أنعى لبـــغداد المآذن هدمـت ما عدت اسمع للصلاة نــداء ما عدت ادري حين يحكم فرضها فـجرا أصلي أم أصلي عشاء أين المصاحف لو سالت جليسـها لسعى إليـك الكاتبين بكـاء قد أحرقت وتناثرت وتمزقــت حـقدا وخبثا ناله الخبـثــاء قتلوا المؤذن والإمام وخـــادم ومضوا بقطع رؤوسهم أشـلاء ودنوا بأهل الفضل والعلم الـذي أغضى عقول الأمـة الجهـلاء فمضت بفضل نعيمه مرحومـة ردحـا وعاشت امـة سمحـاء قـد فاق جرم المجرمين بأهلـها مـا لم تحـدثنا بـه الإسـراء وسموا الضحايا سوء موت وشدة لم ينجـوا منها شيبة بيضــاء أو مقعد فرش الرصيف بأسـته أو طفــلة مخـبولة شــلاء أو خدج سكنوا السرير لعلــة أو مثقــلات شابهم إعيـــاء أو زمن ذهب السقــام بحالهم أو جثـة جلبت لهـا الحدبــاء يـاعار من دار الزمان لعرشهم فخـلوا بكل حبيسـة عــذراء يـا ويح أيـام المجوس ولعنة تلعن جميــع فعـالهم لعنــاء ........................... بــغداد ما سقطت كأرض إنما سقط الإبــاء فبـانت الفحشـاء بــغداد ما نقضت بدجلة عهدها لكن دجلــة عكـرته دمــاء جثث مقطعة الــرؤوس واذرع مغلولة ليســت لهـا أسمــاء صفـر الوجوه تبؤت ديوانهــا ودنـى الحقـود بأهلهـا إيــذاء اجـتر من زمـن بعيـد حقـده ومضى يعـد تمـردا وعــداء قـد ســــير العـــــــدو فعالـه فهـوى بحقـد فعـاله النبــلاء .............................. بــغداد يـابلدا تعالت شمسه وصفت بـرابعة النهـار صفــاء حتـى إذا ماطل ليـل هائـم سرعان ما صعق الظـلام ضـياء حلق العلوم تدارست من حولها حتى دنـت من علمهـا العنقــاء وغـدت متوجة بأنفـس درة من زين حلتهـا غفـى الندمــاء مـاخاب من قطع القفار ميمما صوب الشـيوخ لعلمـه إثــراء أوسـار في الم الهجير معنفـا من نفسـه ألا تزيــد عنــاء ............................. .إيـه لبغداد ياوجه المليحة أزهر ماخاب ظـن الشمس فيك رجـاء لوغـاب بدرك بالسحابة لحظة لزدان نور ضيــاءك العليــاء ولمال رمح الأرض نحوك شامخا من شوق مـايرنو لـه النظــراء بــغداد يا ثغر المليحة بـاسم ثغـرا" يشـافي ريقـه السقماء أسفـا" تحلق في سماءك جارح وسـرى يخط بطاحك الغربـاء روم وفرس والعـلوج تكاثرت من كل حدب ثلــة حمقـــاء عقدوا العزيمة تحت جنح ماكر ألا تـعود لأهلهــا البسمــاء .......................... مضت السنون بأهلها وتضافرت فتن كــؤود دونهـا الغبــراء أو داحس عادت بأوج لهيبهــا أو من بسـوس عاودتـه نــداء عاد الصهيل وعاد السيف ذي يزن وعاد بن وقاص والخيـل بلقـاء وطارق في مهب الريح يدفعــها سـفن ثقـال صيرتـه بــلاء كأنها عزمة للمــوت دار بهـا مـن يشتري الشرف الرفيع فداء عادت بذي قار صيحات الهوى القا" كتائب النصر في شيبان مضـاء جيش من الأبطال دمدم مـرعدا يـا ويح ما فعلت بك الأعــداء والله لا تمضي الشهور بأهلهـا حتى تطــل بقرنهـا العليــاء ........................... بــغداد يا آلما يحز بعاشـق ما كان يدري من هوى صمــاء أوكـان يدري أن قلعه من هوى طـلل تبعثر وانقضـى أجـزاء أو إن سوأتها كحـال تكشـفت لا يمنـع النظـر السلــيم رداء قـد أمطر العشق البرئ سهامه في قلـب من حفت به الرحمـاء فـغدا اخو