(حذر رؤساء تحرير الصحف العراقية اليومية التي تطلق على نفسها بالصحافة المستقلة من تداعيات الافلاس المحدق بها على واقع عمل الصحافة المستقلة التي تعاني أزمة مالية حادة بسبب ضعف موارد الإعلان وتجاهل الوزارات والمحافظات تعليمات وزارة التخطيط الخاصة بضوابط نشرإعلان المناقصات والمزايدات الحكومية ذي الرقم (4/7/15794) المعممة بتاريخ 20/7/2014.
وذكر بيان صدر عن الاجتماع التداولي لرؤساء تحرير الصحف المستقلة حجم الضغوطات التي تعاني منها إدارات الصحف في تغطية نفقاتها جراء الشحة في موارد الإعلان الذي دخل الفساد في آليات توزيعه وأدى إلى تسرب عائداته الى صحف حزبية وأخرى لا تنطبق عليها أي من الضوابط التي تنص عليها التعليمات أعلاه.
ودعا رؤساء التحرير مؤسسات الدولة للقيام بواجبها لانقاذ العناوين الصحفية الكبيرة المعمدة بالتضحيات من خلال إيجاد حلول طارئة تنتشلها من مشكلاتها وتمنع تسريح مئات الصحفيين عن العمل ضمن الإجراءات الاحترازية التي قد تلجأ لها إدارات الصحف منعاً لوقوع الكارثة.
ويعاني الصحفيون العراقيون من تدني اجورهم لدى جميع الصحف حتى في زمن ارتفاع مداخيل الاعلانات
وحضر الاجتماع رؤساء تحرير كل الصحف (المشرق، الدستور، الصباح الجديد، الزمان، البينة الجديدة، المستقبل) اضافة إلى المستشار القانوني لنقيب الصحفيين، كما أبقى المجتمعون الباب مفتوحاً أمام الصحف المستقلة الأخرى للانضمام إلى تجمعهم.
وفيما يلي نص البيان الذي اصدره رؤساء عدد من الصحف المستقلة
بيان لرؤساء تحرير الصحف المستقلة
اثبتت الصحافة العراقية المستقلة طوال الفترة التي تلت التغيير في العراق ، انها وتد من اوتاد النهج الديمقراطي الذي لايمكن الاستغناء عنه ، بل اصبح المشهد الاعلامي العراقي لايمكن قراءته بمنأى عن ذكر الصحافة المقروءة ومؤسساتها التي تركت لوحدها من دون الالتفات من قبل الجهات المعنية لرعايتها وتطوير امكانياتها لترتقي بالاداء الى مستوى عالٍ يتناسب وحجم الدور الذي يفترض ان تقوم به . وعلى الرغم من جميع التحديات التي واجهت وسائل الاعلام المقروءة الا ان الارادة والاصرار كانت وراء تأسيس عناوين كبيرة لصحف باتت اليوم تمثل قامات شاهقة في الساحة العراقية ، لكنها تعاني مشكلات خطيرة تهدد استمرارها وتنذر بكارثة حقيقية قد تطيح بجهد وعمل سنوات من المثابرة والمخاطرة وبمنجز صحفي لايمكن ان يتكرر بسهولة .
لقد شهدت تجربة العقد الماضي مخاضاً عسيراً أفرز من بين مئات الصحف الصادرة باقة رصينة ومهمة من كبريات الصحف تقدمت الواجهة الاعلامية ، كنا نأمل ان تسهم الدولة برفدها بمستلزمات النمو والتقدم ، لكن ما حدث هو العكس تماماًَ ، حيث تخلت الدولة بمؤسساتها عن القيام بواجباتها واسهمت الاحزاب في تعميق الجراحات وسهلت اختراق الفساد لموارد التمويل الاعلانية التي تعتمد عليها الصحف في تسيير عملها ، لتأتي الازمة المالية على ما تبقى من الامل في تصحيح الاوضاع ، لتكون شريكاً في تفاقم أزمة الصحف وتدخلها مرحلة الاحتضار التي ان تم تجاهلها سنشهد تباعاً انهيار مؤسسات صحفية كبيرة وتسريح مئات الصحفيين ونخسر واحدة من اهم دعائم الديمقراطية.
لذا كان لابد لنا ان ندق ناقوس الخطر ونبلغ جميع الجهات ذات العلاقة ضرورة الاسراع في ايجاد حلول طارئة تنتشل المؤسسات الصحفية من الضغوطات المادية التي لم تعد ادارات الصحف قادرة على تحملها لوحدها ، حيث صارت الحاجة للتباحث من اجل انقاذ صحافتنا من انتكاسة وشيكة ضرورة ماسة ، وبخلافه سنلجأ نحن رؤوساء تحرير الصحف المستقلة التي تقف بالمقدمة الى خيارات صعبة تضطرنا للاحتجاب عن الصدور مرغمين او التظاهر والاعتصام المفتوح ومخاطبة المنظمات الاقليمية والدولية للوقوف معنا في محنتنا .
نحن اذ نأمل ان تلقى دعواتنا هذه صدى من لدن الجهات المسؤولة للاسراع في الجلوس معنا لمناقشة المقترحات التي تضمن استحقاقاتنا الواجبة ، نؤكد ان حجم المشكلة التي تشترك بها كل مؤسساتنا الصحفية كبير ولا يستهان به ، وان السكوت على ما تمر به الصحافة المقروءة هو جريمة تستدعي استنهاض الاصوات الحرة في العالم.
الموقعون عن
اجتماع رؤوساء تحرير
الصحف المستقلة