عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60713 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
موضوع: من حرف الكتاب المقدس ولماذا حرفه ؟؟؟ الجمعة أكتوبر 28, 2011 6:33 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الكتاب المُقدس محرف أم معصوم ؟؟
أجابة هذا السؤال تحسم الكثير من القضايا ... أهمها بالطبع حسم طبيعة شخصية المسيح ... هل هو بشر أم إله ...هل تم صلبه ام نجاه الله تعالى ؟؟
بصفة عامة ... هل يمكن أن نأخذ اى يقين من هذا الكتاب ؟؟؟
من الذى قدس هذا الكتاب ؟؟؟ ...وهل تم تحريفه ؟؟ ...من حرفه ولماذا حرفه ؟؟؟
ما هى مصادر هذا الكتاب ؟؟؟
هل عرفت الكنيسة القديمة هذا الكتاب ؟؟ ...هل امن اباء الكنيسة القدامى بكتاب يُسمى الكتاب المقدس يتكون من 66 سفر أو 73 سفر ؟؟؟
هل عندما كان ينسخ النساخ هذا الكتاب ...كانوا على علم بأنهم ينسخون كتاب مُقدس ..أم كان لديهم وجهة نظر أخرى تجاة هذا الكتاب ؟؟؟
هل عملية النسخ كانت معصومة ؟؟ ...هل غير النساخ فى نصوص هذا الكتاب ؟؟؟؟ ..ولماذا غير النساخ بعض النصوص ؟؟؟
هل صرح اباء الكنيسة القدامى بوقوع تحريف فى الكتاب ؟؟؟
سنقدم فى هذا البحث ان شاء الله .. أجابة هذة الأسئلة بالتفصيل ...وقد راعينا فى بحثنا عدة أشياء
1- البحث مسيحى 100% ولم نتطرق للإسلام من قريب ولا من بعيد ... فالكلام كله من المراجع المسيحية .. ومن كلام اباء الكنيسة ... فالبحث مُقدم للمسيحى قبل اى شخص أخر .....وبقدر الإمكان سيكون الكلام كله بالمراجع المسيحية المصورة ... ولم اتكلم اى كلمة الا بدليل أو اكثر ......من خلال كبار علماء المسيحية .....
2- عدم التطرق للنقد الداخلى للكتاب كدليل على التحريف ....فمحتوى الكتاب نفسه لا يعنينا فى شئ ...ولم نتطرق اليه أبدا فالكتاب اما من الله ...وهنا نقبل ما بداخله كله .... واما من عند غير الله .. وهنا لا داعى لنقاش محتواه
3- لم نتطرق الى التحريفات التى تخص التراجم ... فحدوث تحريفات فى الترجمة لا علاقة له بأصل الكتاب ...فالمهم الا يحدث تحريف فى الأصل نفسه .
طبيعة الكتاب المُقدس .. لا تخرج عن احتمال من أربع احتمالات :-
الأحتمال الأول .... أنه كان مُقدساً بالفعل .... ولم يُحرف ابدا
الأحتمال الثانى ... أنه كان مُقدساً ... ولكن تم تحريفه
الأحتمال الثالث ... أن هذا الكتاب لم يكن مُقدساً اصلا ...ولكن حُفظ كما هو ولم يتم تحريفه .....
الأحتمال الرابع ...انه لم يكن مُقدساً ....وتم تحريفه ....
والحقيقة ان النقطة التى تتعلق بقدسية هذا الكتاب غاية فى الأهمية .. فلو أثبتنا ان هذا الكتاب لم يكن مُقدساً اصلا ....فلا داعى ان نتحدث هل تم تحريفه ام لا ...
والحديث مباشرة عن تحريف هذا الكتاب بدون البحث عن أصله ...هو اعتراف ضمنى ان هذا الكتاب كان مُقدساً بالفعل ولكن تم تحريفه ... وهذا اعتراف خطير جداً
لذلك سنبدأ ان شاء الله بالنقطة التى تتعلق بأصل هذا الكتاب وعلاقة الكنيسة واباء الكنيسة به ...ثم نتناول قصة تحريفه من عدمها ...
يُتبع ...
