الدين في خدمة السياسة/8 علماء دين أم جنس؟ علي الكاش
كاتب ومفكر عراقي
" إن للشيعي أن يلاعب أمه اذا كانت أرمله ويداعبها بطريقة جنسيه بدون أن يطئها لكي لاتحتاج إلى المتعه وتهجر صغارها فللولد الكبير فقط حق لمسها ومغازلتها وأملاء فراغها العاطفي". المرجع الشيعي اية الله الشيرازي في كتاب (زينبيات/ العطف العائلي ص77).
سنحاول إلقاء الضوء على الجهات المستفيدة من ظاهرة زواج المتعة, فالزنا وزواج المتعة هما في الحقيقة وجهان مختلفان لعملة واحدة. من المعروف إن نظام الشاه على كثرة مفاسد حكمه لكن كان له موقفا واضحا إتجاه زواج المتعة فمنعه قانونا. وكانت تجري حالات محدودة جدا في الخفاء لكنها لاتشكل في حقيقة الأمر ظاهرة تستحق الإهتمام والإثارة. كما أن المجتمع الإيراني تميز آنذاك بإنفتاحه الحضاري والثقافي، إضافة إلى ضعف سلطة رجال الدين فلم تكن لديهم الجرأة لتوجيه الناس إليه أو المجاهرة به وتشجيعه، خشية من بطش السلطة من جهة وعدم قناعة الناس به وبهم من جهة أخرى.
لكن ما أن غاب القط الشاهنشاهي حتى خرجت الجرذان المعممة من جحورها لتطلق غرائزها وشهواتها المكبوتة دون رادع ديني وأخلاقي، ملوثة بذلك البيئة الإجتماعية الايرانية. فقد تكاتفت جهود رجال الدين بغض النظر عن تباين وجهات النظر للحث على زواج المتعة ليشكل ظاهرة إجتماعية خطيرة. ففي الرذائل غالبا ما تتوحد الإرادات المرجعية عن قصد أو تلقائيا سواء في هذا الأمر أو غيره! وهذا ما يمكن لمسه بوضوح في إيران والعراق، حيث الشاطين من تعظ.
لا شك إن إنفراد رجال الدين بإشباع شهواتهم المنفلتة سيوجه الإنظار إليهم فيكونوا موضع نقد وإزدراء من قبل الرأي العام. لذلك جاهدوا في سبيل إقناع الناس على ممارسته لأخفاء دورهم الرئيس كأول جهة مستفيدة منه. ونجح مسعاهم الإبليسي في ظل تخلف ثقافي مفجع وفقر مدقع في إيران منذ تسلم رجال الدين زمام السلطة. وهذا موقف طبيعي لأن إرتقاء مستوى الوعي والثقافة عند الشعوب من شأنه أن يقلل من هيمنة ونفوذ رجال الدين على مقاليد المجتمع كما هو الحال في الدول الأوربية التي سبقتنا بقرون وأزاحتهم كمعرقلات وأسلاك شائكة في طريق التنمية والتقدم. فرجل الدين شغله الأساسي الدين وليس السياسة وهذا الموضوع سنناقشه في وقت آخر.
الجهات المستفيدة من زواج المتعة
تشير الباحثة شهلا الحائري بأن الجهات المستفيدة من زواج المتعة "هم رجال الدين والسادة بشكل خاص فبعض النسوة ينذرن عندما تحقق حاجة ما لهًن، بأن يمتعن انفسهن عبر زواج المتعة. وهو ما يسمى بمتعة النذور وغالبا ما يكون ذلك مع أحد السادة. والعديد من رجال الدين هم في الحقيقة سادة كونهم يحظون بإحترام كبير في المجتمع". وتضيف عن إمام جمعة مدينة قم المقدسة بأنه أسس مدرسة دينية داخلية للبنات فيها (76) فتاة بأعمار مختلفة – ملاحظة: أن العمر الجائز للمتمتعة هو عشر سنوات كما وردت في كتب وسائل الشيعة وتهذيب الأحكام والأستبصار ومن لا يحضره الفقيه وهي من أمهات كتب الشيعة- عن محمد بن مسلم قال: سألت الأمام الصادق(ع): عن الجارية يتمتع بها الرجل؟ قال: نعم إلا أن تكون صَبِيَّة تُخدَع. قلت: وكم الحد الذي إذا بلغته لم تخدع قال: عشر سنين"- ثم شاعت الفضيحة بين الناس. فقد تبين إن السيد التقي الورع قد مارس الجنس مع(11) فتاة من طالبات العلم. الفضيحة بانت بعد أن قدمت زوجته شكوى ضده بسبب الغيرة وليس التقوى. والطريف في الأمر إن المحكمة لم تحاكم الأمام الزاني، لأن القانون يحميه فطالبته بعقد زواج متعة عليهن فقط نظرا لاستحالة إرغامه على الزواج منهن, ورجت نيافته أن يتخلى عن إمامة الجمعة! لكنه رفض بقوة تنفيذ ذلك، وأستمر في عمله كإمام يعظ الناس وهو الأحوج بالوعظ من غيره.
