الغزالية كانت مطوقه البارحة (الثلاثاء)، وقوات السوات والمغاوير
للفرقه السادسه لواء 24 كانوا يعتقلون المواطنين بشكل عشوائي، وقد نصبوا
سيطرات بالشوارع من الساعه الرابعة عصرا وحتى المساء، ثم قاموا باعتقال 13
من أعضاء مجلس اعيان الغزالية، وعدد من أعضاء حزب البعث السابقين،
والعميد اسماعيل الحديثي.
الشوارع خلت من المارة والمحلات أقفلت من الساعة الخامسة، ثم تعمدوا إدخال
موكب حسيني في شارع البدالة رغم أن جميع سكانه من السنة، وبحماية
المغاوير، حيث ارتفعت أصوات الطبول واللطم عبر مكبرات الصوت المثبتة فوق
سيارات المغاوير..! وهذه المرة الأولى التي يتم تحدي ابناء المنطقة بهذه
الطريقة من أجل إغاضتهم وإثارتهم طائفيا، خصوصا وأن كثيرا من عناصر الجيش
والشرطة يتعمدون توجيه الشتائم لرموز إسلامية يحترمها أبناء السنة.
وجدير بالذكر أن منطقة الغزالية تتعرض منذ سنوات الى استهداف منظم ومتواصل
من قبل الأجهزة الحكومية ومن عناصر طائفية على نحو استفزازي، الأمر الذي
أدى الى اعتقال المئات من شبابها ورجالها بطريقة عشوائية، وهو ما اضطر
أعدادا كبيرة من أهالي المنطقة لمغادرتها الى مناطق أخرى أو الى خارج
العراق.
وقد أدى هذا الاستهداف المتعمد والمتواصل وحرمانها من الخدمات وقطع طرقها
باستمرار الى تردي المنطقة اقتصاديا وهبوط قيمة اراضيها، وهو ما يعني
إفقارا متعمدا تمارسه الحكومة بحق المناطق ذات الغالبية السنية، في الوقت
الذي ترتفع فيه الأراضي والعقارات في مناطق الغالبية الشيعية الى أسعار
خيالية.
هذا وقد عرفت منطقة الغزالية بين أعوام 2004-2007 بالعمليات النوعية التي
كان ينفذها شباب المنطقة ضد قوات الاحتلال الأمريكي، حيث دمرت وأعطبت
المئات من الهمرات والدبابات على الطريق السريع الذي يربط غرب العراق
ببغداد والذي يمر بين أحياء الغزالية والخضراء.. كما وقف أبناء المنطقة
بشكل بطولي يذكره التاريخ بوجه قاذورات جيش المهدي عندما حاولوا الزحف
باتجاه هذا الحي قادمين من منطقة الشعلة، ولقنوهم درسا لم ينسوه حتى هذه
اللحظة..!