1- [ النص الأصلى مش مُقدس لأنه منقول من وثائق أخرى ]
وهذا الأمر وجدناه من خلال كلام علماء الكنيسة .... نعم كتبة الوحى كان لهم مصادر ينقلون منها .!!! ...ولم يخبرنا اى عالم من علماء الكنيسة ... ما طبيعة هذة المصادر ..هل هى وحى بأعتبار ان كتبة الوحى ينقلون منها أم ماذا ؟؟؟
المُعلوم ان المصدر الأول ...لكاتب إنجيل لوقا وكاتب إنجيل متى وايضا يوحنا ... هو إنجيل مرقس .!! .....وبجانب إنجيل مُرقس كان هناك مصدر أخر مُشترك استخدمه كاتب متى وكاتب لوقا سماه العلماء ( أقوال يسوع او الوثيقة Q ) .... وكان هناك مصدر ثالث استخدمه لوقا ولم يستخدمه متى ( وسماه العلماء الوثيقة L ).... ومصدر رابع استخدمه كاتب إنجيل متى ولم يستخدمه كاتب لوقا ... ( وسماه العلماء M )
والان لنــــرى ما يقوله علماء الكنيسة ....
يقول وليم باركلى مُفسر العهد الجديد - إنجيل مُرقس - صفحة 11
ان التشابهات بين إنجيل لوقا ومتى .. مأخوة من كتاب قديم مفقود كان يجمع تعاليم المسيح ......
ونفس الكلام موجود فى كتاب ...فكرة عامة عن الكتاب المُقدس
فكرة عامة عن الكتاب المُقدس - صفحة 65
ويقول بارت ايرمان ....(1)
نعلم ذلك ،على سبيل المثال ،من إنجيل لوقا ،الذي يشير مؤلفه أنه يسترشد في كتابة روايته ب"كثيرٍ" من المؤلَّفات السابقة (لوقا 1 : 1)،التي من الواضح جدا أنها لم يعد لها وجود . إحدى هذه الروايات الأكثر قِدَمًا ربما كانت هي المصدر الذي حدده العلماء تحت اسم المصدر "Q" ،والذي يحتمل أنه كان رواية مكتوبة تشتمل على أقوال يسوع بشكل أساسيّ ، واستخدمها كل من لوقا ومتَّى كمصدرٍ لكثير من تعاليم يسوع التي انفردا بها (*)
ووجود مجموعة قديمة لأقوال يسوع ...حقيقة معروفة ..وقد كانت موجودة مخطوطات بردية ....وبصورة مؤكدة فى مصر وأماكن أخرى ...
التفسير الحديث للكتاب المُقدس - صفحة 28
ويسرد لنا الدكتور فهيم عزيز ... قصة المصادر ( Q - L - M)
مدخل الى العهد الجديد صفحة - القس فهيم عزيز - 173 - 174 - 175
ويوضح هذا ايضا بشكل رائع .. حبيب سعيد فى كتابه المدخل الى الكتاب المُقدس
مدخل الى الكتاب المُقدس - حبيب سعيد - 216 - 217 - 218
وفى الترجمة اليسوعية ... نجد رسم مُبسط يوضح لنا هذة المصادر
ويوضح ذلك ايضا صاحب كتاب دليل الى قراءة الكتاب المُقدس وقد قال ان مُرقس ايضا نقل من الوثيقة (Q
والان علمنا ان بعض كتبة الأناجيل نقلوا من كتب أخرى كانت لديهم ....فلدينا 3 مصادر مفقودة ( l - M - Q ) ... وبالتأكيد هذة المصادر كانت مصادر موثوق منها .. والا لما نقل منها كتبة الأناجيل ..!!
السؤال الان .. ما طبيعة هذة المصادر ؟؟ هل هى وحى أم ماذا ؟؟ ... وماذا بخصوص كتاب تعاليم يسوع هل هو وحى ؟؟ ....على اى أساس نقل كتبة الأناجيل من هذة الكتب ؟؟؟ هل لديهم أمر ربانى بالنقل من هذة الكتب .. ؟؟ .. وما الدليل ؟؟؟
لو كانت هذة الكتب وحى ... فبماذا نُمسى الأناجيل ..وحى ايضاً ؟؟ ولو كانت ليست بوحى .. فكيف ينقل كتبة الوحى .. من كتب بشرية ؟؟!!
وعندما نذهب للعهد القديم سنجد أن الأمر لا يختلف عن العهد الجديد ...
