أسئلة الى البرلمان العراقي تنتظر الإجابة
د. عمر الكبيسي
(4)
أنتم في الخضراء المعزولة ! والشعب
يحميه الله في ساحة التحرير !!.
1. دستوركم الذي تدعون
كتابته بهتانا وأقريتموه بعجالة وألزمتم انفسكم
بتعديله بنص فيه خلال فترة محددة ولم تفعلوا , بأي مبرر وعذر تسوغون اقتراف
جريمة مخالفته ؟ مع انكم جميعا تعترفون بأهمية تعديله ولم تعدلوه ! . دستوركم على
علاَّته لا يحرم الشعب من التظاهر في ساحاته الوطنية ولا يبرر ان يقتل او يقمع
المتظاهرون والمعتصمون سلمياً . لدينا شهداء وجرحى وسجناء ومعتقلون
, ماذا فعلتم من أجلهم ؟ .
2. انتم في البرلمان والحكومة والرئاسة الحالية و السابقة وعوائلكم وحماياتكم وفرتم احتياجاتكم من مدارس وجوامع ومطاعم وفنادق
ومناطق ترفيه ومقرات وصالونات , احتليتم المنطقة الخضراء واغتصبتم امتداداتها
وأحيائها المحيطة بها واختصرتم كل العراق بها فاصبحت هي وطنكم وأرض رباطكم ! منها
تقررون ومنها تحكمون ومنها تنطلق مفارز المداهمات وأوامر الاعتقالات وفيها أسستم
لسجون سرية وغرف تعذيب وانتهاكات ولا تنسوا ايظا ما موثق من معلومات عن التاسيس
فيها لبؤر الدعارة واللهو والنخاسة منذ احتلالها , أي نص او تشريع في الدستور او
القوانين التي استحدثتموها يبيح لكم ذلك ؟ هل صيغة وجودكم فيها صيغة احتلال او
تاجير او عقد او امتياز ؟ من أباح لكم ذلك ؟ . هنالك اعضاء مجلس حكم و وزراء
وبرلمانيون وقادة جيش ومستشارون ومدراء خصصت لهم مساكن في المنطقة الخضراء عندما
كانوا مسؤولين خرجوا من مسؤولياتهم ولم يخرجوا من المنطقة الخضراء ! هل اصبحوا
ملاكيها ؟ يسكنوها اليوم لقاء ماذا ؟ اذكروا لي اسم واحد منهم فيها لا يملك سكنا مرفهاً في عمان او دمشق او
دبي او طهران او لندن او مدن اخرى ؟
3. داخل محمية الخضراء المحصنة
تتنقلون بمعية حشود افواج حماياتكم ومواكب آلياتكم المدرعة منكم من له مئة سيارة
حماية , اما إذا حان موعد عطلة نهاية الاسبوع وتوجهتم مجاميعا وانفارا الى المطار ,
فحدث ولا حرج عن أزمات المرور وسد الطرق
والجسور لتأمين سير مواكبكم, من أي لكم كل
هذه الإمتيازات ؟ وأي تشريع او قانون يبيح لكم ذلك ؟
4. عندما يتظاهر شبابنا
العاطلون والمهمشون ونساؤنا الأرامل وعوائل السجناء والمفقودين وعجائزنا وشيوخنا
ومرضانا بلا معين او ضمان في ساحة التحرير ذات النصب الشهير والتاريخ الإرثي
المعهود سياسيا ونضاليا وبطريقة سلميّة وانتم تسيرون الآليات وجيوش
مجهزة بآخر ما انتجته التقنيات من وسائل
منع الشغب والمظاهرات تحاصرهم من كل جانب ومن يفلت من هذا الحصار ويصل الساحة تبدأ
عناصر التحرك السريع بحجز هويته او استفزازه او خطفه من الساحة في حين تقطع الجسور
وتشاهدون منظر تلك الحشود العسكرية التي تقطع جسر الجمهورية وشوارع ساحة التحرير بحواجز كونكريتيه وبشرية
متعددة تبدو مستقتلة لمنع المتظاهرين بشتى وسائل القمع كي لا يتمكن المتظاهرون
الوصول الى الساحة ,ألا تهزئون بهذا
المشهد ؟ هل هذا المشهد هو أحد معالم الديمقراطية التي اسس لها الاحتلال وحكوماته
وجاءت بكم للسلطة ؟ . نقل لي عندما اسقط
المتظاهرون ثلاث قطع من الكتل الكونكريتية على جسر الجمهورية كمحاولة لكسر الحصار
عنهم , اهتزت محميتكم وحكومتكم وانسحب الأزلام من المحمية الخضراء متنكرين وأخفوا
