ايران: ماذا تريد؟
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
عضو المجلس السياسي العام لثوار العراق
السؤال موجه لحكام العرب ولكل ابناء امتنا العربية المجيدة أيا كان فهمهم أو موقفهم من ايران وسلوك نظامها تجاه العرب وخاصة في المشرق المجاور والقريب من جغرافية ايران. ايران تقاتل في العراق وتقدم ضحايا وتدفع طيفا من الشعب العراقي الى التهلكة في معارك طاحنة لها عنوان وضعته الادارة والمخابرات الامريكية، وتقاتل في سوريا وتقدم ضحايا ونفقات حرب في اسنادها للنظام السوري ضد ثورة الشعب السوري وبمشاركة لوجستية من حزب الله المعروف بأنه ذراع ايران في لبنان والقوة التي فرضت على لبنان انماطا سياسية هي انعكاس وانتماء مباشر الى دولة الولي الفقيه. وايران تمد يدها بطريقة مفضوحة في البحرين وفي الكويت والسعودية واوجدت لنفسها ساحة فعل في غاية الخطورة والحساسية في اليمن.
فماذا تريد ايران من وراء تدخلها الباهظ الكُلف في الاقطار العربية في وقت احتل فيه العراق من قبل اميركا وحلفاءها وانفتح المشرق العربي امام حالة ضعف عربي هي الاخطر في تاريخ العرب؟
قد يرى البعض بساطة متناهية في سؤالي هذا ولكن المؤكد ان التمعن فيه في ما هو طافح ظاهر وما هو باطن في الجوف قد يجعل البعض يبعد عنه صفة البساطة. فهناك من العرب مَن يؤيد ايران في نفوذها واحتلالها وتدخلها والسؤال يطرق على جماجمهم مباشرة: ماذا تريد ايران من ارض العرب ومن الشعب العربي؟
قد يجيب البعض بأن ايران تريد ان تفرض نفسها قوة اقليمية .. ونحن نرد... حسنا فليكن .. غير ان التأسيس لحضور اقليمي شيء له ادواته المتصل ببناء قوة البلد العسكرية والاقتصادية وعلاقاته الايجابية مع الاخرين وتعاونه البناء مع الدول الاخرى, والاحتلال والنفوذ غير المشروع أمر اخر مختلف له اساليبه واهدافه وادواته. فانتهاك سيادة الدول المجاورة والاقليمية هو عمل عدواني طبقا لكل القوانين والشرائع وايران تمارسه بوضوح وصلف وصفاقة.
ايران تعتدي على الارض والانسان العربي مختفية خلف العدوان الامريكي الامبريالي الصهيوني الاوسع مرة ومكشوفة علنا وباستهتار سافر مرة اخرى، تحت ذريعة واهية خاسرة باطلة هي حماية المذهب. ونحن نقول ان المذهب عربي كما الاسلام روحا ودستورا وعقلا وسيفا والعرب هم مَن يحمونه ونحن لدينا الكثير والكثير من الادلة التي تثبت ان ايران النظام لا تنتمي الى المذهب الذي ينتمي اليه العرب ونعرفه حق المعرفة. ان تستر ايران وراء اسم المذهب يجلب الهلاك والدمار الى معتنقي المذهب لأنه يخلط الصور والالوان ويوجه تهما قد تجد لها مساحات واقعية ضد العرب الذين يبدو ظاهريا انهم شركاء مذهب مع ايران غير ان الحقيقة غير هذا قطعا:
ايران النظام لا مذهب له، بل مشروع قومي فارسي توسعي.
الاحتمال الآخر لتوجه ايران بعنقها الاحتلالي الى ارض العرب هو طمعها بأرضهم وخيراتهم لإسناد الحلم الامبراطوري الفارسي وتحقيق السياسة الخاطئة التي ترى ان القوة الاقليمية التي تسعى لها تتحقق بالتوسع الاحتلالي بواسطة الأذرع المذهبية المنتشرة في اقطار الوطن العربي والتي غذتها ايران بعد احتلال العراق خاصة بالفكر والادوات التي تجعل منها بؤر انهاك واضعاف للامة واقطارها وعبر الانهاك التدريجي للأنظمة وسيادة القانون والتعايش الاجتماعي.
اذن:
في كل الاحوال ما تريده ايران باستخدام المذهب لا يريده العرب ومخالف للقوانين الدولية ولقانون الاسلام الازلي القاضي بحب العرب واحترامهم كيانا ووجودا وارادة. ولا يقبل العرب ايضا بسياسات ومناهج ايران الامبراطورية الاحتلالية التوسعية. ان العدوان الايراني على ارض العرب وارواحهم لا يمكن ان يبرر. وعلى هذا فان بعض الاعراب الواقعين لهذا السبب او ذاك تحت تأثير ايران ويؤيدونها هم في حقيقة الامر لا يبتعدون كثيرا عن وصفهم كأشخاص او توجهات سياسية ونماذجهم العملاء الخونة الملعونين الى يوم الدين أحمد الجلبي ومحمد باقر وبعد العزيز الحكيم وحزب الدعوة وحزب الله ومرادفاتهم.