على أثر إعلان بدء معركة تحرير مدينة تكريت من داعش ألأرهابية و الأنباء الواردة عن مشاركة واسعة من قبل النظام الأيراني فيها و هذا واضح جدا من خلال ورود أنباء عن قيادة قاسم سليماني لهذه المعركة و مشاركة أعداد كبيرة من قوات فيلق القدس الأيراني و بمشاركة عدد من مقاتلي حزب الله اللبناني الموالي لأيران متزامنا مع أخبار تواردت عن مشاركة الطيران الحربي الأيراني و دخول قوات أيرانية مختلفة عبر محافظة ديالى للمشاركة في هذه المعارك الدائرة في مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين و المدن المحاذية لها , بالوقت الذي امتنعت فيه قوات التحالف الدولي متمثلة بالقوة الجوية عن المشاركة بسبب التواجد الكبير للنظام الأيراني و المليشيات الموالية له في ساحة المعركة .
و كان السيد وزير الخارجية السعودي قد بين في تصريح له مؤخرا في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي بأن أيران قد أحتلت العراق . مما تسبب ذلك من خشية أعمال أنتقامية من قبل أيران ضد مدينة تكريت و سكانها لأسباب ثأرية تعتقد أيران من خلالها تحقيق نصر ترد به ماء وجهها عن هزيمتها في حربها التي طالت ثمان سنوات مع العراق ... كما أبدى وزير الخارجية الأمريكي من مخاوفه في أذكاء فتنة طائفية من جديد في العراق بسبب هذا التواجد الأيراني .
و يعتقد الكثيرون أن الهيمنة الأيرانية على مقدرات العراق و تأثيره على القرار السياسي من خلال نفوذها الذي تنامى خلال أكثر من عقد فأن البعض يعتقد أن أيران سوف لن تتخلى عما حققته في هذا البلد مما يولد شعورا لدى الكثير أن موضوع سقوط الموصل و صلاح الدين و بعض مناطق العراق الأخرى ما هو إلا مسرحية أجاد فبركتها أعداء العراق لتبرير تدخل أيران بشؤونه و فرض الهيمنة عليه و القصاص من شعبه و السيطرة على كل مقدراته الى ما شاء الله ... و وصول العراق الى هذه المرحلة يجعلنا أن نعتقد بصحة ما كان يذهب أليه الكثير من المحللين السياسيين و الكتاب و الصحفيين خلال الأعوام القلية التي أعقبت احتلال العراق عام 2003 بأن النفوذ الأيراني هو أخطر بكثير من الأحتلال الأمريكي لكون دخول النفوذ الأيراني الى العراق و تعزيز تواجده فيه أخذ أشكالا متعددة منها عن طريق الأحزاب الدينية و التي كانت تتخذ من أيران مقرا لها و التي دخلت العراق مع أو بعد الأحتلال و كذلك عن طريق المنظمات المدنية و الشركات و مؤسسات أعلامية مختلفة و غير ذلك الكثير ..و بعد أحساس المواطن بهذا التواجد و الذي أخذ يتنامى يوما بعد يوم ظهرت بين العديد من المثقفين و الصحفيين و السياسين و الكثير من المواطنين وجهتي نظر حول لمن الأولوية بمغادرة العراق هل الأحتلال الأمريكي أم التواجد الأيراني الذي نسبت أليه الكثير من جرائم التصفيات الجسدية للطيارين و ضباط الجيش العراقي السابق و الأساتذة و العلماء و الخبراء و الصحفيين , تتلخص هذه الوجهتان كما يلي : -
- أن الوجود الأيراني في العراق هو أكثر خطرا من المحتل الأمريكي لكون الوجود الأيراني لديه حاظنة يستطيع من خلالها الأندماج ف المجتمع العراقي ولا يمكن فرزه من حاضنته و يستطيع التخفي خاصة التوافق الكبير بين الملامح الشخصية الأيرانية و ملامح المواطن العراقي و بذلك فأن التواجد الأيراني سيطول تواجده كثيرا وقد يتحول الى أحتلال لينفذ أجنداته العدائية ضد هذا الشعب وخاصة أن هناك عداءا موروثا بين البلدين حيث خاض البلدان حربا ضروسا دامت أكثر من ثمان سنوات راح ضحيتها المئات من القتلى و المفقودين و الجرحى و الأسرى من كلا الجانبين .
- أما التواجد الأمريكي فأن حاضنته بسيطة ومعروفة و يمكن تمييز شخصيته بكل يسر لأختلاف الملامح الشخصية بين الجندي الأمريكي أو الأوربي عن ملامح المواطن العراقي لذلك لا يمكن أن يطول أحتلاله للبلد لأنه سيصبح مستهدفا من المقاومة أو من المعارضين لهذا الأحتلال وهم يمثلون أكثر من 95% من شعب العراق .
و ها قد تحقق الكثير من هذه الرؤيا و نخشى أن يدخل البلد بعد أنتهاء معركة تحرير تكريت من قوات داعش الى حرب جديدة بين أبناء شعبنا و المحتل الجديد .