بقاء قوات الاحتلال الامريكي بين حاجة الجيش العراقي الحالي للتدريب وحماية المصالح الامريكية في العراق
الجزء الاول
مع اقتراب موعد جلاء قوات الاحتلال الامريكي من العراق وفق الاتفاقات المعلنة ( مع أن لي وجهة نظر خلافية بعدم رحيل هذه القوات التي وجدت فرصتها الذهبية في قدومها واحتلالها العراق ، مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم صدق أمريكا برمتها حكومة ومؤسسات ومن ضمن ذلك القوات الامريكية بمثل هكذا اتفاقات ، فالانسحاب سيضر بمصالحها الاستراتيجية ، يمكن مراجعة مقالتي التي تحمل عنوان ( وهم رحيل القوات الامريكية من العراق التي أوضحت فيها الاسباب التي تحول دون رحيل هذه القوات من العراق ولو في الامد قريب على أقل احتمال ). في هذا التوقيت الحرج نرى ونسمع تصاعد نغمات من واجهات وأشخاص دفع بهم المحتل سواء الامريكي أو ظهيره الايراني أو من له مصالح معه للقيام بتصريحات لا تتناسب وحجم وجوده أو تأثيره في الواقع الاستراتيجي لمسرح الاحداث ولا هو من يمثل القرار أو التخويل للقوى الموجودة في العراق سواء الوطني منها أو الديني الحقيقي الانتماء والممارسة . مثل ما حصل في تصريح المفكر السياسي والخبير العسكري الاستراتيجي وحيد عصره الفهيم الالمعي (( الشيخ صلاح العبيدي )) المتحدث باسم التيار الصدري ، هذا التيار الذي أُُريد له أن يكون شوكة في خاصرة العراق والذراع الذي تحركه السياسة الايرانية وفق أطماعها ومصالحها في العراق وفق المتغيرات التي تتغير بين الفينة والاخرى ضمن نظرية تبادل الادوار الامريكية – الايرانية والحاجة لإيجاد وضع سياسي – عسكري خاص في العراق ، جاء في تصريح شيخ صلاح العبيدي شروط ثلاث لبقاء جزء من القوات الامريكية كمدربين للقوات العراقية وإعادة تأهيلها ، وهذه الشروط هي :
v أن يتم التدريب بعقد جديد ( وهل لك أو لغيرك من سياسيي العراق الجديد الاشتراط على القوات الامريكية أو مدربيهم ، هذه هي أحلام العصافير يا شيخ ) .
v أن يتم التدريب بشكل غير مباشر ( في هذا الشرط يظهر جلياً خلاصة علم الفسنجون في علم علوم البهيم مقتدى الصدر وأتباع حشيشة المهدي المقدسة ، حاشى سيدنا المهدي الحقيقي من هكذا دجل وافتراء وضحك على عقول الجُهال ) .
v دفع تعويضات عن الاضرار التي سببها الاحتلال وأن يكون المدربين بلا حصانة ( على الرغم من مشروعية المطلب وصدقه وهم الكاذبون في النوايا أصلاً ، أقول أن هذا التيار الذي أصبح معلوم التوجهات والارتباطات لا يمثل الارادة العراقية الحقيقية أو القرار الذي ينبغي الاقدام عليه ، مهما قويت شوكة هذا التيار في الحاضر من الزمان ، لان هكذا قرار ينبغي أن تتخذه القوى الحقيقية التي تمثل الشعب العراقي واللجوء الى هيئات الامم المتحدة ومجلس أمنها ويحتاج الى دعم أممي ليس بالهين مع الاخذ بنظر الاعتبار الحصول على قرار من محكمة العدل الدولية وغيرها من الهيئات القانونية المتخصصة في هكذا شؤون ) .
وأضاف هذا العلامة بوجود تفاهمات مع سفراء دول ( روسيا والصين وفرنسا ) واستعداد هذه الدول لتدريب القوات العراقية .
الذي ينبغي أن يعرفه هذا الرجل الغير مختص في شأن وحشر نفسه فيه فقدم بالبلاء على ذاته ، أن فلسفلة التدريب ومتطلباتها العملية تخضع لشروط وضوابط وترتيبات تتعلق بنهج الدولة العام المرتبط بتسليح الدولة وتجهيزها واستراتيجية استخدام القوات فيها والدور الإقليمي للدولة في المنطقة ، هل يدرك السيد صلاح العبيدي متطلبات العملية التدريبية برمتها أم أنه يظن الامر لا تزيد عن خطبة جمعه في مسجد الكوفة يلقيها على بسطاء قوم لا يفقهون من الامر شيئا ، إن الامر أكبر منك ومن تيارك يا شيخ صلاح سواء في الفهم أو الادراك أو التنفيذ والمسؤولية .
ينبغي أن نعرج بشكل بسيط على متطلبات العملية للعملية التدريبية بإطارها العام ، والتي سيتم استعراضها بشكل موجز وبسيط جداً .
مجمل العملية التدريبية تكون في الآتي من الفقرات :
الغاية من التدريب : هو خلق جو مشابه للفعاليات الحقيقة المتوقع أن تصادفها القوات المسلحة بصورة عامة و المقاتل بصورة خاصة والمطلوب أنجازها في وقت قياسي بكفاءة عالية بأقل الخسائر ، الامر الذي سيحقق ضمان هيبة الدولة وفرض أرادتها وحماية مصالحها في الوقت والمكان المطلوبين . على هذا الاساس سيكون لزاماً تحديد :
من يتدرب ؟
على ماذا يتدرب ؟
لماذا يتدرب ؟
يجري التدريب وفق مبادئ ، وهي بشكل عام ( انتخاب وتوخي الهدف ، الاستمرارية ، الشمولية ، التدرج ، الواقعية ) .
