شر البلية وهول الصدمة والمصيبة ... هو ما أجبرني بأن أخوض أو أتطرق للخاتمة التي ختم بها برنامجه أخونا " أنور الحمداني " البارحة في برنامج : ستوديو التاسعة ", حيث كان يستضيف أحد أبرز رموز المعارضة التهريجية في لندن , ألا وهو المدعو فائق الشيخ علي ( دعبول ) سابقاً , الذي استقتل بعد عام 2003 على منصب سفير للعراق في مشيخة الكويت !؟, كونه كان من أشد المدافعين عن الكويت وقضية الأسرى الكويتيين والتعويضات وملابسات ومخلفات ما يسمى بالغزو العراقي لها , والذي كان الرجل حينها يتلقى الدعم المادي والإعلامي من سفارة الكويت في لندن وهذا ليس سراً .
ولكنه أي السيد فائق .. وكما يقول المثل خرج من المولد بدون حمص , ولم يحصل حتى على منصب موظف بسيط في السفارة العراقية في الكويت , فشن آنذاك حملة إعلامية كاسحة على رفاق دربه في ما يسمى بالمعارضة العراقية اللندنية والسورية والإيرانية , ونعتهم ووصفهم بأقبح الأوصاف والتسميات وظل معارضاً للحكومة على مدى ما يقرب من عقد كامل , حتى تكللت حملته بتأسيس تجمع وحزب أطلق عليه أسم ( حزب الشعب ) , وبعد جهد جهيد وعناء ودعم كويتي بالتنسيق مع قناة البغدادية خاصة قبل وبعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة , نال السيد فائق المراد وأصبح عضو فاعل في اللجنة القانونية في ما يسمى البرلمان العراقي الجديد ما بعد التغير ... أي ما بعد 9/9/ 2014 ( التغير الذي راح يجيب ذيب الفساد والمفسدين من ذيولهم )!؟. فألف مبروك والحمد لله على السلامة .
شخصياً أعتبر برنامج استوديو التاسعة من أنجح البرامج التلفزيونية كونه يتكلم بلسان الفقراء والمستضعفين الذين لم يمن عليهم التغيير بشيء .. إلا بمزيد من التعاسة والخيبة .
نعم ستوديو التاسعة تتابعه وتشاهده شريحة واسعة من أبناء الشعب العراقي , وخاصة الطبقة والشريحة المسحوقة والمهمشة والمغبونة والمهضومة الحقوق هضماً في بطون آكلي السحت الحرام , سراق ولصوص وحرامية سياسي الصدفة , الذين لم يسبق لهم ولجشعهم مثيل في مجال النهب والسلب ومصادرة أموال وأملاك الناس والدولة العراقية التي نهبوها وأفقروها وجعلوها أثر بعد عين .
للتاريخ وللإنصاف يجب أن أقول كلمة حق .. بحق السيد فائق دعبول أو فائق الشيخ علي , خاصة عندما أدلى برأيه بشكل صريح وواضح حول الفساد والمفسدين , وكانت إجاباته على أسئلة مقدم البرنامج السيد أنور الحمداني شجاعة ومنصفة بحق من تمت مصادرة بيوتهم وأملاكهم , وكيف دافع الرجل عن بعض رموز النظام السابق كـ صباح مرزا وغيره .
عندها للأمانة وللوهلة الأولى بالرغم من خلافي معه وتصدي له في فترة المعارضة اللندنية , لكني أشدت به بيني وبين نفسي , وقلت حينها سبحان مغير الأحوال , ربما الرجل صحى ضميره بعد كل هذه السنوات وبدأ يعترف بما ارتكبه من أخطاء هو ومن كانوا على شاكلته , بعد تلك الحقبة التي كان يمارس خلالها التهريج والتحريض والتحشيد وشحذ همم الدول والعالم وخاصة أمريكا لضرب العراق وتغير النظام فيه .