فبخلاف تقاليد الشرق الأدنى القديم التى أقتبس منها كتبة أسفار العهد القديم
الترجمة اليسوعية - صفحة 66
فعندما نتحدث عن التوراة الموجودة حالياً ... سنجد انها مأخوذة أيضا من أربع وثائق قديمة ... [ التقليد اليهوى - الايلوهى - تثنية الأشتراع - التقليد الكهنوتى ]
وهذة الوثائق كتبها أنبياء وكهنة وحكماء ..!!! .... وتم جمع هذة الوثائق الأربعة بواسطة مجهولين ... فى خمسة أسفار وهى أسفار التوراة الحالية ...
ويتحدث عن تكوين التوراة من المصادر الآربعة ...الاب اسطفان شربنتيية ..صاحب كتاب دليل الى قراءة الكتاب المُقدس
وقد أشار الى هذة الوثائق ايضا أو كما يسميها العلماء [J,E,D,P] ....الدكتور صموئيل يوسف .. (2)
ويقول حبيب سعيد صاحب كتاب المدخل الى الكتاب المُقدس ان وجود تداخل بين ايات التوراة .. وأختلافات فى الأرقام ...علم منه العلماء ان التوراة كتبها أكثر من شخص ...فى أزمنة مختلفة ...من قصص مختلفة ......
اما كتاب التوراة الحالية ....نجهل أسمائهم ..!!!
والعهد القديم نفسه يوضح ان هناك أسفار نبوية كانت لدى كتاب العهد القديم .. وهى غير موجودة الان ....
دائرة المعارف الكتابية - أخبار الأيام - السفر
على سبيل المثال
أخبار الأيام الأولى
29: 29 و امور داود الملك الاولى و الاخيرة هي مكتوبة في اخبار صموئيل الرائي و اخبار ناثان النبي و اخبار جاد الرائي
يشوع
10: 13 فدامت الشمس و وقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه اليس هذا مكتوبا في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء و لم تعجل للغروب نحو يوم كامل
الملوك الأول
11: 41 و بقية امور سليمان و كل ما صنع و حكمته اما هي مكتوبة في سفر امور سليمان
كل هذة الكتب والأسفار غير موجودة فى العهد القديم ...
وقد أشار دكتور ملاك محارب ...أن هذة الكتب كان يقتبس منها كتاب العهد القديم .!!
دليل العهد القديم - دكتور ملاك محارب - صفحة 14
ويقول الدكتور صموئيل يوسف ان كاتب سفرى الملوك .. أقتبس من أسفار ابوكريفية ... مثل سفر أعمال ايليا وتاريخ أعمال سوريا
والأمر يزداد غرابة .. عندما ننظر مثلا الى سفر المكابيين الثانى ... فهذا السفر هو مُجرد مُلخص لكتاب يتكون من خمسة أجزاء ..!!!!
تاريخ الفكر المسيحى - دكتور حنا الخضرى - صفحة 68
دليل الى قراءة الكتاب المُقدس
وبالجملة نترك للقارئ كلام صاحب كتاب فكرة عامة عن الكتاب المُقدس والذى يلخص لنا وضع العهد القديم
اذاً العهد القديم الذى نراة الان ... له مصادر اخرى غير موجودة ... هل كانت كل هذة المصادر وحى ؟؟؟ ... من لخص هذة المصادر وأنتج العهد القديم .؟؟؟ ... ومن امره بذلك .. وعلى أساس تمت عملية التلخيص ... ولماذا يلخص الله لنا الوحى ؟؟؟
وقد تحدثنا عن الأصول التى يعملها العلماء أو تأكدوا من وجودها ...ولكن الحقيقة ان هناك مصادر مجهولة ايضا نقل منها كتبة الكتاب المُقدس ....
فعلى سبيل المثال ...يقول لنا أصحاب الترجمة اليسوعية ..أن قصة المرأة الزانية مأخوذة من مصدر مجهول ..!!
ويتسائل أصحاب الترجمة العربية المشتركة ...ويقولون .. من أين اتى كاتب سفر أخبار الايام الأول بلائحة أسماء مواليد الملك يوياقيم ؟!!! ...لا ندرى ..!!
