م . جبار الياسري - كربلاء العروبة
يتعرض العراق منذ احتلاله لحملة تطهير ممنهجة تحت حجج وذرائع واهية وعناوين مختلفة , الغرض والهدف من ورائها ليس فقط تفريغ العراق من سكانه العرب الأصليين في حزام بغداد وفي داخلها وفي المحافظات التي انتفضت بوجه حكومة نوري كامل الطائفية الشوفينية العنصرية , والذي زج بالنساء والأطفال والشيوخ قبل الشباب في غياهب السجون والمعتقلات السرية والعلنية , وإنما تهدف هذه الحملة لتفريس العراق وتركيع أبناء شعبه كي ينصاعوا ويستسلموا للأمر الواقع , من أجل أن تصبح الغالبية والسواد الأعظم من هذا الشعب موالي وتابع ذليل لدولة الولي الفقيه رغم أنوفهم , ومن يرفع رأسه أو يقول كلا .. أو حتى يبدي عدم ارتياحه أوينتقد التغلغل الفارسي في جميع مناحي الحياة في العراق , خاصة في الوسط والجنوب يكون هدفاً سهلاً للتصفية بالكاتم أو بحوادث السيارات وغيرها من الأساليب الشيطانية , أو ترسل له طلقة رصاص في ظرف مع تهديد من جهات مجهولة , أو إذا حالفه الحظ سيكون الاعتقال والايداع في غياهب السجون داخل العراق أو داخل إيران نفسها , حيث يوجد المئات من المعارضين العراقيين العرب وبالتحديد من أهل الوسط والجنوب في داخل السجون والمعتقلات السرية الإيرانية , وهنالك من هم تحت الإقامة الجبرية كالمرجع العلامة " فاضل المالكي " فك الله أسره , وغيره ممن عارضوا التدخل الإيراني السافر في الشأن الداخلي العراقي , ناهيك عن نقل أغلب علماء العراق وضباطه وطياره إلى إيران , ولا يعلم إلا الله ماذا جرى ويجري لهم وهم بالآلاف أيضاً .
من هنا نناشد أبناء الشعب العراقي بكل طوائفهم وقومياتهم , ونناشد جميع الكتاب والصحفيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان في داخل العراق وخارجه , أن يقوموا بدورهم الوطني والإنساني .. بشن حملة وطنية تضامنية عاجلة تهدف لإطلاق سراح الناشط والمدافع عن وحدة العراق أرضاً وشعباً , وتخليصه من مخالب جلاوزة إيران قبل فوات الأوان , التي تدير وتشرف بشكل تام على جميع السجون والمعتقلات في جميع المحافظات الوسطى والجنوبية وحتى في بغداد العاصمة , وقد أفاد مئات العراقيين ممن اعتقلوا في بداية الاحتلال وحتى هذه اللحظة بأن هنالك محققين إسرائيليين وإيرانيين كانوا يحققون معهم , وعلى رأس هؤلاء ضباط وطياري وخبراء التصنيع العسكري في الجيش العراقي السابق .
بالأمس القريب اعتقلت الأجهزة الأمنية في محافظة ذي قار الشيخ " سالم الضباب " شيخ عشيرة بني شيبان لأنه انتقد أحد شرطة المرور في أحدى الساحات العامة , عندما قال له بالحرف الواحد .. لماذا تعلقون صور الخميني في ساحات الناصرية , حيث خاطب ذلك الشرطي باللهجة العراقية كما نقل هو شخصياً .. ( عمي جا أحنه إيرانيين لو عراقيين !؟؟ حتى تعلقون صور الخميني في شوارعنا وساحاتنا ) , هذا الاعتراض جعل الشيخ يذهب في ستين داهية على يد عملاء إيران في الناصرية , وهنالك الكثير من الشواهد والأمثلة التي لا تعد ولا تحصى ولا يسع المجال لذكرها الآن .. وهي بلآلاف .
كما نناشد ما يسمى برئيس الوزراء حيدر العبادي أن يتدخل شخصياً لإطلاق سراح الأخ المناضل " عدي الزيدي " فوراً وقبل أن يتم نقله أو ترحيله إلى إيران بشكل سري , كما تم نقل سجناء القاعدة وتهريبهم من سجون البصرة إبان حكم رفيقه نوري كامل , خلاف ذلك سيتحمل العبادي وأجهزته الأمنية ووزارة داخليته التي أصبحت أحد فروع منظمة بدر بزعامة الإرهابي وخادم المشروع الفارسي لتفريس العراق وجعله أحد المحافظات الإيرانية المسؤولية الكاملة بالحفاظ على حياة الأخ الزيدي وغيره من النشطاء والمناضلين .
ختاماً .. نود أن نُذّكر بأن الجريمة الوحيدة .. التي ارتكبها الأخ عدي الزيدي .. هو أنه دائماً يؤكد وفي جميع المناسبات على عروبة ووحدة العراق أرضاً وشعباً , وخاصة عروبة أبنائه في الوسط والجنوب ويحاول في جميع هذه المناسبات واللقاءات الصحفية وبشتى الوسائل والدلائل الدامغة أن يُبعد شبح هذه التهم الباطلة وعلى رأسها .. هو أن الشيعة .. في هذه المحافظات يتبعون لإيران ويأتمرون بأوامر الولي الفقيه , إضافة إلى ذلك ظهوره مؤخراً في أحد برامج قناة الجزيرة الفضائية وتأكيده على هذه الثوابت الوطنية , كما أنه أشار خلال هذا اللقاء أيضاً بأنه يتعرض للتهديد بالتصفية والاعتقال دائماً , حتى تم فعلاً اعتقاله يوم 9 كانون الثاني قبل يومين في قضاء الشطرة أثناء زيارته لأحد أقربائه هناك .
ألف تحية للأخوين .. عدي الزيدي ومنتظر الزيدي الذي رفع رؤوس وهامات العرب والعراقيين وأهله الشيعة العرب عالياً عندما أقدم على رجم وتوديع الشيطان الأكبر والإرهابي الأول المجرم " جورج بوش الأبن " بفردتي حذائه .. والذي أدخل بواسطتهما طريقة مبتكرة وجديدة للمقاومة لمثل هكذا شياطين غزاة عتاة , حيث دخل هذا البطل الزيدي التاريخ العراقي المقاوم من أوسع أبوابه , والشكر والتحية موصولة لأخونا " عدي الزيدي " الذي يقف ويتحدى كاطود الشامخ مشروع تفريس العراق وإذلال شعبه بكل العنفوان العربي العراقي المعهود وفي عقر تعشعشهم وتواجدهم بيننا في غفلة من هذا الزمن الأغبر .