العراقيون لايوالون حاكما.. العراق صار شيعيا بالمصادفة وصار سنيا بالمصادفة
• المهاجرون العراقيون سيعودون ليبنوا بلدا موحدا عظيما
• سقط التيار الديني سقوطا لايحسد عليه، وهذه خسارة عظيمة، وكنا نتمنى ان لايسقط، ولكن هذا الذي جرى لانهم لم يكونوا بمستوى الاحداث التي جرت في العراق
• عندما أراد الله أن يهلك العالم أهلكه من العراق ،
وعندما أراد أن يعمر العالم عمره من العراق!
كشف الشيخ الدكشتور احمد الكبيسي عن حقائق خطيرة في تاريخ العراق تؤكد بما لا يقبل الشك ان الله اودع في ارض العراق خزائن علمه وخزائن رحمته.
واكد الكبيسي بالادلة والشواهد ان العراق هو بلد الله المختار وليس اليهود
وبيّن الكبيسي في محاضرة ألقاها في العاصمة الاردنية عمان
ان من طبائع الشعب العراقي أنه شعب لا يوالي أحدا ،
فدائماً أقول: أسعد الملوك مَن يحكم مصر..
المصريون يموتون غراماً بحاكمهم حتى لو كان كليوبترا ،
والعراقيون يموتون من حاكمهم حتى لو كان علي بن أبي طالب..
ولهذا أتعجب إلى أن كل من يحكمه يخويه ،
لأن هذا الشعب مستحيل أن يوالي لأحد الناس انتقت مقاطع من محاضرة الكبيسي لاهميتها
أولاً هل من باب المصادفة أن الله عندما خلق الكرة الأرضية
وأنزل آدم ، وهو أبو البشر ، أنزله في المثلث من نينوى وهي الموصل ، وأربيل والكوفة ، هذا هو المثلث الوحيد الذي كان عامراً في الكرة الأرضية كلها ، فيه نزل آدم وحواء وشيت ويونس وما تزال قبورهم هناك،
وطوفان نوح وإبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأبناء، وجميع النبوات وجميع الشرائع وجميع القوانين نبتت من هذا المثلث ، فهل كان هذا اعتباطا ، ام كان مصادفة؟
ثانياً ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف في الكعبة ،
والكعبة كما تعلمون بها الركن اليماني والركن الحجازي
والركن الشامي والركن العراقي.. ولكل ركن كان هناك دعاء ،
فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما مر بالشامي قال: اللهم آتنا في شامنا..
وكان حينها رجل قصير خلفه فقال للرسول: يا رسول الله وعراقنا؟
فلم يرد عليه.. وأكمل الرسول: وفي حجازنا وفي يمننا وهذا الرجل خلف الرسول يقول له وعراقنا ، لكن الرسول لم يرد عليه.. وعندما انتهى الرسول - صلى الله عليه وسلم من الطواف نادى على هذا الرجل وقال له: أعراقي أنت؟ قال له: نعم أنا عراقي.. فقال له: عندما أراد العراقيون أن يحرقوا إبراهيم أراد أن يدعو الله عليهم ، ولو دعا الله عليهم لاستجاب..
فبعث الله له جبريل وقال له ، قل له: يا إبراهيم ربك يقول لا تدع على أهل العراق ، وقد جعلت فيهم خزائن علمي وخزائن رحمتي.. أي كل علوم الأرض في هذه البقعة ، وكل خيرات الأرض في هذه البقعة ، وأنتم تعلمون الآن أن العراق أغنى بقعة في العالم ، ما عرف منها وما لم يعرف في القديم والحديث:
صناعة ، وزراعة ومياه ، وذرة ، ويورانيوم ، وكبريت ، ونفط ، وغاز ، وذهب.. فالذي يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وجده الأميركان الآن
(لا تقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب)
في الأنبار ، وتبين أن الأنبار أغنى بقعة في العالم بالنفط لكنه غير مكتشف ومؤجل.. وآخر شيء ظهر في العراق هو الزئبق الأحمر وهو أغنى سلعة في الكون ، فباخرة واحدة من الزئبق الأحمر تساوي مليون باخرة بترول..