اسلحتهم في منافذ التبريد !. وامام كل هذه المشاهد المتكررة على مدى الجمع الثمان
المنصرمة لم يصدر مجلس النواب بيانا ولم يعقد اجتماعا او تجري مناقشة بشأن هذه
التظاهرات وشرعية المطاليب الشعبية , هل مثل هذه المواقف من التظاهرات الشاملة موقف
شعبي وطني ؟ أليس المطلوب هو موقف يساند مع من انتخبكم ؟ هل يشرفكم ايها النواب
تكليفكم بالذهاب الى المحافظات لمنع خروج هذه المظاهرات بتكليف من المالكي ورئيس
البرلمان بشتى الوسائل ؟ هل يشرف النواب والمسؤولين شراء ذمم وجهاء العشائر
والمجتمع لمنعهم من التظاهر بالوعود والنقود ؟ ألم تكن هذه مهمة ايفاداتكم الى
المحافظات ؟ لماذا التناقض في الخطاب بين ماهو معلن وبين ماهو دفين لدى البعض منكم
؟ الشعب ضد التمديد لبقاء الاحتلال الأمريكي
والشجاع منكم هو من يعلن موقفه بكل شفافية و وضوح , لماذا لا يعلن قادة كتلكم
ومن ضمنهم المالكي نفسه موقفه الثابت من قضية الموعد المحدد للإنسحاب الكامل
للإحتلال ؟
5. الصدريون اعلنوا
موقفهم من خلال مرجعيتهم وتظاهرتهم (التي سمحت لها الحكومة في ساحة المستنصرية ولم
تفرضها عليهم في ملعب الشعب او في الزوراء كما تريد ان تفرضها على المتظاهرين في
ساحة التحرير ) انهم ضد التمديد ومع نزوح المحتل وهددوا بإخراجه بسلاح جيش المهدي
والمعارضة السلمية إذا لم يخرج بموعد معاهدة الخنوع المحدد ومع ان التهديد بجيش
المهدي كان يفترض أن يرافقه الاعلان عن حرمة الدم العراقي والاعتذار عما ارتكبه
هذا الجيش بحق الكثير من الابرياء العراقيين
على الأقل كتعبير عن حسن النية , لم يتم الرد عليه من المالكي ولا الكتل
السياسية في حين يكرر المالكي وساسة عديدون تحذيرهم للشباب وإنذارهم للطلبة والمتظاهرين من التظاهر
كما دعى المالكي في حينها أمهات الشباب لمنع ابنائهن من المشاركة في التظاهر ,
أليس في هذا الأمر غرابة ؟ أليس هذا التناقض في المواقف نمط من الكيل بمعيارين ؟ .
6. والكيل بمعيارين لمجلس
النواب والحكومة لا ينطبق فقط على احداث الساحة العراقية لقد ثبتت الاحداث
والمتغيرات الجديدة في الساحة العربية مواقف متناقضة للبرلمان والحكومة والإعلام العراقي بشكل فاضح تمثلت في التعامل مع مظاهرات البحرين واليمن اذا ما قورنت بالمواقف من مظاهرات سوريا على
سبيل المثال مع ان احداث سوريا تمس بالوضع والأمن العراقي اكثر من أي قطر آخر
اجتاحته المظاهرات واكثرها خسائر بالأرواح إذا ما قورنت بالبحرين , كما ينطبق
الأمر كذلك على قضية ضحايا معسكر أشرف
وملابساتها ودمويتها والتي كان ولا يزال عدد كبير من أعضاء البرلمان يشجبون وضعهم
الكارثي ومن بينهم نائب طلب تعليق اعمال مجلس النواب حداداً على أحداث البحرين
بحماس كبير لكنه لم يتحدث هذه المرة عن دموية معسكر أشرف !. ألا تثير هذه المواقف
كثير من الأسئلة عن ازدواجية وانحيازية
وتناقض البرلمان في المواقف ؟ ألم ينعكس موقف البرلمان والسلطة من أحداث البحرين
على موقف دول الخليج من قضية عقد مؤتمر القمة
في بغداد على سبيل المثال والذي كان البرلمان والسلطة و وزارة
الخارجية متحمسين لإنعقاده بموعده وتم صرف مبالغ مالية كبيرة من أجله
؟ , مع اني شخصيا اعتقد ان عقده في بغداد المحتلة يشكل مثلبة عربية ما كان
لها ان ترتكب وحمدا لله على عدم انعقاده !.
