عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60683 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
موضوع: هل نفع العرب صمتهم على تدمير العراق؟؟!؛ ضياء حسن السبت أبريل 23, 2011 5:20 pm
في ذكرى الثامنة لجريمةالعصر... هل نفع العرب صمتهم على تدمير العراق؟؟!؛
ضياء حسن
أعتاد العرب أن يواجهوا التحديات التي تحيط بهم بفعل فاعل معاد بكثير من ردود أفعال بطيئة تنتفي فيها الجدية وتغيب عنها الرؤية للأبعد من الـهدف الظاهر في المشهد الشاخص أمامهم، مما يجرهم للتركيز عليه ويفوتهم التحسب للمغلف الممرحل المرجأ وهو الأخطر فيما بيت ويبيته لها أعداؤنا من مخطط عدواني مرسوم، أستهدافا لأمةالعرب، حاضرا ومستقبلا. أي أن جزءا ليس قليلا منهم، وليس جميعهم يهرولون لمحاصرة ذلك الظاهر وقد يفلحون في أحتوائه، ولا يفكرون بأن نجاحهم في هذه الجزئية من المواجهة لا يعني ان خصمهم قد أندحر، دون أن يرد في بالهم أنه توقع هذا الأحتمال وهيأ نفسه للأنحناء أمامه، بعد أن يكون قد أستنفد جزءا كبيرا من طاقاتهم، وتعرف على كامل قدراتهم ومدى أستعداهم للمطاولة في صفحات المنازلة التالية. واٍستطاع أن يحيد الكثير من العرب وأعدهم ليلعبوا دور الصم البكم أزاء ما أحط الأمة من تحرك معاد يديره الغرب ضد هذا البلد العربي أو ذاك، ويورط البعض الآخر بالمشاركة في عدوانه، لأن طريق المبطن المرجأ طويلة ولا تنتهي ولا تتوقف بأنكفائه في أثر منازلة واحدة!! وهذا ما تجسد عمليا وواقعيا في توزيع الأدوار على الأنظمة العربية لتؤدي مهمات ممهدة للعدوان على هذا القطر أو ذلك والتحريض عليه مباشرة او عبر الجامعة العربية مرة تلو مرة، فلم يتوان هؤلاء من أن يذهبوا الى المشاركة فعلا بالفعل العدواني المباشر، كما بدا ذلك في تورط ابو موزة في العدوان العسكري على ليبيا تحت مظلة عربية رسمية رعتها السعودية بكل وسائل الخبث وشاء الذمم، وقبله أسهام شيوخ الكويت في العدوان عمايات التدمير الأميركي للعراق وتولي مهمة أحراق مؤسسات الدولة والأشراف على نهب محتوياتها مما شكل تطاولا على محرمات مرفوض التجاوز عليها في حين تظهر القراءة المتفحصة لأحداث الحراك العربي في التأريخ الحديث من أجل الأمساك بالحرية والاستقلال السياسي ومن ثم الأستقلال الحقيقي المعمق بأستقلال القرار الأقتصادي كما حدث في مصر بعد قيام ثورة23 يوليو-تموز-1952 وأقدام القائد العربي جمال عبد الناصر على تأميم قناة السويس الذي يعني أتخاذ خطوة مهمة لوقف نهب الثروات الوطنية الهائلة المنهوبة وتسخيرها لعمايات البناء والنهوض الوطني وبناء الدولة بعيدا عن كل أشكال النفوذ الأجنبي، وأظهرت نتائجها تباينا في ردود الأفعال العربية بين السلب والأيجاب، أوبالدقة ترافق الأيجاب المتحقق أو الممنوح نتيجة لنضال شعبي مجيد بسلبيات قابلة للتفجير، بتوقيتات زمنية مختلفة، تأثرا بفتن داخلية مزروعة سلفا أو بفعل عملاء نائمين أو أعتمادا على عدوان عسكري خارجي يؤدي الى أحتلال بلد عربي بأستخدام لأنظمة أسمها للأسف الشديد عربية!! لذلك كانت الجبهة العربية الداخلية هشة، بعد أن أخترقت، بأستبد ل الأحتلال المباشر بغير المباشر المتخم بالعملاء وبالمستشارين والخبراء الأجانب وخصوصا في الشؤون الحساسة، العسكرية والتجارية والنفطية وشؤون المواصلات الداخلية والخارجية أرضا وجوا وبحرا، أي أخراج يد الأحتلال من الباب والعودة بها الى الدار العربية من الشباك. التفريط بقشايا العرب المصيرية لماذا؟ ومن هنا نامت المواقف العربية في حضن الأسترخاء وأصبحت مواجهة التحديات المصيرية مبعدة من قواميس العرب الرسميين وأضحى الحكام العرب الذين وصفهم أعداء العروبة بالقادة الحكماء ودعاة السلام، يناهضون كل فعل وطني وقومي غاضب على الأمبرياليين أعداء أمتهم، وان أنقلب الأسياد على عملائهم الآن الا أن ذلك تم بعد أن أستخدموهم في تمرير مخططات صعبة أتصلت بقضايا عربية مصيرية وأبرزها : أولا – التفريط بقضية فلسطين، والقبول بوجود الكيان الصهيوني دولة قومية في منطقتهم، يستجدى الحكام العرب رضا اليهود لمنح الفلسطينيين حق أقامة، دولية ناقصة السيادة والمتطلبات الأساس لبناء دولة موحدة، مترابطة الأرض، يسكنها شعب موحد تفتح ذراعيها لعودة من شرد من أهلها ليعود الى ارضه والى بيارات أجداده، معروفة الحدود لها جيشها الوطني الذي يحميها ولها حكومتها الموحدة المنتخبة ديمقراطيا وأقتصادها المستقل ووضعها العربي والدولي كامل السيادة. ولم يبدأ هذا التفريط على يد الحكام الجدد بل كان سلوكا ومنهجا لكل الحكام الذين جيئ بهم ليتولوا الحكم في الوطن العربي على وفق الشرذمة التي أسست لها معاهدة سايكس – بيكو الأستعمارية وحتى الآن لتجعل ممن نصبتهم عرابين منفذين للمخطط السالب للأرادة الوطنية العربية مقدمين الخدمات المجانية لفرض المصالح الغربية على حساب الحق العربي، وكان دور هؤلاء العرابين منصبا على التفريط بالقضية الفلسطينية بطريقة ممرحلة تتناوب في مواقف الشد القوال والأرخاء المتساهل بالحقوق الفلسطينية المركزية بتوافق مع فكرة أنشاء كيان صهيوني كما وعد به وزير الخارجية البريطاني بلفورعام 1917 ومرورا بمعاهدة كمب ديفد العار، ووصولا الى بدعة (خارطة الطريق) الأميركية التي قدم لها عرب الأنظمة مشروعا كسر حاجز المحرمات العربية