أما كيف يجرؤ الإمام الإيروتيكي على تحدي قرار المحكمة ويستمر في مهنته بكل صلافة. فالسبب يرجع لأن من يحاكمه هم على شاكلته، رجال دين غارقين في يم المتعة. وهذا ما أوضحته الحائري " يحاكم رجال الدين أمام محكمة خاصة! كي لا يفتضح أمرهم بين الناس". لقد أحاطوا أنفسهم بهالة كاريزماتية مقدسة يسترون رؤسهم بالعمائم، ويكشفون عوراتهم أمام النساء. وتضف بأنه "من أصل خمسمائة طالبة في مدينة قم عقدت أكثر من مائتين منهن زواج متعة مع الأساتذة من رجال الدين وطلاب العلم"!
هل المعلمون يدرسون الطالبات فنون الإيروتيك أم الدين؟ وهل الطلاب هم طلاب علم أم شهوة؟
الجهة المسفيدة أيضا من زواج المتعة هي الحكومة نفسها لإن إغراق الناس في الملذات يبعدهم عن دورهم الحقيقي في إدارة شئون الدولة. وعندما تسود الفوضى في المجتمع تقوى قبضة الحكومة، وعندما يسود الجهل والتخلف الثقافي تقوى قبضة رجال الدين. فالدولة تحكم من قبل رجل الدين ورجال الدين هم أول المستفيدين من هذه الظاهرة. إذن المسألة لا تتعدى تبادل منافع. ويلاحط إنه رغم تغير شكل الدولة من القبعة إلى العمامة، وكذلك الهياكل السياسية والإقتصادية والتنظيمية، وتغير الرموز السياسية والمسميات لكن مايزال التخلف الإجتماعي يعصف بالشعب الإيراني من خلال تقزيم دور مؤسسات المجتمع المدني وتدجين الفراغ السياسي لخدمة رجال الحكم وإقصاء النخب العلمية والكوادر المؤهلة للنهوض بمستقبل البلاد. علاوة على توسع دائرة الفساد والفوضى وإشاعة الدجل والشعوذة والخرافات بين أفراده على كافة المستويات إبتداءا من مرشد الثورة إلى أصغر إمام في قم. وهنا نورد طريفة جرت عام 2007 بطلتها وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية. حيث وجدت إن عنوان رواية غابرييا ماركيز( ذكريات مومساتي الحزينات) لا يلائم الذوق العام! فغيرته إلى عنوان آخر(ذكريات حبيبات أحزاني) فإنخفضت جراء ذلك نسبة مبيعات الكتاب لدرجة كبيرة! إنهم يحرمون الصغائر ويحلون الكبائر.
الأجهزة الأمنية في إيران مستفيدة من زواج المتعة. فهي معروفة بتفشي الفساد المالي والأخلاقي بين عناصرها، وقد نقل عملاء إيران هذه التجربة المرة إلى العراق حيث أصبح غنيا بأفسد الأجهزة الأمنية في العالم. فشرطة إيران على سبيل المثال تستفيد فائدة جمة من دور الدعارة أو(الفضيلة حسب تسمية الملالي) حيث تفرض الشرطة أتاوات على هذه الدور وتساعدها من خلال التغاضي عن إنتهاكاتها للقانون. إضافة إلى تمتع عناصرها بالباكرات والمستجدات بفن الهوى مجانا. ننقل هذه الصورة المؤلمة عن هذه الأوضاع المزرية في دولة الإسلام. في عام 2008 صرح ناطق رسمي بإسم الهيئة القضائية في إيران" بأن الجنرال رضا زارعي قائد شرطة طهران والمسئول عن مكافحة الرذيلة أودع السجن، بعد ضبطه متلبسا بجريمة الزنا مع (6) فتيات عاريات، خلال مداهمة الشرطة لأحد الأوكار السرية للدعارة. وقد أجبر على تقديم الاستقالة". تصورا! ليس مع غانية واحدة وإنما مع ست غانيات معا!
العتبات المقدسة هي الجهات الأفضل لممارسة الرذيلة
" مدينة مشهد هي المدينة الأكثر إنحلالا على الصعيد الأخلاقي في آسيا". المؤرخ والرحالة المعروف كورزون.
إنه لأمر محزن يحزً في قلب كل مسلم له ذرة من الغيرة على الإسلام والنبي (ص) ويحب آل البيت(ع) حبا حقيقيا وليس كذبا ونفاقا ان يرى العتبات المقدسة محلات لممارسة الرذيلة. إن رضى البعض بالرذيلة وذلك عار فإنما الأكثر عارا هو أن تتم ممارستها قرب أضرحة آل البيت؟ ولكن من لا يخشى الله لا يمكن أن يخشى رسوله وأحفاده من آل البيت. ومن لا يحب آل البيت لا يستحي من إتخاذ عتباتهم المقدسة مكانا لممارسة الزنا! فقم ومشهد وكربلاء والنجف هي أفسد بقاع الأرض قاطبة. وهذه معادلة شاذة كيف يجتمع الإيمان كله مع الكفر كله تحت سقف واحد؟
ذكرت شهلا الحائري بأن" المزارات بشكل خاص تعتبر أفضل الأماكن لتحقيق اللقاءات الجنسية" ولكن أين وكيف تجد نساء المتعة؟ تدلنا الحائري بإنها" في داخل الأضرحة توجد نافذة تسمى نافذة الفولاذ وهي نافذة ضخمة من الفولاذ تشرف على ضريح الإمام الرضا. والنساء اللواتي يكثرن من ممارسة زواج المتعة يتسكعن في هذا المكان ويبلغن رغبتهن الى الحجاج المهتمين بواسطة إشارات متفق عليها. ويتلقين إشارات مماثلة من الرجال وأصبحت النافذة الفولاذية تلميحا لوجود نشاط جنسي محموم".
