بنعال فرسان العراق موت احفاد الساسانيون
بقلم الكاتب العربي : نصري حسين كساب
ذكر
المؤرخون ان الساسيون حكموا بلاد الرافدين طيلة الحقبة التي بدأت باستيلاء
اردشير على الحكم منتزعا العرش من الفرثيين وحتى تحرير العراق على يد جيوش
العرب المسلمة ، وبذلك عاد العراق الى أحضان شبه الجزيرة العربية الام .
وينحدر ساسان من احدى عوائل الفرس وكان سادنا لبيت النار للالهة اناهيتا
في اصطخر. ولقد سقت شيء من التاريخ لأقول لابناء أمتي : العبقرية الشاعرة
من صنع الله ، ونفحة العلي الأعلى ، فأن منجمها البيت الذي فيه نبتت ،
وصيقلتها البيئة التي فيها ترعرعت ، فالشاعر العرقي الكبير عبد الرزاق
عبد الواحد من اعلام العراق فقها ولغة وأدبا ، ووطنيا وقوميا عربيا ،
فأعاد الامة في قصيدته : ( هو الشرف المطعون قد جاء يثأر ) مذكرا بان
العراق ليس هي المرة الاولى اهله يعيشون القهر ، والفقر ، وما يضرب مثلا
في الاعتساف ، في سنين الغزو والاحتلال الاميركي الصهيوني الصفوي الفارسي
العجاف ، وبنفسه الشاعرة سمع همسات الأسى ، وهمهمات التذمر ، ودبيب
الأماني .. أماني انتصار المقاومة الباسلة وتحرير العراق ! تلمح نهاية
الغزاة والمحتلين في ثورات الشباب ، فتموج بالمطامح الوطنية والقومية فقال
عن حال العراق بظل الغزو والاحتلال نيسان 2003 :
( مَضَتْ سَـبعَـة ٌ لـِلآن .. الــلـَّـهُ أكـبَـرُ
وَشـَمسُـكَ ما مالـَتْ ، وَنـَخلـُكَ أخضَرُ
وأرضُـكَ يَطوي المَوتُ طـَيـَّا ًشـِعابَها
وَيـَنـشـُـرُهـا نـَشـْـرا ً وَلا تـَتـَفـَـطــَّرُ
وَنـَهـراكَ ما زالا .. ميـاهـُهـُما لـَهــا
رَفيفٌ على الشـُّـطآن.. والطـِّيـنُ أحمَرُ
وَلـِلشـَّمس ِفي مَوجـَيْـهـِما ألـفُ بـارِق ٍ
وَلـَـيـلا ً قــَنـاديــلٌ ، وَبـَـدْ رٌ مـُنـَـوِّ رُ
أمـا والـذي أعـطـاكَ أسـمى هـِـبـاتـِه ِ
وَأرسى علـَيكَ الـفـُلـْـكَ والماءُ يـَزخـَرُ
لـَو الأرضُ كلُّ الأرض ِشاهَتْ وجوهُهـا
فـَبالـماءِ في نـَهـرَيـْـكَ يـَوما ً تـُطـَهـَّـرُ ! )
وعن
الغزاة العتاة وما يبيته الصفويين الفرس واسيادهم الصليبيين والصهاينة ،
جهر الشاعر بالوطنية وكاني به هاتفا ، درب في الحياة سلكته وما حدت عته
لو عرفت المغيبا ، غير عابه ، ينافح عن وحدة الوطن ويقارع الغزاة واحفاد
ساسان ( القزلباشي نوري اليهودي ، والاشيقر ،والاصفهاني ، ومسعورهم
المعتوه مقتدى الجهل ، ويقول الشاعر عن جرائمهم :
( مَضـَتْ سـَبعـَة ٌلـِلآن..غالـُوا ، وَدَمـَّروا
وَهـَدُّوا ، وَسـَدُّوا ، واستـَبَدُّوا ، وَفـَجـَّروا
وَهـِيـضُوا على بغـدادَ سـَيْـلا ًمن الــدَّبَى
يـُلـَدِّغ ُحـَتى الصًّخـْرَ ، والصَّخـْرُ يَجـْأرُ