الرافض للأعتراف بدولة الكيان الصهيوني، بتجاسر سعودي مريب صاغه سعود الفيصل بحسب الأختصاص وقدمه لقمة بيروت الأستثنائية بأسم الملك السعودي عبد الله أول حليف وصديق مباشر لأميركا، وأقترن بموافقتها، وفيه تعبير عن رغبة رسمية عربية للتخلص كما يبدو -من وجع الراس- والأحراجات الذي تسببه قضية فلسطين لقادة هذه الأنظمة في علاقاتها مع الدول الكبرى وفي مقدمتها مع واشنطن راعية الكيان الصهيوني والساندة لتجاوزاته على الحق العربي الفلسطيني بتوسيع رقعة الأستيطان في القدس الشريف والضفة الغربية في خطوات متسارعة لتصفية القضية الفلسطنية مسنودة _عيني عينك _من قبل أوباما والشقراء هيلاري زوجة الرئيس كلنتون مفتي كامب ديفيد، في حين لاذ الحكام العرب (الٌأقحاح) بصمت معتاد ولا يتوقع منهم سوى هذا النوع من المواقف منذ أبتليت الأمة العربية بهم أبا عن جد وكان ولايزال واليهم واحدا، هو الغرب ممثلا بالثلاثي الأستعماري، البريطاني – الفرنسي – الأميركي الذي هو نفسه المروج لولاية الفقيه بديلا للشاهنشاهية وعلى طريقة توزيع الأدوار خدمة للهدف المشترك وهو أبقاء الأمة العربية ضعيفىة مجزأة وروج لخطوة فرنسا بضيافة خميني وزمرته في أحدى الأحياء الباريسية ليتخذ منها موقعا لترتيب أوضاعه، وبالتالي الأستعداد لأداء الدور المسند له بعد التغيير المرتقب في أيران في أثر تفاعلات الأوضاع الداخلية في الشارع الأيراني، وهي خطوة عززت التوجه الساعي لتوفير فرصة أستغلال المد الشعبي الساخط على حكم الدكتاتورية الشاهنشاهية ونضوج الفعل الثوري لأسقاطه مما دفعهم للأسراع بتوفير معطيات عودته الى طهران هو وزمرته وصولا لهدفين : 1- سعى الى أحتواء الزخم الوطني التقدمي التحرري لثورة الشعب الأيراني بتطويقها بفعل طائفي متخلف يحسن تخريب توجهاتها الوطنية ويحول دون أستقرارالبلاد وجعلها عامل أخلال بأمن المنطقة وهو ما يريده الغرب عموما وتهلل له واشنطن، أستغلالا للفتن التي تعد سمة لصيقة بولاية الفقيه. 2-أستثمار خميني ونظامه كرأس حربة لألهاء العرب في قضايا جانبية وبفتن طائفية تضعف توجههم للتركيز على حسم الأسباب والمعوقات التي تواجههم وتحول دون أنصرافهم لتحقيق تطلعاتهم للتحرر وبناء تجاربها الوطنية المستقلة الساعية للتوحد والأستقرار والأزدهار في مناخ تسوده الأخوة العربية والتعاون النزيه والصداقة الحقة مع شعوب المنطقة. متى كان خميني صادقا؟! والحق يقال شهادة أن خميني كا ن صادقا وأمينا وهو يؤدي الدور الذي عهد به أليه بأتقان عال على الرغم مما صاحب التنفيد من توتر مفتعل في العلاقات بين واشنطن وطهران وواضح أن ما أفتعل لم يلغ للود بينهما قضية، ولا ألغى أهدافا أخرى متفقا عليها بين جماعة ولاية الفقية وبين واشنطن وصديقتيها الغربيتين ضد الأمة العربية عموما وضد العراق وشعبه بشكل مباشر. فشن عدوان الأعوام الثمانية على العراقيين شكل العنوان الموشح بالسواد الناضح بحقد خميني فارسي على العرب، وبما خدم مخططات أعدائهم على الدوام، فقد أستمرت الخميبية محافظة على نهجها التخربيي ضدالنظام الوطني في العراق وضد أمة العرب حتى بعد رحيل كبير سحرتهم، متجرعا كأس الهزيمة في القادسية الثانية في 8 - 8 - 988، فقد عززت تحالفها مع واشنطن بالأضطلاع بدور برز فيه الحقد الدفين على أبنائنا عندما أستغل النظام الأيراني المعمم بالطائفية فرصة انشغال الدولة في التصدي لعدوان أميركا الأول عام 1991 عندمه سربت مجموعات من عناصرها الأمنية المسلحة ومعهم أعدادا من المعممين عبر حدود العراق الشرقية على القرى والمدن العراقية لأرهاب أهلنا العراقيين وتصفية شبابهم وسرقة وحرق بيوتهم وأتلاف الوثائق الدالة على جذرهم العربي وعلى أصولهم المؤشرة في السجل المدني لكل قرية ومدينة عراقية متاخمة للحدود مع أيران بهدف تغيير طبيعتها السكانية، وهي جزء من مخطط طهران اللئيم الذي أسقطه العراق والساعي للتوسع غربا تحت شعار تحرير (القدس يمر عبر بغداد) الذي أطلقه خميني اللعين نفسه بعد عودته من فرنسا الى أيران بفترة قليلة!! الخمينية في خدمة الشيطان!! وطبيعي كان تسخير الخمينية لجميع أمكاناتها في خدمة عدوانية الشيطان الأميركي الذي أسمته طهران بالأكبر، وهو الأكثر جرما في تسهيل غزوه العراق وبالتالي أحتلاله، والأيعاز لعملائها في المرجعيات للأفتاء بتحريم مقاتلة الجنود العراقيين للغزاة الأميركيين، وهي فتوى دينية مدفوعة الأجر تسوغ خيانة الجيوش لأوطانها، وهذا ما فضحه عراب العدوان على العراق ووزير دفاعها في تلك الفترة رامسفيلد في مذكراته التي نشرت مؤخرا بأعتراف أكد فيه دفعه مبلغا قدره مائتا مليون دولار سلفا للسستاني الأيراني ليدعو الجنود العراقيين بعدم مقاتلة أعداء وطنهم، علما بأن الذي واجه المعتدين هم مقاتلون بواسل من جميع الملل والأديان والقوميات التي يضمها المجتمع العراقي والتي تتمثل في تشكيلات جيشه الوطني، لذلك فأن شهداء جيشنا الخالدين الذين أستشهدوا بنيران من أمن لهم السستاني الأيراني الحماية، فأي جريمة أرتكبها هذا الخرف بحق شعب ووطن آواه وأحتضنه وأحسن اليه، وهل أن خيانة الأوطان هي من مبادئ المرجعيات السمان، سؤال حري بالتأمل قد يرشدنا الى أعادة النظر بالعفوية في أيواء رجال ليسوا من أهل البلد وننتظر منهم الحرص على سلامة البلد الذي يأويهم!!
