الشعب يريد جلاء الإحتلال وتعويض الدمار :
شعار المرحلة لحشود المتظاهرين والمعتصمين
د. عمر الكبيسي
العراق
كله أرضاً وشعباً نُكِبَ ودُمِرَّ بسبب الإحتلال , ما يحدث في ساحة
الأحرار بالموصل وساحة التحرير في بغداد من تظاهرات واعتصامات , يجب أن
يتوسع ويستمر ويعمم ليشمل كل المحافظات والمدن العراقية في هذه المرحلة
الراهنة , والمساومة على بقاء المحتلين بمزيد من دماء العراقيين الزكية
ضرب من جيوب العمالة المكشوفة والهوان الذي ليس بعده هوان , التبرير
بالإصلاح ومهلة المئة يوم المزعومة للحكومة لا علاقة لها بقضية جلاء
المحتل والإعتراف بحق التعويض عن دماره وماهي إلا وسيلة دفاعية للسلطة
لتمرير مستجدات التمديد لبقاء القوات وتسويف حقوق العراقيين بالتعويضات ,
لا يشرف الشعب السكوت على وسائل المحتلين وابتزازهم حين يضع المحتل خيار
البقاء والنزوح رهان بيد السلطة المنصبة و تهديدها بانهم إن نزحوا لن
يعودوا لنصرتها , ومطالبة المحتلين للسلطة بدفع تعويضات من قوت العراقيين
ثمناً لعدوانهم هو تصعيد في الوقاحة والإبتزاز بحق العراقيين !, ولئن
الشعب العراقي لم يكن له خيار بتنفيذ قانون تحرير العراق المزعوم والكاذب
الذي أصدرته إدارتهم ونفذته غزواً وعدوناً والتي وعدت جيوشها عند وصولها
العراق باستقبال بالورود ,ولئن العراقيين ومقاومتهم الباسلة أذاقتهم
الموت الزؤام لثمان سنوات بدلاً من تلكم الورود الموعودة مع انها كانت
سنين عجاف وفساد وعنف ودمار بهم , ولأن الشعب لم يستفتى حول اتفاقية
الإذعان ومررت دون إرادتهم بخبث , فإن الشعب العراقي هو صاحب القرار
بالجلاء ولكي تكون هذه الإرادة فاعلة وناطقة , ليس أمام العراقيين اليوم
إلا وحدة الموقف المشرف والصمود والتحدي بإرادة وطنية أمام هذا الظرف
الراهن بتعميم التظاهر والاعتصام والإحتجاج في كل أرجاء الوطن ومحافظاته
للمطالبة بخروج المحتلين ودفع التعويضات عن كل الأضرار والدمار الذي خلفه
هذا الإحتلال . الشعب العراقي ( وليس السلطة المنصبة والحكومة الناقصة
والبرلمان العازف بالسكوت امام الموقف الشعبي ) هو اليوم سيد القرار
بالتحرير والجلاء . عار على كل الكتل والاحزاب والقوى المشاركة بالعملية
السياسية ردود الفعل الخجولة والتصريحات الشائبة لقادتها حين يكون لها
خيار آخر غير خيار جلاء المحتلين وكأن التحرير مثلبة وليس هدفا وطنيا ً ,
إنهم بهذا الموقف الخائر يثبتون واقعياً وسلوكيا ً كم هو البون الفاصل بين
إرادة الشعب وتوقه للخلاص وبين تمسكهم المتشبث بما يمنحهم المحتل من
امتيازات ومنافع شخصية من قوت الشعب المنكوب .
كما
مطلوب اليوم من جميع مجالس المحافظات التي تدعي انها منتخبة ! من قبل
الشعب بعد ان أماط البرلمان اللثام وصمتت السلطة المركزية عن موقف مشرف
وعاجل بشأن انسحاب المحتلين , مطلوب من هذه المجالس ان تعلن من خلال تصويت
اعضائها في كل محافظة ومدينة موقفهم العاجل بشأن رحيل القوات الأجنبية كما
صوَّت مجلس محافظة نينوى وأن يكونوا موضع ثقة من انتخبهم بدلاً من أن
تنادي الجماهير الغاضبة بإسقاطهم للحفاظ على ماء وجوههم .
نداء
(الشعب يريد جلاء الاحتلال والشعب يريد تعويض الدمار) هو أسمى مطلب شعبي
وجماهيري يجب ان يُصعَّد ويُرفَع في هذه المرحلة التي يبتز فيها المحتلون
شرف الأمة وقيمها وصمود مقاومتها وعذابات شعبها من خلال التهديد بالإنسحاب
وكأن الاحتلال نعمة لا نقمة !.
نداء
الجلاء والتعويض هو أسمى وأفرض من نداء اسقاط السلطة المنصبة والحكومة
الناقصة التي تتشبث بالاحتلال وتستعين به على شعبها من اجل البقاء لمزيد
من الفساد والإنفلات . كل ما يحدث اليوم في العراق من انفلات أمني وعنف
وفساد فاضح هو نمط من اساليب الصراع على السلطة لتوفير مبررات التشبث
بقوات الاحتلال البغيض لبقاء يطول ونفوذ يستمر .
ليس
غريب إذاً أو عجيب بعد هذا أن تجابه السلطة المتظاهرين والمعتصمين بكل ما
أوتيت من وسائل المنع والقمع وليس غريب أن يصمت مجلس النواب مكتوفاً
وأعزلاً , بل ليس غريب أن يسهم عدد كبير من أعضائه بمنع الجماهير من
التظاهر بوعود كاذبة وشراء للذمم !.بل
سيكون الغريب أن لا يوحِّد الشعب كلمته ويتظاهر ويعتصم ويصدح بجلاء
الأجنبي وإجباره على الإعتراف بحقوقه ومستحقاته بعد كل المعاناة الطويلة
والإبادة الجماعية التي الحقها به المحتلون في مرحلة راهنة لا مفك
للإحتلال فيها إلا الرحيل بفضل مقاومة هذا الشعب الأبي العنيد وبسالة
شجعانه .