خزائن علمي وخزائن رحمتي أي النعم.. هذا هو العراق ، من أجل ذلك كل حضارات الأرض نبتت من هناك ثم بعدها نبتت من وادي النيل.. من أجل ذلك رب العالمين سبحانه وتعالى عندما أراد أن يهلك العالم أهلكهم من العراق ، وعندما أراد أن يعمر العالم عمرهم من العراق ، فرب العالمين سبحانه وتعالى لم يجعل ذلك مصادفة ، إذاً فالعراق لله فيه شأن.. وفي التاريخ كله ، كلما أراد الله أن يوظف هذا البلد بشيء قادم ابتلاه بمثل هذا البلاء ، ومن عمق العراق لم يمر به احتلال إلا واستوعبه وامتصه وابتلعه وأعاد صياغته. الاحتلال الحالي أقسى من احتلال المغول بألف مرة ، فلو أذيعت وثائقه لعجبتم ، ولهذا طبق هذا النص التلمودي (اتركوها خراباً يا بابل مأوى للغربان والفئران حتى لا يجد بدوي مكانا يربط فيه ناقته) ،
وحينئذ هذا الذي جرى في المغول أعاده قوياً ، وهذا الذي جرى في العراق منذ شهرين أو ثلاثة أو سنة ومن الآن فصاعداً ، راقبوا جيداً عاد العراقيون
وسقط التيار الديني سقوطاً لا يحسد عليه ، وهذه خسارة عظيمة ، وكنا نتمنى أن لا يسقط ، ولكن هذا الذي جرى لأنهم لم يكونوا بمستوى الأحداث التي جرت في العراق ، وسيبقى العراق عراقياً فقط ، فأنا عراقي ، أما شيعي وسني وكردي وعربي فهذا لا يعنيني كما كنا سابقاً في عهد الملوك ،
وانا عاشرت عهد الملوك وكنت أستاذاً ، وكنت أقول: هل في هذا العهد خلاف واختلاف على عهد الخلفاء الراشدين من حيث خيره وبره ووحدته..
حصل في يوم من الأيام أن جميع المحافظين أكراد ولم ينتبه أحد ، وجميع رؤساء الوزراء شيعة ولم ينتبه أحد ، وعندما صار العراق شيعيا صار بالمصادفة ، وعندما صار العراق سنيا صار بالمصادفة ، والآن صار بالمصادفة. عندما قامت ثورة العشرين وجاء الإنكليز ونودي بالعراق دولة
أفتى مفتٍ شيعي بأنه يحرم على كل شيعي أن يشترك في الأجهزة الحكومية والعمل السياسي وهذا لا يجوز وهذا كفر. فانحسر الشيعة ولم يشتركوا في الحكم فصار العراق سنيا ، والآن إن شاء الله نفس الفتوى تصدر عند السنة، لا يجوز للسنة أن يشتركوا في الجيش ..الخ ، لأن هذا شرك فصار العراق شيعياً وأعتقد أن هذا عدل ، واحدة بواحدة ، ولهذا سيعود الشيعة والسنة قريباً ، بل هم عادوا فعلاً ، وأنا هنا لا أقولها أملاً ، فأنا أهاتف يومياً وأكلم يومياً من مجمل الشخصيات وشيوخ العشائر ونساء ، فعلاً أصدق أن العراقيين بهذه السرعة عادوا إلى هذا الوعي الذي هو منطقي منهم وجدير بهم لعمقهم في التاريخ والمعرفة والحضارة ، إذاً، العراق قادم قريباً. سنتان أو ثلاث ، سيلتئم ويُبنى وكل الذين هاجروا ، وهم بالملايين ، سيعودون وقد اكتسبوا خبرة لبناء بلد موحد عظيم سيتمنى أن يعيش فيه كل عربي ، وهذا ليس باليوم البعيد.. هكذا هو الموضوع ، العراق هو بلد الله كما قلت ، فهذا جزء من الأحاديث ، وهناك أحاديث كثيرة تصب في هذا الباب.
شعب لا يوالي أحدا
الشعب العراقي له طبيعة خاصة ، من طبائع الشعب العراقي أنه شعب لا يوالي أحدا ، فدائماً أقول: أسعد الملوك من يحكم مصر.. المصريون يموتون غراماً بحاكمهم حتى لو كان كليوبترا ، والعراقيون يموتون من حاكمهم حتى لو كان علي بن أبي طالب.. ولهذا تعجب إلى أن كل من يحكمه يخويه ، لأن هذا الشعب مستحيل أن يوالي لأحد ، فسينقلب ، فهم كنهرهم بالثانية ينقلب ، فهل هناك أكثر من مقتل سيدنا الحسين ، فعندما قتل سيدنا الحسين ، وتعلمون القصة ، كان سيدنا الحسين وعبدالله بن عمر ، فكان عبدالله بن عمر يعشق سيدنا الحسين ، ففي اليوم الثالث من العيد قال: أين أبو عبدالله. فقالوا بأنه ذهب إلى العراق حيث أرسل إليه أهل العراق..
