المكتب الاعلامي
عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60693 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
| موضوع: قياس الحرمان بالعراق؟ مقالة احمد صبري السبت مايو 21, 2011 4:13 pm | |
| قياس الحرمان بالعراق؟
احمد صبري
a_ahmed213@yahoo.com
فوجىء الرأى العام العراقي بعدد المحرومين بالعراق الذين قدر عددهم الجهاز المركزي للاحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية بنحو 9 ملايين شخص طبقا لاحدث احصائية اعدها لهذا الغرض.
وتكمن المفاجأة ان الملايين التسعة محرمون من التعليم ومياه الشرب والسكن والخدمات الصحية والغذاء اللازم في بلد ميزانيته للعام الجاري 100 مليار دولار.
وطبقا للاحصائية فان نسبة الفقر بالعراق بلغت 23 بالمئة للذين لاتتجاوز معدلات دخلهم على 50 دولارا شهريا فما دون.
وطبقا للمعايير الدولية فان قياس الحرمان يعتمد على الوضع الاقتصادي والبنى التحتية ومستويات الصحة والتعليم وشبكة الحماية الاجتماعية وهي اشتراطات غير متوفرة في حدها الادنى بالعراق مايعني ان اعداد المحرومين ستزداد تلقائيا
وقبل ان نتحدث عن مخاطر حرمان هذه الشريحة التي تشكل نحو ثلث المجتمع العراقي، فاذا اضفنا اليها اعداد الباحثين عن العمل والارامل والايتام والمعوقين فان الدائرة ستكبر لتتجاوز نصف سكان العراق الامر الذي سيضع تلك البلاد في اتون الفوضى.
وعلينا ان نتصور البيئة التي تعيش فيها هذه الملايين ومخاطر استغلالها وهي بيئة حاضنة للعنف والتخلف والظلامية والجريمة.
وهذا التحدي وتحديات اخرى يواجهها العراق منذ احتلاله ولحد الان يضع القائمون على العملية السياسية في الحكومة والبرلمان معا امام مسؤولية ايجاد الحلول لهذه المعضلة التي تعطل طاقات نصف المجتمع وتحررها من قيود الحرمان والجوع والخوف وتوفر سبل العيش لهم.
وهذه المسؤولية القانونية والاخلاقية تجاه شريحة بهذا الحجم ينبغي ان تنال اهتمام الطبقة السياسية باعتبارها اولوية قصوى في عملها وان التخلي عن هذا الواجب هو تخلي عن مسؤولية الحفاظ على ارواح ومستقبل هذه الشريحة التي تئن تحت وطاة العوز والفقر والجوع والخوف.
ويبدو ان هذه القضية وطبقا لتداعياتها الخطيرة على مستقبل العراق ليست من اولويات السياسيين العراقيين بسبب انشغالهم بخلافاتهم وسعيهم لتكريس نفوذهم في الحياة السياسية.
ومايؤكد ماذهبنا اليه هو الاخفاق في انتشال هذه الشريحة من واقعها المر عبر استثمار المليارات بمشاريع حقيقية توفر السكن والرعاية الصحية والتعليم وقبل ذلك الغذاء والامن الاجتماعي لنصف المجتمع المسكون بالخوف والحرمان بسبب هدر امواله من مبددي المال العام وسراقه من دون رادع ومساءلة قانونية
اذا قياس الحرمان بالعراق لايحتاج الى براهين وادلة ووقائع فهو للعيان واضح لايحجبه غربال فالعراق اليوم وبعد السنوات الثمانية على غزوه متداع تنخر جسده الطائفية والحرمان والفقر تطول نصف اهله وامواله تهدر بسبب الفساد وتداعيات الاحتلال مازالت تنغص حياة ابنائه. | |
|