ثانيا – أخراج مصر العربية من ساحة الفعل العربي لثقلها المؤثر في نصرة قضايا الأمة العربية وخصوصا في ظل قيادة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر والذي هز الغرب وتصدى طويلا لمحاولات الولايات المتحدة الأميركية وأوريا في محاصرة حركة التحرر العربي ومنع تواصلها في أستكمال أنجاز مهمات الأستقلال والتحرر من الهيمنة الأقتصادية الأجنبية ووقف نهب ثرواتها الوطنية وبالدرجة الأولى الثروة النفطية والغازية الهائلة في الأراضي والمياه العربية وقبلها تحرير أرادة الأنسان العربي وبناء نهوضه من محيطه الأطلسي الى خليجه العربي. ونتائج دور السادات ومن ثم دور نائبه مبارك الذي كان ألعن في أجهازه النهائي على دور مصر القومي، كخطوة تلت التفريط باقتدارها السياسي والأقتصادي والصناعي والزراعي والقتالي على وفق ما أخترعها السادات وأسماها (بسياسة الأنفتاح) ليستكملها مبارك بأخلاص مشهود، وبخفة أشتهر بها من دون منازع جعلت من ثقل مصر التأريخي، حضاريا وقوميا وأسلاميا، نظاما خفيف الهرولة وراء عمامه الأميركيين، مفرطا بكل ما أكده الأشقاء المصريون من شواهد تأريخية معززة لدورهم الأنساني الحضاري في نصرة قضايا الأمة العربية والأسلامية، ولم يكتف بهذا فقط بل ربط مصير مصر بعجلة الأنحناء لواشنطن والتبرع بأداء دور التابع المنفذ لكل ما يخدم المخطط الأميركي طلب منه ذلك ام لا، ليس في حدود المحيط المصري حسب بل كان شاملا الوطن العربي بأسره!! والأنفتاح المقصود ليس على مجالات التقدم العالمي، وأنما الأنفتاح على الغرب وعلى أميركا بالذات وبالدقة فتح باب مصر أمام الرساميل والأشتثمارات الأجنبية ليس بأتجاه تطويرالصناعات المصرية والمشاريع الوطنية الزراعية، بل الذي حدث كان على العكس من ذلك، بل نشط في أستكمال الدور الخياني المفرط بالقطاع العام المصري فقد بيعت مصانعه، وأعطيت تسهيلات سخية للأستثمارات الأميركية أولا، وما لا تريده يذهب لحلفائها الأوربيين وغيرهم، ليحلوا محل الصناعات الوطنية، في حين بيعت مشاريعها الكبيرة كمصانع الصلب والحديد المعروفة على الأقارب والمعارف والأتباع كما حدث تباعا طوال سنوات حكم مبارك التي تجاوزت الثلاثين عاما فقد مكن الطبال أحمد عز مثلا من الأستحواذ على صناعة الحديد في البلاد وهو شريك لأبن مبارك جمال، وقس على بقية المشاريع، حتى صارت مصر مستوردة للكثير من الأحتياجات التي كانت تصنعها والأدهى من ذلك صارت تستورد موادا غذائية وزراعية كانت مشهورة بأنتاجها وعلى سبيل المثال القمح والقطن. ويجب أن نتذكر ولاننسى الدور الخياني للسادات والذي اتبعه مبارك بما جعله سلوكا ثابتا في الأنحناء لواشنطن ولا أقصد زيارة الأول الى تل أبيب فقط، وأنما أفتعال ثغرة الدفرسوار الممهدة لتلك الزيارة، التي تسبب بها السادات بعد أيام من خطوة جيش مصر العربي وأدائه البطولي في عبور المانع المائي - قناة السويس- بنجاح كبير أدهش العالم وفي مقدمتهم الخبراء العسكريون الدوليون الأستراتيجيون وعدوه أنجازا عسكريا عربيا نوعيا حققه المقاتلون المصريون وهم يحملون أسلحة سوفيتية في مواجة عدو متغطرس يتمنطق بالأسلحة الأميركية المتطورة وبمشورة الخبراء العسكريين الأميركيين التي لم تقو على أسعاف الأسرائيليين في أيقاف زحف العبور!! كيف أفسد عبور القناة؟ أما كيف منح السادات العدو الصهيوني ما لم يستطع حلفاؤهم الأميركيون منحهم أياه، فكشفت عنه الوثائق التأريخية التي تناولت هذا الحدث العسكري التأريخي بالسرد والدراسة التحليلية وقد أتفقت على الأتي: 1- التأكيد على أن النجاح المتحقق كان نوعيا من جميع الوجوه الأستحضارية الدقيقة التي أستبقها الراحل جمال عبد الناصر بخطوتين بدأت الأولى بأعادة بناء الجيش المصري تدريبا وتسليحا والثانية تمثلت بشن حرب أستنزاف ضد قوات الأحتلال الصهيوني. وبدا النجاح النوعي أيضا في القفزة القتالية السريعة المباغتة المشددة الضربات، التي جعلت من خط بارليف الأستراتيجي مجرد (حاجز ترابي متقطع الأوصال) ومنحت القوات المصرية المندفعة فرصة التدفق والأمساك بالضفة الشرقية للقناة والأنتشار فيها على وفق الخطة الموضوعة والمنفذة بأشراف المقاتل رئيس الأركان سعد الدين الشاذلي من قبل القوات العابرة والساندة بعد وقت قياسي من بدء العبور والأستقرار على الأراضي المحررة فجرالسادس من شهر أكتوبر –تشرين أول-عام 1973، وبالتالي الأعلان عن تحرير قناة السويس التي أحتلت في أثر عدوان 5 حزيران 1967 كخطوة أولى على طريق تحرير سيناء. 2 – أصرار السادات على أعطاء الأوامر للفرقتين الرابعة والحادية والأربعين من القوات المصرية العابرة وكانت الظهير الساند لمؤخرتها و ذلك بتطوير أندفاعهما شرقا دون الأصغاء لوجهة نظر رئيس الأركان الشاذلي الذي أعترض على مثل هذه الخطوة ولسبب جوهري يتصل بسبب لوجستي وهو عدم توفر القدرة لتأمين التغطية الجوية اللأزمة لهذه القوات عندما تتقدم أضافة الى كون تلك الخطوة ستعرض مؤخرة القوات العابرة الأخرى للكشف أمام العدو وأحتمال حدوث ثغرة بين المكان التي ستغادره الفرقتان والقوات العابرة المتجحفلة الى جانبها في خط الهجوم مما تتيح للأسرائيليين فرصة النفاذ منها الى الضفة الغرية للألتفاف على القوات العابرة. ثغرة السادات!! وهذا ماحدث فعلا فقد تقدمت تلك القوات بأتجاه المضائق، وهذا ما توقعته هيئةالأركان ورئيسها ووقع المحذور، فكان أستغلال ثغرة منطقة الدفرسوار وهي واحدة من ثلاث ثغرات موجودة وهي اساسا فواصل بين مجموعة قطعات القوات المصرية العابرة أكتشفتها الطائرات التجسسية الأميركية وهي تراقب الأجواء وتصور حركة القطعات في ضوء تطور المعركة لتحيط قيادة جيش العدو بتفاصيل موقف القطعات المصرية على