في حادث بشع يعجز المرء عن وصفه عثر على جثة الشيخ عبد الصمد الهجول امام جامع بلد سلامة وخطيب جامع القدس في حمدان في قضاء ابي الخصيب جنوب البصرة، وقد تعرض الشيخ الشهيد لتعذيب بشع ادى الى فصل كفه اليسرى عن يده وبقيت معلقة بقطعة جلد فقط، وكذلك بدت آثار التعذيب واضحة على يديه وكسرت اسنانه وتناثر دمه.
الشيخ عبد الصمد الهجول يبلغ من العمر اثنان وثمانون سنة وبذلك يكون اكبر امام وخطيب اغتيل في البصرة، ويعد الشيخ واجهة دينية وعشائرية في قومه وله خدمة سابقة في وزارة التربية مدرسا منذ سنة 1946 ثم مديرا في احدى المدارس .
ثم مسك جامع بلد سلامة الذي كان يحبه منذ سنة 1975 وتنقل في خطب الجمعة بين مساجد عدة ابرزها مهيجران وجامع القدس .
الشيخ الهجول من مواليد سنة 1926 م وكان يتصف بالحلم والمودة ومواصلة الناس جميعا سنة وشيعة في افراحهم واتراحهم فاحبه الجميع وعرفوا قدره.
دأب الشيخ على القراءة المتواصلة منذ طفولته ولم يتوقف عنها فكان كل يوم يأخذ كتابه ويذهب الى البستان ويبدأ القراءة ، وقد اثمرت قراءاته عددا من المؤلفات والمخطوطات التي لم ترى النور بعد. وان كان احدها في طريقه للطباعة ان شاء الله.
تلقى على يد الشيخ عددا من طلبة العلم فقد كان الشيخ رحمه الله يدرس علمي الفرائض والفقه.
وكان رحمه الله لا يفتر عن الاستغفار في كل اوقاته. للشيخ سبعة اولاد ذكور وثلاث اناث وقد رأى ذرية احفاده.
ويذكر ان الشيخ عبد الصمد اختطف بعد صلاة الجمعة 8/2/2008 حينما كان عائدا من جامع القدس بعد ادائه للخطبة والصلاة وذهابه الى احد مجالس العزاء في منطقة الجمعيات حيث استوقفته سيارتان حديثتان في ابن الجوزي اقتادته بالقوة الى مكان مجهول , وفي اليوم التالي تلقى ذوية اتصالا من مجهول يبلغهم بطلب الخاطفين مبلغ فدية مقداره (50000) دولارا مقابل اطلاق سراحه دون ان يحدد مكانا لتسليم الاموال او التاكيد على وجوده لديهم.
وفي صباح يوم الاثنين شوهدت جثة الشيخ في الشارع الرئيسي بين البصرة وابي الخصيب في احد البساتين وقد شيع تشيعا مهيبا.
رحم الله شيخنا الشهيد واسكنه فسيح جناته والخزي والعار على من اساء الى هذا الشيخ الكبير ولم يوقر شيبته ولم يحترم مقامه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يعطف على صغيرنا ويوقر كبيرنا ).