عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60693 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
موضوع: د. عمران الكبيسي- عراق الصدمة- الثلاثاء أبريل 19, 2011 3:03 pm
عراق الصدمة...! د.عمران الكبيسي الجمعة 15 أبريل 2011 العراق اليوم ليس كعراق الأمس ليحاسب ويعاتب على مواقف وتصريحات من هب ودب من سائر الناس وتثير الصدمة، العراق اليوم في ظل الاحتلال والحكومات المزدوجة العميلة للغرب والشرق، مقسم ومجزأ ومغتصب الإرادة، فليس للعراق اليوم ولا للعراقيين موقف رسمي ولا شعبي موحدا يستند إلى ثوابت الأمة، في العراق أصابع الخبث والمكر تعبث بالمقومات والقيم، وتضرب على أوتار حساسة مؤلمة مستغلة جهل كثير من عامة الناس بالتاريخ ومجريات الأحداث، فتسيّر دواليب الحياة عكس تيار الأصالة والعراقة، وعلى وفق هوى الدخلاء والعملاء وما يشتهون. في العراق تتمركز أقدام دول كبرى لها أطماع استعمارية تخطط لها منذ معاهدة سايكس بيكو عام 1916، ودول جوار لها أطماع شاه شاهية في الأرض وتستهدف عقيدة البلد وعروبته، وفي العراق أقليات عنصرية وطائفية وفرق فلت عيارها وضلت طريقها في التوسل بكل من يعادي أمة العرب ويضمر لها الحقد والكيد لنصرتهم وخذلان المسار العربي الصميم. في العراق ثلاثة رؤساء، رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء ورئيس لمجلس النواب، وكل منهم لا ينسجم لا قلبا ولا قالبا مع الآخر، وكل منهم ينطق بما تمليه عليه مصالحه ومنافع من وقف وراءه من زمرته وزبانيته، وفي العراق وزارة وزعت حقائبها على الأحزاب والكتل البرلمانية والشلل، والوزراء يتلقون الأوامر من أحزاب وكتل تتبنى أجندات مذهبية خارجية مشبوهة، وفي العراق أكثر من مئة حزب، وعشرات الفضائيات، ومئات الصحف، وألف مؤسسة إعلامية، وجملة مليشيات مسلحة، وعصابات وفرق وزمر تمول من هذا وذاك، وكل يبكي على ليلاه. إلا ليلى العربية فهي قاتلة ومقتولة! والمواقف الرسمية اليوم في العراق وحتى الشعبية، لا تخضع لاعتبارات ذات ثوابت وطنية ولا قومية ولا حتى عقائدية، فهي تخضع لمن يدفع، وفي العراق أغلبية مغلولة اليد مقهورة ومطمورة تحت نير الظلم والاستبداد وتخضع لطائلة التهجير، تجوَّع وتُخلع وتُقلع من جذورها، وفي العراق أقليات طائفية عميلة تحكم وتتحكم بمقدرات البلاد والعباد لنزغ من الشيطان وسحر يؤثر، وهناك أقليات أخرى عنصرية متنفذة تتكبر وتتجبر، ثم تُدبِر وتستكبر، فمن ضيع العراق وجلب له الوباء والبلاء وقدمه لقمة سائغة لقيادات فارسية مجوسية مرتدة معادية للوطن قوميا وعقائديا وفكريا على طبق من ذهب النفط العربي حتى غيب صوته؟ ومن مهد الساحة لأحزاب عميلة ومليشيات دخيلة لصالح إيران وإسرائيل، حتى صار في العراق من البرلمانيين من إذا زار إسرائيل جاهر وفاخر بالإثم، كما فعل رفيق رئيس حزب المؤتمر الوطني احمد الجلبي الذي يتزعم اليوم حملة ظالمة ضد عروبة البحرين، ولا نريد الخوض في تفاصيل سقطات العرابين من أشباه الرجال، فعلى النت يستطيع كل قارئ أن يعرف من هم هؤلاء وما هي حقيقتهم، ومن حماهم ووالاهم ولفاهم يوم كان العراق يطالب برؤوسهم؟ وهل ينفع بعد اليوم عض الأيدي؟ ويكفي أنهم أصبحوا عراقيا وعربيا الآن معزولين لما عرف عنهم من دهاء ومكر يهابه شركاؤهم في الكيد والتدبير، فلم يفز عرابهم الجلبي بعدد الأصوات في الانتخابات النيابية، ورفض مجلس النواب توليته وزارة الداخلية عند التصويت على توزيره، فهو لا يمثل إلا نفسه وشريحة معدودة من زبانيته المأفولين. وكم نادى العراقيون من قبل، وكم استصرخوا العرب نحو الخطر القادم، ومن ثم الهم الجاثم على صدورهم وشحذوا هم النخوة العربية فيهم، واليوم بعد الصدمة والأزمة ثبتت الرؤيا، وتجلى خطر الدرب الذي يسلكه المتحكمون بإرادة العراقيين ممن وضعوا قبلة العرب خلف ظهورهم وولوا وجوههم نحو ضريح أبي لؤلؤة المجوسي قاتل خليفة المسلمين العادل عمر بن الخطاب، فهل سيستفيق العرب بعد الصدمة والأزمة من هول الموقف الصريح الوقح المخيب للآمال تجاه عروبة البحرين الذي جاهر به من جاهر من موالي الموالي، ويعرف الخبيث من الطيب؟ لقد آن للعرب أن يتخذوا مواقف شجاعة وفعالة تسعى لاستعادة صوت العراق العربي، وتحميه من غول شعوبية حاقدة استمكنت على غفلة منهم، وان تتوقف إشاحة الحكومات العربية عما يجري من فرسنة وصفونة وصهينة وتغريب لا في العراق فحسب، بل في كل دول المنطقة، لعل الله يعيد للعربية تاريخها وأمجادها وهيبة رموزها، ومتى إن لم يكن اليوم يكون للعرب وحدة هدف وأمن قومي، ومواقف تدافع عن عروبة العراق وغيره من منطلق واحد يستند إلى التراث ومصلحة الأمة، وليست مواقف مائعة مجاملة لفكر مستورد يمليها هذا وذاك من دعاة شعوبية ترفض كل عربي وتقبل من يُمالي أعداء العربية ممن يدسون انوفهم في كل زاغور يجدون فيه مكمنا