7. أيها البرلمانيون , الشعب
العراقي عبَّر بشكل واضح من خلال مظاهراته بالمطالبة بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين
والمعذبين وطالب برحيل الاحتلال الامريكي دون تجديد او تمديد وطالب بالخدمات
الاساسية للحياة ومعالجة البطالة والقضاء على الفساد وقد كانت هذه المطالب جزءاً
من برامج كتلكم قبل ان تُنتخبوا , لماذا عندما تنصبتم تنكرتم لمطالب تظاهراته ؟ . حين
وعد المالكي بمهلة مئة يوم للإستجابة وتحقيق المطالب قال عدد كبير منكم إنها لن تحقق حتى بمئة عام , وفعلا مضت نصف الفترة بلا مظاهر
للتغيير , ربما تم إخراج ألف معتقل سابق بعد التظاهر كما أعلن , لكن ماحدث هو
اعتقال اضعاف من خرجوا من معتقلين جدد خلال فترة التظاهرات ! والأمن مضطرب, والكفاءات
تحصد وتهجَّر, والوزارات الأمنية ما زالت شاغرة
ولا دور لها بما يجتاح العراق من عنف , ومناصب نواب الرئيس لا أسبقية لها , ومجلس
السياسات اندثر , والمظاهرات تتزايد وتتحول الى اعتصامات ,وما اعتصام الموصل
الحدباء والتفاف الجماهير حوله الا بداية
اعتصامات ستعم البلاد جميعا بسبب شمولية
الظلم والفساد وتدهور الخدمات في عموم القطر , ما ردود فعلكم لهذه الأحداث ؟ متى
نسمع اصوات برلمانية تتكلم او تبادر بردة فعل
يناسب الحدث ؟ متى تقفون الى جانب
شعبكم ؟ وتغادرون مواقع الضعف والتناقض والامتيازات ؟ ألا يحق للمتظاهرين ان
ينكسوا اصابعهم التي انتخبتكم تعبيرا عن ندمهم وأسفهم ؟ ألا يحق لهم أن يوصموا
المالكي بالكذب والبرلمان والحكومة بالإبتزاز والإختلاس ؟ وعندما لا يجدوا منكم
أذناً صاغية ألا يحق لهم ان يسقطوكم ؟ .
8. أيها المسؤولون
والبرلمانيون : شعبنا عندما يتظاهر ويعتصم في ساحات التحرير والاحرار وساحات
المحافظات والمدن , يفعل ذلك بسبب المعاناة والحرمان والألم ينشد الخلاص والتحرير
, لم يخرج للعبة قدم الى ملعب الشعب ولا الى نزهة الى منتزه الزوراء كما تريد
الحكومة وقيادة قوات بغداد وناطقها قاسم عطا ان يحصروا التظاهرات في بغداد بها . ساحة
التحرير والاحرار ساحات الشعب لا تبديل ولا تغيير للتجمع فيها يعلوهم نصب الحرية ومنها ستنطلق الجماهير للتغيير والتحرير , اما
انتم فلن تفلتوا من غضب الشعب وثورته , محمية الخضراء كما تعرفون لم تحميكم من
ضربات وصواريخ المقاومة الباسلة ,انتم تعرفون كم مرة هزمتكم هذه الضربات وتراكضتم
الى ملاجئكم التي لم تحميكم هي الأخرى !.
الشعب باقٍ يتظاهر في
ساحة التحرير ومقبرتكم ستكون المنطقة الخضراء التي لن تحميكم إن لم تعودوا الى
شعبكم وتلتحقوا به في ساحاته . فهل انتم فاعلون ؟.
16 نيسان 2011 .
