اِحْتــلك الظّـــــلام
إ.د. أبو ليث الرفاعي
احْتلك الظلام وتعــــطّل التّفكر
للعِربِ أقطارٌ يســـودهـا التّبعــــثر
تمزّقتْ أرحامها,وانْقطع وصْل
كلٌّ على هــواه ثائِرًا أرْهقه الفـقْر
حالةً مِن اليأسِ أوجدها حكّامٌ
تركوا شعْبًا,همومـه للصخْرِ تفطِّر
أمّةٌ, الله وصفها بخيْرِأمّةٍ, تمرّ
اليـــوْم بأوْضاعٍ لهـــا الله لا يغْـــفِر
راح الغرب والصهيونية بثوراتِ
شبابِِها يتـدخّلون, أصابهــــم ضجر
وجدوها لهم فرْصةً, للإيقاعِ بين
أبنائِها, ينشرون في صفوفِهِم مايقهر
لعن الله حكّامـًا على الشّعْــبِ
طغاةٌ,همْ أراذِلــــــه, بهِِم لايــفْتخــــر
ولعن الله دعاة فِكرٍ وثقـافــةٍ
كانوا يومًا لوِحْدتِها أعْـــــداءً حقّّـــــر
دفعتْهم خلفِيّات أفْـكارٍ, ليس
لها في تراثِ الأمّةِ مـــا بِـيهِ تفْـــخر
في عرفِ السياسةِ وأصولِها
هِيِ نزواتٌ فِـــكْريّةٌ, ساستـــها قصّر
فالأمّة تمتلك رسالةً, إنْ فهِمتْ
لوحْدتِها طريقٌ, وللشّعْبِ دوره الأوْفر
فلا أفكارًا أممِيّةً لِمشاكلِها حلٌّ
ولا للإسلامِ تسييسًا, بل نظامًا أحْضر
فالشّعْب أدرى بشؤونِ دنـياه
قالها الرسول الأعْظم, وعليْها يشــير
والأمميّة بأنواعـِــــها, للواقعِ
تجْهل,فالفــــرد في مجتمــــعِهِ حـــرّ
والقوميّة المجـــــرّدة فِكـْــرًا
فرضته ظروفٌ عاطِفِــــيّة لا تسِرّ
تلك هـِـــــيِ صورةٌ ,حصيلةٌ
لما مرّ مِنْ تناحرٍ وتعسّفٍ ,يقــــهر
ماذا يقول المخلصون ويفعلون
هم اليوم في حِيرةٍ لقلوبِهِم همًّا تعْصِر
لقدْ أصاب الأمّة ما أصاب أممًا
سبقتْها,فسقتْ,لنا آثــــارها تظْـــهـر
فحكامها فجّارٌ وفسوقٌ أشر
وسياسيوها يفعلون ما هـــو منكـــر
واليـوم أوضاع الأمـّــــةِ لذلك
تقارن, فجرائم حكّامها أدهى وأمـــرّ
كيف الخلاص يا أبناء يعربٍ ؟
ماذا دهانا, فقدنا رشدنا ونْحسر التدبّر
كلٌّ يدّعي للوطنِ إخْلاصـًـــــا
وهو في حقيقتهِ لصٌّ بالوطنِ يفْجِـــر
ورعاة اللصوصِ مِن خــــــلفِ
الحدودِ يوقدون نارها فتستعر وتنتشر
في خلافاتِ الأمّةِ وجدوا ضالّتهم
طلاّب ثاراتٍ يذكرونها ,شرّهم ينتشر
لتدميرِ مجوسيّتهم عندهم قضيّةٌ
حين دخلوا الإسلام عِنوةً,وكسرى يندحِر
لا أقول ذلك قدحًا لهم ولا تجبّرًا
هِي حقائقٌ نذكرها للدّراسةِ لــنا تبــِّصر
لأحداثِ التاريـخِ أذكرها, فأحداث
التاريخِ تذكر عِظــــــة, ًبــها يعــــتبروا
واليوم أقطار الأمّةِ هي دِوِيلاتٌ
أوجــــدها استعمارٌ, للأمّـــةٍ عـــدوٌّ أشِر
لحكّامِها أسّس جامـــــعةً لعملِها
وضع نظامًا مِن خلالهِ مصالحه تــدا ر
فهل كلّ هـــذا على المخلصين
خافِــــيًا, ولتبعاتــــهِ علينا لا نقـــــدِّروا
فالأمم حين تجابهوا قدرها تتركوا
تفاصيل خلافِها,والى وجودِها تنتصروا
هكذا توحّدت أممٌ للخطرِ مجابهةً
يوم كنّا امّةً ,وكانتْ هي مشتّتةٌ تتشطّر
واليوم تتقدم العـــــــالم حضارةً
وشعوبها بالحريّةِ والخيرِ هي تفتخِروا
هل نبقى نجتر ماضيًا بخيرهِ
ونحن اليوم في مأزقِ للأعداءِ يســـرّ
ألا حان وقت الصِحْوةِ يا بشرٌ
أم نبقى ننتظر ما ينعمه علينا الدّهْــر
أم هي خطيئةٌ علينا سجّلها القدر
ولأحداثِها وضع خريطة طريقٍ لا تتغيّر
فمعطيات بناءِ الأمّةِ للمخلصين
للعيان تظهر,ومن يتجاهلها لا يتبصّر
هي ليستْ ملكًا لأحدٍ مِن البشرِ
بلْ مِلك منْ للأمّة ِأخلص ولحقِّها ينتصر
عروبتها هويّتها والعدل منهاجها
فمنْ مِنّا لذلك لا يسعى محـترِمًا ومقـدِّر
منْ يدّعِي أقليّةً, أليس بالمواطنةِ
يكبر,ِ وهويّتها فيـــها له ضمانة وقـــدْر
فلنترك تفاصيل إخـلافنا ونصْدِق
عملاً,لبناءِ عِراقٍ لامّتِهِ بإخلاصٍ يعتبر
فتكتّل الأممِ اليوم أصبح طريقًا
يأخـــذ كلّ أمـّـــــةٍ جـــماعيّا إلى ما تقتدِر
فلا مستقبلاً لقطريّةٍ ناقِصــــــةِ
الإمْكـــــاناتِ,إلى عوامِــلِ نموّها تفتـــقِر
فيا أيّها المؤدْلجون بذلك بِصِدْقٍ
تفــكّروا, اتْـركوا عقدكم, للشّعْبِ انتصِروا
فوطننا تاريـــــخ حـضاراتٍ وفــــــكرٍ
وأمّتنا للعــالم ِحمـلتْ رِسالةً ربّها مقـْـتدر
بإمكانِ الجمـــيعِ في ظِـــلِّ خيمــــتها
أن يعْمل برأيهِ ويجتهد,لأعداءِ الأمّةِ يحْتقر
هذا للوطنيينِ الأحْرارِ ميثاق عهْدٍ
فيهِ الجـميع يلتزم,منْهــج عــملٍ للآخــرِ يقدِّر
ومنْ غرّته الحياة عليهِ ذلك يتعذّر
فالحياة محيـــطٌ هائِـــــجٌ منْ أغْفـــله يتكسّر
فلا حقدًا يبْنِي إنسانًا ولا تزمّـــتًا
أنما الإنسان بصفــــتهِ هذهِ سلوكه يقـــــرّر
لم يخلقه الله عبثًا, بإنسانيّةٍ كرّمه
بها وسمــــه, والإنسانيّ لغـــيْرهِ ودًّا يعــبِّر