ما هي الرسالة التي اوصلها السيد البرزاني الى المالكي بيد مقتدى ولم يفهمها ؟؟

في السبعينيات ارسلت حكومة البعثيين في العراق وفدا
للقاء السيد الملا مصطفى البرزاني ,وصادف ان رئيس الوفد كان جالسا بالقرب
من الملا مصطفى البرزاني بحيث لا تفصل بين الملا وبين رئيس الوفد سوى
وسادة (مخدة) من الريش كانت بينهما,وقد اراد رئيس الوفد التندر بالملا
واطلاق بعض الدعابات الساخرة من الكورد فقال للملا بشيء من السخرية:ملا ما
هو الفرق بين الكوردي والحمار؟.
فاجابه الملا مع نظرة استهزاء وبحكمة عالية: الفرق هو هذه الوسادة!.
لم يستوعب رئيس الوفد ومن معه الاشارة ومغزى هذه الحكمة
لذلك ضحكوا مثلما ضحك الملا من غباء الوفد الذين لم يفهموا انه وصف رئيس
الوفد بانه حمار !!.

ظن البعض ان زيارة السيد مقتدى الصدر لكوردستان العراق
قد جاءت كخدعة استطاع من خلالها السيد مقتدى خداع الساسية الكورد وامتصاص
نقمتهم حين وعدهم بامور يعلم السيد مقتدى جيدا بانها لن تتحقق ليس لان
مقتدى لا يؤمن بتنفيذها وانما لانها اكبر من مقتدى واكبر من المالكي نفسه
خصوصا وان الجميع يعلمون بان مقتدى مجرد بيدق في رقعة شطرنج يتحكم بحركات
قطعاتها السيد خامنئي. ولهذا ايضا جاءت تصريحات التحالف الوطني بمختلف
فروعه بعد اللقاء لتؤكد ان التحالف لن يسحب الثقة عن المالكي وانه سيستمر
في تاييده الى النهاية وهو خلاف كل ما كان يصرح به السيد عمار الحكيم
ومقتدى ,وهو دليل واضح اما على انهم فعلا مجرد بيادق بيد خامنئي او انهم
كانوا يخدعون الشعب العراقي بتصريحات تخالف حقيقة ما يضمرون.
وقد ظن السيد المالكي ان الساسة الكورد قد ابتلعوا الطعم
حين شاهدهم كيف استقبلوا مقتدى الصدر بكل حفاوة وترحيب وكانهم يستقبلون
رئيس احد اكبر دول العالم,ولذلك صرحت كتلة المالكي بعد انتهاء اللقاء بان
مقتدى كان مبعوثا من قبل المالكي ليحمل للساسة الكورد مطالب المالكي,وهو
تصريح ليس له سوى تفسير واحد وهو ان المالكي اراد ان يقول للكورد انكم
خدعتم بمقتدى الذي وعدكم بما لن تروا منه شيئا .
لكن المالكي وهو في نشوة سطوته نسي الاشارة البليغة
والمحرجة التي اراد السيد البرازني والسيد الطلباني ايصالها الى السيد
المالكي حين حرص كليهما على الظهور في مظهر الفرحان والسعيد بزيارة السيد
مقتدى الصدر وكيف انهم تعمدوا ان يظهروا سويا في استقباله مع علمهم بان
ليس بامكان مقتدى ان يقدم لهم اي شيء جدي وحقيقي.