الأرض أولا بأول، وهكذا عكست الصور للعدو، الذي نفذ على وفقها أختراق الثغرة بقوة قادها المجرم شارون. وكان بالأمكان التصدي لهذه القوة قبل أن تطور هجومها الذي بدأ محدودا، ألا أن السادات رفض أقتراح هيئة الأركان لأعادة الفرقة الرابعة التي امر هو بدفعها شرقا ومعها اللواء 25 المدرع لمعالجة الموقف بتصفية الثغرة والحيلولة دون أن تنفذ منها قوات العدو لمحاصرة النصريين العابرين، من دون أن يذكر التبريرات، الأمر الذي اتاح لشارون فرصة مضافة لمد رأس جسر لعبور قوات أسرائيلية الى الضفة الغربية للقناة، بتغطية جوية وقوات خاصة محمولة بالقرب من مدينة الأسماعيلية ألا أنها لم تستطع أحتلال المدينة، غير أنها أستطاعت ان تتقدم لتمسك بطريق السويس – القاهرة بعد ان أسرت أعدادا من الجنود المصريين. ونظرا لظروف الطبيعة غير الملائمة التي أحاطت بقوات شارون وتحفز قوة أسناد مصرية للعابرين كان يقودها الفريق طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي يدير الحكم في مصر الآن للأنقضاض على قوة شارون المندفعة من دون حساب للقدرة الدفاعية التي تمتلكها القوات المصرية المتصدية لها وبدأت معها حرب أستنزاف، وكونه تجاوز المديات التي تمكن مقاتلاته من الأستمرار في توفير مظلة جوية تؤمن للقوة الصهيونية الأنسحاب الى المواقع التي أنطلقت منها خلف ثغرة الدفرسوار. وجاءت فرصة ذهبية أخرى لأنجاز خطوة عسكرية مهمة لأستكمال مهمات تحرير سيناء وأنزال ضربة مشددة للقوات المعادية بدءا من شارون والقوة المندفعة معه، الذين ظنوا بأن الطريق خالية من مدافعين حقيقيين عن مصر أو توقع تدخل أميركي يأتي في الوقت المناسب. وجاء الأنقاذ ليس من أميركا فحسب بل من السادات فلم يعط فرصة للقوات المصرية المتصدية لشارون من أكمال مهمتها بل فاجأ قواته وهي في موقع الأقتدار لدحر قوات العدو وكانت في موقع الضعف وذلك بأعلان وقف العمليات العسكرية، وهو قرار أميركي مرر عبر مجلس الأمن، أتخذ لأنقاذ الأسرائيليين من هزيمة محققة والأهم من هذا كما يؤكد ذلك المحللون المختصون بمتابعة الشأن التسليحي الدولي والتنافس بين السلاح الأميركي والسوفيتي من الناحيتين التقنية، وتوفر القدرة للمناورة به بعيدا عن التعقيد وسهولة حمله أضافة الى خفة وزنه ومتانة معدنه وسرعة حركته في مواجهة دروع الخصم وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمهمات الأمساك بالأرض. فقد أكد هؤلاء المحللون بان سعي الأميركيين في الأنحياز للصهاينة لا ينصب على دعمهم خلال المعارك أو بتوفير الأسلحة النوعية التي تجعلهم متقدمين على الجيوش العربية التي يتحكم بقراراتها حكام عملاء لهم حسب، وأنما أيضا منع أي أرجحية لهذه الجيوش أوغيرها بدعم لوجستي أميركي مخابراتي متابع ميدانيا ليتدخل في الوقت المناسب لقلب المعادلة لصالح العدو. وما حدث في حرب تشرين سواء في ألأبلاغ عن الثغرة او في صياغة قرار جاهز في الأمم المتحدة ينقذ الصهاينة في حالة الحرج أذا ما حدث وهم يراقبون سير المعارك عبر أقمارهم التجسسية، أضافة الى هدف أميركي محض وهو منع حسم المعارك لصالح من في يديه السلاح السوفيتي ويستخدمه بكفاءة!! مع ملاحظة ان كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة كان على أتصال دائم مع السادات ومع السوفيات وأنتفق معهم على أصدار قرار من مجلس الأمن بوقف أطلاق النار ليعطي السادات النصيحة بقبول القرار الأممي. وهو قرار صيغ لصالح الكيان الصهيوني أساسا، ومكنهم من الأنتقال من قلق متزايد من تصاعد عمليات أستتنزافهم على الجبهة المصرية مما يؤدي الى تصعيد العمل الفلسطيني المقاوم ضدهم، الى صمت هذه الجبهة ومبادلة تحرير الأراضي بما سمي بسلام (الشجعان) الذي أععطي العدو الصهيوني اليد الطولى في محاصرة العمل الفدائى وتصفيته على الجبهات الأخرى أيضا وبالتالي شن الحروب على الشعب الفلسطيني كما حدث في غزة أيغالا في تصفية قضيته، وخصوصا بعد التشديد في محاصرته بغلق بوابة غزة المطلة على الاراضي المصرية كلما طلبت أسرائيل ذلك كما تفعل تل أبيب مع الفلسطينيين في الضفة الغربية. عمر سليمان،، خدمات سخية للصهاينة!! مضافا الى ذلك الدور المكوكي الذي لعبه مدير المخابرات المصرية عمر سليمان(خليفة مبارك) وبتوجيه مباشر من حسني نفسه لأنقاذ حكام أسرائيل من أي أحراج يواجهونه وهم يواصلون منهجهم التوسعي بالتنسيق مع الأدارة الأميركية، عرابة الكيان الصهيوني والمتبرعة بتقديم الخدمات المجانية للكيان الصهيوني على وفق بدعة (خارطة الطريق) التي قدم لها عرب الأنظمة مشروعا كسر حاجز المحرمات العربية الرافضة للأعتراف بدولتهم بتجاسر سعودي مريب صاغه سعود الفيصل بحسب الأختصاص وقدمه لقمة بيروت الأستثنائية بأسم الملك عبدالله وأقترن بموافقتها. وعبرت هذه الخطوة عن رغبة رسمية عربية للتخلص كما يبدو -من وجع الراس- والأحراجات- التي تسببها قضية فلسطين لقادة هذه الأنظمة في علاقاتها مع الدول الكبرى وفي مقدمتها واشنطن راعية الكيان الصهيوني والساندة لتجاوزاتها على الحق العربي الفلسطيني بتوسيع رقعة الأستيطان في القدس الشريف والضفة الغربية في خطوات متسارعة لتصفية القضية الفلسطنية مسنودة _عيني عينك _من قبل أوباما والشقراء هيلاري زوجة الرئيس كلنتون مفتي كامب ديفيد، في حين لاذ العرب (الٌأقحاح) بصمت معتاد ولا يتوقع منهم سوى هذا النوع من المواقف منذ أبتليت الأمة العربية بهم وكان ولايزال واليهم واحدا، متمثلا بالثلاثي الأستعماري، البريطاني – الفرنسي – الأميركي أما هم فظلت أفعالهم خائرة تدل عليهم ولم تنفعهم جميع مواقفهم الخيانية المفرطة بالحق العربي في حماية كراسيهم التي أنهارت بهم الى غير رجعة تطاردهم لعنة الأمة!!
