بسم الله الرحمن الرحيم
ليس حبا بالعراق بل هي فتنة جديدة تخدم آل الصباح
عراق المطيري
تناقلت الأخبار منذ أيام رفض محافظ نينوى أثيل النجيفي الموافقة على طلب تقدمت به كتلة نوري المالكي لإنشاء تشكيل مليشياوي مسلح جديد يحمل اسم فرسان دولة القانون وبالأمس ظهر نوري المالكي من على شاشات التلفزيون ليصرح انه غير مسئول عن هكذا تصرف أو عن هذه المليشيات وسيقاضي أية جهة تحمل اسم الكتلة قضائيا وفي الأول من أمس أعلنت هذه المليشيات تهديدا بأنها ستنفذ ضربة صاروخية ضد مشيخة الكويت إذا لم تمتنع عن الاستمرار في بناء ميناء اللامبارك الذي يعد في حالة انجازه بالكامل مانعا حقيقيا لدخول البواخر إلى الموانئ العراقية وإغلاق شريان العراق ومنفذه الوحيد للإطلالة على الخليج العربي وختمت الأخبار هذه الليلة بإطلاق هذه المليشيات لثلاثة صواريخ نوع سكود ارض – ارض باتجاه ميناء اللامبارك بعد ثلاثين ساعة من إطلاق التهديد سقطت جميعها في البحر ، ولا يفوتني أن اذكر أن هادي العامري الذي يشغل منصب وزير النقل في حكومة الاحتلال الحالية هو المسئول الأول لمنظمة بدر في العراق التابعة للكتكوت عمار ابن عزيز الحكيم الطباطبائي قد هدد أكثر من مرة بضرب ميناء آل الصباح في حالة استمرار العمل به وسنبتعد عن نقاش أسباب بناء هذا الميناء في هذا المكان بالذات وإصرار حكام المشيخة غير المبرر على هذا .
حقيقة الأمر أن كل ما جرى هو عبارة عن تسلسل متوالي من الأكاذيب فالكتلة هي فرع للمالكي وجزء منه يأتمر بأوامره في كل المحافظات والمدن العراقية وفي محافظة نينوى قدمت كتلته طلبها هناك تحديدا لجس نبض الشعب العراقي عربا وأكرادا وباقي الأطياف ومعرفة ردود الأفعال لما معروف عن المنطقة في وجود صراع مفتعل ومحاولة فرض وجود مليشياوي ذات صبغة طائفية وإثنية هناك لغايات محددة خصوصا بعد المطالبات الوطنية المناهضة له ولحكومته العميلة التي نادت بها العشائر العربية وهي كأختها محافظة التأميم خليط متجانس لأكثر من قومية ولكن رد الفعل سيكون أقوى في محافظة التأميم لحالة الصراع القائم فيها الأمر الذي لا يحتمل تواجد مليشياوي جديد حيث سيتفجر الموقف وستصبح فيها نقطة انطلاقة لشرارة جديدة لا يعلم حدودها إلا الله العزيز مع ملاحظة وجود قوات الاحتلال الأمريكية ودورها في تهدئة الموقف ، أما ادعاء نوري المالكي بأنه سيلاحق من ينتحل اسم كتلته قضائيا فانه يكرر نفس لعبة مقتدى الصدر ومليشياته التي تسمي نفسها كتائب أهل الحق حاشى الحق منها وجيش المهدي وغيرها التي ضمن لها سلامتها من المحاسبة والإجراءات القانونية وقد حقق لها هذا بالفعل كما حصل في سجون البصرة والكرادة والحلة بالتعاون مع المالكي نفسه على يد اقرب المقربين إليه ابن أخته ونسيبه ومدير مكتبه الخاص ونائب كتلة مقتدى الصدر عدي عواد أي بمعنى أن المالكي يحاول أن يتظاهر انه الحمل الوديع البريء عن سفك الدماء والحريص على الشعب العراقي وبعيدا عن توجيه المليشيات الجديدة في نفس الوقت الذي يضمن لعناصرها سلامتهم من الملاحقة القضائية أو تهريبهم إلى إيران تحديدا إن حصلت اعتقالات أو ملاحقات قضائية لاحقا إضافة إلى أنها تشكيل مليشياوي جديد يخلي مسؤولية جميع المليشيات السابقة المعروفة تبعيتها وتوجهاتها الطائفية ويغني الجميع عن الوقوع في الحرج أمام آل الصباح الثابت دورهم الخبيث في إيوائهم لفترات طويلة ودعمهم بالمال والسلاح ضد نظام الحكم الوطني قبل الغزو الأمريكي البغيض وفي إسالة دماء أبناء الشعب العراقي أثناء الفتنة الطائفية بعد الغزو .
