كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية عن تنظيم مسلح للآشوريين “نصارى العراق”، يتم تمويله من قبل الآشوريين المقيمين في الخارج في الولايات المتحدة وأوروبا، ويتم تدريبه من شركات أمنية أمريكية تم التعاقد معها، وأن هذه الميليشيات المسلحة سيتم إعدادها لتكون نواة لحماية منطقة الحكم الذاتي للآشوريين العراقيين، وأن القوات الأمريكية والمستشارين الأمريكيين على علم بهذه الميليشيات، وكذلك الحكومة العراقية.
ويأتي هذا التنظيم المسلح “ميليشيات الآشوريين”، بعد تصاعد دور “تنظيم الدولة الإسلامية”، والميليشيات الشيعية التي تمول وتدرب من قبل الحرس الثوري الإيراني، مما ينذر بخطر تقسيم العراق إلى دويلات، كل منها سيكون تحت حماية إقليمية ودولية، وإذا كانت الحكومة العراقية بالتحالف مع الأمريكيين والدول المنخرطة في الحرب على “داعش”، تستهدف القضاء على تنظيم الدولة، فإنه من الواضح أن الرؤية للعراق لما بعد تنظيم الدولة، لم تتبلور بعد، ويزيد الغموض حول “العراق الموحد” في حالة إطالة الحرب ضد “تنظيم الدولة”.
وقد كتبت “التايمز” تقريرًا بعنوان “مسيحيو العراق يتصدون للجهاديين”، وتقول الصحيفة إنه عندما اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق، واجه مسيحيو المنطقة إنذارًا بالمغادرة أو اعتناق الإسلام أو القتل، ولكن مع بدء استعادة أراضيهم في سهول نينوى على يد القوات العراقية المدعومة من الغرب والقوات الكردية، بدا خيار آخر أمام المسيحيين الآشوريين، وهو الحكم الذاتي.
وتقول الصحيفة إن جنودًا مسيحيين يقومون بدوريات في بلدة القوش العريقة، وهؤلاء الجنود من أعضاء “قوات حماية نينوى”، وهي ميليشيا مسيحية مسلحة تضم نحو 500 مقاتل، وتضيف الصحيفة أن أكثر من ألف جندي آخرين يجري تدريبهم على يد متعاقدين أمنيين أمريكيين في قاعدة مجاورة، ويمولها الآشوريون المقيمون في الخارج في الولايات المتحدة وأوروبا، وتقول صحيفة “التايمز” إنه إذا تمكن الآشوريون الأكثر حدة من تحقيق ما يصبون إليه، فستكون هذ القوات قوات الدفاع عن دولة صغيرة ذات حكم ذاتي تضم الآشوريين وغيرهم من الأقليات، وتقول الصحيفة إن الآشوريين وغيرهم من الأقليات، ومن بينهم الإيزيديون، يريدون بناء مستقبلهم المستقل.
وأشارت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إلى أن آلاف المسيحيين العراقيين شكلوا ميليشيا خاصة بهم، تحت اسم “وحدات الحماية المسيحية في سهول نينوى”، وهم يتدربون لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال العراق، ويأملون أن يحققوا ما حققته البشمركة الكردية لاستعادة أرضهم من تنظيم الدولة، وتقول المجلة إن “وحدات الحماية المسيحية في نينوى” (إن بي يو)، تطوع في صفوفها 3 آلاف من الشباب الآشوريين للتدريب، وقد أسس الميليشيا حزب “الحركة الآشورية الديمقراطية” العراقي.
وقال المجندون بأن القوات الحكومية تخّلت عن عائلاتهم وتركتهم عرضة لتنظيم الدولة، وهم يحاولون السعي حاليًا إلى تشكيل قوة من شأنها المحافظة وإبقاء مدنهم وقراهم آمنة بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووفقًا لرؤساء الطوائف المسيحية، فقد نزح أكثر من 150 ألف مسيحي من جميع أنحاء العراق منذ بداية سيطرة الدولة الإسلامية، وهناك حاليًا موجة ثانية تنتظر الهجرة في إسطنبول وبيروت وعمان.
وسجل 3 آلاف شخص من الرجال المسيحيين للقتال، ولكنه ليس من الواضح ما إذا كان بالإمكان تدريبهم جميعًا. ويأمل المنظمون لهذه الميليشيا أن تُساعدهم الولايات المتحدة على ذلك، فيما نشرت صحيفة “وول ستريت” تقريرًا مفاده أن مئات المسيحيين يتدربون في قاعدة سابقة للجيش الأمريكي خارج مدينة كركوك التي تبعد 250 كم شمال غرب بغداد، ويأمل هؤلاء تشكيل ميليشيات تُحارب وتتحدى “الدولة الإسلامية”، وقالت “وول ستريت” إنه تمت المصادقة في الكونغرس الأمريكي على تقديم 1.6 مليار دولار لتدريب وإعداد المقاتلين لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونص قرار المساعدة على أنه يمكن استخدامها لتدريب الأقليات في سهول نينوى، كي تتمكن من الدفاع عن نفسها، وتفيد الصحيفة بأن لمسيحيي العراق، وخاصة الكاثوليك الكلدان والآشوريين، علاقات قوية مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، من خلال وجود الجالية المهاجرة الكبيرة.