وهناك أضافات حدثت لسفر أيوب (3) ... من أضافها ؟؟؟ ... لا نعلم
وبتالى أصول الكتاب المُقدس منقولة من أصول اخرى ... والله وحده يعلم طبيعة هذة النصوص ..هل هى وحى أم كتابات بشرية ....لو كانت هذة المصادر وحى ...فنحن امام مجموعة مختارة من الوحى ... ولو كانت ليست بوحى فالأمر واضح للجميع !!!!
يُتبع ...
2-[ الأصول غير مُقدسة لأننا لا نملك دليل على صحتها ولا نملك دليل على زيف غيرها ]
ثانى سبب يجعلنا نقول أن النص الأصلى غير مقدس ..هو عدم تميزه عن كتب الأبوكريفا بأى شئ .... بل و عندما نرى المعايير التى وضعتها الكنيسة لقبول أى سفر ...سنكتشف ان معظم أسفار الكتاب المُقدس لا ينطق عليها هذة المعايير ..!! وسنرى ان هناك كتب فى الابوكريفا .. ينطبق عليها هذة المواصفات .!!
والمشكلة الكبرى فى هذا الموضع ... هى تطور الكتاب عبر الزمان ... فما كان ابوكريفا فى القرون الأولى .. اصبح مُقدس الآن ... وما هو مُقدس الان .. كان غير مقبول فى القرون الأولى .....
والأمر لا يقتصر على سفر أو أكثر ... بل هناك كنائس كانت تؤمن بأناجيل اخرى بخلاف الأناجيل الموجودة حالياً
والأمر لا يقف عند الكنائس فحسب ... بل عند اباء الكنيسة ايضاً .. فعندما نستعرض الكتاب المُقدس الذى كان يؤمن به كل اب من اباء الكنيسة .. سنكتشف ان كل اب من اباء الكنيسة كان له كتاب مُقدس خاص به !! ... وما يقبله الاب الفلانى ...لا يقبله الاب العلانى ....!!!
الحقيقة الأمر معقد بعض الشئ ..وهناك أشياء غامضة ولا يعلمها حتى الان اباء الكنيسة .... بخصوص قانونية هذا الكتاب ...وكيفية جمعه ...
لماذا ضم الكتاب المُقدس هذة الأسفار بالتحديد ؟؟؟...ولماذا لم يضم غيرها من أسفار الابوكريفا ؟؟!!...ما هى المعايير التى يُحدد من خلالها قانونية السفر من عدمه
هناك خلاف بين الطوائف بخصوص هذا الموضوع ....
فالكنيسة الكاثوليكية مثلا ....تؤمن بقانونية هذة الأسفار ....وتقول ان التقليد هو الذى أرشد الكنيسة لهذة الأسفار .......
اما الكنيسة البروتستانتية ...فترفض التقليد ...ووضعت شروط معينة لقبول اى سفر .....وهى خمسة شروط ....
1- هل حوى عبارة قال الرب ؟؟ 2- هل كتبه أحد رجال الله ؟؟ 3- هل السفر موثوق به ؟؟ 4- هل السفر القوى ؟؟ 5- هل قبل السفر رجال الله واستعلموه وجمعوه ؟؟
برهان يتطلب قرار ...جوش ماكدويل - صفحة 38
اما الارثوذكس ...فمنهم من يتمسك بالتقليد فقط مثل الكاثوليك ...ويعتبره المرجع الوحيد لقبول قانونية الأسفار ...مثل القمص ميخائيل مينا
علم اللاهوت - المجلد الرابع صفحة 37
ومنهم من يضع شروط اخرى ...مثل القمص عبد المسيح بسيط (1)
1- ان يكون الكتبة من رجال المسيح وتلاميذه (رسولية الرسل ) 2- التقليد الرسولى 3- تسليم الأسفار للكنيسة الأولى
والبعض يقولها بكل صراحة ...أننا لا نستطيع ان نميز بدقة ...الرسائل الموحى بها من غيرها .....
فيقول صاحب التفسير الحديث للكتاب المقدس (انجيل مرقس ) ... اننا لا نملك الدليل الكافى ..الذى يجعلنا نقرر ...ان الأناجيل التى يسميها المسيحيين الان - منحولة أو ابوكريفا - كانت بالفعل ابوكريفا فى الزمن القديم ....بل عندما أشار كاتب إنجيل لوقا الى كتب الابوكريفا فى بداية انجيله ....ربما كان يقصد بذلك إنجيل مرقس ...!!!!