فلحق به ودعاه بأن يعود لكنه أصر على السير إلى العراق.. فقتل هناك..
وبعد ستة أشهر جاء أهل الكوفة لكي يحجوا ، وكان عبدالله بن عمر جالسا في ظل الكعبة ، فجاء أهل الكوفة ليسلموا عليه.. فقال لهم: بالله عليكم لم قتلتم الرجل وأنتم الذين أرسلتم إليه؟ قالوا: ماذا نفعل يا ابن عمر ، لقد ملأ ابن أمية جيوبنا بالمال.. اليوم تعرفون في العراق أن الفساد في سرقة الأموال بلغ حداً لم يعد يذكر أحد أنه مصيبة ، ولهذا رب العالمين
جعل أغنى بلد في العالم العراق حتى يرضيهم لأنهم فعلاً هم أصحاب عقول وعبقريات فأعطاهم هذه الثروة وإن لم ينالوا منها شيئاً.. هذا الذي يجري في العراق من فساد أجدادهم فعلوه ، حيث قالوا: قتلناه لأن بني أمية ملؤوا جيوبنا بالمال..
أنا دائماً أقول: العقل الجوال ،
العقل العبقري ليس طبيعياً ، ويسمونه جنون العباقرة ، فبالنسبة لي رأيت عباقرة لكنهم مخابيل.. لكن هذا الشعب فيه من الكفاءات ما يجعله محطاً لعدو يخنقه ولصديق لا يستطيع أن ينصره ، إذاً هذا الاعوجاج السلوكي السياسي والتقلب السريع من لوازم العقل الوثاب ، ولذلك العراقيون مقاتلون بطبعهم ، بالفطرة ، ويعشقون إطلاق النار في كل مناسباتهم وبشكل خيالي ، ولذلك هذا الشيء غير الطبيعي لابد أن يكون بهذا السلوك الذي يبدو في نظرنا من جنون العباقرة ولكن هذا من لوازم العقول الجوالة.
محنة العراق عظيمة ، وما كان بوسع أي قوة على وجه الأرض في العراق أن تنهض به من هذه الكبوة الرهيبة ، ولهذا كل مجموعة تسلمت الحكم في العراق بعد الاحتلال قامت ولو بأنملة.. مجلس الحكم ، وهو اسمه حكومة عراقية ، والناس بدأت تطمئن بأنه صار هناك حكومة وعهد الاحتلال انتهى ، فبعدها جاءنا إياد علاوي ، إلى حد ما عمل ولو أنملة ، وجاء بعده الجعفري وعمل ولو أنملة ، والمالكي ولو أنملتين ، فالمالكي في الحقيقة أكثرهم نجاحاً ولكن لا يزال الشوط طويلا أمامه ، لكن أعتقد أن الحكومة التي ستأتي في بداية العام المقبل أعتقد أنها ستتقدم شبراً وليس أنملة ، والحكومة التي بعدها باعاً ثم يأتي الخير الشديد مرة واحدة. الشعب العراقي كله ينتظر ذلك الذي سوف يقتنع به ليسير وراءه شعباً واحداً موحداً بناءً ، وللعلم ، ليس سراً أن جميع العالم ، أوروبا كلها والشعب الأميركي معظمه وروسيا واليابان والصين والهند كلها تلوم أميركا على ما فعلت ،
فقد أخبرني قس من كبار القساوسة الإنكليز حيث قال: هذه جريمة كبرى لأن العراق ليس ملك العراقيين ، العراق ملك العالم ، العالم كله له مصالح في هذا البلد ، والعالم كله مدين لهذا البلد ، فلا ينبغي أن يكون بهذا الشكل ،
وبالتالي قال: أميركا لن تنجو من هذا الذي فعلته إلى يوم القيامة ، سيكون وصمة عار كما كان على التتار وإن أسلموا بعد ذلك.. من أجل هذا العراقيون الآن بدؤوا يعودون إلى طبيعتهم.