وهم رحيل القوات ألأمريكية من العراق
قد يظن البعض أن موضوع احتلال العراق وليد ساعته ومن أجل إنقاذ فئة معينه من ظلم نظام كما صوره المتعلقون بحذاء المحتلين وحاملي دباباته إلى أرض العراق ، فالأمر يتطلب أعادة قراءة التاريخ والمرور بشكل خاص والتأكيد على مشروع ’’ برنارد لويس ‘‘ .
(( برنارد لويس من مواليد لندن عام 1916 ، وهو مستشرق بريطاني
ألأصل ، يهودي الديانة ، صهيوني ألانتماء ، أمريكي الجنسية ))
ولأهمية هذا المشروع وخطورته على المنطقة وما آل إليها وضعها أسمحوا لي استعارة مقولته ومضمون مشروعه في هذا ألأمر مع بعض المعلومات عنه :
(( تخرج من جامعة لندن عام 1936 وعمل مدراساً فيها - قسم التاريخ /
الدراسات الشرقية الإفريقية , وفي مقابلة معه أجرتها وكالة ألأعلام
في 20 / 5 / 2005 قال الأتي وبالنص :
إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن
تحضيرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر
بموجات إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ، ولذلك
فأن الحل السليم للتعامل معهم هو أعادة احتلالهم واستعمارهم
وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها ألاجتماعية ، وفي حال قيام أمريكا
بهذا الدور فأن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية
في استعمار المنطقة لتجنب ألأخطاء والمواقف التي اقترفتها الدولتان .
أنه من الضروري أعادة تقسيم ألأقطار العربية وألأسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك :
أما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا
ولا مانع عند أعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية ، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تَقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية – دون مجاملة ولا لين ولا هوادة ، ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة . لذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن تغزوا أمريكا وأوربا لتدمر الحضارة فيها )) .
الذوات الأفاضل الكرام هذا هو المشروع الذي على أساسة بُنيت واُسست ونَُفذت أمريكا إستراتيجيتها في تغيير واقع المنطقة
وعلى الأساس ومن هذا المنطلق جاء الاحتلال الأمريكي للعراق إضافة لاعتبارات إستراتيجية عسكرية واقتصادية دعمت مشروع برنارد لويس وزادة من أهميته بل عجلت في تنفيذه بشكل أكثر تسارعا مما كان مقدرا لهذا المشروع أن ينفذ في تسلسل تطبيقاته ضمن الزمن المراد له .
فالاعتبارات الإستراتيجية التي دعمت هذا المشروع وعجلت من قيام أمريكا في احتلال العراق هو القطبية الواحدة التي سببها تفتت وأنهيارالاتحاد السوفيتي ، ففي 17 كانون أول 1991 أعلنت وكالة تاس للأنباء على لقاء الرئيس السوفيتي كورباتشوف والرئيس الروسي يلسين على حل الاتحاد السوفيتي ، أدى ذلك إلى انفراد أمريكا بالقرارات الأممية وسيطرتها على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأستصدارالقرارات فيهما لصالحها وبما ينسجم و مصالحها .
من المتوقع أن يؤل مستقبل العراق ومجاوره من البلدان إلى الأتي في خارطة السياسة التي تنسجم مع المشروع الأنف الذكر :
هذا هو المتوقع لما يمكن أن يكون علية وضع العراق في المرحلة ألاحقة من خارطة الطريق التي ينتهجها الاحتلال الأمريكي والتي من المؤمل أن تفضي هذه المراحل لإقامة دولة (( إسرائيل الكبرى )) الذي لا يتقاطع مع مصالح الاحتلال الأمريكي للعراق في وضعه الحالي و لأمد مستقبلي لا يمكن التكهن به في الوقت الحالي :
ما تقدم من أمور كان لابد منه لإيضاح حقيقة عدم مغادرة القوات الأمريكية للعراق وكل ما يجري على أرض الواقع ما هو ألا مناورات يراد مها ذر الرماد في العيون وإيهام البسطاء من الناس بأمر رحيل هذه القوات ( عمي بزون وجلب بشحمة ) فها هي الدلائل والوقائع العملية على ساحة الممارسة للنهج ألاحتلالي الأمريكي مدعومة بالتصريحات الحكومية العميلة ورموزها وخصوصاً التصريحات الأخيرة لرئيس أركان جيش العراق الجديد (( الخبير الإستراتيجي والمفكر العسكري، وحيد زمانه وفلتة أيامه الملازم الأول الهارب بابكر زيباري بعدم جاهزية القوات المسلحة العراقية لاستلام مهام حماية الحدود الخارجية حتى عام 2020 - - - العجيب الغريب في عراق الاحتلال وجيشه الجديد هو أن يكون على قيادة رئاسة أركانه ضابط فاشل هرب إلى جبال كردستان العراق لا دراية له بدراسات الركن وإعداد الخطط أو فهم العمليات الإستراتيجية أو التخطيط لها ( يمكن الرجل قره المقرر من المواد وأمتحن خارجي !!! ، حته لا نظلمه ونظلم حظنه ، أحنه أصحاب وَلايَه مثل ما أيكولون ، ألف تالاف عافيه عليه قابل هيه بقت عليه ؟؟؟ ) . فهذه التصريحات التي ينعق بها هؤلاء الغربان ما هي إلا طموحات وتمنيات قادة العراق الديمقراطي الفدرالي الاتحادي الحديث وأعوانهم من كلاب الاحتلال ، لماذا ؟؟؟ لان استمرار وجود هؤلاء النكرات على وضع العراق وقيادته مقرونة بوجود الأمريكان وقواته على ارض العراق ، فزوال الأمريكان وقواته هو زوال رموزه وكل الكيانات التي جاءت معه أو تشكلت على خلفية وجوده .
