من عمر الجبوري: تحدث مراقبون أن هناك عمليات نصب واحتيال يتعرض لها ذوو المعتقلين في فنادق بغداد، حيث تقوم عصابات بالتربّص لذوي المعتقلين القادمين من المحافظات لرؤية أبنائهم في بغداد، كي يوهموهم أن بإمكانهم إخراج المعتقلين مقابل آﻻف الدوﻻرات.
وقال «أبو هشام» لـ «القدس العربي» وهو أب لأحد المعتقلين: كنت في فندق في العاصمة بغداد، عندما أجريت مكالمة هاتفية مع المحامي المكلّف بالدفاع عن قضية ابني المعتقل، منذ أكثر من أربع سنوات دون محاكمة. وعند انتهائي من المكالمة جاءني شخص وقال لي: «بإمكاني أن أخرج ابنك من المعتقل بشرط أن تدفع المال»، وادعى هذا الشخص أنه يعرف ضباطا ومسؤولين في وزارة الداخلية وأنه سوف يعرّفني على أحدهم.
وأضاف «أبو هشام» قائلاً: «بالفعل لقد عرّفني هذا الشخص على أحد ضباط وزارة الداخلية وكان برتبة مقدم، وقال لي إن بإمكانه إخراج ابني بسهولة من السجن، ولكنه بحاجة للمال من أجل رشوة مسؤولي السجن. لم يكن بيدي حيلة، أعطيت المقدم مبلغ عشرة آلاف دوﻻر أمريكي كدفعة أولى على أن يتم تسديد المبلغ الثاني عند إخراج ابني من السجن».
ويتابع حديثه فيقول: «ولكن بعد تسديدي هذا المبلغ للمقدم اختفى عن الأنظار، وأغلق خط هاتفه الخاص، ولم أستطع الوصول إليه، وأدركت أن عملية النصب والاحتيال قد تمت». 
وفي حديث مع «محمد»، الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط، قال لـ «القدس العربي»: لي أخ معتقل منذ سنتين، ذهبت لرؤيته في بغداد وعند نزولي في الفندق جاء إليّ شخص وقال لي: علمت أن لديك أخا معتقلا وتريد إطلاق سراحه. أنا بإمكاني مساعدك بإطلاق سراحه، ولكن يجب عليك أن تدفع المال».
وأضاف: «اتفقنا أن أعطيه اثني عشر ألف دوﻻر أمريكي مقابل إطلاق سراح أخي، واشترط عليّ أن أعطيه خمسة آلاف دوﻻر مقدماً فتم عقد الصفقة، ومرّت الأيام والأسابيع ولكن دون جدوى، ولم يتم إطلاق سراح أخي، وبدأ هذا الشخص يتهرّب ويغلق خط هاتفه، حتى اختفى تماماً، عرفت بعدها أنه محتال سارق، وقد احتال على كثير من الناس قبلي