ويقول لنا صاحب -بولس ورسائله -والذى ينقل كلامه الخورى بولس الفغالى ....اننا لا نستطيع ان نميز بدقة ...بين تلك التي حُفظت لنا، الرسائلَ الأصيلة، والرسائل التي استعارت اسم بولس
1: 1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
1: 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة
1: 3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس
1: 4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به
ويقول الأنبا يؤانس تعقيبا على هذا الكلام ...ان هناك مسيحيين فى العصر القديم كان لديهم أسفار اخرى ...بخلاف الأسفار التى نعرفها الان ..ولكن رفضتها الكنيسة .!!
ويؤكد هذا المعنى ايضا الدكتور فهيم عزيز فى كتابه المدخل الى العهد الجديد والذى يؤكد ان هناك أناجيل ورسائل أخرى ظهرت فى القرون الأولى للمسيحية غير التى بين ايدينا الان .....
المدخل الى العهد الجديد - صفحة 244
والواقع ان كلام الأنبا يؤانس والدكتور فهيم صحيح بالفعل ...فهناك مسيحيين بل كنائس كانوا يعرفون كتب اخرى بخلاف المعروفة حاليا ....
فالكنيسة الشرقية مثلا ...كانت تقبل إنجيل يعقوب ...
تاريخ الفكر المسيحى عن اباء الكنيسة - حنا الفاخورى ....
وإنجيل العبرانيين الذى كان يستعمله الناصريون
نفس المرجع ....
وإنجيل المصريين كان يعده المصريين سفر قانونى ...
نفس المرجع ...
وبخلاف هذا ...عرف اباء الكنيسة القدامى ...ما يُسمى بإنجيل متى العبرى .....فقد عرفه ...بابياس وايرناؤس واوريجانوس وكيرلس الاورشليمى وجيروم ويوسابيوس
تاريخ الكنيسة ....
تاريخ الكنيسة فى عصر الرسل - الأنبا يؤانس
ولا يوجد صلة بين إنجيل متى الحالى الذى لا نعلم كاتبه كما سنرى بإذن الله ...وبين إنجيل متى العبرى .....لأن إنجيل متى الحالى ...تم كتبته أساساً باللغة اليونانية
الترجمة اليسوعية
the gospel of matthew
وحتى من قال ان إنجيل متى الحالى ...مُترجم الى اليونانية من الإنجيل العبرى ...فالمترجم عندهم مجهول وزمن الترجمة مجهول ولا حول ولاقوة الا بالله ....
الكنيسة المسيحية فى عصر الرسل ...
الأمر لايتعدى اباء الكنيسة فحسب ....بل وصل لكتبة الوحى أنفسهم ..!!!
نعم كتبة الوحى كانوا يعرفون كتب أخرى ...غير موجودة فى الكتاب المُقدس الحالى ......على سبيل المثال كاتب رسالة يهوذا ....
رسالة يهوذا
1: 9 و اما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب
وطبعا قصة موسى مع ابليس هذة ... مأخوذة من كتاب رفع جسد موسى كما صرح وليم باركلى مفسر العهد الجديد ......وهذا كتاب ابوكريفى ...
التوراه منحول - ترجمة وتقديم موسى خورى - المجلد الثانى صفحة 499
وجاء ايضا فى رسالة يهوذا ...
1: 14 و تنبا عن هؤلاء ايضا اخنوخ السابع من ادم قائلا هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه
الكاتب بيستشهد باخنوح السابع ....!!!... وكان بيعتقد بصحة هذة النبوءة كما صرح وليم باركلى ........... وللعلم رسالة يهوذا كانت مرفوضة قديما عند بعض الاباء .........
تفسير وليم باركلى - صفحة 269
وقد خرج من هذا المأزق بعض اباء الكنيسة ...مثل القديس لوسيفر ...الذى استشهد بمعظم كتب العهد الجديد ....وحينما جاء الى رسالة يهوذا أقتبس منها كلها تقريبا ولكنه أسقط هذة الأعداد والتى تقتبس من سفر صعود موسى وأخنوخ ....