وهذه ليست تهمة أو محاولة تسقيط للسيد النائب فائق ... بل الرجل دائماً يقول ذلك بمناسبة أو بدون مناسبة ويتبجح بأنه هو من أسقط النظام !؟, وتحدى صدام حسين شخصياً .. وبأنه أي السيد فائق سيكون في ذكرى عيد ميلاده فاتحاً لبغداد ؟, وهذا الكلام موثق ولدي ما يثبت ذلك بالصوت والصورة , ناهيك عن أني شخصياً .. وقد ذكرتها في عدة مناسبات .. بأني قد دخلت مع هذا الرجل في عدة مداخلات وسجالات أيضاً موثقة عندما كان يخرج على قنوات فضائية بعينها وخاصة في الأعوام ما بين 1999 وعام 2003 وما بعد الاحتلال بعدة أشهر أيضاً .
شخصياً لا أكيل التهم الآن من أجل النيل من شخصية السيد النائب , ولكني للتاريخ وهو يشهد بذلك كنت أختلف مع توجهاته ودعواته لدول بعينها وعلى رأسها أمريكا بأن تأتي وتخلص العراق من ذلك النظام , وكذلك توجهات جميع المعارضين الآخرين وخاصة الذين كانوا يقيمون في العاصمة البريطانية " لندن ", أيضاً حاججتهم وناقشتهم وطلبت منهم أن لا يكونوا أداة لتدمير واحتلال بلدهم , بما فيهم السيد العميد ( توفيق البو تفيجة ) الذي كان يكني نفسه بالياسري !؟, والكلام أيضاً موجد لدي وموثق بالصوت والصورة ولا يستطيع السيد العميد توفيق انكاره .
على أية حال .. لا أريد أن أسهب أو أكشف الكثير عن المستور من خلال هذا الموضوع , لكن أقولها بكل صدق وصراحة وأمانة لقد فجعت البارحة عندما ختم الأخ الحمداني برنامجه باظهار السيد النائب وهو يذرف الدموع على العراق ؟, وهو يقل باللهجة العراقية ( راح العراق .. أمريكا دمرت العراق ..!؟, ويظهر المقطع المسجل لقطات لتدمير وسقوط الجسر المعلق , وأيضاً لقطات للشاعر الكبير " عبد الرزاق عبد الواحد " وهو ينعي الجسر بأبيات شعر مؤلمة ومفجعة حقاً , ولكن ..؟؟؟, أن يبكي فائق الشيخ على العراق وعلى الجسر تحديداً ؟, للأمانة شكل لي صدمة , وكان هذا المشهد بالنسبة لي أم الفواجع وأم الكوارث .. كيف يا رجل بهذه السرعة تبلع تصريحاتك وتريد أن تضحك على عقول ملايين المساكين بهذه الطريقة وبهذه السرعة ... معقولة ؟, ألم تكن من أشد المدافعين عن الاحتلال وعن الجيش الأمريكي !؟, ولكي لا أطيل وأسهب في السرد , خاصة في هذا الجانب كي لا اتهم بالاستهداف الشخصي , أرجوا من الموقع المحترم أن يتكرم بنشر مقطع " الفديو " أدناه , والذي نشرته على صفحتي الشخصية على الفيسبوك قبل أكثر من عام , وهو عبارة عن تسجيل لقاء مع السيد النائب فائق المحترم مع السيد هشام الديوان المحترم على قناة " الأي أي أن "عام 2003 بعد الاحتلال بحوالي شهرين أو ثلاثة , فقط للتاريخ وللإنصاف ولكي لا أتهم بأني أريد النيل من شخصية السيد النائب فائق الشيخ علي , ودمتم ... وللحديث بقية .
أنقر على الرابط أدناه لكي تستمع لدفاع السيد النائب عن القوات الأمريكية الغازية كيف كانت تحافظ على الطرق والجسور في العراق !؟؟؟.