ما أشبه حال هذه العائلة، المنكوبة، بحال العراقيين من شمال البلد إلى جنوبه.. تشرد وعوز ونوم في العراء، لأن العصابة المعروفة- استولت على الدار/ البلد/ الوطن وشرعت بهدمه حجراً حجرا، كي يسكنه أحد اصحاب (السلطة والجهالة) بينما الطبيبة والمعماري، صاحب الدار الشرعي، وابن الوطن الأصيل، على رصيف البلد او ارصفة النزوح والمنافي محمَّلين بأغطية لا تقي من بردٍ، وذاكرة ربما اختارت في حالة هذه العائلة ان تمحو نفسها بنفسها (وتختلَّ) كي لا يموت صاحبها كمداً على حال العزيز الذي ذلّْ، لأن الخسيس ساد!
الخبر يقول باختصار: ان هذه العائلة (من سكنة حي الجامعة) ببغداد، المنكوبة بالأوغاد، باتت تفترش الرصيف المقابل لمنزلها بعد أن قامت جهات- حكومية- بطردها والاستيلاء على مسكنها والشروع في هدمه- مستغلة مرضاً عقلياً- أصيب به افراد هذه العائلة.
(التفاصيل في أدناه)
ترى من هو المريض نفسياً هنا؟ افراد هذه العائلة ام شياطين الانس الذين ارتكبوا بحقهم هذا الجرم؟ واذا كان المبتلى- جسده وعقله- بالمرض فعلاً لا يتحكَّم بتصرفاته (ولاحول له ولا قوة أو-عقل) يدافع بهم عن نفسه و(داره) فما هو عذر الساقطين الاصحّاء! وماهو عذر الصامتين على هذا السقوط، المساهمين- عن جهل أو دراية- في عملية الهدم؟
كل العراق بات (دار) حي الجامعة هذه- وإن بقيتم على صمتكم فاستعدّوا جميعاً لتحضير الاغطية والاتجاه نحو الارصفة! لأن (مجلس البلدية) ما يزال يواصل هدم الدار!
تذكّروا فقط أن ذاكرتكم- وعلى عكس حالة هذه العائلة- لن (تسعفكم وتختل) لأن عراقكم لم يُضيّعه (مرضٌ جيني موروث) بل احتلال وقتلة (وصامتون)!
* التفاصيل
في بغداد في حي الجامعة، وبالتحديد مقابل جامع الملا حويش، هنالك عائلة مكونة من أربعة أفراد (إمرأة ورجلان وشاب) تسكن في بيت ملكٍ لهم، هذه العائلة جميع أفرادها يعانون من مشاكل صحية في الدماغ ، بالجينات الوراثية، حيث يولدون طبيعيين وفي سن معين يختل عقلهم، أغلب سكان حي الجامعة يعرفون هذه العائلة المسالمة التي لم تؤذي احداً يوماً ولم تتجاوز على أي أحد، المرأه التي تنتمي للعائلة حاصلة على شهادة بكالوريوس بالطب وأحد الرجال حاصل على شهادة البكالوريوس بالهندسة المعمارية.
لكن أهل المنطقة لاحظوا قبل أيام قليلة أن هنالك مجموعة من العمال قاموا بطرد أفراد هذه العائلة من منزلهم وباشروا هدم المنزل، وبالرغم من محاولات العمال إبعاد هؤلاء المساكين عن المنزل الا أنهم رفضوا الابتعاد عن البيت الذي تربوا وعاشوا به .
بعد البحث من قبل أهالي المنطقة تبين أن إحدى الجهات الحكومية (العصابات) قامت بمصادرة المنزل وطرد أصحابه منه! البعض يقول "المجلس البلدي أمر" وآخرون يقولون "الدولة صادرت البيت". والعمال يقولون "نحن عبد مأمور، گالولنه طردوهم وفلشوا البيت واحنه نفذنه الأوامر".
وأياً يكن الفاعل لا فرق، فالموقع مغرٍ والساقطون منعدمو الضمائر كثيرون..
أفراد العائلة الآن ينامون على الرصيف المقابل لبيتهم بالضبط!