ولتحقيق تدريب يحقق النتائج المرجوة والمطلوبة لابد من وجود القاعدة المادية للتدريب والتي تتضمن ( وجود معلمين أكفاء ، الصفوف الدراسية وقاعات التدريب وساحاته التي يمكن ممارسة فعاليات التدريب فيها وعليها بشكل أقرب ما يكون من الواقعية ، وسائل التعليم ومعدات التدريب ) .
حتى يعلم شيخ صلاح العبيدي وسواه من الخونة الذين باعوا العراق وشعبه بـ أبخس ثمن وكانوا ممن أشار على المجرم بولـ بريمر بحل الجيش العراقي الباسل وتمييع أكبر وضياع وتفكيك أفضل مؤسسة عسكرية في المنطقة ، من نواحي تكامل التسليح والتجهيز وجاهزية العمل والاداء ورقي التدريب والانضباط ، وللتدريب في الجيش العراقي الباسل كان من الاهمية البالغة والكبيرة فكان ذلك الامر متابع من كل مستويات القيادة العليا ولم يدخروا وسعاً في تأمين كل متطلباته ، فكانت مدارس الصنوف والكليات العسكرية وكلية القوة الجوية والكلية البحرية من أفضل المؤسسات العسكرية التدريبية لجيوش المنطقة ودولها ، ناهيك عن كلية الاركان العراقية وجامعة البكر للدراسات العسكرية العليا كانتا من أكثر المؤسسات العلمية والتعليمية في المنطقة رقياً وألمعية ، لم يعد سراً أذ قلنا أن المؤسسات العسكرية التدريبية كانت تدرب طلاب لدول عربية عدة ، أرتقى عدداً منهم أعلى الدرجات في سلم القيادة لبلده ، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
الحقيقة التي لا يمكن لأي من القيادات العسكرية الموجودة حالياً في جيش العراق الجديد ، سواء أولئك الموجودين في المستوى الاول من مستويات إصدار القرار ( ما عدى رئيس أركان الجيش الحالي ، لعدم أهليته لهذا المنصب كونه كان ملازم أول هارب في جبال كردستان العراق ليمارس دوره الخياني والتخريبي مع زمر سليلي ودليلي الخيانة ، فما هو بالأهل ولا الكفوء لهذا المنصب ) .
أو قادة الاسلحة والفيالق وقادة العمليات ( إذ أن جميع الموجودين حالياً هم ممكن كان في الجيش العراقي الوطني السابق ممن كان مستفيداً من موقع أو منصب ، واليوم هم يَرُدُون الجميل والاحسان للعراق وشعبه بالعمل مع المحتل وأصبحوا ملقط النار الذي يستخدمه ضد أبناء الوطن والشرفاء منهم و فيه ) .
عملت قيادات الجيش الحالي على تمييع وتهميش مهمة الجيش الوطني السابق بالسماح بما يسمى عناصر الدمج ( عناصر ميليشيات طائفية وأعضاء في الاحزاب الحاكمة وممن أُُريد تكريمهم من قبل قياداتهم الخائنة العميلة ، فَمُنِحوا رتباً عالية وتم تقليدهم مناصب مهمة كقادة تشكيلات وآمري وحدات أو ضباط ركن في مقرات عليا للمؤسسة العسكرية الحالية ، تم ذلك بموجب التوافقات السياسية والاسترضاءات الطائفية ، وجميع هؤلاء يتصفون بالجهل الوظيفي وعدم الانضباط العسكري الامر الذي تسبب بحصول أخفاقات كبيرة وخروقات أمنية خطيرة كما أن أغلبهم ممن له ماضٍ غير نظيف ، الذي يميز هؤلاء من عناصر الدمج أن ولاءهم للحزب الذي ينتمون أليه أو المرجع الذي أوصلهم لهذه الرتبة أو الدرجة وللسياسي العراقي الجديد الذي كان السبب لما وصلوا له ، وليس للوطن حصة في كل ذلك ، الخاسر النهائي هو المواطن العراقي المسكين ) هذه العملية أدت الى أن يكون الجيش الحالي ضعيف البنية والتكوين هزيل الأداء غير قادر على حماية مصالح العراق وشعبه من أي اعتداء لا داخلي ( كما يحلوا للسياسيين الجدد بتسميته هذه الاعتداءات بالإرهابية ) ولا الخارجية منها ، والجميع يرى ويشاهد يومياً حجم التجاوزات الخارجية على سور الوطن وحدوده التي كانت في يوم ليس بالبعيد لا يجرؤ أحد للنظر تجاهه وليس المساس به .
هذه هي خلاصة الشأن العراقي في عهد الحرية الجديد والعراق الجديد الذي قدم به المحتل وأعانه عليه أذنابه وكلابه .
ألا فأعلموا ليس الزمان بمخُلد وأنَ ثياب الحكم تُخلع في غد
سأكتفي بهذا القدر على أمل المواصلة في الجزء الثاني لهذا الموضوع ، الذي سأجيب فيه عن السؤال المهم والحيوي ( هل يحتاج الجيش العراقي الحالي حقاً خبراء تدريب ؟ ) .
سيبقى النصر للعراق وقواه الخيرة الرافضة للمحتل ومن قدم معه وكل الترتيبات والاجراءات التي أحدثها الوضع الشاذ الحالي .
غريب في وطنه
3 تشرين ثان 2011
ملاحظة : الموضوع يتظمن صور تستحق المشاهدة ولكن لوجود خلل في الياهو وآلية الارسال تعذر أرسال الموضوع بغير هذه الطريق . أرجو تفهم هذا الامر ، ولكم مني كل تقدير وأحترام