سؤال يطرح نفسه بإلحاح شديد ( أين ذهبت الأموال الكبيرة والمليارات الكثيرة من الدولارات التي خصصت لتسليح وتجهيز الجيش ؟ ) لا حاجة لجواب لان الخيرين يعرفون الإجابة ... أليس كذلك ؟ ولكن السؤال الأخر الذي ينبغي لرئيس أركان الجيش وهيئة ركنه الإجابة عليه ، هو ( ماذا كانت تعمل القوات الصديقة طوال هذه السنوات العجاف من تاريخ العراق وتاريخ قواته المُصَلَخَه ؟؟؟ ) .
أذن فأن السبب الأول لاحتلال العراق هو تنفيذ لمشروع كبير أصبح لازم التنفيذ بعد القناعة التي تحققت لدى الدوائر صاحبة المصلحة في أعادة ترتيب المنطقة إستراتيجياً وعسكرياً ، كما أن الضرورات الاقتصادية تدعوا وتدعم هذا التوجه وهذا المشروع فالعراق يمتلك احتياطي هائل من النفط وبكلف استخراج واطئة الكلفة مقارنة ببقية الدول ونوعية نفطه من النوعيات الجيدة في العالم ، يدعم كل ذلك وجود العراق في موقع جغرافي يمكن الأمريكان من أحكام السيطرة على المنطقة برمتها .
كل هذه الأمور يجعل من بقاء قوات الاحتلال في العراق لأمد طويل مبرراً من وجهة نظر قادتها وسياسييها ، كل الأمور على ارض الواقع تدعم هذا التوقع وما هذه التصريحات والمعاهدات مع حكومة هزيلة منصبة من قبل الاحتلال ما هي إلا مناورات يراد منها استغفال البسطاء من الناس .فجيش الاحتلال طور القواعد الجوية العراقية السابقة ( البكر وكلية القوة الجوية وصدام ) بشكل يحقق ستراتيجته في الاستخدام المستقبلي ضمن المنطقة ، إضافة إلى بناء قاعدة جديدة في بلدروز ( شمال شرق بعقوبة ) تعد من القواعد الكبيرة جدا في المنطقة كما انه طور وزاد في طول مدرج شقة السلمان وطور منشئاتها ليتسنى لطائراته من نوع B52 الهبوط فيها ، كل هذه الظواهر تقود إلى أن قوات الاحتلال باقية لأمد أطول مما يشاع عنه في الموعد الذي أعلن عنه.وما هذه الإجراءات سوى أنها تكتيكية الغاية منها تعطيل الهمم ودعم السياسيين الموالين للاحتلال واستمرار الفوضى التي يراد لها من أن تطغى على مجريات الأمور.إزاء هذا كله ما هو المطلوب من القوى الوطنية الحقيقية المناهضة للاحتلال ومشروعه ؟الأمر يحتاج إلى استمرار الإيمان المطلق بالمقاومة المسلحة طريقاً وحيداً في فرض أرادة الشعب العراقي ألأبي وصولاً إلى التحرير الناجز بأذن الله تعالى وعونه وهمة الغيارى من الشعب العراقي برجاله ونساءه وشبابه وشاباته ومن جميع فئاته ومكوناته الأثنية والقومية.
وما النصر إلا من عند الله العلي القدير الجبار
20 أيار 2011