صور رادارية نادرة التقطتها السفن المغادرة من ميناء أم
قصر نحو البحر، تكشف حجم الزحف الذي حققته منشآت ميناء مبارك الكويتي
باتجاه غلق الشريان الملاحي الوحيد المؤدي إلى موانئنا، وتعكس حقيقة ما
يجري على أرض الواقع في خور عبد الله. ولما كانت هذه اللقطات تشتمل على
بعض الغموض والتعقيد، ولا يفهمها إلا الملاح المتمرس، ويصعب على القارئ
الكريم فرز ملامحها، والاستدلال على رموزها بسهولة، نقوم هنا بتوضيح معالم
هذه اللقطات بالتفصيل، من خلال الاستعانة بخبراء الملاحة لإدخال التعليقات
على هامش الانعكاسات الرادارية المبينة في اللقطات.
ففي الصورة الأولى التي بلغت نسبة الانجاز فيها 15% يظهر اللسان الحجري
البارز من الخط الساحلي لجزيرة بوبيان باتجاه المسار الملاحي المخصص لمرور
السفن، بحيث اقتربت نهاية اللسان الحجري كثيراً من العوامات الملاحية (16)،
و(17)، وهي العوامات المحددة لجوانب الممر الملاحي المؤدي إلى ميناء أم
قصر، وتظهر اللقطة أيضا مقدار الزحف الذي حققته المنشآت الكويتية باتجاه
ساحل الفاو في المرحلة الراهنة التي بلغت فيها نسبة الانجاز 15%، فما بالك
بما ستسفر عنه مساعي الردم والتمدد الساحلي في الأسابيع القادمة.
ولزيادة التوضيح والشرح استعانت إدارة الجريدة بخبراء في المسح الطوبوغرافي
والهيدروغرافي، لإسقاط الصورة الرادارية على الخارطة الملاحية للمنطقة،
تمهيداً للتوصل إلى نوع فريد من الموائمة والمزاوجة بين الرصدات الرادارية
والمرتسمات الجغرافية، فجاءت الصورة المعبرة التالي لتضع النقاط على
الحروف، وتثبت بما لا يقبل الشك والتأويل حجم الزحف الذي حققته الكويت خلال
الأسابيع القليلة الماضية على حساب المياه الإقليمية العراقية، وتثبت حجم
الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها الكويت لتطبيقات أحكام الاتفاقيات
البحرية الدولية النافذة، فالصورة التالية تعد من الوثائق الدامغة التي
ينبغي الاستفادة منها، وينبغي استخدامها في الذود عن حقوق العراق الملاحية.
انظروا الصورة المركبة التالية:-
اما الصورة الرادارية التالية، والتي التقطت من رادار آخر، لا علاقة له
بالرادار الأول، فتؤكد بالدليل القاطع صحة الحقائق التي أظهرتها الصورة
الرادارية الأولى، ويتضح من خلال قراءة ملامحها أنها تعكس حجم التغيرات
الهندسية الطارئة على معالم الخطوط الساحلية لخور عبد الله. وبالشكل الذي
يجعلها تهدد مستقبل السواحل العراقية، وتضيق الخناق على الممرات الملاحية
المؤدية إلى ميناء أم قصر. وتثبت أيضا ان الكويت لم تقم ببناء ميناء مبارك
فوق الأرض الكويتية، وإنما لجأت إلى الزحف والتمدد على المسطحات المشتركة،
من خلال بناء هذه السدود الحجرية المتمددة نحو ساحل الفاو.