أوباما يتحدث من على منبر جامع أم القرى المحتل .
لم يكن القرضاوي الوحيد الذي حمل راية الفتنة عبر وسائل الاعلام فيتباكى دفاعاً عن دماء الشعب السوري ويطالب بالنصرة لهذا الشعب، بل ظهر وجه آخر من تلك الوجوة الكالحة التي ارتضت لنفسها ان تكون اداة طيعةً بيد الاحتلال، فكان رئيساً للوقف السني التقسيمي في العراق، ولكي تكتمل خيوط اللعبة وتشتعل نيران الأزمة تأتي الفضائيات المأجورة لتنقل خطبة صلاة الجمعة لتكشف وبشكل واضح عن مهمة قد كلف بها من قبل من يعمل تحت إمرتهم وينفذ مخططاتهم، ثم ليكشر أنيابه ويتكلم بلسان الاحتلال ومدعياته ، فأخذ يردد نفس الاكاذيب التي رددوها ليصرف الأنظار عن جرائمهم، ولتكون هي البديل عن جرائم الاحتلال التي تستهدف أبناء الشعب الذين نسيهم هذا الخطيب المأجور وهو يهاجم سوريا ويتباكى بدموع التماسيح ويصفها بأنها هي التي فتحت ابوابها وحدودها لقتل ابناء شعبنا من خلال السيارة المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة وغيرها في ادوات القتل الاعمى، وقد نسى أو تناسى الملايين من ابناء شعبه الذين آوتهم سوريا واحتضنتهم وشاركتهم كسر الخبر مع ابناء شعبها السوري الوفي والمقاوم، بعد أن فروا من بلادهم ليحافظوا على ارواحهم التي استرخصها أسياده ومن جاء معهم، وانعكاسات الصراعات السياسية بين الداخلين في العملية السياسية الملطخة بدماء شعب العراق ولم يجدوا ملاذاً آمناً إلا هذه البلاد.
إننا مع تأكيدنا على حرمة الدم وأراقته، ووقوفنا ضد عمليات القتل الجماعي من أي جهة كانت، ووقوفنا مع الحق اينما كان، علينا ان نتثبت ولا ننساق وراء وسائل الاعلام الموجهة والمشبوهة وهي تحاول جر الشعب العربي نحو الفوضى والتخريب، وحرفها عن المطالب المشروعة في العدالة والحرية والتداول السلمي للسلطة، والتقسيم العادل للثروات، وندعوا هذا الخطيب بأن لا يكون لسانه يردد مقولات رئيس حكومة الإحتلال الأريكي وهو يصور ما يجري في سوريا بأنها جرائم خلفت انهاراً في الدماء، وبليغة شيطانية يحرض فيها على الفتنة ويدعو الى الانتقام مبتعداً عن لغة العقل والدعوة الى الهدوء ووحدة البلد والوقوف بوجه المخططات التي تريد اسقاط قلعة المقاومة والصمود بوجه المشروع الامريكي الصهيوني الذي يريد تقسيم الموحد وتجزئة المقسم .
ثم يأتي السؤال الاهم منذ متى تبث الفضائيات التي لا هم لها الا الرقص والصور والفاضحة والبرامج المتدنية والبعيدة عن الاخلاق العربية والاسلامية الاصيلة خطبة صلاة الجمعة مباشرة ، أم ان هناك أوامر صدرت اليها من الجهات التي تشرف عليها وهي معروفة الارتباط والتوجه، وكذلك أوامر صدرت اليه ليدلو بدلوه ويصرح بهذه الخطبة التهييجية عن التصور الأمريكي للأحداث في سوريا، مع أيماننا المطلق بان هناك مطالب مٌحقة للشعب السوري والكل معها ورفضنا القاطع لكل عمليات التخريب استهداف المساجد والمؤسسات العامة والخاصة من أي جهة كانت، ونرفض أن تكون المساجد مركزاً للأزمات بل نريد من المساجد أن تكون هي الحاضنة والمكان الذي يحقق الامان والإستقرار، ثم إن مطالب الشعب والاصلاحات المطلوبة سعت الحكومة السورية لتنفيذها فلماذا نضع الاحجار أمام عجلات الاصلاح،
أيها الخطيب المأجور إن هذا التحرك الشعبي قد تم استغلاله واختراقه و التسلق عليه وحرفه عن هدفه الاسمى، فيتحول بعيداً عن إرادة الجماهير ومطالبهم الحقة، وأسأل هذا الخطيب البائس أي حرية تريدها لسوريا؟ هل تريد حرية يصنعها أسيادك الامريكان؟، فاذا كان كذلك فبلدك خير نموذج على هذه الحرية ، أم تريد حرية تصنع بالحوار والجلوس على طاولة أبناء الأمة بعيداً عن أي تدخل أجنبي؟، ومن خلال هذا الحوار الصادق والجاد نستطيع أن نضع النقاط فوق الحروف نصل الى الهدف الذي يريده شعبنا في سوريا ، ثم أنت كما يقال في المثل المشهور (سكت دهراً ونطق كفراً) ، أين كنت أمام المجازر الحقيقية التي عاناها اخواننا في مصر وليبيا (على يد القذافي والناتو) وأما مجازر الشعب البحريني المظلوم وهو يقمع بوحشية وعلى يد القوات الحكومية والخليجية؟، واين انت من محنة بلادك وانت تسرق الاموال من وقفكم التقسيمي الطائفي وتتاجر بها بغطاء وحصانة أمريكية مادمت تخدم مخططاتهم وأهدافهم.
إن هذه الاصوات جاءت لتنفذ مقررات ِالاجتماع الشيطاني في المواقف لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تلاها مواقف وسلوكيات بعض الحكام العرب المأجورين والخانعين والخاضعين للارادة الامريكية مثل السعودية والكويت والبحرين، وهذا الأخير من أكثرهم عجباً عندما ما يسحب سفيره من سوريا وهو يقمع ابناء شعبه ويستعين عليهم بدول الجوار وقواتها فتقوم بهدم المساجد والدور وقتل الانفس البريئه، ولم نسمع من هذا الخطيب المأجور أي إدانة أو استنكار، أليس من العار أن تكونوا أدوات بيد غيركم وانتم تدعون التدين، إن الدّين منكم براء لأنكم أصبحتم عبيداً للكفرة وخدماً لهم وخاضعين لإرادتهم، والله تعالى يقول في كتابه العزيز{ ما جعل الله للكافرين على المؤمنين سبيل}، بل أنتم في نظر أسيادكم كأوراق القاذورات يستعملونكم متى ما أرادوا ثم يلقون بكم في سلة النفايات، هذا حالكم في الحياة الدنيا ولكم الخزي يوم العرض الأكبر .
د.عاطف كاظم
الملف الشعبي العراقي
15/8/2011
((عراقي في المهجر))ِِ