المكتب الاعلامي
عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60693 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
| موضوع: مقالة اللأستاذ حسن طوالبة - المقاومة العراقية .. فعل كبير وتجاهل مقصود الثلاثاء أبريل 12, 2011 8:20 pm | |
| د.حسن طوالبة
المقاومة العراقية .. فعل كبير وتجاهل مقصود
تقييم : 4.6 من 5 2011-04-12 المقاومة العراقية اقتربت من النصر المبين.. ومن الواجب أن تنال العناية من الإعلام العربي والأحزاب العربية .
في اليوم الذي أعلن فيه بصورة رمزية عن سقوط بغداد يوم التاسع من نيسان عام ,2003 كانت انطلاقة المقاومة العراقية في اليوم نفسه, عندما أعلن الشهيد صدام حسين عن بدء المقاومة ضد القوات الامريكية الغازية, وبذلك كانت أسرع مقاومة ضد محتل أجنبي في العالم.
لا بد من التأكيد أن المقاومة التي نتحدث عنها, هي مقاومة حزب البعث في العراق ومن ثم اتسعت المقاومة, وتعددت فصائل المقاومة التي مثلت الأطياف الوطنية العراقية, وقد اندمجت هذه الفصائل تحت عنوان واحد.
لقد عرف القاصي والداني أن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن حسب المبررات والذرائع التي قدمتها الإدارة الأمريكية في عهد المحافظين الجدد بزعامة بوش الابن .
بل كان الهدف من الغزو والاحتلال السيطرة على نفط العراق, الذي يقدر الاحتياطي فيه 287 مليار برميل حسب رواية وزير الدفاع الفرنسي الأسبق شوفنمان, وقد كان هذا الهدف واضحا منذ اليوم الأول للغزو, حيث أحيط مبنى وزارة النفط بالرعاية من قبل القوات الأمريكية, وتركت الوزارات الأخرى للنهب والحرق, إضافة إلى نهب تراث العراق الثقافي والحضاري.
كان الهدف الآخر للغزو الأمريكي بناء نموذج ديمقراطي يشع على بلدان المنطقة,نموذج الفدراليات العرقية والدينية والطائفية الذي يجب أن يعم (الشرق الأوسط), أما الذرائع الأخرى الواهية فقد تم كشف كذبها وتفنيدها خلال السنوات الماضية.
إزاء هذه الأهداف الخطيرة التي تهدد كيان الأمة العربية والوطن العربي كله, فقد اضطلعت المقاومة العراقية بدور قومي نيابة عن الأمة كلها في إفشال هذا المخطط, وجعلت من العراق ساحة كفاح عربي مجيد للحفاظ على ما تبقى من الكيان العربي.
ثمان سنوات قدمت المقاومة عشرات الألوف من الشهداء والجرحى, وبالمقابل نالت من جنود الاحتلال الكثير من القتلى والجرحى ومصابين بأمراض نفسية, إضافة إلى تحمل الخزينة الأمريكية مئات المليارات الدولارات.
ورغم ما قدمته المقاومة من تضحيات بشرية من إنقاذ العراق أولا وإنقاذ الأقطار التي كانت مرشحة إما للغزو أو التقسيم أو الفتنة الطائفية, رغم كل ذلك لم تنل المقاومة العناية المطلوبة من الإعلام العربي ومن الأحزاب العربية وبالذات الأحزاب القومية. بل بالعكس انساقت هذه الأطراف وراء دعاية أمريكية صهيونية هدفها شيطنة الأحزاب القومية وبالذات حزب البعث, والإيحاء أنها اقرب إلى الإرهاب منها إلى الأحزاب الكفاحية صاحبة مشروع قومي تحرري نهوضي رائد.
لقد بدأ المخطط الدعائي الأمريكي الصهيوني بعد الاحتلال مباشرة,حيث تبرعت بعض الفضائيات العربية التي نالت شهرة في الوسط العربي والعالمي, بالقيام بهذا الدور المعادي لآمال الأمة العربية في النهوض والتقدم, فقد قدمت برامج غاية في السوء والشيطنة, واستضافت تلك البرامج شخصيات ذات أصول غير عربية, صبت كل حقدها التاريخي على رموز العرب القوميين مثل جمال عبد الناصر وصدام حسين وياسر عرفات, وأظهروهم بأبشع الصور من خلال التركيز على تفصيلات شخصية, أو تصرفات المعاونين لهم.
بات واضحا بعد ثماني سنوات أن قانون (اجتثاث البعث) هو فكرة فارسية تم إقناع احمد الجلبي "لص بنك البتراء" بتبنيها وإصدارها في قانون لضرب الفكر القومي في العراق, وتمهيد الأجواء لتقسيمه إلى فيدراليات حسب أفكار جون بايدن وبول بريمر. وتحت عباءة هذا القانون قتلت المليشيات الطائفية التابعة لإيران وأزلامها في المنطقة الخضراء أكثر من 140 ألف مناضل, معظمهم من الكفاءات العلمية من مهندسين وأطباء وعلماء ذرة وضباط في الجيش العراقي الباسل صاحب الأمجاد في معارك العرب القومية تشهد عليها مقابر الشهداء العراقيين في جنين والمفرق ودمشق. وعلاوة على ذلك فقد تم تهجير مئات الألوف منهم إلى دول الجوار العراقي حيث شغلوا مواقع مهمة في الجامعات العربية ومؤسسات البحث العلمي.
ورغم ذلك فقد قام العبثيون العراقيون بدورهم الكفاحي المتميز ضد قوات الاحتلال الأمريكي,الأمر الذي دفع باراك اوباما إلى اتخاذ قرار بسحب قواته خطوة خطوة, من المفروض أن يتم الانسحاب نهاية العام الجاري 2011 ، وما زيارة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إلى بغداد إلا محاولة لإبقاء 20 ألف جندي في العراق بعد الموعد المحدد نهاية هذا العام.
إن مهمة المقاومة العراقية وبالذات الفصائل التي يقودها المجاهد عزت إبراهيم الدوري, إخراج القوات الأمريكية من العراق, وإخراج الاحتلال الإيراني أيضا
لان العراق وقع تحت احتلالين بالتفاهم والتنسيق المباشر وغير المباشر,وقد تضمن التفاهم بين الطرفين تقاسم المغانم, فالنفط للولايات المتحدة, والنفوذ السياسي والديني الطائفي لإيران. وما التصادم الإعلامي بين الطرفين إلا مناورة تغذيها الصهيونية في الولايات المتحدة, لمنع إيران إكمال مشرعها النووي.
المقاومة العراقية اقتربت من النصر المبين, ومن الواجب أن تنال العناية من الإعلام العربي والأحزاب العربية, لان المقاومة كانت وما زالت هي المحفز للانتفاضات العربية, وستظل مرتكز الجهاد للأجيال العربية المقبلة
| |
|