هكذا يقول لنا العلامة بروس متزجر ....(2)
الشاهد من هذا الكلام ...ان الكنيسة الأولى واباء الكنيسة الأوائل بل وكتبة الوحى .... كان يعرفون كتب أخرى بخلاف الكتب الموجودة حاليا ً ..وسنرى أمثلة كثيرة ان شاء الله تبين مدى تخبط الكنيسة واباء الكنيسة فى قبول الأسفار من عدم قبولها
والان نعود من جديد ونقول ..لماذا قبلت الكنيسة هذة الأسفار بالتحديد ...ولماذا لم تقبل باقى الأسفار ...ومن جمع هذة الأسفار فى كتاب يُسمى الكتاب المُقدس ..ومتى تم ذلك ....وعلى اى اساس ؟؟؟
هننظر ان شاء الله ...للموضوع من وجهة النظر الكاثوليكية والبروتستانتية والارثوذكسية ...وهنشوف هل بالفعل انطقبت معايير هؤلاء على أسفار الكتاب الحالية أم لا ؟؟ ...وهل أسفار الابوكريفا لا ينطبق عليها هذة المواصفات أم لا ؟؟
يُتبع ان شاء الله ...
1- أبوكريفا العهد الجديد، كيف كتبت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة
2-TheCanon of the New Testament-Bruce Metzger -pg 232,233
قالوا لنا (الكاثوليك وبعض الأرثوذكس ) أن التقليد هو المرجع الوحيد فى تقرير الأسفار المُقدسة ....وهو الذى أرشد الكنيسة ليعد الأسفار مُقدسة ...
لنــــــعرف اولا ما هو التقليد ....:-
التقليد هو التعليم الذى حُفظ فى الكنيسة منذ عهد الرسل ..وظل يتناقله المؤمنون خلفا عن سلف ...هكذا عرفه القمص ميخائيل مينا
علم اللاهوت - الجزء الرابع - صفحة 27
والمعروف ان البروتستانت لا يقبلون التقليد ..لأسباب كثيرة (1)
نذكر منها ...
1- مخالفة بعض التقاليد للكتاب المُقدس
2- لا يوجد معيار لمعرفة صحة التقليد من خاطئها ( فلا يوجد سند صحيح متصل مثلا لهذة التقاليد ) وهناك تقاليد كثيرة تبنتها الكنيسة فى وقت ما ..ثم ثبت ذلك انها غير صحيحة كعصمة البابا مثلا
3- اجماع كنيسة معينة على تقليد ما ...لا يعنى انه سائر على كل المسيحيين
علم اللاهوت النظامى - جيمس انس - صفحة 41
لنترك كلام البروتستانت الان ونعود الى كلام الكاثوليك ونسألهم ما هو التقليد الذى يجب علينا أتباعه ...؟؟؟
فكما يقول الدكتور فهيم عزيز (2) ...ان قانونية هذا الكتاب لم تتم فى وقت واحد بل استمرت مدة طويلة ...ولم تقف الكنائس المختلفة موقفا موحداً من الأسفار المختلفة ...بل اختلفت اراء الكنائس جهة بعض الأسفار واستمرت فى ذلك حقبة طويلة
فالكنيسة الغربية كانت لا تعترف بقانونية الرسالة الى العبرانيين ...ولم تعمد من الرسائل الكاثوليكية (رسائل يوحنا وبطرس ويهوذا ويعقوب ) ..الا 3 ثلاثة رسائل فقط (يوحنا الاولى والثانية وبطرس الاولى ) ...اما الكنيسة الشرقية فكانت لا تعترف بقانونية سفر الرؤيا ...
فكرة عامة عن الكتاب المقدس - صفحة 76
ويقول كارت الاند (3)
من الواضح ان رسالتا بطرس الأولى والثانية تم كتابتهما بواسطة شخصين مختلفين فى مناسبات مختلفة ..ولم يتم جمعهما معاً الا فى تقليد كنسى متأخر جداً
وبالنظر فى تاريخ القانونية يتبين لنا أنه حتى القرن الرابع لم يتم الأعتراف بالرسائل الكاثوليكية كمجموعة .