ثالثا – ولأن وقفة شعب العراق المجيدة أفشلت مخطط الولايات المتحدة بأستخدام الأخرين في شن العدوانات على العراق بدءا من توكيل خميني بشن العدوان عليه في بداية الثمانينات، وأصراره على أدامة الحرب لثمانية أعوام رغم أعلان العراق أستعداه لوقف القتال بعد ستة أيام فقط من بدئه، في أثر أفشال القوات العراقية البطلة لمخطط خميني للهيمة على العراق كونها خطوة تشكل مدخلا لتنفيذ سياسة الولايات المتحدة الأميركية بأعادة بناء ما سمي بالشرق الاوسط الجديد الذي يؤمن لربيبتها أسرائيل موقعا دائما وآمنا في المنطقة العربية يؤمن لواشنطن فرصة الأطباق على العرب ومن ثم أخضاع العالم لسطوتها عبر الأمساك بمصائر الشعوب وتسلم مهمة فرض الحكام الطيعيين من العجوز البريطاني الذي تولى هذه المهمة ردحا من الزمن بعد هزيمة السلاطين الأتراك الذين انتشروا في بقاع العالم أمام وعي الشعوب وأنتفاضاتها ومن بينها المنطقة العربية الذين أستثمر البريطانيون غضبتهم على المستعمر التركي ليلعبوا لعبتهم بتنصيب ملوك وحكام على دويلات قسمت الوطن العربي على هوى ما قررته معاهدة سايكس بيكو التي هي من بنات افكارهم المريضة المسبقة لأبقاء العرب بما يملكون من موقع جغراقي ستراتيجي متميز رابط للغرب والشرق بطرقه البرية والبحرية والجوية ويمتلك أطلالة على بقاع العالم البعيدة، نقصد يبقونهم مجزئين ليسهل السيطرة عليهم وبالتالي: 1-وضع أيديهم على الثروات العربية البكر الهائلة 2-تسخيرها في خدمة التطور الصناعي والزراعي الأوربي والأميركي 3- جعل الوطن العربي سوقا دائمة لما يصدرونه الى خارج بلدانهم ليس بما ينفعه ويخدم هدف التنمية العربية، بل بما يبقيه أسير الحاجة للغرب 4-الأستمرار في جعلهم ممرا لتجارتهم الى اسواق الدول الأخرى وطريقا لاستقبال ما يستطيعون نقلة من بلدان تلك الأسواق خدمة لمصالحهم وتسهيلا لغزو الدول الأخرى وأحتلالها وعندما وضع العراقيون نهاية للعدوانية الخمينية بتحقيق نصر مؤزر قاده الرئيس الشهيد صدام حسين أضطر معه خميني الى القبول بقرار مجلس الأمن بدعوة العراق وأيران لوقف أطلاق النار، ولكن بعد سنة من صدوره. ولجأ الأميركيون الى شن حرب من نوع آخر على العراق بدعم بدأت بتكليف أنظمة عربية لشن حرب أقتصادية عليه وهو خارج من حرب طويلة أرهقت أقتصاده، أردفت بحرب أقتصادية خانقة شاملة مستندة لقرارات جائرة ورط مجلس الأمن بأتخاذها، وتولى البريطانيون صياغتها بخبثهم المعهود خدمة لواشنطن، وروج لها حلفاؤهم في الحلف الأطلسي وسكت عنها السوفيت والصينيون، وهلل لها بحماسة كبيرة العرب قادة الأنظمة ولعبت السعودية دورا محوريا مغلفا بوجهين في اللعبة الأميركية التآمرية الجديدة التي أستهدفت خنق العراق وهو دور لا يقل خطورة عن الدور المعلن الذي أداه النظام الكويتي كما أمرت به واشنطن الرياض والكويت. وهذا ما فضحه القائد الشهيد صدام حسين قبل وقوعه ولفت نظر ملك السعودية اليه بوقت مناسب عبر رسالة حملها الشخص الثاني في القيادة السيد عزة الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، متمنيا وبلغة دبلوماسية عالية أن تكون المعلومات التي وصلته غير صحيحة، فنفى فهد الملك ما كان مبطنا، مؤكدا أن موقف السعودية ليس كذلك، ولكن الأحداث وقبلها المعلومات كشفت أن الرياض وعلى الرغم من نفي الملك لم تكتف بدور الساند للعبة الأميركية بل لعبت دور الضلوع في التحريض عليه. وعلى وفق هذه الحرب تم فرض أكبر حصار واكثره جرما بحق الشعب العراقي، الذي لم يشهد له مثيلا شعب من الشعوب في الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وحتى الآن. ارادتنا حاصرت من حاصرنا.. وطيلة عشر سنوات وأكثر، أستطاع العر اقيون لن يتحصنوا بالصبر والتدبر المدعوم بتدابير وأجراءات أتخذتها الدولة على مدى تلك السنوات مما ساعد على أحتواء الكثير من الأذى الذي ارادت واشنطن ألحاقه بالعراق دولة وشعبا وتأريخا، وبمعنى أدق أستطاع العراقيون الصمود أمام الضغوظ الممارسة ضدهم بحكم حجم الحصار الواسع المفروض عليهم، وكانت بمثابة حرب أكثر من كونها حصارا أميركا ودوليا، مروجا له من العرابين العرب كالعادة!! ولأن الدولة العراقية القوية تشكل عمودا فقريا يسند وقفة الأمة في مواجهة التحديات المصيرية التي تصنعها الأمبريالية الأميركية والغرب والصهيونية الحقود ولفشل أهداف الحصار فقد ذهبوا الى الخيار الأكثرسوءا وتكلفة بعد أن صور لهم عملاؤهم ممن حملوا الجنسية العراقية بأن الطريق أمامهم الى بغداد مفروش بالزهور وأن أهل العراق سيرحبون بهم وسينثروا الزهور ترحيبا بهم، وقد أثبتت الأحداث منذ تورطهم بغزو البلاد بأن الحقيقة تقرأ عكس ذلك تمام وأن كلفة عدوانهم التدميري كانت باهضة وهم يحققون هدف تدمير بلاد الحضارات الأنسانية الأولى ويغتالون شعبا أدعوا أنهم جاءوا (لتحريره!!) مغمضين العين عما الحقه بهم العراقيون المتصدون لعدوانيتهم أولا ولأحتلالهم ثانيا من خسائر كبيرة ماديا وبشريا في تصد مباشر وسريع لعشرات الآلاف من عناصرهم المعتدية وهي تغزو العراق وتنتشر فيه محتلة الأراضي العراقية وتمثل ذلك في: 1- تصدي مقاتلينا المباشر للغزاة. 