المكتب الاعلامي
عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60683 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
| موضوع: موسوعة الحرب الأمريكية على العراق جاسم الشمري – العراق الإثنين أبريل 30, 2012 5:49 pm | |
| موسوعة الحرب الأمريكية على العراق جاسم الشمري – العراق أعجبتني كثيرا (موسوعة الحرب على غزة) التي صدرت مؤخراً، التي تناولت أحداث الحرب الهمجية الصهيونية على أهلنا الصابرين في غزة هاشم، غزة الصمود والتحدي، وذلك حينما انطلقت الوحشية الصهيونية بهمجية وحقد كبيرين لتضرب يوم السبت 27 ديسمبر 2008، الأبرياء في كل مكان طالته، هي جريمة مع سبق الإصرار والترصد تلك التي شنتها القوات الإسرائيلية بكل عنجهيتها، بكل صلفها وطغيانها.. حشدت الطائرات، وجمعت جنودها ودباباتها؛ لتحصد أرواح آلاف من الأبرياء، قصف وتدمير، دك وتفجير، كل الأسلحة اليوم تحت الاختبار، المحرمِ منها والمحظور.. وتقول الموسوعة في زاوية إحصاءات وأرقام وتضمنت بيانات وأسماء كافة الشهداء، والبالغ عددهم (1464) شهيداً، فيما كان عدد الجرحى (5330) جريحاً، وبينت الموسوعة توزيع الشهداء والجرحى وكافة الخسائر المادية الأخرى جغرافياً في قطاع غزة، بالإضافة إلى نوع الإصابة، ووقت الاستشهاد في ملف من (135) صفحة، وكذلك تضمنت الموسوعة الخسائر المادية التي تجاوزت وفق التقديرات المبدئية ثلاثة مليارات دولارات، وتقول الموسوعة أن العدوان الصهيوني الهمجي قد دمر:- - أكثر من (20) ألف منزل - و (60) مدرسة - و(30) مركزاً للشرطة - و (20) مسجداً - و( 15) مقراً وزارياً - و( 68) مؤسسات حكومية - و (31) مقراً لمنظمات غير حكومية - و (53) مؤسسة تابعة للأمم المتحدة بينها ( 37) مدرسة كانت تستخدم (6) منها كمآوٍ طارئة - و (60) مؤسسة صحية - و (15) مشفى صحي - و( 29) سيارة إسعاف - و( 16) من أفراد الطواقم الطبية - فقد (40) ألف شخص وظائفهم في القطاع الزراعي - و (90) ألف شخص في القطاعات الأخرى - علاوة على معظم شبكات المياه والكهرباء والاتصالات - وأكثر من (1500) محل تجاري. وبحسب الموسوعة فان العدو الصهيوني قد استخدم في الحرب طائرات الأباتشي – طائرات (F16)، وطائرات (F15). وتم استخدام الأسلحة الفسفورية، وكذلك دبابة الميركافا وناقلات الجند، والبوارج الحربية، والبرمائيات، بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع، وكأن الصهاينة يقاتلون جيشاً نظامياً في غزة، وهم على الرغم من كل هذه القسوة خسروا الحرب نفسياً ومعنوياً وخرجت غزة رغم كل الجراح قوية منتصرة. الصهاينة استخدموا في حربهم الهمجية هذه أكثر من مليون كيلوغرام من القنابل والصواريخ والمتفجرات ألقتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال (2500) غارة جوية شنتها - وشارك فيها نصف سلاح الجو الإسرائيلي وذلك وفقا لمصادر من القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي. هذه الكميات الهائلة من المتفجرات لا تشمل ما أطلقته المدفعية والدبابات وألوية المشاة البرية والمدمرات وسفن الصواريخ في سلاح البحرية الإسرائيلي مما يعني أن حجم ما ألقي من متفجرات على غزة ربما يفوق عدة ملايين من الكيلوغرامات - كثير منها كما تشير التقارير أسلحة غير تقليدية مثل القنابل الفسفورية والدايم وربما بعض القنابل