فى القرن الثالث كان يوجد اعتراف برسالة يوحنا الأولى وبطرس الأولى فقط .... اما رسالة يوحنا الثانية والثالثة وبطرس الثانية ويهوذا ويعقوب ...فقد كافحوا من أجل الأعتراف بهم ولكن ليس بنفس درجة النجاح (اى رسالة يوحنا الاولى وبطرس الأولى )
هذا هو الموقف الذى بينه يوسابيوس القيصرى فى بداية القرن الرابع ....
والدليل واضح تماما ...ان رؤيا يوحنا اللاهوتى فى هذا الوقت كانت مرفوضة على نحو واسع فى الكنائس الشرقية ...
اما الكنيسة السورية ...فحدث ولا حرج ...
فقد كانت تقبل كتاب يسمى الدياطسرون بدل من الأناجيل الأربعة ..!!!! ...وقد لاقى هذا الكتاب قبولا فى كنائس الشرق الأوسط .!!!
الأمر لا يتعدى هذا بل أن الرسائل الجامعة جميعا ..وسفر الرؤيا ايضا لم يكن أساسا من ضمن أسفار الوحى ..!!!
وقد أضافوا رسالة لبولس لا نعرفها الان ..تُسمى الرسالة الثالثة لكورنثنوس ...!
التفسير الحديث لمرقس - صفحة 15
والان وكما نرى ...نحن أمام تقاليد للكنيسة وليس تقليد ...!! ..فأى تقليد نتبع اذاً ؟؟!!
هل نتبع تقليد الكنيسة الشرقية ونرفض سفر الرؤيا ؟؟؟ ...أم نتبع تقليد الكنيسة الغربية ونرفض الرسالة الى العبرانيين ؟؟ ...ام نعود لتقليد الكنيسة السورية ونتبع كتاب الدياطسرون ؟؟؟ ...اين هو التقليد الصحيح الذى يجب علينا أتباعه ؟؟؟
هل نؤمن برسالة إرميا التى كان يؤمن بها الاباء اليونانيون الاوائل والتى كان يعتبرها الاباء سفر قانونى ...ام نتركها كما فعل الاباء الان ؟؟؟
دائرة المعارف الكتابية
هل نرفض سفر باروخ لأن الكنيسة الأولى رفضته واعتبرته سفر غيرقانونى ...أم نقبله لأن الكنيسة الحالية تقبله ؟؟؟
دائرة المعارف الكتابية
هل نؤمن بثلاثة كتب للمكابيين مثل المؤمنين فى الكنيسة الأولى ..أم نؤمن بكتابين فقط كما تؤمن الكنيسة الان ؟؟
المجموع الصفوى لأبن العسال - صفحة 44
هل نقبل رؤيا بطرس وراعى هرماس لأن بعض المجتمعات الكنسية كانت تقرأهما فى القرون الأولى للمسيحية ....كما يقول بارت ايرمان ...(4)
[بينما كانت رؤى أخرى من بينها رؤيا بطرس و الراعي لهرماس ، شائعة القراءة في عددٍ من المجتمعات المسيحية في القرون الأولى للكنيسة ]
والسؤال الأهم ...ما هى الكنيسة التى تسير على التقليد الصحيح الان ؟؟؟
هل هى الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية ...التى تقبل الأسفار القانونية الثانية
لأن العهد الجديد يقبل أفكارها ويقتبس منها ولأن اباء الكنيسة القدامى اقتبسوا منها على أنها مقدسة ولأن المخطوطات المهمة تحتوى هذة الأسفار ....كما يقول القمص تادرس يعقوب ملطى (5)
ام نرفضها ونلقبها بلقب المنحولة كما فعل البروتستانت (6)
وذلك لأنها أصحاب هذة الكتب لم يقولوا أنها وحى ..وأن بها أخطاء عقائدية وتاريخية ولأن المجامع الكنسية الأولى اعتبرتها غير قانونية ... كما يقول البروتستانت (7)
ام نترك البروتستانت والارثوذكس ونتبع تقليد الكنيسة الحبشية والذى يقبل 81 سفر ..!!!!! ....كما تقول دائرة المعارف الكتابية (8)
نريد أن نعلم اى تقليد منهم هو الصحيح ....؟؟!!!
يُتبع ان شاء الله
1- انظر علم اللاهوت النظامى 39 - 40 - 41
2- المدخل الى العهد الجديد - صفحة 145
3- the text of the new testament Kurt Aland & Barbara Aland pg 49