ربط مجلس عشائر صلاح الدين بين «أسباب انهيار الجيش العراقي أمام دخول «الدولة الإسلامية» في يونيو/حزيران الماضي، ودخول الحرس الثوري الإيراني العراق وخوضه المعارك على أرضه بشكل علنيّ».
وقال عضو المجلس الشيخ «عبد الخالق الجبوري» إنّ «إيران منذ نهاية الحرب التي دارت بينها وبين العراق في القرن الماضي، وهي تخطط للثأر من العراق ومن «صدام حسين» بشكل مباشر، فوجدت ضالّتها في مسقط رأسه (تكريت) لتثأر منه»، مستدركاً «لكنّ ما يهم معرفته أنّ ما يدور في العراق هو لعبة تقودها عدة جهات وإيران هي الجهة الأكثر فاعلية».
وأشار إلى أنّ «أحداث الموصل وانهيار الجيش العراقي، ونداء المرجعية وتشكيل مليشيا (الحشد الشعبي) وتسليحها وولاءها الإيراني، والخلاف الأخير بين رئيس الحكومة «حيدر العبادي» ووزير الدفاع «خالد العبيدي»، وإقصاء الجيش العراقي عن معركة تكريت، كلّها أسباب دُرست بعناية لمنح الفرصة لإيران للانفراد بقيادة معركة تكريت بشكل علني».
وأعرب الشيخ عن أسفه من «رضوخ الحكومات العراقيّة للأجندة الإيرانيّة على حساب المواطن العراقي»، محذّراً من «تداعيات خطيرة تولّدها هذه السياسات على الشارع السنّي، الذي يتحمّل كل أعباء هذه الحملة وحده، سواء من جهة «الدولة الإسلامية»، أو إيران أو الحكومة».
وتولي الحرس الثوري مسؤولية إدارة جبهة القتال في المحور الشرقي من تكريت معززاً بمدافع الـ«Q1» الثقيلة وعربات مدرعة مختلفة.
وقال مصدر محلّي في محافظة صلاح الدين لصحيفة «العربي الجديد»، إنّ «قوات الحرس الثوري الإيراني تقود معركة تكريت بكافة أطرافها بشكل مباشر، فيما ركزّت تواجدها على الجانب الشرقي من المدينة المؤدي إلى ناحية العلم، عبر قرى المبدّد والبودرّاج والفلكة».
وأوضح أنّ «ثقل المعارك يدور في هذا المحور، إذ إنّ القوّات الإيرانيّة تستخدم الصواريخ والمدرعات والدبّابات، في إحراق الأرض بشكل كامل»، مبيناً أنّها «تلقي جام غضبها على تلك المناطق بنيران لا تفتر أبداً، غير آبهة بمنازل المدنيّين أو النازحين». ولم يقلّل المصدّر، الذي فضل عدم نشر اسمه «من قوة الجبهة المقابلة وهي جبهة «الدولة الإسلامية»، التي لا تزال مرابطة في مكانها، ولها القدرة على المناورة».
قوات إيرانية إضافية
بدوره، كشف مسؤول الحزب «الديمقراطي الكردستاني» في مدينة خانقين القريبة «جعفر مصطفى»، لـ«العربي الجديد»، أن «أسلحة ثقيلة، وقوة إيرانية تضم مدرعات ومدفعية كانت تتمركز في قضاء خانقين، جرى نقلها إلى محافظة صلاح الدين للمشاركة في المعارك الدائرة في تكريت».
وأضاف أن «الإيرانيين دخلوا عبر منفذ زرباطية ومندلي البريين»، وأنهم «أدخلوا أسلحة ثقيلة عبر الحدود البرية إلى مناطق القتال في تكريت، بعد إنهاك المعارك للمليشيات والقوات النظامية»، مؤكّداً أن «الإيرانيين يقدرون بالمئات وجميعهم من قوات الحرس الثوري فيلق القدس».
وفي سياق متصل، كشف مسؤول الأمن في قضاء خورماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين، المقدم «فاروق محمد»، أمس، عن «توجه قوة عسكرية كبيرة إيرانية إلى تكريت للمشاركة في المعارك».
وأوضح في تصريح لإذاعة «أربيل كورد» المحلية والتي تبث باللغة الكردية أنّ «القوة الإيرانية دخلت الأراضي العراقية التابعة لمحافظة ديالى في معبر (برويزخان)، ثم توجهت عبر قضاء خورماتو إلى تكريت، وكذلك من معبر زرباطية في محافظة واسط جنوب العراق».
وتابع بالقول إن «القوة الإيرانية الجديدة دخلت معزّزة بالأسلحة الثقيلة، فيما تتولى طائرات استطلاع بدون طيار تغطية ومسح المناطق التي تمرّ القوات عبرها وصولاً إلى تكريت».
وقال القيادي في جبهة «الحراك الشعبي» العراقية «محمد عبد الله» إن «دخول إيران على خط المعارك لن يكون في صالح الحكومة، ولا في صالح القضاء على «الدولة الإسلامية»، فغالبية العراقيين السنة تراجعوا عن تأييد الحكومة والجيش بعد دخول إيران. والعبادي أخطأ بشكل كبير في خطوته تلك». مبينا أن «العراق سيكون على شفا حرب أهلية شاملة بسبب الدخول الإيراني العسكري ولا يمكن اعتباره سوى احتلال كما دخلت الولايات المتحدة لاقتلاع صدام من قبل».