صحابة و صحابيات
المقدام بن معد يكرب
نسبه وقبيلته
المقدام بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن عبد الله بن وهب بن ربيعة بن الحارث[1] .
مواقفه مع الصحابة
وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان ، فقال معاوية للمقدام : أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع (أي قال : إنا لله وإنا إليه راجعون) المقدام . فقال له رجل : أتراها مصيبة ؟ قال له : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله في حجره فقال : " هذا مني وحسين من علي " ؟! فقال الأسدي : جمرة أطفأها الله . قال : فقال المقدام : أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره ، ثم قال : يا معاوية ، إن أنا صدقت فصدقني ، وإن أنا كذبت فكذبني . قال : أفعل . قال : فأنشدك بالله هل سمعت رسول الله نهى عن لبس الذهب ؟ قال : نعم . قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس الحرير؟ قال : نعم . قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها ؟ قال: نعم . قال : فو الله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية . فقال معاوية : قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام. قال خالد: فأمر له معاوية بما لم يأمر لصاحبيه، وفرض لابنه في المائتين، ففرقها المقدام على أصحابه . قال : ولم يعط الأسدي أحدًا شيئًا مما أخذ ، فبلغ ذلك معاوية فقال : أما المقدام فرجل كريم بسط يده ، وأما الأسدي فرجل حسن الإمساك لشيئه [2].
من الأحاديث التي رواها عن رسول الله
روي البخاري في صحيحه " أن المقدام بن معد يكرب روى عن النبي قال : " كيلوا طعامكم يبارك لكم " .
شرح الحديث : (كيلوا طعامكم) أي: زنوه عند شرائه أو بيعه . (يبارك لكم) لامتثال أمر الشارع بكيله ؛ حتى لا يحصل شك أو منازعة ، وبفضل التسمية عند كيله ولدعائه فيها بالبركة في مد المدينة وصاعها .
وعن المقداد بن معد يكرب قال : " رأيت رسول الله توضأ ، فلما بلغ مسح رأسه وضع كفيه على مقدم رأسه فأمرهما حتى بلغ القفا ، ثم ردهما إلى المكان الذي منه بدأ ".
وعن المقدام بن معد يكرب قال : قال رسول الله : " للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر، و يأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور، ويشفع في سبعين من أقاربه " [3].
و عن المقدام بن معد يكرب قال : قال رسول الله : " إذا أحب أحدكم أخاه، فليعلمه إياه ".
وورد في سنن ابن ماجه "عن المقدام بن معد يكرب ، أن رسول الله قال: " إن الله يوصيكم بأمهاتكم - ثلاثًا - إن الله يوصيكم بآبائكم ، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب "[4].
وجاء في سنن الدارمي عن المقدام بن معد يكرب الكندي: أن رسول الله حرم أشياء يوم خيبر الحمار وغيره ، ثم قال: " ليوشك الرجل متكئًا على أريكته يحدث بحديثي فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، ما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله فهو مثل ما حرم الله "[5].
الوفاة
يعد في أهل الشام ، وبالشام مات سنة سبع وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة ، عاش إلى خلافة عبد الملك ، ويقال : إلى خلافة ابنه الوليد [6] .
المصادر :
[1] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/467.
[2] سنن أبي داود : باب في جُلُودِ النُّمُورِ وَالسِّبَاعِ ، رقم (4133) ، 4/115 . قال الألباني : صحيح .
[3] سنن الترمذي : في ثواب الشهيد (1663) ، 4/187. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وقال الألباني : صحيح .
[4] رواه ابن ماجه : كتاب الأدب (3661) ، 2/1207، قال الألباني : صحيح .
[5] رواه الدارمي : السنن ، باب : السنة قاضية على كتاب الله (586) ، 1/153. قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح .
[6] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 476.