اتهم مواطنون من محافظة صلاح الدين «شمال بغداد» قوات الجيش وميليشيا الحشد الشيعية بتفجير منازلهم وتسويتها بالأرض، بذريعة إنشاء كورنيش سياحي.
ونقل «مركز بغداد لحقوق الإنسان» عن مواطنين في جنوب محافظة صلاح الدين، قولهم إن: «قوة من ميليشيا الحشد الشيعية وقطعات من الجيش يقودها مسؤول محلي قامت وعلى مدى يومين بتفجير 50 منزلاً في مناطق (عزيز بلد و أم شعيفة والجويسرات والمخلبي) المحاذية لنهر دجلة».
وأضاف المركز في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أن عملية الإزالة شملت منازل مسؤولين ومنهم عضو الحكومة المحلية للمحافظة عدنان الفراجي والناشط الحقوقي المعروف عبد الرحمن المشهداني، لافتاً إلى ان زعيم القوة ويدعى عامر العبيدي زعم أن أعمال الهدم والإزالة ترمي لإنشاء كورنيش سياحي في المنطقة.
وأوضح المركز أن جميع المنازل والأراضي التي تمت مصادرتها هي مملوكة لمواطنين وبموجب وثائق رسمية، لافتاً إلى أن القاسم المشترك بين جميع أصحاب المنازل أنهم من المكون السني حصراً.
من جهته، أكد مجلس عشائر صلاح الدين أن عملية تفجير المنازل ومصادرة الأراضي تشكل نقلة نوعية في عملية تغيير التركيبة الديموغرافية للمحافظة، وبتصرفات لا يمكن وصفها الا بـ«البلطجة» العلنية.
وقال عضو المجلس الشيخ وسام ناصر البو نيسان إن عمليات التفجير والهدم التي جرت في مناطق جنوب صلاح الدين لم يكن لها أي سند قانوني، وأجبر الاهالي على مغادرة منازلهم وأراضيهم والتحقوا بقوافل النازحين والمشردين.
وبين أن قوات الحشد التي كانت ترفع شعار تحرير المحافظات من مسلحي «الدولة» تحولت إلى أعمال التغيير الديموغرافي وبالقوة، مبيناً ان 50 عائلة سنية تم تشريدها من منطقة عزيز بلد واماكن محاذية لها، وأن الأيام المقبلة ستشهد توسع عمليات نهب ومصادرة الأراضي.
وشدد الشيخ العشائري على خطورة الوضع في محافظة صلاح الدين في ظل العمل المستمر والرامي إلى تحويل الاغلبية السنية في المحافظة إلى اقلية محصورة في المناطق النائية.
إلى ذلك، قال نصير الفراجي» أحد أصحاب المنازل المصادرة» إن قوة مشتركة من الجيش والحشد أبلغته، وجميع جيرانه بوجوب إخلاء المنزل خلال ساعات لصدور قرار رسمي بمصادرة الأراضي المحيطة بمنزله تمهيداً لإنشاء كورنيش سياحي.
وأطلع مراسل «القدس العربي» على مجموعة أوراق رسمية صادرة من دائرة الشهر العقاري تثبت ملكيتة للمنزل والأرض المحيطة، مضيفاً أن جميع جيرانه يمتلكون اوراقاً مماثلة.
ويسخر الفراجي من ذريعة إنشاء كورنيش سياحي ويرى فيها نكتة مؤلمة من قبل قوات الجيش والحشد، داعياً إلى إيجاد ذريعة أكثر واقعية من بناء كورنيش في منطقة لا تنقطع عنها أصوات الرصاص والقصف.