر بتعطيل دماغها و
تطبق الاتباع بحذافيره ولا بد لها من ان تثور وتنتقل اليها روح الانتفاظة الشعبية
التي يشهدها القطر ومن ثم تتمرد على الطغات بعدما تنكشف نواياهم واهدافهم .
كما كنا من اوائل من طالبنا بان تكون المظاهرات سلمية لعدة اسباب منها
ايماننا الراسخ بان من وضع على سدة الحكم ما هم الا خونة افاقين سيجعلهم الخوف
يكشفون انفسهم وانهم لا يؤمنون بالديمقراطية كما يدعون ولا بانهم جاؤا من اجل
الشعب ولا انهم جاؤوا من اجل الاصلاح كما يدعون اوانهم ضد الفساد والدكتاتورية ..
اذن كنا على حق ثم امن الشعب وعرف اكثر المخدوعين من اننا على حق وان هذه الطغمة
ما هي الا مجموعة لصوص وحرامية منتفعين لا يهمهم الا اشباع نزوات وشهوات نفوسهم
المريضة وكل ما يدعـّون به كذب ثم كذب ثم كذب . والسبب الاخر في دعوتنا لان
تكون المظاهرات سلمية هي سحب البساط من العملاء من ان تنعت او يتم تسميتها بانها
مظاهرات بعثية او تقودها المقاومة المسلحة العراقية البطلة , واننا كنا سنفتخر بتلك التسمية لكننا تعالينا على انفسنا كي لا يتم التنكيل
بابناء بلدنا .. كما ان نيتنا كانت الغاء
مفهوم يتخوف منه البعض من الشعب وهي الغاء الاخرين لذلك كانت المشاركات شاملة قدر
الامكان و من جميع الاطياف لتكون فسيفساء تظاهرية تحتضن جميع العراقيين من جنوبهم
الى شمالهم .
كنا ايضا قد طالبنا ان يتم رفع شعارات تطالب بطرد المحتلين الايراني
والامريكي ولم نشدد كثيرا على وجوب رفع هذه الشعارات للاسباب المارة الذكر بل في
احيان كثيرة جرى التركيز على معاناة الشعب اليومية والتي يشترك الكل فيها وجاءت
المظاهرات وكأنها تطالب بالقضاء على الفساد ( الذي يسري بدم الخونة والعملاء )
والقضاء على المحسوبية و اصلاح الخدمات .. فكانت مطالب حقيقية لا يمكن لاي فرد
عراقي مهما اختلف معنا من ان ينكر ذلك او لا يشعر بنفس المعاناة ومع ذلك استعمل
الخونة والعملاء شتى الاساليب لمنع المتظاهرين من الوصول لساحة التحرير وتم قمعهم
بالقوة لا بل تم اطلاق النار على الكثير منهم مما ادى الى استشهاد الكثير منهم في
كل محافظات العراق ( تحية اجلال واكبار لشهداء العراق ) .. وهكذا فقد سقطت هذه
الحكومة العميلة في شر اعمالها واكتشف الشعب بكامله عن حقيقتها الاجرامية
والخيانية وصار الشعب يدا واحدة في مطالبه وفي نظرته للمحتل ومن جاء بهم .
لذلك فلقد جاءت مظاهرات جماهير الاعظمية البطلة التي عودتنا سابقا مقارعة
المحتل الامريكي وصمدت بوجهه في ايام احتلال بغداد الاولى بمعية الشهيد ,ثم صمدت
في حصار الجدران الكونكريتية التي نصبها الخونة والمحتل من اجل تقسيم العراق
طائفيا فكسرت شوكته ومؤامراته ثم اثبت ابنائها انهم شعب واحد حين استشهد احد
ابنائها بعد عدة محاولات انقذ فيها عدة اشخاص من الغرق لما سقطوا من الجسر الى ان
تعب جسمه ثم غرق في احدى محاولاته الاخيرة لانقاذ الاخرين فحطم اكذوبة العنصرية
الطائفية وجسد وحدة الشعب العظيم من خلال استشهاده في مياه دجلة تحت الجسر . ثم
هذه الكوكبة من الشعب العظيم التي خرجت باعلى صوتها تهتف باسم القائد الشهيد ضد
زعيم العصابة الهالكي حين ركب احدث عربة امريكية مصفحة ضد القذائف والاطلاقات
النارية وسار في شوارع الاعظمية يحرسه
فصيلين مدرعين ! .
اذن هذه هي الاعظمية البطلة تنتفض من جديد لتعطينا درسا جديدا في
التظاهر ولتكشف ان مرحلة الاحتجاج والتظاهر من اجل اصلاح الفساد قد انتهت وبدأت
مرحلة جديدة من التظاهر الذي يجب ان يشمل جميع المحافظات وان محاربة الفساد لا
يمكن ان تتم بوجود اولئك الحثالة المنبوذين اصحاب المتعة واشباع ذاتهم المريضة و
لايمكن ان تتم بوجود المحتل .. لا يمكن ان يكون هناك اخلاص للوطن وللشعب ما دام
الاحتلال باق لانه ببساطة سيكون ذلك ضد اطماع المحتل ويتناقض مع اهداف احتلاله
للعراق .
اذن الاعظمية تعلن عن انطلاق المظاهرات الحقيقية التي يفترض ان ننتقل
اليها ..ولترتفع الشعارات التي دعينا اليها سابقا من جديد وهي لا للمحتل لا للخونة
نعم للحرية وتحرير العراق نعم للقضاء على العملاء والخونة ونعم لحكم الشعب تحت
قيادة وطنية مؤمنة بالله وهدفها خدمة الشعب .
نحن لا نستهين ولا نقلل من المظاهرات السابقة
بل مشاركتنا فيها تثبت احترامها و انها قد حققت اهدافها في كشف مدى اجرام العملاء
والخونة وكشفت جميع اقنعتهم البغيضة المنفذة لخدمة اطماع المحتلين الفارسي
والامريكي وان مرحلة جديدة لا بد من ان تبتدأ
للقضاء الفعلي والصحيح على هذا الفساد والظلم و الخنوع .
ان جماهير شعبنا مطالبة اليوم من جديد بترك ساحة الجمهورية اذا كان
الوصول اليها صعبا او تعرضهم الى القمع وان تعود اليها حين يخف الحصار !( منطقة
الجندي المجهول القديم في ساحة الفردوس منطقة مثالية لوجود صحفيين اجانب هناك )
ولتنتقل الجماهير في تظاهرات في عدة اماكن ولتتوسع قاعدة المشاركين واماكنهم فلن
تستطيع الة القمع ان تسيطر على الجميع ولتكن ايضا مظاهراتكم مظاهرات سلمية كي لا
نعطي اي مبرر للمجرمين للقيام باعمال اجرامية وحشية وهمجية ضد الشعب .. وكل شيء في
وقته حلو !.