2- الأنتظام في فصائل مقاومة جسور للمحتلين. 3- مطاردة وجود قواتهم في الأراضي العراقية وأدامة التصدي لها حتى التحرير. 4- رفض جميع ما صدر عن سلطة الأحتلال من دستور مفرط بالسيادة الوطنية وبوحدة العراق أرضا وشعبا ومن قرارات وقوانين جائرة أصدرها مجلس الحكم (أميركي الجنسية!!) وفي مقدمتها حل الجيش الوطني العراقي وقانون الأجتثاث، ومن تنصيب للعملاء والطائفيين حاملي الجنسية المودزجة حكاما على العراق وتمرير لعبة ما سمي بالعملية السياسية (أميركية الأهداف والأنفاس) أفرزت مجلسا قيل أنه يضم نوابا للشعب يدافعون عن مصالحه وظهر أنهم أميون لا يحسنون سوى نهب المال العام، وأغماض العين على مجازر تصفية العراقيين الجارية في بغداد وبقية المدن، كما هو وارد في مخطط العدوان. 5-أدانةسلوك الحكام العملاءالمفرط بوحدة البلاد وسلامة المواطنين وبالبصم على أتفاقيات قدمت ثروات العراق النفطية والغازية البكر على طبق من ذهب وبسخاء أوصاهم به بايدن الى الشركات النفطية الأحتكارية التي أممها العراق بقرار جريء هندسه المناضل البعثي صدام حسين في الأول من حزيران 1970 وصدر بمباركة من الرفيق رئيس الجمهورية المناضل أحمد حسن البكر وتأييد جميع الرفاق أعضاء قيادة قطر العراق لحزب البعث. وكذلك تجاسر المالكي بالتوقيع على أتفاقية سميت بالأمنية ولم تكن كذلك، فقد ثبت أنها أتفاقية صاغها المحتلون بهدف شرعنة أحتلالهم للعراق وبالتالي توفير أمنية اليانكيين في عملياتهم وغاراتهم على بيوت المواطنين الآمنة لأعتقال من يعتقلون وأغتيال من يقررون أغتيالهم بمشاركة من قوات حكومية دربتها وأعدتها لهذا الغرض سلطة الأحتلال نفسها، يعني قاتل العراقيين هو نفسه مدعي أنه ضامن أمنهم، ونصوصها توفر وجودا دائما لهذه القوات وبالحجم الذي يؤمن لهم بقاء قواعد عسرية وجوية وبحرية في العراق بحجج مختلفة ومنها توفير الحماية للآلاف من جيش الدبلوماسيين الذين ينتشرون في (جمهورية) سفارتهم في المنطقة الرعناء المطلة على شاطئ دجلة الذي صار يئن من قيود المحتل ولكنه صابر، ومن طعنات الخونة وهومتربص ليغسل عارهم، ومن بعدها يعود منسابا في مجرى الخير صانع أس توحد العراقيين وجني شهد محبتهم. الخسائر الأميركية الحقيقية وبمراجعة صحيحة لخسائر الولايات المتحدة الأميركية في الجانب المادي نقرأ أنها كانت كبيرة جدا، بحيث أدخلت البيت الأبيض في دوامة أنتكاسة أقتصادية شملت الحلفاء والأصدقاء الذين تورطوا في عدوانهم على العراق، وطبيعي كان لعرب النفط دورهم المتصف بالسخاء تبرعا في تغطية جوانب مما خسرته واشنطن ثمنا لشن عدوانها التدميري. أما الخسائر البشرية التي أوقعها المقاومون العراقيون بالغزاة والمحتلين فلا يمكن تعويضها أو التعتيم عليها بل تظل ندبا سرطانية منتشرة في الجسد الأميركي غير قابلة للمعالجة، أضافة الى جروح غائرة في أعماقهم شاخصة للأميركيين وللعالم أجمع وتشهد عليه آلاف القتلى من أبنائهم من عناصر القوات العسكرية المعلن عنهم وغيرهم من المرتزقة الذين وعدوا بمنحهم الجنسية الأميركية أن هم أنخرطوا مع العدوانيين في عدوانهم على العراق، وأعداد قتلاهم المعتم عليهم يتجاوز أعداد أرقام -المارينز- القوات الأميركية الأساسية، فقد بلغوا وفق وثيقة أميركية رسمية73 ألفا و 643 عنصرا حتى العام2008 (لاحظوا الهامش¤1). جيسي من لملمة الأشلاء الى الكآبة!! مع ملاحظة جديرة بالأهتمام وردت في وصف مسؤولة أميركية عن أخذ طبع اصابع أيادي القتلى، الا أنها ومن معها فوجئوا أنهم وجدواأنفسهم يوميا أمام أشلاء متناثرة لقتلى أميركيين وليس أمام جثث كاملة يمكن طبع بصماتها ومن ثم حشرها في أكياس سوداء، بل وجدوا أنفسهم في مواجهة بقايا جثث متناثرة ومقطعة لتشحن في صناديق معدنية الى قاعدة دوفر الجوية في الولايات المتحدة. وأليكم جانبا من ذلك الوصف الذي يعترف بقدرة المقاومة الوطنية العراقية الفائقة في أصطياد العلوج فتقول جيس غوديل في كتاب ظلل غلافه بالأسود وحمل عنوان (الموت وما بعده في العراق) وترجمته الكاتبة المبدعة عشتار العراقية((تأتي قطع اللحم على بطاقات الأسماء وحاولنا فصل اللحم عن بعضه، وكان شيئا غريبا كنا نلمسه عندما نفتح أكياس الجثث