كما إعترف مساعد محافظ مدينة قم في إجتماع ضم كبار مسؤولي المحافظة بأن عدد بائعات الهوى في هذه المدينة المقدسة يزيد عن(20000) مومس. وهذا الرقم متواضع نسبيا أزاء الرقم الحقيقي الذي يزيد عنه أضعاف. كما ذكرت النائبة البرلمانية(جميلة كاديفار) بأنه " ورد في سجلات الشرطة، بأنه في يوم واحد أوقفت الشرطة (148)شخصا بينهم (44) امرأة في مدينة مشهد بتهمة الزنا في واحدة من أهم العتبات المقدسة". ويذكر الكاتب الإيراني(علي نور زادة) بأن زواج المتعة ينتشر بنسبة 5% بين الطبقة المثقفة واكثر من20% في المناطق التي فيها مدارس دينية بسبب ترويج رجال الدين لممارسته.
ونود الإشارة بأن قول شهلا الحائري بأن" قم معروفة كمدينة مشهورة لممارسة المتعة" يدخلنا في مأزق تأريخي جديد. فقم كمدينة مشهورة بالبغاء لايتناسب مع ماجاء في ذكرها في بطون كتب الامامية، سيما وأننا في زمن الظهور كما يدعي نجادي وبطانته. يحدثنا الكليني في الكافي بقوله" وفضائل كربلاء وقم ومن زارهما لا تقع تحت الحصر". ولانظن انه يقصد البغاء كفضيلة. كما ان المجلسي يذكر في البحار"أن أهل مدينة قم لا يحشرون كسائر الناس وإنما ينتقلون من حفرهم إلى الجنة مباشرة"! بل ويزيد في مدح قومه الفرس" خصص الله لهم باباً من أبواب الجنة الثمان"! لكن صاحب كتاب(أحسن الوديعة) يعترض على الباب الواحدة ويلح " بل لأهل قم ثلاثة أبواب من أبواب الجنة الثمانية". ولاشك ان هذه الاحاديث فيها فرج لقوم لوط, فقد كانوا أيضا فاسدين كأهل قم.
ردود فعل مضادة لزواج المتعة
من البديهي ليس كل رجال الدين في إيران يومنون بزواج المتعة فالكثير منهم يعتقد بأنه الزنا المقنع. وهناك ردة فعل شديدة مقابل تلك النزعة الجنسية الشيطانية. فبعض رجال الدين يرفضون تفشي الفساد بهذه الطريقة السمجة لكن المشكلة إن أصواتهم ليس لها صدى أمام مكبرات صوت كبار رجال الدين المروجين للمتعة.
حيث تشير الأخبار بأنه" عبر 197 من رجال الدين وعلماء الحوزة العلمية في قم عن قلقهم العميق أزاء اتساع ظاهرة الفساد الأخلاقي في عاصمة المؤسسة الدينية". وبعض رجال الدين يتركون الأسباب الرئيسية لتفشي الرذيلة ولكنهم يلهثون وراء الفرعيات. منهم على سبيل المثال آية الله كاظم صديقي الذي يحصر سبب إستفحال هذه الكارثة الأخلاقية كما سماها " بإرتداء النساء ملابس غير محتمشة. سيما اللواتي لايرتدين الحجاب فيقدن بذلك الشباب إلى الضلال، ويفسدن عفتهن وينشرن الزنا في المجتمع". لكن هذا الكلام هو في حقيقة الأمر تسطيح للمشكلة. أولا لأنه في عهد الشاه كان مستوى الرذيلة أقل في المجتمع الإيراني. وكانت نسبة النساء اللواتي يرتدين الحجاب أقل بكثير بل محدودة جدا.
لا يشير هذا الآية إلى أمر مهم وهو إن القانون نفسه يحمي هذه الظاهرة وهذا ما يؤكده رفسنجاني في كتابه الزواج المؤقت" تتضاعفت الجهود الحكومية لتشجيع الزواج المؤقت". كما إنه يغفل حقيقة تشجيع أقرانه من رجال الدين عليها. ولا يمكن حصر المشكلة بالحجاب والملابس المحتشمة فقط، فهي عامل ثانوي وليس رئيسي.
المقال الأخير سيكون حول بيوت الدعارة أو (العفة أو الفضيلة) كما يسميها النظام في إيران!