من يوميات ثورة العراق
سجلوا في دفاتركم
سلام الشماع
1
سجلوا في دفاتركم رجاءً: اقرأوا سورة الفاتحة معي جميعاً على الأم العراقية التي قضت في ساحة التحرير وهي تحمل صورة ولدها السجين.
مثل
حب هذه الأم لولدها ينبغي أن يكون حبنا للعراق لكي نستطيع أن نخلصه من
الطاغوت الأمريكي، وممن جاء بهم ليدمروا العراق ويخربوه ويمزقوا النسيج
الاجتماعي لشعبه.
ولَتراب
نعل هذه الأم أشرف وأطهر وأنظف وأجلّ وأكثر احتراماً من جميع القابعين في
المنطقة الجرداء من العراقيين، والذين تركوا في قلبها غصة قضت عليها،
فارتقت روحها إلى بارئها تشكو ظلم أناس صدّعوا رؤوسنا طوال عقود من الزمن
بمظلوميتهم..
أيها
الثائرون انصبوا وسط ساحة التحرير خيمةً، الجمعة المقبلة، وأقيموا على روح
هذه الأم العراقية مجلس الفاتحة، فهي شهيدة ثورة الغضب العراقي.. ويا
أبناء شعبي المعتصمين في الموصل وتكريت والأنبار قفوا دقيقة صمت تحية
لروحها الطاهرة واقرأوا عليها سورة الفاتحة، فهذه الأم المظلومة التي ماتت
ولم ترَ ولدها المغيب في السجون، وحدها، قضية يجب أن تثور لأجلها حتى
أمواج دجلة والفرات وشط العرب وسعف النخيل، والجبال والوديان والصحارى
والسهول..
هنيئاً
لك أيتها الأم فأنت قدمت روحك للعراق، بينما هناك للأسف من يقبع في داره
من الرجال وهو يرى شعبه ينتفض ويتظاهر ويعتصم ويحتج ويقاوم.
2
سجلوا
في دفاتركم رجاءً: أتمنى أن يلتفت الفنانون التشكيليون والمصورون
الفوتوغرافيون والممثلون والمطربون الوطنيون العراقيون إلى إقامة معارض
ومسرحيات على أرض الاعتصام في الموصل وتكريت والأنبار، ليسجلوا لهم دوراً
في ثورة شعبهم..
وأتمنى
أيضاً أن يتناخى صحفيون عراقيون وطنيون لتأسيس موقع اسمه (اعتصام) ينقلون
فيه أخبار الثورة أولاً بأول، ويكون هذا الموقع مدرسة صحفية للشباب
المعتصمين يتعلمون فيه أصول مهنة الصحافة وفنونها لننشئ جيلاً إعلامياً
يخدم العراق، فيما بعد.. فهل من مبادر؟
3
للذين
يتساءلون عن مبلغ الـ40 مليار دولار المفقودة من خزينة العراق، ومنهم
الكاتب العراقي الساخر شلش العراقي، نقول: إن حكومة مولاكو اشترت بهذا
المبلغ عصا سحرية ستصل قريباً إلى العراق سيستعملها في الأول من حزيران
المقبل، قبل أسبوع من نهاية الـ100 يوم المهزلة، فلا تبقى في العراق مشكلة
إلا وتحل، ولا فقير إلا ويغتني، ولا دمار إلا ويصلح، ولا أرض إلا وتخضر،
ولا غم أو هم إلا وينجلي.
وتعهدت
الشركة المنتجة للعصا، ضمن العقد المبرم مع مولاكو، أن تغير يوم كذبة
نيسان من الأول من نيسان إلى الأول من حزيران، فلا تسألوا بعد هذا أين
ذهبت الـ40 مليار دولار..
4
جلوا
في دفاتركم رجاءً: قوة المظاهرات العراقية تكمن في أن الجميع تجرد من
انتماءاته الدينية والمذهبية والسياسية والحزبية واستظل بخيمة العراق..
صار الولاء للعراق وحده.. لكننا لاحظنا أن بعض الأحزاب، وخصوصاً تلك
القابعة في المنطقة الخضراء، وبأساليبها الخبيثة، أخذت تترصد ناشطين في
هذه المظاهرات وتساومهم بالمال أو الوظيفة لتحيدهم، أو لتجعلهم في خندقها،
وبدلاً من أن يفضح هؤلاء من يساومهم فإنهم يلتزمون الصمت ويرضون
بـ"المقسوم"، ويغيرون خطابهم إلى وجهة ظاهرها الحرص على العراق وباطنها
السم الزعاف للعراقيين.
بين أيدينا أسماء إذا اضطررنا سنعلنها على رؤوس الأشهاد ليعرف العراقي من الذي معه ومن الذي عليه..
توبوا قبل الفضيحة..