فلا نجد سوى لحما متبخرا، لم نجد أربع أيادي أو ساقا كاملة، حاولنا أن نوزع حصيلة الأشلاءعلى الأكياس بشكل متساو. وتضيف جيس:- كنا نحاول أن نبذل أشد الجهد في الفرز حتى جاء الكيس الأخير ففتحناه وكان مليئا بالرؤوس، وحاولت أن أنظر الى أربعة منها قبل أن أشيح بوجهي عن النظر اليها ومن ثم نلتقطها ونحاول أن نتعرف لمن تتبع هذه الرأس أو تلك وكانت الرؤوس تحدق فينا، كنا نرى في الوجوه تعبيرات الخوف والرعب وكان ذلك يجعلنا نتساءل عن سبب وجودنا في العراق؟؟! وتصف جيس كيف انها كانت تسمع،أصوات الموتى وكأنهم عادوا حتى تشعر بأيديهم على كتفها، وحين عادت الى الولايات المتحدة أنغمست في الأدمان والكآبة والعزلة، وعندما شخصت حالتها وصفت بأنها كآبة ما بعد الصدمة وما تزال جيس تحت العلاج. وما يستخلص من هذه الصورة الكئيبة، أن الكآبة التي أحاطت فريق الأغاثة تؤشر حقيقة مهمة وهي أن ألكآبة شاملة جميع من يتصل بالقتلى الأميركيين وفيهم حجم منتحرين من الجنود الأميركيين ليس بقليل وأغلبهم يصوب بندقيته الى رأسهم ولمنطقة البلعوم بالذات والذين تصل جثامينهم في الصناديق المعدنية كاملة، أو متناثرة الأجزاء، فلهم أباء وأمهات، وزوجات وأولاد وبنات وأخوة وأخوات، وأجداد وجدات،، وأعمام وعمات، وأخوال وخالات وأصدقاء وصديقات، وبالتالي من يرتبط بهم ويتفرع عنهم بحكم القرابة والصداقة والجيرة، تشكل باقة من المشاعر الانسانية المكتئبة وصارت ظاهرة طاغية في المجتمع الأميركي بدأت تولد حالة ضغط على أدارته. تعددت التبريرات والعدوان مبيت!! وأذا عدنا الى الظروف التي سبقت وقوع العدوان ووقفنا عند الحجج المساقة لتبريرة، لا نعتقد أن عاقلا واحدا في هذه الدنيا يصدق أن الفرية التي طرحها بوش وروج لها الكثير من العرب وأولهم –مبارك الكذاب الذي خفت موازينه وتبرع شخصيا بتحذير الرئيس الأميركي من مخاطرها وهو يعرف بأنها غير موجودة ودعاه الى شن الحرب على العراق لتخليص البشرية من أسلحة الدمار الشامل!!!. ولم يتردد بوش بأستبدال هذه الفرية بعد أفتضاحها، بأدعاء أن الأدارة قد ضللت في حين أن أدارته كانت هي (مفبركتها) بعلم وترويج أوربيين أصطف معه العرابون من خونة الوطن والحكام العرب وغيرهم من شلة حكام الدول الأسلامية الذين ألحقوها بكذبة مثيرة للسخرية مفادها أن العراق يرتبط بعلاقات تنسيقية مع بن لادن. مما دقع بوش لأختيارتبرير أكثر (سفاهة) و(بشاعة) بأدعاء بأنه جاء العراق (ليحرر العراقيين) من الحكم الوطني المتصدي لقوى الظلم والأرهاب والنهب الأستعماري لثروات الشعوب. ووقع الحشد العدواني البري الأميركي بمشاركة رئيسية من القوات البريطانية بعد أن ضيفتها كويت (أردأ الشيوخ) في قاعدة آمنة تقع في محاذاة الحدود العراقية لتكون منطقة أنطلاق برية بأتجاه مدينة البصرة عبر حقول النفط العراقية في الشعيبة لمشاغلة القوات العراقية بالقصف قبل التوجه الى بغداد بمحاذاة الطريق الدولي السريع في حين توجهت قوات المجرم الذيل توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الى ميناء أم قصر تساندها قوات بحرية أميركية –بريطانية ويدعمها قصف من الجو قامت به مقاتلات وسمتيات من البلدين المعتديين أثناء المعارك، أضافة لقصف ثقيل سبقها ولحماية وفرها عسكر النظام الأيراني لخلفية القوات التي قامت بشن العدوان على البصرة وأم قصر ومع ذلك فقد ظلتا صامدتين، مما أضطرتا المعتدين الى التراجع أمام قواتنا البطلة التي أستبسلت وهي ترد هجماتهم المتكررة مكبدة أياهم خسائر ملحوظة بالسلاح والأشخاص. ومعروف جيدا ان عدم توفر المظلة الجوية لقواتنا البرية كان هو العامل الرئيس الذي جعل قواتنا تلجأ الى خيار الدفاع عن المدينتين من مواقع في مداخلهما الغربية أولا ومن ثم الدفاع من داخها، وقد وصف تقرير أستخباري روسي دفاع القوات العراقية المسند بقوات فدائية قوامها من أهل المدينتين بالبطولة الفائقة بحيث منعت القوات الغازية من دخول البصرة وأم قصر وبعدها الناصرية، صعودا الى العاصمة بغداد. صور قتالية عراقية متسمة بالبطولة والوفاء ومعروفة أيضا الصور القتالية البطولية التي نهض بها مقاتلونا في مواجهة العدوانية الأميركية - البريطانية والتي أشعرت الأوغاد بأنهم يواجهون مقاتلين يتمتعون بعقيدة قتالية متميزة بالأرتباط المصيري بأرضهم وأهلهم، وهذا ما جسدته معارك الدفاع عن المدن وعن مطار صدام الدولي والتي أشرف عليها وشارك في القتال فيها القائد العام للقوات المسلحة شهيد الحج الأكبر نفسه. فقد طرد الأميركيون من المطار عدة مرات ولم يتمكنوا من العودة الية الا بعد أستخدام الأسلحة المحرمة دوليا وخصوصا القنابل العنقودية المدغمة باليورانيوم