عندما نرجع لاكثر من عام والى ترشيح الدكتور حيدر العبادي رئيسا لوزراء العراق بدلا من السيد نوري المالكي انهالت رسائل التهنئة من معظم روءساء العالم ومن السكرتير العام للامم المتحدة ومن رئيس جامعة الدول العربية ومن موءسسات عربية واجنبية ولا ادري هل شارك فريق مانشستر يوناتيد ايضا بتهنئة الدكتور العبادي لاشغال هذا المنصب الرفيع والكل يتمنون له النجاح في نشر السلام في كافة ربوع العراق بين الشعب العراقي الذي اغتصبت حقوقه من قبل الاحتلال وبين حكامه الذين جاءوا على ظهور الدبابات وربما يكون كل الحق للمهنئين لان العبادي حاصل على شهادة علمية راقية من جامعة مانشستر العريقة خلافا للمالكي الذي كل ما حصل عليه هي الشهادة الابتدائية واليوم قد فاز السيد نتنياهو بتشكيل وزارته ونرى نفس المهنئين يهنئون السيد نتنياهو ويتمنون له النجاح في الوصول الى احلال السلام بين الفلسطينيين اصحاب الارض الاصليين وبين الاسرائليين الذين وفدوا اليها بعد عام 1948
ان غريم الدكتور العبادي هو السيد نوري المالكي والذي يتمنى له الفشل في مهمته وبصورة علنية وكذلك فان غريم السيد نتنياهو هو افيغدور ليبرمان والذي يتمنى له الفشل في مهمته وبصورة علنية
كانت طريقة الدكتور العبادي لنشر السلام باستعمال الصواريخ والبراميل المتفجرة وكل وسائل التدمير واتخاذ الميليشيات الطائفية كوسيلة ردع للقضاء على ما يسمى بالارهاب وكذلك من الواضح وبناء على التجارب السابقة فأن السيد نتنياهو سيستخدم المتطرفين لانهيار كل انواع المحادثات من اجل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين
السوءال هل نجح الدكتور العبادي في استخدام هذه السياسة لنشر السلام في ربوع العراق ؟ فاذا نجح الدكتور العبادي في سياسته سينجح السيد نتنياهو في سياسته ايضا ولكن كل اصحاب الشأن في سياسة الكيان الاسرائيلي يتوقعون له الفشل بل يتوقعون هزيمة الليكود وهزيمة اسرائيل وهذه ليست توقعات علماء السياسة من اليهود بل انتقلت هذه التوقعات الى رجال السياسة في الغرب وعلى مثال لذلك فان السياسيين الامريكان وبالخصوص الرئيس الاسبق جيمي كارتر غير راضين على موقفه من مقترحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري ومن اسباب توقع فشل السيد نتنياهو هو عدم امتلاكه للشجاعة اللازمة لادارة هذه الازمة واستماتته في البقاء في منصبه
فهل ينجح الدكتور العبادي في مهمته ؟ وامامه نفس عقبات السيد نتنياهو وله نفس صفاته ؟ بنظرة واحدة لما وصل اليه حال العراق والعراقيين نستطيع ان نعلم مقدار فشل سياسة الدكتور العبادي الحمد لله الاقتصاد زاهر والبلد عامر والحق ظاهر والسلام وافر
اذا توقع اصحاب الشأن هزيمة الليكود وهزيمة اسرائيل وهي دولة موءسسات ودولة من اغنى الدول لها قوتها العسكرية العظيمة فما هو توقع اصحاب الشأن في العراق ؟ حيث لا موءسسات ولا اقتصاد يستطيع بناء صف من صفوف المدارس الابتدائية ولا بناء ردهة في مستشفى من المستشفيات ولا جيش يستطيع حماية حدود العراق وصيانة وحدته ان اقل ما يتوقعوه هو امتداد مقبرة النجف الى الاراضي السعودية
اذا فشل نتنياهو ستنتقل قضية السلام مع الفلسطينيين الى الامم المتحدة وستكون الولايات المتحدة الامريكية مجبرة على اتخاذ القرار لصالح الفلسطينيين واما اذا فشل العبادي فستنتقل القضية الى يد ابناء الشعب العراقي لاتخاذ القرار الذي سيكون بصالحهم