5
سجلوا
في دفاتركم رجاءً: ليس أبلغ من العراقيين عندما أطلقوا مثلهم الشعبي
المشهور: "لو ما الچلب حيز ما يفرّخ الواوي بالتبن".. فها هو الـ"چلب"
يتوسل بـ"الواوي" أن يمدد إقامته ليحميه..
اقرأوا
معي هذا الخبر الذي نشرته جريدة الاتحاد الإماراتية: أكد وزير الدفاع
الأمريكي روبرت غيتس استعداد الولايات المتحدة لبحث تمديد الوجود العسكري
الأمريكي في العراق بعد نهاية هذا العام. وقال غيتس: "إذا كان الناس هنا
يريدون أن يكون لنا وجود سنحتاج إلى أن نفعل ذلك بسرعة من حيث التخطيط
وقدرتنا على تحديد من أين نأتي بالقوات ونوع القوات التي نحتاج إليها هنا
وما هي المهمة على وجه التحديد التي يريدون منا أن نقوم بها".
وقال
أمام الجنود الأمريكيين في قاعدة ليبرتي قرب بغداد: "أعتقد أنه يوجد
اهتمام بأن يستمر وجودنا لكن السياسة تقتضي أن ننتظر لنرى لأن المبادرة
يجب أن تأتي في نهاية الأمر من العراقيين".
وقال
إن تطور الأوضاع في العراق "يثير الدهشة"، مشيراً إلى أن الديموقراطية في
هذا البلد تعتبر مثالاً للمنطقة، رغم إنها غير مكتملة. واضاف خلال لقائه
العسكريين الذين يشاركون في تدريب القوات العراقية: "إذا نظرنا إلى
الاضطرابات التي تعم المنطقة، فإن كثيرين من هؤلاء الأشخاص سيشعرون
بالسرور إذا كان بإمكانهم الوصول الى حيث يوجد العراق اليوم”.وتابع ان
“الأمور لاتزال غير مكتملة بعد لكن هذا شيئاً جديداً، إنها الديموقراطية
حيث للشعب حقوقه". وأوضح جيتس أن "ما تم انجازه هنا مقابل تضحيات ضخمة من
جانب العراقيين وجنودنا ومن جانب الشعب الأمريكي يعتبر أمراً مدهشاً".
وأضاف جيتس أن إيران والتنظيمات المسلحة مثل "القاعدة" قد تحاول استغلال الاضطرابات في بعض الدول العربية".
أرأيتم ضحكاً على الذقون أكثر من هذا؟..
إن
العرب في كل مكان سيشعرون بالسرور إذا وصلوا إلى ما وصل إليه العراق من
دمار لبنيته التحتية وتشريد لأبنائه وقتل لنسائه ورجاله وأطفاله، ومن
تصفية لعقوله وسلب لثرواته؟.
"وإذا
طلب الناس منا أن نبقى في هذا البلد".. والناس عندهم هم "چلابهم"
العملاء.. والعراقيون عندهم هم فقط "چلابهم" الذين أتوا بهم على
دباباتهم"، وليس شعب العراق..
ثم دققوا في هذا النص: "إن إيران والتنظيمات المسلحة مثل (القاعدة) قد تحاول استغلال الاضطرابات في بعض الدول العربية".
أي خداع هذا؟.. وكأننا لا نعرف إن "القاعدة" صناعة أمريكية إيرانية".. وكأن العراقيين لا يفسرون ما بين السطور..
يا
غيتس ارحل أنت وقواتك فالعراقيون يصيحون اليوم: ارحلوا كلكم.. وإلا سيأتي
عليكم يوم لن تستطيعوا أن ترحلوا إلا في توابيت من هذا البلد.. وإذا كنتم
صادقين قولوا لنا بالضبط كم عدد قتلاكم وجرحاكم ومعوقيكم منذ دخلتم العراق
إلى الآن، وماذا فعلت بكم مقاومة العراقيين الباسلة؟..
لا.. لا.. لا نريد الأرقام الرسمية التي اعلنتموها لخسائركم، وإنما نريد الأرقام الحقيقية التي تخفونها..
ارحلوا يا غيتس اليوم قبل غدٍ.. وفي هذه اللحظة قبل التي بعدها فالعراقيون كلهم ثائرون..
6سجلوا
في دفاتركم رجاءً: العراق أولى بأن نرفع علمه ونبكي شهداءه.. ونرفعهم على
الرؤوس.. العراق أولى بنا ونحن به أولى... فليكف عن نداءاتهم أولئك الذين
يدعوننا إلى الاهتمام بما يجري في بلدان أخرى، وليلتفتوا إلى بلدهم
وشبابهم الذين يتظاهرون من أجل استعادة سيادة العراق.. ترى ماذا سنقول لو
أن الدول فعلت فعلنا وحملت الأعلام العراقية وأسندت متظاهرينا ودعمت
قضاياهم.. سنقول من فورنا: إنه تدخل سافر بالشأن العراقي. أليس كذلك أم
أنني مخطئ؟..