التبرير شرعا بالفدرالية أمر خطير يقصم ظهر البعير !
د. عمر الكبيسي
(رد على منزلق الدكتور محمد عياش الكبيسي حول فتاوى تحريم الفدرالية)
نشر الدكتور محمد عياش الكبيسي مقالا خطيرا واهما وناقما فيه على اساتذته ومعلميه الذين افتوا بحرمة الفدرالية فيه الكثير من القذف والغمز واللمز بالشخوص والرموز وتسفيها وتشويها للحقائق والثوابت ، مما لا يبقي شكاً في ان ما ذهب اليه من مواقف واراء مستجدة ارتاى ضرورة نشرها في هذا اظرف العصيب الذي تمر به الأمة ينبئ عن ردة وشطط كبير وقع فيه عالمنا الشاب الذي عرفناه سابقا مقاوما وجهاديا وداعية ، كنا نستبشر له من خلالها بمستقبل واعد بين الدعاة والمقاومين .
مواضع الشطط الواضحة في مقاله ممكن ايجازها بما يلي :
1. الدكتور محمد عياش يخدع نفسه وليس الآخرين عندما ادعى انه بمقاله لا يريد ان يزج بنفسه بفتوى جديده في حين انه لم يخرج بمقاله عن فحوى الفتوى التي تبرر العمل والقبول بالفدرالية لحل أزمة السلطة في العراق .
2. نال الدكتور محمد عياش بشكل واضح لا تخفيه بلاغة الكلام من رصانة ومصداقية وتقوى شيوخه في الإفتاء ومنهم الشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان والشيخ الدكتور عبد الملك السعدي وشكك بمصداقية الشيخ الدكتور حارث الضاري وجهاديته وافترض مواقفه الثابتة نمط من الإدعاء الواهم وهذا في واقع الحال نوع من الجحود الصارخ والقفز على الرموز والعناوين وكفر بحقوق العلماء على المتعلمين المهذبين .
3. ينكر د محمد عياش حقائق ثابتة كان قبل نشره المقال يعدها مسلمات وبهذا الانقلاب السريع على الثوابت يكون قد قضم ظهره وكشف حقيقة المستجدات التي تمخضت عنها سريرته . هو ينكر كون الفدرالية التي يتم الطبخ لها لإدارة العراق هي فدرالية طائفية وعرقية وتقسيمية بما لا يقبل الشك اولا كما ينكر حقيقة ان الاحتلال لم يسحب عملاؤه واذنابه ومدربيه وخبراءه ومخابراته وشركاته فهو موجود في المشهد السياسي بشكل مؤثر وموجود عناصرا وافرادا في الجو والارض في السر والعلن بشكل فاعل ثانيا ، وهو ينكر وفقا لذلك شرعية بقاء المقاومة لا بل جدوى ومصداقية وجودها وهذا الاعتقاد الخاطئ والعياذ با لله يجرد الدكتور عياش من ثوبه وبنانه جملة وتفصيلا والذي لم يكن له ثوبا يكسيه و فكر يرتديه غير فكر المقاومة في مسيرته بعد الاحتلال ومن ثم بعد انقلابه على هيئة علماء المسلمين وثوابتها ثالثا . ناهيك عن انه ينكر على العراق بل يستكثر عليه وهو الدولة المعرفة بحدودها وشعبها وسيادتها دوليا ودستوريا ،ان يحسبه (أمةً) ونسى حقيقة ان القرآن الكريم وصف نبى الله أبونا ابراهيم عليه السلام وهو فرد بالأمة !، كما ينكر جهادية الموحد والفاتح صلاح الدين الأيوبي ، وحكمة الامام الحسن عليه السلام الوحدوية ويشوه طبيعتها ومقاصدها ، ويشوه طبيعة الولايات الإدارية في عهود الخلافة الاسلامية وخصائصها ويحسب من شخصية عبد الرحمن الداخل خليفة لدولة انفصالية وليست امتدادا وبعثا لدولة بدأت عوامل النخر فيها تنهال من كل جانب قبل ان تسقط .
عجيب !ّ كيف يصل الزيغ والمكر وتزييف الحقائق بعالم كان جليلا وعنيدا وذكيا الى هذا الفرط الكبير والخطير في مسيرة التحرير والمصير بين ليلة وضحاها ، ومرة أخرى أيها الأخ التائهه بمنزلقات الأزمات ، هداكم الله وصحح مسيرتكم ( وإن عدتم عدنا ) ، (ونفس وما سوَّاها فألهمها فجورها وتقواها ) .