ذات الرؤوس النووية التكتيكية الصغيرة المشبعة باليورانيوم. وفي الوقت الذي نبارك فيه هذا الجهد المميز الذي يعكس حقيقة الإجرام الصهيوني، فإنها مناسبة ملائمة للدعوة لموسوعة عراقية تسجل فيها حجم الإجرام الأمريكي على العراق والعراقيين. وجهدي في هذا العمل يتلخص في جمع بعض ما وجدته من إحصائيات هنا، أو هناك تعكس حجم الخراب والدمار والقتل والنهب والتهجير والتغييب والإعدامات خارج نطاق القانون. الإحصائية الأولى ذكرتها دراسة مسحية أجرتها مجلة لانسيت الطبية البريطانية ونشرت في نهاية عام 2006، حيث بينت الدراسة أن (655000) عراقي قتلوا منذ بداية الغزو الأمريكي في 19 آذار مارس 2003، وحتى 11 تشرين ثاني أكتوبر 2006. وبالعودة إلى بعض الموسوعات الموجودة حاليا نجد أن الموسوعة الحرة تذكر أن هذه أرقام حسب إحصاءات الثامن من نيسان/ أبريل 2007، أن عدد القتلى من المدنيين العراقيين الذين ثبتت وفاتهم بوثائق شهادة الوفاة (90) ألف و(147) مدنياً. اما حصيلة القتلى من المدنيين العراقيين بدون وثائق شهادة الوفاة فقد بلغت أكثر من (47) ألف و(62) مدنياً، إلى (52) ألف و (142) مدنياً، وان نسبة الدقة في هذه الإحصائيات هي (95%). وهذه الأرقام الذي ذكرتها الموسوعة الحرة ذكرت من قبل الأمم المتحدة ولكن بنسبة اقل حيث بينت المنظمة الدولية أن نحو( 34000 )عراقي قتلوا خلال عام 2006 فقط. وفي نهاية شباط/ فبراير من عام 2007، نشرت دراسة مهمة حول الحرب الأمريكية المدمرة في العراق، وتم إعداد هذه الدراسة – حينها- من قبل البروفيسور الأمريكي (جوزيف سيتجليز) في جامعة كولومبيا، والفائز بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2001 مع زميلته الأستاذة لينزا بليميس في جامعة هارفارد، وتطرقت الدراسة لحجم الخسائر البشرية والاقتصادية على الجانبين الأمريكي والعراقي. وذكرت الدراسة ان عدد القتلى العراقيين قد وصل حتى نهاية عام 2006، إلى يزيد على السبعمائة ألف قتيل،فيما وصل عدد اللاجئين إلى أكثر من ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف لاجئ. وأظهرت الدراسة أن عدد الوفيات من الأطفال العراقيين تحت سن الخامسة ما يزيد على السبعمائة ألف طفل مع بدء الاحتلال للعراق في حين توفي مليون ومئتا ألف طفل تحت سن الخامسة في سنوات الحصار على العراق ما بين أعوام 1990- 2003. وفي الأول من شباط/ فبراير 2009، نشر موقع "ألترنت" الأمريكي المعارض للحرب الأمريكية على العراق تقريرًا يفيد بأن حرب بوش على العراق أسفرت عن مقتل مليون نسمة، وكذلك تشريد نحو ( 4.5) مليون، وما يقرب من اثنين مليون أرملة، وخمسة ملايين يتيم. وحسب الموقع الأمريكي ذاته فإن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك حوالي (4.5) مليون مشرد عراقي، أكثر من نصفهم لاجئين، أي حوالي واحد من بين كل ستة مواطنين. و5 % فقط اختاروا العودة إلى ديارهم خلال العام الماضي، وهي فترة انخفاض العنف من مستوياته العالية من 2005 إلى 2007. كما تشير التقارير إلى صعوبة توفير الرعاية الصحية والمياه النظيفة وتشغيل المدارس والوظائف، ووفقا لليونيسيف، فإن العديد من المحافظات تفيد بحصول أقل من 40 % من الأسر على المياه النظيفة، وأن أكثر من 40 ٪ من الأطفال في البصرة، وأكثر من 70 % في بغداد لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة. وأوضح الموقع الأمريكي أن الوفيات الناجمة عن تلك الحرب مرتفعة جدًا، حيث أجريت العديد من الدراسات الاستقصائية بين عامي 2004 و 2007، وكانت نتيجة إحدى الدراسات الاستقصائية التي تمت في منتصف عام 2006، وجود حوالي (650) ألف وفاة بسبب الحرب، فيما أسفرت دراسة أخرى عن (400) ألف وفاة. وأضاف أن منظمة "تعداد الضحايا العراقيين" اللندنية، وهي منظمة غير حكومية، أجرت إحصاءًا أسفر عن أن عدد قتلى الحرب 100 ألف، أي أكثر من ضعف الرقم الصادر في 2006، وهذه الدراسات تحصي فقط الوفيات الناتجة عن الحرب. وقالت المجلة إن أحدث إحصائية، في الوقت الحاضر، تقدر عدد الوفيات الناجمة عن الحرب ما بين (800) ألف و (1.3) مليون وذلك مع اقتراب الذكرى السنوية السادسة للحرب. وفي يوم 6 كانون الثاني/ يناير 2012 ، ذكرت صحيفة الوفد المصرية أن دراسة إستراتيجية أعدها مركز صقر للدراسات الإستراتيجية في العاصمة بغداد وهو مركز تأسس من مجموعة من الخبراء منذ عام 2004، كشفت حجم الخسائر البشرية والاجتماعية الاقتصادية التي منيت بها العراق على أيدي الأمريكان، بفعل غزو البلاد منذ مارس 2003 وحتى الآن، بما في ذلك عدد الضحايا الذي يزيد 12 مرة على الأعداد التي تعلنها أمريكا رسميا. وقالت الدراسة إن العالم يفتقر إلى معرفة الحقائق وما جرى على ارض العراق من كوارث إنسانية وملفات كارثية خلفها غزو العراق بقرار من مجرم الحرب بوش وتابعه البريطاني بلير اللذين خدعا الرأي العام العالمي وشعوبهما وذهبا لغزو العراق المحاصر منذ أكثر من 12 عاما. وأكدت الدراسة أن هناك إحصائيات مخيفة، وأرقاما فلكية تبرز حجم المحرقة العراقية والضحايا البشرية والمادية والمعنوية، وحرب الإبادة التي تعرض لها العراق تحت يافطة نشر الديمقراطية ومحاربة الإرهاب، وان عدد القتلى بلغ مليونا ونصف قتيل بينهم مليون وثلاثمائة ألف برئ من المدنيين. كما خلفت الحرب أكثر من اثنين مليون يتيم، وأثنين مليون أرملة، وأكثر من خمسة ملايين مشرد فضلا عن مئات الآلاف الذين تعرضوا لسوء المعاملة والتعذيب في السجون ومراكز الاعتقال، وان آلاف اختفوا أو وقعوا ضحايا للقتل خارج نطاق القانون. وقالت الدراسة إن 56% من الضحايا قتلوا نتيجة للرصاص الأمريكي، و23% بسبب السيارات المفخخة، و13% بالقصف الجوى، و14% نتيجة القصف بالمدافع الثقيلة والدبابات، وان 4% من السكان لا يعرفون سبب قتل ذويهم على هذا النحو وان العراق يفقد الآن 3% من سكانه. وهناك أيضا (80) ألفا من المفقودين، و(340) ألف سجين ومعتقل سواء في سجون المحتل الأمريكي أو ما يسمى إقليم كردستان، ونسبة 95% من المساجين تم اغتصابهم وهتك عرضهم، نظرا لعلم الأمريكان بأهمية الشرف لدى العرب، خاصة اغتصاب النساء المحسوبات على التيارات الإسلامية. وقد تم تهجير(77و2) مليون عراقي في الداخل، بينما هاجر 3 ملايين إلى الخارج، واضطر أكثر من مليون طفل إلى ترك المدارس والنزول إلى أسواق العمل لتوفير قوت أسرهم، و28% من الأطفال يعانون من سؤ التغذية، و10% من أمراض مزمنة. كما يوجد الآن مليون طفل معرضين لخطر الألغام، فيما أصيب بهذه الألغام 8 آلاف شخص، ويوجد بالعراق الآن (20) مليون لغم ارضي، و(66و2) مليون قنبلة عنقودية حول حقول النفط العراقي والأراضي الزراعية، وتغطى مساحة (1730) كيلو مترا مربعا. كما كان للاحتلال انعكاسات رهيبة على الحالة الاجتماعية والتفكك الأسري، فارتفعت معدلات الطلاق بنسبة 75%، كما نهبت آثار العراق وبلغ عدد القطع الأثرية المسروقة (7و1) مليون قطعة، كما لم ينج الإعلام أيضا من براثن الاحتلال، فأصبح هناك (220) صحيفة ممولة من أجهزة المخابرات الأجنبية، و(45) قناة تليفزيونية ممولة أيضا من تلك الأجهزة الأجنبية. وانتهت الدراسة إلى أن الغزو العراقي وهو يكاد يرحل تماما بجنود، خلف وراءه الاحتقان العرقي والطائفي بين طبقات الشعب, وترك وراءه (55) كيانا سياسيا متصارعا، و(43) ميليشيا مسلحة تابعة للأحزاب، و(126) شركة أمنية تدار من أجهزة المخابرات الأجنبية، وتركت فسادا كاملا في هياكل الدولة الإدارية والمالية. لقد حاولت في الجزء الأول من هذا الموضوع تحفيز الآخرين للكتابة في هذا الملف الخطير، الذي ربما يحاول بعض المنتفعين تغييبه عن الساحة، إلا إنني للأسف الشديد لم أر أية مواضيع بهذا الخصوص على حد اطلاعي. على العموم، واستكملاً للأمانة التي حاولت عرضها للعالم، انقل لكم بقية ما توفر لدي من ملفات بخصوص الحال المأساوي في العراق، وكما وقع في الجزء الأول، فان دوري هو الجمع فقط، مع بعض التعليقات البسيطة، وكذلك فان ما جمعته يمثل الفترة الممتدة من بداية العام الحالي، إلى النصف الأول من شهر شباط/ فبراير من هذا العام 2012، حتى لا يقال إن أمريكا رحلت، وإنكم تتحدثون عن الماضي.
إجرام الشركات الأمنية
البداية مع اعتراف الفريق ( حسين كمال ) وكيل وزارة الداخلية الحالية لشؤون الاستخبارات في العراق، في يوم 4/2/2012، بتورط عدد من الشركات الأمنية الأجنبية في نشاطات غير شرعية لمصلحة أمريكا والكيان الصهيوني، وأن حملة التفتيش التي طالت عدداً من مكاتب الشركات الأمنية الأجنبية العاملة في العراق، أسفرت عن ضبط أسلحة ومعدات محظورة، وأن التقرير الاستخباري السري الذي تلقته الحكومة عن عمل الشركات الأمنية والمكون من أكثر من (200) صفحة تضمن معلومات تؤكد وجود أسلحة ومعدات ومواد يمكن استخدامها لصنع المتفجرات، في مقار هذه الشركات، واعترافات بتنفيذ اغتيالات ضد المسؤولين، وأن من بين المضبوطات التي استولت عليها القوات الأمنية الحكومية بنادق قنص تستخدم في التصفيات الجسدية ورمانات يدوية وقاذفات صواريخ وبنادق رشاشة متوسطة . وأكد كمال أن عدد الشركات الأمنية الأجنبية التي وردت أسماؤها في التقرير بلغ أكثر من عشر شركات يديرها عراقيون وأجانب، وأن عناصر الموساد الصهيوني الذين يعملون مع تلك الشركات متورطون في اغتيال ضباط في الجيش والشرطة الحكوميتين، كما جندوا مجموعة من الضباط لتسريب معلومات أدت إلى إجهاض عمليات دهم وتفتيش لمقار الشركات الأمنية. وخلص الفريق ( حسين كمال ) إلى القول إن " التقرير تضمن أيضاً صوراً لخبراء متفجرات في ساحة أحدى الشركات الأمنية داخل المنطقة الخضراء يصنعون العبوات الناسفة الخارقة للدروع، كما أكدت، المعلومات الواردة إلى الحكومة بوجود أرقام عشرات الشاحنات التي أخلت مواقع الشركات من الأسلحة والمعدات والأجهزة المحظورة قبل عملية الدهم الأخيرة ، وأن المعلومات الواردة إلى جهاز الاستخبارات الحكومية تؤكد وجود مخطط لإثارة البلبلة في منطقة الفرات الأوسط من خلال اغتيال عدد من شيوخ القبائل المعروفين".