تـَعـاوَوا عَلـَيهـا..قـَطـَّعُـوهـا ، وَسـَوَّروا
وَحـَزُّوا رِقـابَ الـنـَّاس ِحـَزَّا ً، وَبـَتـَّرُوا
لـَهـا كـُلَّ فـَجـْـر ٍ في زَوايــا دُروبــِهــا
جـَماجـِمُ كـانـَتْ في دُجى الـلـَّيل ِتـُنحـَرُ
تـُـدَحـْرِجـُها غـَرثى الـكـِلابِ ، وَتـَنـْخـَرُ
مَحاجِرَها الـدِّيـدانُ ، والـنـَّاسُ تـَنـظــُرُ
سـَـلامٌ عـلى بـَغــداد ، والــلـَّـهُ أكـبـَــرُ
وَبـَغــدادُ مازالـَتْ تـُعـاصي ، وَتـَصبـِرُ
تـُلـَمْـلـِمُ في أحـشـائـِهـا الـغـَيـْظ َ كـُلــَّـهُ
وَيـا وَيـْلـَهـُم مـِنْ غـَيـْظـِهـا يـَـومَ يـَزْأرُ !
وَيـا وَيـْلـَهـُم مِن سـاعـَةٍ يـُصْبـِحُ الـثـَّرَى
تدخلات
ايران في شؤون العراق عبر التاريخ اهدافها خراب وتدمير العراق وخير دليل
على ما نذهب اليه تحالفهم مع امريكا واسرائيل ، وما نفذوه من خراب وتدمير
من نيسان 2003 ، والشاعر يصدح عن هبت الجماهير العراقية لمناهضة الاحتلال
الاميركي والغزو الصفوي الفارسي ، وينبأهم بسوء العاقبة ، فيقول :
بـِبـَغــدادَ تـَنــُّورا ً وَهـُم فـيـهِ مـَجـْمـَرُ
سَيَستصرِخونَ الأرضَ عن قـَطرَةِ النـَّدى
وَلا مـاءَ إلا غـَـيْـمَـة ُ الـــدَّ مِّ تـُمْـطِــرُ
هـوَ الـغـَضَبُ الـمَخـزونُ إذ يـَتـَفـَجـَّـرُ
هـوَ الـشـَّرَفُ الـمَطـعـونُ قـَد جاءَ يـَثـأرُ
هيَ الأرضُ حينَ الأرضُ تـَغلي وَتـَزفـُرُ
تـَـثــُورُ بـَراكــيـنٌ ، وَتـَـنـْـقـَضُّ أبـْحـُـرُ
فـَتـُغـْرِقُ هـذي كـُلَّ مَن أوجـَـرُوا بـِهـا
وَتـُحـْرِقُ هـذي مَن عـَلـَيـهـا تـَجـَبـَّرُوا
هيَ الأرضُ أرضُ اللهِ .. أورٌ ، وَسـُومَرُ
هيَ الأرضُ أهلـُوها أ ُبـِيـدُوا ، وَهُجـِّرُوا
وَلـَنْ تـَرحـَمَ الـبــاغِـيـنَ أرضٌ أعـَـزَّهـا
وَقـــادَ ســـَرايــاهــا نـُبـوخــَذ ُنـُصـَّرُ !
وأرسى بـِهـا الـمـَنـصورُ تـأريـخَ عـِزَّة ٍ
يـَظـَلُّ لـِيـَوم ِالــدِّيـن ِ بـــانـِيــهِ يـُذ كــَرُ ! )
يعتز
الشاعر ببغداد وينافح عن العراق الذي يئن بالف جرح وجرح من حراب احفاد
ساسان وأيتام خميني الدجال ، ولا يئن ولا يشكو بل يرى الشاعر العراق يزداد
عنفا وكبرياء ، هذا العراق الابي على الخطوب ، المتنمر لعوادي الزمن ،
يكبر العراق على طغيانهم وما يريهم دموعه ان يقولوا : لقد رأينا بغداد
تبكي . ويقول الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد :
يـَظـَلُّ الـعـراقـيـُّـونَ إخـْـوانَ أ ُخـْـتـِهـِم
وَتـَبـقـى غـَـوالـِيـهـِم مـَدى الـدَّهـْرِ تـُنـْذِ رُ
إذا قــُرِعـَتْ بــابٌ عـلى غـَيـْرِ أهـْـلـِهـا
أطـَلَّ مِنَ الـشـُّـبـّـاكِ مـَوتٌ يـُزَمْجـِرُ!
