أكد نشطاء من محافظة البصرة جنوب العراق سعي الأحزاب الحاكمة للحصول على فتاوى من المرجعيات الشيعية لتحريم التظاهرات بكل أنواعها في عموم المدن الجنوبية، وتحت ذريعة أنها تقدم خدمة لتنظيم الدولة في ظل فترة عصيبة يعيشها العراق.
وقال عضو ائتلاف القوى الشبابية أمجد البزوني أن الجهات الحاكمة في محافظة البصرة وبعد أن استنفدت وسائل التهديد للأهالي المطالبين بتحسين الواقع الخدمي في المحافظة لجأت إلى أسلوب جديد وهو محاولة الحصول على فتاوى من بعض المراجع الدينية لتحريم التظاهرات بكل أنواعها.
وأضاف البزوني في تصريح خاص لـــ”القدس العربي” أن الاحزاب الحاكمة في محافظتهم شنّوا حملة تسقيط ضد جميع التيارات الشعبية المطالبة بإصلاح الواقع الخدمي، ووجهوا اتهامات لهم بالتبعية لحزب البعث، وحركات الصرخي واليماني، فضلاً عن اتهامهم بأنهم خلايا مرتبطة بتنظيم الدولة.
وأوضح البزوني أن “تحركات الاحزاب ضدهم أسفرت عن بعض الفتاوى الثانوية التي صدرت من رجال دين غير معروفين والذين اتهموا الداعين إلى التظاهرات بأنهم يريدون زعزعة الاستقرار في المحافظات الشيعية تحت لافتة الخدمات المشبوهة”، مبيناً حصوله على معلومات تفيد بمخاطبة هذه الأحزاب للمراجع الشيعية في النجف وكربلاء من أجل الحصول على فتاوى بهذا الخصوص.
وشدد البزوني على أن الواقع الخدمي في محافظة البصرة وصل إلى حد لايمكن السكوت عليه، وخصوصاً في مجال توفير الطاقة الكهربائية التي صارت أشبه بالحلم في المحافظة التي تسجل أعلى درجات حرارة في مناطق العراق.
وفي السياق يؤكد الناشط المدني ضرغام الأسدي ـن محاربة تنظيم الدولة صار ذريعة لمنع أي مطالبة بالحقوق في عموم المحافظات الجنوبية، والبصرة على وجه الخصوص، مبيناً أن الحال وصل إلى إصدار فتاوى صريحة بتحريم المشاركة في التظاهرات بذريعة أنها “ذات أجندات مشبوهة”.
وبين الاسدي في تصريح خاص لــ”القدس العربي” أن الأوضاع السيئة في محافظة البصرة لايمكن تبريرها بأي شكل من الاشكال وخصوصاً أن المدينة تنعم بوضع أمني مستقر وإيرادات مالية مضاعفة كونها من المناطق المصدرة للنفط، مستدركاً بأن التفسير الوحيد هو الفساد والسرقات التي جعلت سكان واحدة من أغنى مناطق العراق يعيشون في عوز وفقر دائم، بحسب تعبيره.
ولفت الأسدي إلى أن استخدام سلاح الفتاوي ليس بجديد وسبق لمراجع مثل كاظم الحائري أن حرم المشاركة في المظاهرات الواسعة التي اجتاحت العراق في عام 2011، فيما اعتبرها المرجع محمد اليعقوبي بأنها مثيرة للشك والتوجس، مشيراً إلى ان الموضة الجديدة هي اتهام الداعين للتظارهات بأنهم خلايا نائمة تعمل لحساب التنظيم في الجنوب.
وكان زعيم المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم قد حذر في وقت سابق مما سماه “مخطط لاثارة الفتنة في مناطق الجنوب في العراق من خلال التظاهرات على تردي الخدمات”، متهماً بعض القوى المشبوهة بمحاولة إثارة الرأي العام.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت دعوات أطلقها نشطاء شباب للتظاهر في البصرة من أجل وضع حد للفساد المستشري والذي يحول دون توفير الخدمات للمواطنين، وتطلق على البصرة تسمية “رئة العراق الاقتصادية” في إشارة إلى أهميتها، حيث تشكل المنفذ العراقي الوحيد على البحر، ومن خلالها يدخل الجزء الاكبر من وارادت العراق، وتضم مخزون كبير من النفط.