العنف الأمريكي في العراق
وفي يوم 3/2/2012، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً عن غزو العراق، نقلت فيه وجهة نظر عدد من خبراء القانون الدولي والسياسة العراقية والشؤون العسكرية والأمن القومي لتقييم أهمية وثائق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاكون" التي نشرت على موقع "ويكيليكس". ونقلت عن الخبراء قولهم: إن هذه الوثائق لا تكشف فقط أساليب العنف والتعذيب التي أعقبت غزو العراق، لكنها أيضا تدل على الاستقرار غير المتوازن للعراق. ونقلت الصحيفة البريطانية عن أستاذ القانون الدولي في جامعة لندن توبي دودج قوله: إنه على الرغم من الجدل السياسي الكبير الذي أثارته هذه الوثائق، إلا أنها لم تنجح في إشعال الغضب الشعبي، فقد اعتاد الشعب العراقي العيش في مناخ غير مستقر وفي أجواء سوء المعاملة من المليشيات أو الشرطة والجيش منذ عام 2003، ولفت دودج إلى أن سجلات الحرب تؤكد ما عاناه العراقيون على مدى سبع سنوات مضت. من جهته، اعتبر الدكتور فيليب ساندز، وهو مؤلف كتاب (فريق التعذيب) أنها وثائق مقلقة للغاية، ويجب التدقيق فيها.
الفساد يشكل أكبر تهديد للعراق
وفي يوم 3/2/2012، أكد تقرير صادر عن مكتب لجنة المفتش العام الأمريكي الخاص بما يسمى "إعادة إعمار العراق" وموجه إلى الكونغرس أن العراق هو أحد أقل دول العالم قدرة على ضبط حالات الفساد الإداري والمالي، وأن الفساد يمثل تهديداً كبيراً على العراق، زاعما أنه دفع رئيس الحكومة الناقصة غير الشرعية نوري المالكي إلى "عدّه وجها آخر من أوجه الإرهاب"، حسب تعبيره. التقرير أكد أن القضية تتعلق بعدم كفاية الأنظمة القانونية التي وضعها الاحتلال الأمريكي البغيض بعد غزوه العراق عام 2003، وكذلك الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها الموظفون المسؤولون عن كشف الفساد في مواجهة حالاته الكثيرة لا سيما عندما يحدث من مسؤولين كبار في الدولة الراهنة التي وضع أسسها الخطيرة وسياساتها التخريبية الاحتلال الأمريكي الحاقد نفسه، وسار عليها أعوانه على مدى حكوماتهم الخمس المنصبة تحت سلطته منذ نحو 9 سنوات.
فساد ملف الاعمار
وفي يوم 31 /1/2012، اتهم تقرير أصدره مكتب المفتش العام الأمريكي الخاص بما يسمى "إعادة إعمار العراق"، وهو مرصد حكومي، وزارة الدفاع "البنتاكون" بأنها عاجزة عن كشف مصير ملياري دولار من الأموال العراقية في أعقاب الغزو البغيض عام 2003. ونقلت مصادر صحفية عن التقرير قوله: إن المراجعة التي أجراها مكتب المفتش العام الأمريكي خلصت إلى أن وزارة الدفاع "البنتاكون" لا يمكنها كشف مصير نحو ثلثي مبلغٍ مقداره نحو 3 مليارات دولار من أموال "صندوق تنمية العراق، وأنه بحسب تلك المراجعة، فإن تلك الأموال وضعتها الحكومة المنصبة بالعراق تحت تصرف وزارة الدفاع الأمريكية لدفع بدلات عقود أبرمتها ما تسمى "هيئة التحالف المؤقتة" التي تولت إدارة شؤون العراق ما بين 2003 و2004 من عمر الاحتلال الحاقد. وأوضح التقرير أن القسم الأكبر من الأموال - وقدرها 2.8 مليار دولار- جرى إيداعه في حساب مصرفي بمجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بينما أودع 217.7 مليون دولار في خزانة القصر الرئاسي ببغداد، وأن "البنتاكون" دفعت نحو 2.7 مليار دولار من الحساب المصرفي سحبتها من الحساب، لكن لا يوجد أي توضيح عن الدفعات أو وثائق مالية مثل فواتير أو غيرها، وأن الموافقة الخطية من الحكومة المنصبة حينها في العراق كانت وحدها ضرورية للقيام بالدفعات، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع تمكنت من تبرير استخدام نحو مليار دولار فقط.
