بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }النساء74
أدانت الهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى لأهل السنة والجماعة في العراق اغتيال الشيخ أسامة بن لادن في باكستان على يد القوات الأمريكية التي تتميز في قتل الأطفال والنساء والعزل في العراق وفلسطين ، وتنتهك الحرمات وتقتل من تشاء من الشعوب العربية والإسلامية غير ناضرة إلى حرمة أحد من أبناء المسلمين وتكشر عن أنيابها بإظهار العداوة والبغضاء والحقد وطلب الثأر والانتقام من الأمة على طيلة سنين طويلة قتل خلال احتلال العراق وأفغانستان أكثر من 8مليون مسلم وهذا اقل تقدير لم تسأل أمريكا من قتلهم ولماذا قتلوا وتقف دائماً إلى جانب العدو الصهيوني في عدوانه على أهلنا في فلسطين وتغطي جرائمه ومجازره في مجلس الأمن من خلال الفيتو، ناهيك عن الدعم المادي والمعنوي والسياسي له.
وهاهي اليوم عدوة الشعوب ترمي سمها وغلها وإجرامها على الشعب العربي المسلم في ليبيا بذريعة حقوق الإنسان فإذا كانت حقوق الإنسان لاتأتي إلا بإراقة الدماء وقتل الأبرياء وتهديم المباني ، وإتلاف المال العام فتبا لها ولأمريكا على هذا الإحداث الجديد في العالم ، كما وان من العار أن يستبشر مسلم بقتل مسلم وهو يرى العالم ألكفري يفرح جميعه وترى أفراخ الرجال ممن ينتسب إلى العروبة والإسلام زورا وظلما يكشر أنيابه بالنفاق مع هؤلاء القتلة ونحن مع الاختلاف في مسائل كثيرة في المنهج مع الشيخ أسامة إلا أننا نرفض ما قامت به القوات الأمريكية من الاستهتار بحقوق الإنسان والتمثيل بجثته ورميها في قاع البحر وهذا استخفاف بديننا وبمقدساتنا وقيمنا ، وهذا لا يدل إلا على أن عملية الاغتيال هذه تأتي استمراراً لأعمال العدوان واستهداف أمتنا بالحرب الصليبية على الإسلام كما قال عنها رئيسهم السابق ( بوش) .
وإن ما ضنت به القوات الأمريكية من الانتصار فهذا من نسيج الخيال ففي الأمة رجال لا تنام لهم عين ولا يغمض لهم جفن وهم يذودون عن حما الأمة وكرامتها وستطفأ نار أمريكا بالقريب العاجل بمشيئة الله قال تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64
وأخيراً فهذا الظلم الأمريكي ووهم الانتصار خائب وخاسر وأمريكا تستبيح دماء أبنائنا في العراق وأفغانستان وليبيا وتآمرها على المقاومة ودول الممانعة، فلن تبرح طويلا فعقاب الله لا مفر منه وسيندم كل من وضع يده بيدها وشاركها في جرائمها فالشعوب حية لا تموت والله تعالى وعد بالنصر والتأييد قال تعالى {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال48
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ...
مكتب الأمانة العامة – بغداد
2 آيار 2011