المنضب الذي يصهرالدبابات والبشر معا وتعود القادة اليانكيون اللجوء الى أستخدامه كلما فشلوا في حسم نتائج المعارك التي يتورطون فيها لصالحهم، وعلى سبيل ذلك أستخدام السلاح المحرم ضد قواتنا غدرا ومن الخلف خلال أنسحابها من الكويت أستنادا لقرار عراقي، وأستخدامها الأكثر أجراما ضد أهلنا في الفلوجة المناهضين لأحتلالهم الذي أسفر عن آلاف الضحايا والمشوهين من أبنائها رجالا ونساءا وأطفالا في مجزرة مقصودة تعد جزءا من مخطط العدوان المستهدف أساسا تدمير العراق وتصفية أهله باّدامة شملت الولادات الجديدة المشوهة لأبناء هذه المدينة العراقية البطلة التي قارعت الأحتلال وظلت عنوانا للتضية والوثوب في مطاردة فلوله حتى ترتفع راية التحرير ويعود العراق الى أهله والى محيطه العربي والأنساني!! عدوان بوش الأبشع تدميرا ولم يأت من فراغ وصف الخبراء العسكريون عدوان بوش وشرذمته بالأبشع الذي شهدته البشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن بما زج فيها من أ- حجم كبير في القوات البرية. ب-تعدد وتنوع في أسلحة الموت. ج- حجم القذاف والصواريخ التدميرية التي وجهت الى العراقيين عددا وثقلا تفجيريا وتعددا في مواقع أنتشار قواعد أنطلاقها وتنوع أتجاهها لتشمل أهدافا عراقيا في عموم خارطة العراق. د- أستخدام أسلحة محرمة دوليا- اليورانيوم-. ه- الحجم الكبير من الأسناد اللوجستي والتقني والمخابراتي المقدم للقوات الأميركية الغازية ومثله للبريطانيين. و- التنوع في قدرات الطائرات الأميركية ومنها الفانتوم المقاتلة والقاصفة وتنوع سرعاتها وثقل زنة قنابرها التي قد تصل الواحدة منها الألفي رطل أضافة الى مدايات تحليقها الى مسافات بعيدة كما هو الحال بالنسبة للطائرة الستراتيجية B52 (لاحظوا هامش 2¤).
وماذا الآن، ونحن ندلف أبواب الذكرى الثامنة للأحتلال..ما هي الحصيلة، وما هي نتائج المشوار؟؟ ماذا حصد الأعداء، وماذا حقق المعتدى عليهم؟؟ بماذا خرج من تواطأ مع أعدائنا من الأشقاء؟؟. أما من خان الوطن وباع نفسه للشيطان فلا يستحق منا ولا حتى الأشارة، فأفعاله الرديئة الجرمية، دالة عليه، فهو واحد من أثنين أما قاتل أو حرامي أوأنه يجمع بين الرديئتين، وعذرا أن آثرت عدم التوقف عند الأسماء فهم كثر، وللعمالة المزدوجة لا بل للعمالة المثولثة، وللمروبعة هم مرتزقة رخاص، ويكفيهم عار الادانة الشعبية العراقية التي تطارهم كل يوم وجعلتهم ينزوون في سجن المنطقة الخضراء لا يغادرونه الأ نادرا خوفا من أن تصطادهم غضبة شعبنا الذي حطم حاجز الخوف وأنطلق للأمساك بناصية أحداث التغيير ومستهله ترحيل المحتلين وأسقاط دولة القتلة والسراق ومن باع شرفه وضميره لأميركا المتصهينة وللفرس الحاقدين!! الحالة العراقية وشرنقة الصمت!! وبدءا وقبل الأجابة على الأسئلة التي طرحناها لابد ان نشير الى حقيقة خرجت من شرنقة الصمت وبدت واضحة تعبر عن نفسها بطلاقة ولتقول بأن الحالة العراقية تسير بأتجاهين متعارضين لا يلتقيان كما كانت منذ البداية، بعكس ما حاول الأحتلال وعملاؤه التعتيم عليه بأدعاء يقول بأن العراق يعيش وضعا مثاليا (آمنا) ومشبعا (بالحرية والديمقراطية) ولا بأس أن أذكر بمقولة يكررها بوش دائما مفادها ان العراقيين ((يكرهون ديمقراطيتنا)) دون أن يسأل نفسه؟؟!. والأتجاهان اللذان نقصدهما، الأول فيهما صاعد يمثل وقفة العراقيين الممتلئة صمودا ووعيا مشرئبا بالأصرار على أحداث التغيير الجذري للوضع الراهن في العراق على أن تستهل الخطوة الأولى فيه بترحيل الأحتلال الأميركي ومعه سيهرول العملاء الأميون الروزخيون الذين سلطهم حكاما وبمعيتهم الزبالة الصفوية بميليشاتها ومرجعياتها الطائفية، ولعل ذلك سيعيد الى ذاكرة العالم مشهد الهروب المستعجل والتدافع بين القوات الأميركية والعملاء للأمساك بوسائل النجاة من قبضة الشعب الفيتنامي المطارد لهم في ضواحي مدينة سايغون وسفارة واشنطن آخر موقع ظل محتلا في الجنوب الفيتنامي. وأما الأتجاه الثاني فتمثل بالنازل، ليس لأنه قبل الخضوع المغمس بالخشوع المنافق للمحتل الأميركي والمنحني لمرجعية فارسية متصهينة، وأنما لأنه باع نفسه قبلها بمعايير النخاسة للعهر الأميركي، فأختار أن يكون عرابا للغزاة في أقدام علوجهم على تدمير العراق، دولة وبنى تحتية وأغتيال أهل وتفتيت وحدة شعب وقبول تقسيم وطن على وفق مقررات مؤتمرات الخيانة التي عقدت في عدة عواصم أوربية وفي أربيل وبرعاية أميركية أسفر عنها أصدار واشنطن - قانون تحرير العراق- ويمثل سابقة في التجاوز على السيادة الوطنية العراقية وعلى ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية الحامية لأستقلال الدول وسيادتها على أر