أكّدت هيئة علماء المسلمين أنها تعمل بكل جد لفتح باب الأمل للشعب العراقي والأخذ بيده إلى بر الأمان بكل الوسائل الممكنة، وذلك تنفيذًا لما وعدت به قبل مدة، والتزامًا بواجبها الشرعي وموقفها الوطني.
وأوضحت الأمانة العامة في الهيئة برسالة مفتوحة وجهتها للعراقيين، الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين لثورة العشرين التي وضعت أولى ركائز بناء العراق الحديث، أن هذه الثورة ما تزال تجدد الأمل لخلاص العراق والعراقيين مما هم فيه منذ الغزو والاحتلال الأمريكي في (2003) وحتى الآن.
وبينت الهيئة في الرسالة التي تلاها الأمين العام، الدكتور مثنى الضاري، أن ثورة العشرين تعد البوصلة التي تحدد للعراقيين مسارهم الصحيح، وأنها في كل عام تجدد تمسكهم بحقهم في المقاومة والتحرير والسيادة والمحافظة على هويتهم الحقة ووحدة بلدهم وثرواته ومقدراته.
وفي المرحلة الحرجة التي يشهدها العراق اليوم، أوضحت رسالة الهيئة أن الأخيرة ملزمة ببيان بعض النقاط المهمة لأبناء العراق وغيرهم، وذلك استرشادًا بشرع الله عز وجل وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن إن أدوات اللعب والخداع السياسية التي يحاول الاحتلال إلهاء العراقيين بها، ومحاولات صرفهم عن المطالبة بحقوقهم، ونيلها بالطرق المناسبة، لن تقضي على روح المقاومة فيهم ولن تنسيهم الظلم الواقع عليهم، ولن تسقط الحقوق بالتقادم.
وأضافت هيئة علماء المسلمين، أن آليات الإقصاء والتوحش التي تمارس ضد العراقيين جميعًا من السلطات الحاكمة وإطلاق يد الموت الميليشياوي ذي المرجعية الحشدية الكفائية، ليست مجدية، لأن عاقبة الظلم عاقبته وخيمة حتى لو طال وقته، مؤكدة أن استمرار استهداف مكون بعينه من أبناء شعبنا وتشتيته في مواطن النزوح داخل بلده، أو منافي الغربة القريبة والبعيدة، يلزمها بمصارحة العراقيين، وبيان سبل الحل ومعالم الخلاص من هذا الواقع المرير الذي يعيشونه، وفق رؤية الهيئة للأحداث ومجرياتها ومآلاتها وتداعياتها الخطيرة.
وفي هذا السياق بيّنت هيئة علماء المسلمين أن منطلقات الحلول والأهداف واحدة مهما تغيرت الظروف والأوضاع والأحوال، لافتة إلى أنه لا تغيير يمكن أن يطرأ على الأصول أو يمس الثوابت، وأن العبرة هي في تغير الوسائل والآليات والاستفادة من الفرص المناسبة والحقيقية لطرح المعالجات المناسبة، لا الفرص الموهومة أو المبتناة على الوعود المضللة من هنا أو هناك، أو المحاولات البائسة لترميم العملية السياسية المنهارة أو تجميلها بمشاريع المصالحة والسلم الوطني الموهومة.
وفي ختام رسالتها، أكدت الهيئة أن التزامها بواجبها الشرعي وموقفها الوطني، فضلاً عن سعيها للحل الشامل لما يعانيه العراقيون وشعورًا منها بهموم المجتمع وتطلعات أبنائه، إلى جانب حواراتها ومناقشاتها ولقاءاتها مع القوى العراقية المناهضة للاحتلال وعمليته السياسية والفئات والأطياف والنخب والكفاءات، وشيوخ القبائل والعشائر، جميع ذلك يجعلها تعمل بكل جد لفتح باب الأمل للعراقيين والأخذ بأيديهم بر الأمان بكل الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك.
وفيما يأتي نص الرسالة
هيئة علماء المسلمين في العـــراق
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة إلى الشعب العراقي في الذكرى الخامسة والتسعين لثورة العشرين المجيدة
قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)) [آل عمران: 200].
أبناء الشعب العراقي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتحدث إليكم اليوم في الذكرى الخامسة والتسعين لثورة العشرين المجيدة التي وضعت أولى ركائز بناء العراق الحديث، وأسهمت في رسم طريق المطالبة بالحقوق والعمل على انتزاعها من الغاصب المحتل، وأضحت أنموذجا يقتدى في كل مفصل خطير وحساس من تأريخ العراق، ودافعا لتجديد الهمة والعزم للاقتداء بمعانيها العظيمة والاهتداء بمنطلقاتها الأصيلة.
