أطلقت قيادة عمليات بغداد سراح المعتقلين الشباب الأربعة الذين اختطفوا خلال مشاركتهم في تظاهرات نهاية أيار، بحسب ما أكد ناشطان مقربان من الشبان الأربعة.وحاولت (المدى) الاتصال بالمعتقلين الأربعة لكن دون جدوى، لكن تأكدت من مقربين منهم التقوا بهم فور وصولهم إلى منازلهم عصر أمس إنهم تعرضوا إلى ضرب وتعذيب شديدين. وقالوا في تصريح للمدى إن الأجهزة الأمنية حاولت الضغط عليهم للتوقيع على تعهدات خطية بعدم التظاهر مجددا.وكانت المدى قد حصلت على معلومات السبت الماضي تفيد بأن الأجهزة الأمنية تضغط عليهم لإظهارهم في شريط فيديو يبررون فيه سبب اعتقالهم على خلفية تزوير هويات رسمية، وإدانة تظاهرات ساحة التحرير.وأكد ناشط آخر مقرب من المتظاهرين أن "السلطات العراقية أفرجت عن الشبان أمس، و كانت واضحة آثار التعذيب في محياهم".وكان من المفترض أن يطلق سراح الناشطين الشباب الأربعة الأحد الماضي كما صرح الناطق باسم عمليات بغداد، لكن ذلك لم يحدث. في وقت أفادت مصادر موثوقة أن المعتقلين يتعرضون لضغوط كبيرة لإظهارهم في مؤتمر صحفي أمس الأول الاثنين يعلنون فيه إدانتهم لتظاهرات ساحة التحرير.وكانت قيادة عمليات بغداد قد أكدت في 31 أيار أنها أوقفت الشبان على خلفية "هويات مزورة" كانوا يحملونها أثناء تظاهرة للمطالبة بالإصلاح المعيشي والسياسي.وأثارت قضية اعتقال الشبان الأربعة موجة انتقادات واستنكار، كان آخرها مقاطعة الناشطة الحقوقية العراقية هناء أدور، رئيس الوزراء نوري المالكي، خلال مؤتمر عقدته وزارة حقوق الإنسان في بغداد.إلى ذلك أفادت مصادر موثوقة بان المعتقلين الأربعة امضوا فترة احتجازهم في سجن بمطار المثنى، وهو تابع لجهاز الاستخبارات العسكرية.وحاول جهاز الاستخبارات العسكرية منذ أيام الضغط على الشبان الأربعة قبل إطلاق سراحهم من اجل الظهور بإعلانات متلفزة تبرر اعتقالهم وتدين التظاهرات.يشار إلى أن جهاز الاستخبارات العسكرية يقوده ضابط برتبة لواء وهو حاتم المكصوصي ويدير الجهاز بالوكالة على خلفية أمر من القائد العام للقوات المسلحة دون العودة إلى البرلمان العراقي.وأضافت المصادر أن التحقيقات التي أجريت مع الشبان الأربعة وهم جهاد جليل واحمد البغدادي وعلي عبدالخالق ومؤيد الطيب، ركزت على التظاهرات، ولم يأت المحققون على ذكر الهويات المزورة.وأوضحت المصادر أيضا أن المحققين ضغطوا على المعتقلين بأساليب مختلفة من بينها الضرب والتعرض للكهرباء من اجل الحصول على اعترافات بان التظاهرات في ساحة التحرير مدانة وتشهد اختراقات من جماعات مخربة.ويرى مراقبون ونشطاء أن اعتقال الشبان، وما رافقه من تداعيات وتضارب فاضح في التصريحات، يكشف من الأساس الدوافع السياسية للحكومة في ملاحقة ومضايقة المجتمع المدني، خصوصا الحركات الشعبية التي تقود التظاهرات.وتبين أن الأجهزة الأمنية لم تعتقل الأربعة، بل قامت باختطافهم، وتشير الوقائع إلى أن قوة من الفرقة 11 التابعة لعمليات بغداد اقتادت الشبان الأربعة في السابع والعشرين من أيار الماضي، وسلمتهم إلى مجموعة مسلحين في سيارة إسعاف وذهبت بهم إلى مكان مجهول.