فقد كانت الاشارة البليغة التي لم يستوعبها المالكي ولا
جوقة اعلامه الذي لم يعد له من اعداء سوى الكورد ,كانت الاشارة هي ان
الشعب والساسة الكورد ومن اعلى الهرم القيادي قد استقبلوا السيد مقتدى
ورحبوا به ووفروا له كل متطلبات الحماية والرفاه والراحة رغم
علمهم بانه مطلوب للقضاء العراقي باكثر من قضية ابرزها قضية اغتيال السيد
عبد المجيد الخوئي,ورغم علمهم بخفايا اسرار ملف القضية ودهاليزها,خصوصا
وان السيد عبد المجيد كانت تربطه علاقة قوية بكل من السيدين البرزاني
والطلباني,وبالتالي اراد السيد البرزاني والطلباني ابلاغ المالكي بانهم
استقبلوا مقتدى الصدر ورحبوا به بل واستقبلوه في المطار وصنعوا له مثلما
صنعوا للسيد طارق الهاشمي الذي يتهمه المالكي بانه وراء عشرات عمليات القتل
والارهاب,اي باختصار فان السيد البرزاني رتب المشهد ليظهر وكان
الشعب وساسة الكورد قد استقبلوا مقتدى الصدر "الزعيم الشيعي" وهو مطلوب
للقضاء بنفس الطريقة التي استقبلوا بها الهاشمي "الزعيم السني" وهو مطلوب
للقضاء ايضا.وانهم شعب كريم مضياف يؤدي من لجا اليه دون تمييز بين طائفة
واخرى وعرق واخر.
وهكذا كان على السيد المالكي لو كان منصفا فعلا او كان
حريصا فعلا على تنفيذ عدالة القضاء بعيدا عن اي تسيييس او طائفية او نيات
خفية ان يتهم الشعب الكوردي بانه استقبل السيد مقتدى الصدر واحتفل به رغم
انه مطلوب للقضاء بنفس طريقة تهجمه على الشعب الكوردي حين استقبل الهاشمي
واحتفل به,بل وكان على اعلام المالكي واعلام الاخوة الشيعة عموما ان يندد
بزيارة السيد مقتدى لكوردستان واستقبال الساسة والشعب الكوردي له بنفس
طريقة تهجمهم عليه حين استقبل الهاشمي,بل وان يطالبوا من وزارة داخلية
الاقليم ان تعتقل السيد الصدر مثلما طالبوها باعتقال السيد الهاشمي لو
كانوا فعلا منصفين في اطلاق الاحكام وعادلين في توزيع الاتهامات,او لو
كانوا حريصين فعلا على تنفيذ مذكرات الاعتقال دون تمييز طائفي او حزبي او
اثني.
بل كان على القضاء العراقي والسيد البيرقدار شخصيا ان
يطالب باعتقال السيد مقتدى وهو في كوردستان مثلما طالب باعتقال
الهاشمي,خصوصا وان قضية السيد مقتدى قد ثبت فيها تورط السيد مقتدى واستمعت
لشهادة الشهود وايدت فيها كشوف الدلالة وثبتت الادانة على خلاف ملف
الهاشمي الذي ما زال الى الان مجرد اتهامات,بالاضافة طبعا الى ان السيد
الهاشمي يتميز بالحصانة الرسمية باعتباره نائب رئيس الجمهورية على خلاف
السيد مقتدى الصدر الذي لا يتمتع باي حصانة رسمية.
كان على السيد المالكي وعلى جيوشه الاعلامية الهدامة
وعلى قضاءه المسيس وعلى ائتلافه الذي اكد موافقته على بقاءه في السلطة رغم
اعترافهم بدكتاتوريته,كان على كل هؤلاء ان يفهموا الاشارة الضمنية التي
اراد الساسة الكورد ان يوصلوها الى الاخوة في التحالف الشيعي مثلما ارادوا
ان يوصلوها الى كل العالم,لكن يبدوا انهم وفي غمرة ابتهاجهم بفكرة انهم
استطاعوا من خلال زيارة السيد مقتدى الصدر الى كوردستان ان يسحبوا البساط
من تحت اقدام الشعب الكوردي في غمرة ذلك لم يستوعبوا مغزى الاشارة ,او
لعلهم لضعفهم في فهم لغة الاشارات لم يعرفوا ماذا اراد السيد مسعود ان يوصل
لهم مثلما لم يفهم البعثيون ماذا اراد الملا مصطفى وذلك الوفد !,وقد قيل
سابقا ان الحليم تكفيه الاشارة,اما من حرم الحلم فلن تكفيه حتى العصا