بضائع مستوردة بدون فحص
وفي يوم 29 /01 /2012، اعترف مسؤولون في وزارتي الصحة والتخطيط التابعتين لحكومة المالكي الناقصة غير الشرعية بأن أغلب البضائع والسلع المستوردة لا يخضع للفحص في المنافذ الحدودية، وأن المنافذ الحدودية ما زالت تفتقر إلى البنى التحتية لفحص البضائع، يضاف إلى ذلك ضعف التشريعات المتعلقة بالاستيراد وعمليات الفساد في المنافذ الحدودية التي تؤدي جميعها إلى دخول الأغذية الفاسدة والسلع الرديئة وتداولها في الأسواق. وطالب مصدر مسؤول في وزارة الصحة باستحداث ما سماها "هيئة وطنية لسلامة الأغذية" تضم جميع الإطراف المعنية، وتقوم بإعداد إستراتيجية للسيطرة على دخول الأغذية عبر المنافذ الحدودية ومتابعة تداولها في الأسواق المحلية؛ معللا ذلك بأن قسم الرقابة الصحية التابع للوزارة لا يستطيع بمفرده مراقبة كميات الأغذية الكبيرة المتداولة في الأسواق. فيما عزا جهاز التقييس والسيطرة النوعية في وزارة التخطيط الحالية أسباب دخول البضائع والسلع الرديئة إلى ضعف التشريعات المتعلقة بالاستيراد، حسب تعبيره.
تجارة المخدرات
وفي يوم 29 /01 /2012 أفاد مصدر في الشرطة الحكومية بمحافظة بابل بأن قوة أمنية اعتقلت ثلاثة تجار بالمخدرات، وضبطت بحوزتهم 50 ألف حبة مخدرة خلال عملية نفذتها وسط مدينة الحلة.
واشنطن حملت معها 20 ألف وثيقة استخبارية
وفي يوم 28 /01 /2012، كشف مصدر مطلع في وزارة الخارجية التابعة لحكومة المالكي الناقصة غير الشرعية أن الأميركيين نقلوا معهم قرابة 20 ألف وثيقة رسمية تمثل أرشيف ملفات النظام السابق أثناء احتلالهم العراق عام 2003، وأن هذه الوثائق الرسمية تضم وثائق تخص تقارير حزب البعث المنحل الاستخبارية وملفات دائرة الأمن العامة وملفات استخبارات الداخلية وجهاز الأمن الخاص وجهاز الأمن القومي التي استولت عليها قوات الاحتلال الأميركي إبان اجتياح العراق عام 2003. وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح له أن بعض تلك الوثائق جرى الحصول عليها عن طريق شخصيات سياسية أو مواطنين لا سيما وان قوات الاحتلال الأميركية وفريق الـ"سي اي ايه" دفعا مبالغ كبيرة للحصول عليها وشرائها، وأن تلك الملفات اتخذت أشكالا عدة كالأقراص المدمجة (سي دي) أو الملفات الورقية التي جرى تحويلها إلى ملفات (بي دي اف) بعد تدقيقها ومطابقتها، وأن الأميركيين أصروا على منع وصول هذه الملفات إلى أيدي الحكومة الحالية أو السابقة أو اي من الأحزاب السياسية المتنفذة حاليا في حكم البلاد.
الألغام
أعلن وكيل وزارة البيئة للشؤون الفنية كمال لطيف يوم 3/2/2012، أن الوزارة بدأت بأجراء مسوحات لتحديد حجم الأراضي الملوثة بالألغام والمقذوفات غير المنفلقة والقنابل العنقودية، وأن وزارته بدأت بعملية إجراء مسح للأراضي الملوثة بالألغام والمقذوفات غير المنفلقة والقنابل العنقودية في العراق،وأن “المسح يقود إلى تحديد الأراضي الملوثة وليس لتحديد عدد الألغام فيها”. وأوضح أن “هناك مفهوما خاطئا يشير إلى أن هناك تحديدا لعدد الألغام في العراق”، مبدياً استغرابه “من تبني بعض الجهات لأرقام تشير إلى عدد الألغام في العراق”. وأضاف أن “وزارة البيئة لا تتحدث عن أعداد الألغام أو المقذوفات غير المنفلقة أو القنابل العنقودية بل تتحدث عن مساحات من الأراضي ملوثة بهذه المواد”. وسبق أن حذرت منظمة الأمم المتحدة من خطورة انتشار تلوث بيئي في العراق في حال عدم الاستعانة بطرق غير حديثة وغير صديقة للبيئة. وبحسب تقارير الأمم المتحدة المختصة بملف إزالة الألغام فأن العراق يتحاج إلى (19) ألف مزيل حتى يتمكن خلال مدة وأقصاها عشر سنوات لإزالة جميع الألغام في العراق.
