بغداد/ تقرير - سرمد موسى- حذرت اوساط سياسية واعلامية عراقية من تحويل العراق الى مستعمرة ايرانية ،في وقت تسعى طهران الى تقويض جهود المصالحة الوطنية في البلاد عبر اذكاء الفتة الطائفية وتحييد حركة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي تنظر اليه ايران بعين الريبة والشك.
واكدت هذه الاوساط حسب مصادر مطلعة في بغداد ان"زيارة محمد الغبان وزير الداخلية الى ايران مؤخرا وهو قيادي في منظمة بدر التي تصنفها بعض الدول بالارهابية تشير الى ربط المنظومة الامنية العراقية بايران،حيث كشف الغبان بانه تم" التوقيع بين وزارتي الداخلية العراقية والايرانية على التنسيق والتعاون بين الجانبين"وهذا يعني ان الامن العراقي اصبح بيد ايران عمليا.
وفي ظل الهيمنة الايرانية على الامن العراقي" تتحرك الدبلوماسية بذات الاتجاه حيث لايمر اسبوع دون زيارة مسئول في النظام الايراني الى بغداد او النجف او كربلاء او اربيل او البصرة".
وهذه التحركات تهدف الى تقويض جهود المصالحة الوطنية في البلاد لاسيما عقب مساعي يقوم بها نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي بهذا الجانب" للحد من الاقتتال الداخلي.
وفي هذا السياق اعربت طهران عن قلقها من توجهات رئيس الوزراء حيدر العبادي السياسية والعسكرية في الاونة الاخيرة حيث حرص العبادي على استقلالية القرار العراقي بعيدا عن ايران.
ورغم غضب المرشد الايراني على خمنائي وانتقاداته المبطنة للعبادي الا ان الاخيرة لم يلتفت لهذه الانتقادات ومضى في اتخاذ قراراته المستقلة لكن طهران مازالت تعتمد على خيوط اللعبة من خلال قيادات موالية لها كرئيس منظمة بدر هادي العامري ومليشات عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.
وتعمل طهران على شق الوحدة الوطنية العراقية من خلال اقحام المليشات التابعة لها في اتون الازمة الامنية بالبلاد حيث صدرت اوامر لها بارتكاب مذابح للسنة في اطار خطة لاشعال الفتنة الطائفية في البلاد واحراج حكومة العبادي التي ترفض الانصياع لاوامر الملالي.
ولم تكتفي طهران بهذه الخطوات بل زجت بالحرس الثوري في مناطق ساخنة بالعراق من اجل مسك الارض وعدم السماح لاي جهة عراقية بالسيطرة عليها فضلا على ان الحرس سيكون له الطولى في تغيير التركيبة السكانية في المناطق الى يستولي عليها.
وقد ذكرت مصادر استخبارية ان"النظام الايراني رصد 3 مليارات دولار لتمويل الحرس الثوري في العراق رغم ازمته الاقتصادية الحادة ومعاناة الشعب الايراني الذي يعاني الفاقة والحرمان".