على الرغم من زعم الرئيس أوباما يوم الاثنين أنه لم يتخذ بعدُ قرارًا حول توريد أسلحة دفاعية للجيش الأوكراني، الذي يقاتل انفصاليين مدعومين من روسيا، امتلأت وسائل الإعلام الروسية بالتوقعات التي تحذر من الأثر الرهيب الذي سيحدثه أي تورط جديد للولايات المتحدة في الصراع.
وذكرت صحيفة موسكو تايمز، يوم الاثنين، نقلًا عن عضو في المجلس الاستشاري العام لوزارة الدفاع الروسية، طلب عدم ذكر اسمه، أنه إذا زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة، فسوف تنظر موسكو إلى هذا الأمر على أنه عمل من أعمال الحرب، وستكون هناك استجابة روسية مماثلة ضد واشنطن وحلفائها على جبهات أخرى.
وقال المصدر لموسكو تايمز: “يمكننا أيضًا تشجيع إيران، أو حتى دعم إيران، في معركة ضد المملكة العربية السعودية، وسوف ترتفع أسعار النفط عندها“.
وبدوره، قال يفغيني بوجينسكي، وهو جنرال سابق في الجيش الروسي يعمل الآن في مركز قوات التدخل السريع في موسكو، للصحيفة: “إن روسيا سوف تنظر إلى الولايات المتحدة حينها كمشارك مباشر في الصراع“.
وذكرت وكالة الأنباء المملوكة للحكومة، ايتار تاس، يوم الاثنين أيضًا، أن فيتالي تشوركين، وهو الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، قال: “نحن نرى ضغطًا كبيرًا يمارس في هذا الشأن في الولايات المتحدة، ولا سيما في الكونغرس. إذا بدأت الولايات المتحدة، وبناءً على طلب من الحكومة الأوكرانية، بتوريد أسلحة إلى كييف، فإنها سوف تنتهك عددًا من الوثائق الدولية“.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن رسلان بورتنيك، مدير المعهد الأوكراني للسياسات والإدارة، وصفه لموقف الولايات المتحدة بأنه مجرد خدعة. وقال بورتنيك: “إنها مجرد خدعة. محاولة للضغط على بوتين لكي يصبح أكثر تساهلًا“. وأضاف: “هل ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا بالسلاح؟ بالطبع لا. هذا قد يؤدي إلى سباق تسلح ينتهي بهزيمة عسكرية كاملة لأوكرانيا“.
ولا يزال موقف إدارة أوباما فيما يخص تسليح أوكرانيا بعيدًا عن الوضوح في الواقع. وبينما ترك أوباما الباب مفتوحًا أمام إمكانية حدوث هذا التسليح أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، يوم الاثنين، كان في الوقت نفسه رافضًا لفكرة أن يكون الجيش الأوكراني قادرًا على مواجهة الهجوم الروسي. واقترح أوباما أن المساعدات الأمريكية سوف تهدف إلى ردع روسيا عن القيام بمزيد من العدوان، وليس منع هذا العدوان تمامًا.
وقال أوباما: “لقد كانت آمال الوصل لحل عسكري لهذه المشكلة منخفضة دائمًا. لدى روسيا جيش قوي للغاية كما هو واضح، ونظرًا لطول الحدود الروسية مع أوكرانيا، وبالنظر إلى التاريخ بين روسيا وأوكرانيا، لا يبدو من المرجح أن أوكرانيا ستكون قادرة على صد الجيش الروسي تمامًا“.
وكانت أوكرانيا قد فقدت الأرض في مناطقها الشرقية لصالح الانفصاليين الموالين لروسيا، والذين تم تسليحهم على ما يبدو من قبل موسكو. ووجه الرئيس الأوكراني، بترو بوروشينكو، خلال عطلة نهاية الأسبوع، نداءً عاطفيًا لقادة الغرب، طلب فيه تزويده بأسلحة دفاعية للمساعدة في مواجهة اعتداءات الانفصاليين.
وقال بوروشينكو في مؤتمر أمني رفيع المستوى في ميونيخ، يوم السبت: “نحن دولة مستقلة ولدينا الحق في الدفاع عن شعبنا“. وأضاف: “لن تستخدم هذه المعدات الدفاعية في الهجوم“.