التشوهات الخلقية
وفي يوم 9/1/2012، نقلت صحيفة المواطن العراقية عن صحيفة داوونغ ستريت الأمريكية كذلك تقريراً مترجماً مخيفاً حول التشوهات الخليقة بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث أخذت الدكتورة سميرة العاني أخصائية الأطفال في مستشفى الفلوجة العام على عاتقها عملية التحري عن سبب تصاعد حالات العيوب الولادية لدى الأطفال في أعقاب العمليات العسكرية الأمريكية منذ عام 2005 حيث تقول وهي تعرض صورا لحالات ولادية شاذة: إن أنواع العيوب تتراوح ما بين عيوب القلب الخلقية إلى حالات العيوب الجسدية الحادة وكلا منها بأعداد لا يمكن تصورها، وأنه حتى تاريخ الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 2009، تم تسجيل (677) حالة من العيوب والتشوهات الولادية وارتفع العدد بعد ذلك إلى (699) حالة، وأنه لا يوجد حتى مصطلح طبي لوصف البعض من تلك الحالات لأننا لم نرها من قبل لذا فحينما أقوم بالوصف فانا اصف فقط التشوهات الخلقية لكنني غير قادرة على إعطاءها مصطلحا طبيا، وأن معظم هؤلاء الأطفال يموتون بعد (20) إلى (30) دقيقة من ولادتهم لكن ليس جميعهم كذلك. عبد الجليل محمود طفل يبلغ من العمر أكثر من أربعة أعوام، ولد عام 2007 يتضمن التشخيص ألسريري له توسع في بطيني القلب ونموهما على الجهة الخلفية الواطئة من ظهره ولا يقدر الأطباء على إزالتهما. عبد الجليل عنده مشكلة تتمثل في عدم السيطرة على عضلاته وهو يكافح من اجل المشي حيث لا يستطيع السيطرة على مثانته كما اخبر والده الأطباء أن لديه مشاكل عصبية حادة ويضيف والده قائلا: إن هذه الحالة تحدث لأول مرة في عائلتنا، لقد عشنا في منطقة تعرضت للقصف بشدة من قبل الأمريكان عام 2004 حيث هبطت قذيفة أمام بيتنا تماما فما الذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية غير تلك القذائف؟
سرطانات ديمقراطية
في محافظة بابل وسط العراق قال الدكتور شريف العلوجي رئيس مركز بابل للسرطان يوم 9/1/2012، إن نسب السرطان تتصاعد في البلاد بشكل مقلق منذ عام 2003، وسبب ذلك يعود لاستخدام اليوارنيوم المنضب من قبل القوات الأمريكية أثناء وبعد الاحتلال، وأن البيئة يمكن أن تتلوث باستخدام الأسلحة الكيميائية واليوارنيوم المنضب نتيجة للحرب فالهواء والماء والتربة تلوثت نتيجة لاستخدام الأسلحة وحينما يكون هناك تماسا بينها وبين البشر تصبح هذه الأشياء سامة ، هذا الأمر جديد بالنسبة لمنطقتنا والناس يعانون منه. هذه هي بعض صور المأساة العراقية، التي خلفها الاحتلال الأمريكي الذي يدعي الانسحاب من العراق، والحقيقة انه المسيطر الفعلي، على مجريات الأمور السياسية والأمنية في البلاد، فيا ترى متى سيعرف العالم حجم الدمار الأمريكي في بلاد القهرين، آسف بلاد الرافدين؟!
وأخيرا أصبح العراق يقع الآن في آخر القائمة للدول التي تتمتع بالأمن والسلم، وموقعها الدولة رقم 144 في هذا التسلسل. هي دعوة لتسجيل جرائم الأمريكان في العراق، في زمن الديمقراطية المزيفة، وبارك الله بكل الجهود التي تصب في هذا المشروع الحيوي. Jasemj1967@yahoo.com
| |
|