إذا كانت مشيخة الكويت لا تستجيب لكل الضغوط التي مارستها حكومة الاحتلال لأنها اشترت ذمم معظم المعنيين المتنفذين فيها من خلال الرشا التي دفعتها لهم منذ ما قبل الشروع بالعمل في المشروع وتمتلك مستندات إدانتهم كأوراق ضغط تستعملها ضدهم عند الضرورة فهل من المعقول أن تستجيب لأوامر مليشيات لم يمضي على استحداثها حتى عشرة أيام , وإذا استبعدنا مصادر الإمكانيات المادية والتسليحية التي تمتلكها فمن المؤكد أن الجواب سيأتي قطعا أنها لن تستجيب ولكي تثبت مليشيات المالكي الجديدة قوتها على الأرض وتمنح نفسها مصداقية فقد وجهة الضربة الصاروخية إلى الميناء المذكور .
إن تشكيل هذه المجموعة لهدف خاص بعيدا عن العراق وشعبه يرمي إلى تكرار سيناريو جنوب لبنان الذي نفذه حسن نصر الله بتأمين حدود الكيان الصهيوني الشمالية ، فمما لا شك فيه ولا جدال أن الصواريخ الثلاث قد نقلت من إيران إلى داخل العراق بفارق زمني بسيط بين دخولها وإطلاقها وان من نفذها عناصر مخابرات إيران وفيلق القدس الإيراني لغرض إثارة أزمة سياسية جديدة في المنطقة وبتدخل دولي يمنح آل الصباح قدرة إضافية للتمدد داخل القطر وليس إلى تحقيق إصابة مباشرة في الميناء بل تحقق مجموعة من الأهداف التي لا صلة لها أساسا بالمشروع وهي تثير مجموعة من الأسئلة من بينها :
أين السيادة الوطنية التي يتكلم عنها نوري المالكي الذي عرفه شعبنا وأطلق عليه أسماء منحطة كثيرة وكيف تتمكن مليشيات من إطلاق صواريخ باتجاه دولة مجاورة من دون إذنه أو علمه في اقل تقدير وأين جيشه المنتشر في تلك المنطقة وكيف سمحت القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة بإطلاق هذه الصواريخ على الكويت حليفها الاستراتجي وبوابة غزوها للقطر وأين هي القوات الأمريكية التي تستقر في الكويت كقاعدة وأين مجساتها ووسائل إستمكانها وراداراتها وأسلحة الاعتراض والمقاومة المتطورة المنتشرة فيها .
طيب تلك الأسئلة عبثية ولا جدوى منها ولنسأل فرسان دولة القانون الجدد وأسيادهم عن الكيفية التي تسمح لهم بضرب دولة جارة وانتم تنتمون إلى قائمة تدعي حمايتها لدولة القانون أو تسمون أنفسكم كرعاة للقانون وإذا كانت الكويت قد اعتدت على العراق وحقوق شعبه عندما شرعت في بناء ميناء اللامبارك فماذا تسمون القصف التركي والإيراني المتواصل لشمال القطر وأين انتم منه وأين انتم من حملات الإبادة الجماعية المنظمة التي تعمل بها إيران تجاه شعبنا عندما قطعت مياه الأنهار التي تنبع من أراضيها وعندما حولت مياه المبازل الملوثة بمخلفات المصانع الإيرانية إلى الأراضي العراقية في محافظات ديالى وميسان والبصرة وغيرها وأين انتم من الزحف الإيراني على آبار النفط في مجنون والفكة وغيرها واحتلالها لا والاهم من هذا كله أين انتم ممن تسبب في كل هذا الدمار للشعب العراقي والمنطقة أين انتم من الأمريكان المحتلين وقواعدهم المنتشرة في طول البلاد وعرضها وانتم تمتلكون هذه الصواريخ المؤثرة .
نقول إلى الذين كانوا يتباكون على مشيخة الكويت وال الصباح ويصفون عملية تحرير الكويت التي نفذها أبطال العراق وقيادته الوطنية بالعدوان الظالم رغم اعتداءاتهم المتكررة وافتضاح أساليبهم الخبيثة وما تسببوا به من ضرر للاقتصاد العراقي في أكثر من قمة عربية أين دفاعكم المستميت ذاك عنهم ولماذا تبدلت المواقف ولماذا تدعمهم إيران الآن .
أن عملية إطلاق الصواريخ على ميناء آل الصباح هي عملية مدروسة بعناية ودقة وتخطيط مخابراتي لغايات محددة ستكون نتائجها لصالح آل الصباح خصوصا وان شعب العراق الآن مسلوب الإرادة لأنه تحت سيف الاحتلال ومنشغل في مقاومة المحتل وتطهير أرضه من الدنس .
أن يوم النصر لا محال بات أدنى من قاب قوسين وان الشعب لن ينسى الإساءة إلى كرامته وحينها سيكون لكل حادث حديث .
25 آب 2011