وما زالت قصص ثورة العشرين تجدد فينا الأمل لخلاص العراق والعراقيين مما هم فيه منذ الغزو والاحتلال الأمريكي في (2003) وحتى الآن.
أيها العراقيون الصابرون
إن ثورة العشرين بمثابة البوصلة التي تحدد للعراقيين مسارهم الصحيح في كل عام، وتجدد تمسكهم بحقهم في المقاومة والتحرير والسيادة والمحافظة على هويتهم الحقة ووحدة بلدهم وثرواته ومقدراته. وإن استجلاء منطلقات الفكر السياسي لهذه الثورة، يثبت بلا شك ـ عند الدارسين لها والمهتمين بتأريخها ـ أنها كانت اللبنة الأساس للفكر السياسي للعراق الحديث، وأن كل ما تبعها من أفكار وجهود سياسية وثورات ومتغيرات كان لها في ثورة العشرين قدوة وأسوة.
ومن هنا كان استذكار هذه الثورة مفيدا لنا كثيرا، ونحن نخوض مصاعب مرحلة صعبة ومأساوية هي الأخطر في تأريخ العراق، فما ثار له ثوار العشرين من: قبائل وعشائر، ومن دعمهم من: علماء ومثقفين وسياسيين، هو نفسه الذي يطالب به العراقيون منذ ساعة الغزو والاحتلال الأمريكي وحتى اللحظة.
أيها العراقيون الأصلاء
نشهد في هذه المرحلة الحرجة خلطاً كبيراً للملفات وفتناً تدع الحليم حيرانا، والجميع يدلو بدلوه ويتكئ على حججه لتزيين أفعاله ومواقفه، لذا كان لزاما والحال كذلك أن نبين لشعبنا بعض النقاط المهمة مسترشدين بشرع الله وهدي نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم):
أولا: إن أدوات اللعب والخداع السياسية التي يحاول الاحتلال إلهاء العراقيين بها، ومحاولات صرفهم عن المطالبة بحقوقهم، ونيلها بالطرق المناسبة، لن تقضي على روح المقاومة فيهم ولن تنسيهم الظلم الواقع عليهم، ولن تسقط الحقوق بالتقادم، وسينالها شعبنا بإذن الله.
ثانيا: عدم جدوى آليات الإقصاء والتوحش التي تمارس ضد العراقيين جميعاً من السلطات الحاكمة وإطلاق يد الموت الميليشياوي ذي المرجعية الحشدية الكفائية، فالظلم عاقبته وخيمة حتى لو طال وقته، ولن يثني جهود العراقيين عن تغيير حالة الأوضاع المأساوية والكارثية التي يعيشونها.
ثالثا: إن استمرار استهداف مكون بعينه من أبناء شعبنا وتشتيته في مواطن النزوح داخل بلده، أو منافي الغربة القريبة والبعيدة، وأصناف الظلم التي تمارس بحقه من قتل واغتصاب واعتقال وتعذيب ونهب للأموال والممتلكات وسياسات الضغط، يلزمنا بمصارحة العراقيين، وبيان سبل الحل ومعالم الخلاص من هذا الواقع المرير الذي يعيشونه، وفق رؤيتنا للأحداث ومجرياتها ومآلاتها وتداعياتها الخطيرة عليهم جميعا.
رابعا: إن المنطلقات والحلول والأهداف واحدة مهما تغيرت الظروف والأوضاع والأحوال وأنه لا تغيير يمكن أن يطرأ على الأصول أو يمس الثوابت، وأن العبرة هي في تغير الوسائل والآليات والاستفادة من الفرص المناسبة والحقيقية لطرح المعالجات المناسبة، لا الفرص الموهومة أو المبتناة على الوعود المضللة من هنا أو هناك، أو المحاولات البائسة لترميم العملية السياسية المنهارة أو تجميلها بمشاريع المصالحة والسلم الوطني الموهومة.
إن هيئة علماء المسلمين تعمل بكل جد لفتح باب الأمل لشعبنا والأخذ بيده إلى بر الأمان بكل الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك، تنفيذاً لما وعدت به قبل مدة، والتزاماً بواجبها الشرعي وموقفها الوطني، وسعياً لرسم حل شاملٍ كاملٍ لما يعانيه شعبنا، واستشعاراً بهموم المجتمع وتطلعات أبنائه في الانعتاق من محنتهم وإنهاء حالة اختطاف العراق، والتزاماً بحواراتها ومناقشاتها ولقاءاتها مع القوى العراقية المناهضة للاحتلال وعمليته السياسية والفئات والأطياف والمكونات العراقية، والنخب والكفاءات، وشيوخ القبائل والعشائر، وغيرهم كثير.
اللهم اهدنا للحق والصواب وسدد خطانا لما يرضيك عنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمانة العامة
لهيئة علماء المسلمين في العراق
13 رمضان/1436
30/ حزيران،2015