السيد الرئيس، نجحت بامتياز...
"لا يملك ذرة ضمير أو وجدان من يرفض خطوتنا هذه..."
"العار لمن غيب قطاع غزة عن المشهد التاريخي.."
استمع أبناء شعبنا، وامتنا العربية، وكل أحرار العالم إلى الكلمة التاريخية التي قدمها الأخ الرئيس ابو مازن باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الخطاب الذي سيكون له أثراً كبيراً، وكبيراً جدا، أولاً وهو الأهم على أبناء شعبنا الفلسطيني الذي سيكون أكثر تماسكاً بعد أن أحبط لسنوات، وتمزق بسبب الانقسام وغياب الأمل من المفاوضات بدون نتائج، وستكون ثقته بقيادته وبنفسه أكبر، وستعاد له هيبته وافتخاره بنفسه، وبنضاله، ويستلهم من جديد تاريخه الناصع ونضال أبناء شعبه، ويتذكر شهداءه بالفخر والاعتزاز ويتذكر آلام جرحاه ومعتقليه.
هذه الخطوة ستزيد من صلابه إرادة شعبنا وتصميمه أكثر من أي وقت مضى، لمواصلة الكفاح والنضال لانتزاع الاستقلال الذي يتعزز اليوم أكثر على المستوى السياسي والقانوني، ويتسلح بزيادة تأييد وحشد عالمي لنصرة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف.
إن التصفيق المتكرر لغالبية الوفود يدلل بشكل لا يدع مجالاً للشك، أن العالم بأسره يقف مع حقوقنا الثابتة. كما سيفتح الخطاب الأفق لتغيير المسار السياسي في المنطقة، ويعمل على تحول جوهري لآليات دعم حقوقنا، ويضع أسس جديدة للتفاوض الجدي المبني على الإنسحاب من الأراضي المحتلة، ومعالجة كل القضايا وفق القانون الدولي والشرعية الدولية، وعلى رأس هذه القضايا القدس واللاجئين.
الخطاب يقول "لا" كبيرة، ليس فقط لعربدة إسرائيل ووقاحتها وتدللها، ووضعها فوق القانون، وحمايتها من العقاب على جرائمها بفضل دعم أميركا والبعض القليل من حلفاءها، بل الأهم أن الخطاب يشكل صفعة كبيرة لأميركا وسياساتها، وللرئيس أوباما شخصياً الذي اختار في خطابه قبل يومين أن يكون مرشحا قد يفوز بولاية أخرى على حساب ما قاله خلال ثلاث سنوات مضت عن الحق والعدالة والحرية، وانصاف شعب فلسطين واقامة دولته الفلسطينية.
لقد عنى الرئيس عندما قال أن لا ذرة ضمير أو وجدان، ونحن نضيف، ولا ذرة أخلاق، عند الذي يقف ضد هذه الخطوة المبنية على الحق والقانون والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ونحن نعتقد أن المقصود هنا هي أميركا وسياستها.
ونقول لبعض اخوتنا في قيادة حماس، ونخاطب ضميرهم ووجدانهم، بأن يدرسوا سياساتهم، ويعيدوا النظر في خطابهم السياسي من أجل استكمال المصالحة والوحدة الوطنية، ولنكمل مشوار الكفاح الوطني كشعب موحد. ونقول لهم، هل أنتم مرتاحون بقراركم منع ابناء شعبنا في قطاع غزة من التعبير عن رأيهم وتأييدهم لهذا لمشهد التاريخي الرائع، والذي عبر عنه كل أبناء الشعب الفلسطيني بمئات الألوف في كل محافظات الوطن والشتات، والذي شكل استفتاء وطني له دلالات سياسية وكفاحية، واستحقاقات هامة ستغير من المشهد الوطني الفلسطيني، والمنطقة بأسرها، وخاصة في ظل المتغيرات الهامة لثورات الشعوب العربية التي تستعيد الشعوب من خلالها كرامتها الوطنية والقومية. والخطوة أيضا ستؤسس لمرحلة جديدة، وستغير من قواعد اللعبة لصالح كفاح شعبنا، ونضاله لانتزاع حريته واستقلاله، وتتطلب أيضا من قوى منظمة التحرير الفلسطينية مراجعة وتقييم للمرحلة السابقة ووضع برامج وخطوات كفاحية تستنهض طاقات شعبنا في الوطن والشتات بما في ذلك العمل الجاد على تطوير دور مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية خاصة في الخارج، وتستدعي مراجعة حاسمة وجدية من الإخوة في حماس لسياساتهم والعمل فورا على انهاء الانقاسم البغيض لوضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار لنتوجد كشعب ونواصل مسيرتنا، ونأمل من الإخوة في حماس مراجعة جدية للذات، للعمل كشعب موحد وبخطوات مشتركة، وأن ننهي ملف الإنقسام بمصالحة حقيقية وفق اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة، خدمة لشعبنا وقضيته الوطنية وانتصارا لحقوقه الثابتة.
وحتى نتمكن جميعا كشعب فلسطيني مسلحين بعدالة قضيتنا وبأمتنا العربية ومعنا كل أحرار العالم الذين وقفوا إلى جانبا هذا اليوم، من خوض معركة الاستقلال الوطني، ولنعمل جميعا بعد هذا الخطاب التارخي على تقصير عمر الاحتلال واجراءاته العدوانية بحق شعبنا البطل.
السفير وليد زقوت