فـَقـُـلْ لـِلـذي لـِلـلآن ما زالَ ســادرا ً
بـِسـَيـفِ بـَني سـاسـان َ يـَنهَى وَيـأمـُرُ
تـَذ َكــَّرْ ، فـَما مَـرَّتْ سـِنـيـنٌ كـثـيـرَة ٌ
وَظـَهـْرُ بـَنـي سـاسـانَ مازالَ يـَقـْطـُرُ
فـَإنْ تـَـكُ أمـريـكـا تــُقــَوِّمُ ظـَهـْـرَه ُ
فـَكـَم قـَبْـلَ أمريـكـا أغـارُوا وأدْبـَـروا
هـيَ الآنَ أمـريـكـا زَعـانـِفـُهـا هـُـنــا
بــِأيـْدي الـعـراقـيـِّـيـن ، والـلــَّه ُ أكـبـَرُ
لـَـيـَـلـْعـَـنُ تـالـِـيـهـِم أوائـِـلَ أهـْــلـِــه ِ
وَيـَجـري وَفـي أثــوابـِه ِالـنــَّارُ تـَسـْعـَرُ
وَمِن خـَلـْـفـِه ِتـَجـري مـُسـُوخٌ كـَثـيـرَة ٌ
لـَهـا في الـعـِراق ِالآنَ صـَوتٌ وَمِـنـْبـَرُ
إذا وَهـِمُـوا أنَّ الـحـُسـَيـنَ قـَد انـتـَهـى
فـَمـِن كـُلِّ مَـذبـُوح ٍحـُسـَيـنٌ سـَـيـَظهـَرُ ! )
بغداد
تاريخ امتي الفخم واهلها المكان والسكان ، وثورة الغضب الوطنية والقوات
الشعبية المقاومة ، وفرسان المقاومة المسلحة والمنتشرة في بغداد وكربلاء
وبابل والنجف والمثنى وذي قار والقادسية والانبار وديالى والموصل وصلاح
الدين والسليمانية واربيل ودهوك وكركوك ، تنذر الخونة والعملاء والجواسيس
وانها ستدفعهم الثمن باهضا جدا ، وقد سقى الشاعر من قلبه الوطن حتى ينبت
ضرب فرسان المقاومة في الربى والطعان ، وفي نفس الشاعر العراق هو العز
والكبر ، ينافح عن التاريخ ، ويقول :
( وَإنْ حاوَلــُوا مَسـْحَ الـتـَّواريـخ ِ كـُلــِّهـا
فـَبـَغـدادُ بـانِـيـهـا سـَـيـَبـقى يـُسـَـطـِّرُ !
وَبـاني ذ ُراهــا شــَعـبـُهـا وَضـَميـرُهـا
وَكـِبـْرُ الـعـِراقـيـِّيـن .. والــلــَّه ُ أكـبـَرُ ! )
اي
والله ، عبد الرزاق عبد الواحد شاعر العراق الكبير ، وسبيقى لشعره شرف
باذخ ومجد اثيل ، والحق والسيف من طبع ومن نسب كلاهما يتلقى الخطب عريانا
، وثورة الغضب العراقي وثورة الشباب في الشام أملنا في تحرير العراق و موت
احفاد ساسان وايتام خميني الدجال بنعال رجال العراق وفرسانه حاملي السلاح
، ويصبح الموعد مع نشامى الاردن والانطلاق لتحرير فلسطين ( عربية من
النهر الى البحر ) ، وتكرم ذكرى فارس العرب ابا عدي كما تكرم عند المؤمن
السور .