الولهان والحال ظله قيـس تلملم شعثــه البيــداء لو أدرك المجنون ظل عشيقـه مـا سـار يوما قفـرة ظلمــاء أو أدركت ليلى منال عشيقهـا لمضـت بحال لقـاءها الأنبـاء ............................... بــغداد يا الم الصبابة والهوى عـذرا فمـا وجد الطبيـب دواء لـكن سلوى" للمنكـد أن يرى إطلال من يهـوى بهـا إغـراء تهفـوا النفوس سويعة في ظلها حتى دنى من عشقهـا إرضـاء يـا بلدة الألم القديـم تعاصرت وتجمعـت في حبهـا الفضـلاء فـغدت إذا ما الشعر دق بحوره لـم يبـق بيتـا" دونها إطـراء أو قيـل عـلم نافع وصفت به فمضى بكل علومهـا العلمــاء أو عسكر جاب الفتـوح ميمما شرقـا وغربـا فتحها إمضـاء أو حل ضيف في قرى فمحلـه صـدر رحيب وبسمـة جمـاء ............................ بـغداد ما عشقت بلحن قصيدة يـزهو بهـا من ناظر الشعراء لكنها بيت وديوان ومقهى عزيزة هي مسجـد ومـآذن وقبــاء هي معلم للعلم والسهر الجميل هي شـارع وحدائـق عنــاء هي دجلة يغفـو كشعر جميلة حلـت جدائلها فاصبغتـه حناء هي تلكم الشيخ الكبير وطفلـة تزهو بعين ملـؤها النعمــاء هي سوق هرج والرشيد ومطعم هي ميدان سعى في ظله الفقـراء هي ساعة القشل التـي ذرفـت دمعــا ودوت علـة وعنــاء هي أشواق الطفولةوالكهولةوالصبا جمعت بكـرخ أزهـر غــراء هي بيت أهـل الفضل والبـاب الذي من اسمه قد سمي العظمـاء هي ساحة الشرقي والجسر العتيد وشارع للنهر يمت بابه الحسنـاء هي مسجد النعمان والكرخ القديم ربط الرصافة جسرها الشــهداء هي بلدة الشيخ الفريد زمــانه القـادري البـاز حجـة وثنــاء وأخاه معروف شموخ صـادق وكذا الجنيـد حكيمهـا الوضـاء هي بلدة الحلاج قد شهدت لـه يـا منحـر الحب الغريب فـداء هي بلدة الفقهاء منهـا احمـد شيـخ الحـديث ترفعـا وبهـاء بــغداد يا بلـدا مفاخر أهله مـوسى بـن جعفرعفة وعطـاء هي بلدةالمنصوروالمأمون والعصر الذي أثـرى الزمان بفكره إثـراء هي قاعه عند الدفـاع وخلفـه لـو زرت دربـا شابك الاغنـاء آه لأشـواق التذكـر حسرة مـا خيـر بئـر جف منه المـاء ............................... بـغداد يا وصف المحبة والمنى وصفا تجمل عفــة وسخــاء نسخت بأحرفها الزمان تكرما فمضى التسمع في المدى أصـداء يا لطف من عاشت بأرضك امة فقضى لفضـل عقولها العقــلاء وسمى بطرف محبة من لحنها من يرتوي اللحن الجميـل غـذاء قد ضركسرى من يطاول عرشه فحثى السيـوف لنحرها الـزوراء همّ الحقـود الفارسي بأهلهـا غـدرا وهجـرا نابـه السفهــاء صفراء ريح عاتيات تمردت فعثت ببـغداد تمزيقـا وإقصـاء فهوى الجمـال بدجلـة ميتا مـن هـول ما شاب الجميلـة داء عذرا لدجلة من عروس ميت غفت القـرون بنحـرها إغفــاء عذرا لدجلة من فداء صامت زفـت إليـه بطعنـة عميـــاء من علقمي خـائن متعـفن وأبا رغـال قبــله وشـــاء ................................ إيه لبغداد يبكي حزنها الطلل ويمخر باب عفتـها بنـو السوداء صمتا يجوب حزينا في أزقتها ويدور في الليـل الطويل جفــاء لم يرقبوا في مسـلم إلا ولا تركوا لـه من شـرعه سمحـاء ذبحوا الفطيـم وأمه وقبيلـة فبكـت لسوء فعـالهم خنســاء يـا ويح أيام المجوس ولعنة تـلعن جميـع فعـالهم لعنـــاء