العراقُ أنا يا بُغاة
إ.د. أبو ليث الرفاعي
مِنْ بغدادَ أنظِم شعراً وانثرُ
وشِعرُ الحَقيقة ِ لا يُبْقيِ ولايذَرْ
فا الهَوْلُ في عراقي هائلٌ
قدْ يَجدُ الشِعرُ له ُ بَعْضُ اَثرْ
فا لخِيانةُ اصْبحَ لها شِعرُها
وللعُهْرِ والفَسادِ مَنْ ينُظرْ
وللوطنيِّةِ مُصْطلَحاتٌ وُضِعَتْ,
في صَفحات ِالتاريخِ والفِكْرِ لَمْ تذكرْ
فالمُحْتلُّ للأوطان أصبح مُحرٍّراً
وبُناتُهُ الاخيارُ, بِعُرْفِهُمْ الاشَرْ
لَمَ يَشْهَدْ التاريخ دعاة وطنيَّةٍ
للأجنبي أذلاء , للوَطن ِ عُـــقُرْ
لَوْ فُحِص التاْريخ سِعَةً وعُمقاً
لوَجَدَ هُمْ اتْباع بُغاة , بَلْ واَحْقرْ
بقايا شُعوبٍ نَزلَتْ اَرْضاً طاهرةً
فعز عليهم أن تَبْقي هي الأطْهرْ
للعراق أهله وبُناةُ مَجْدهِ , لم يَذْكرُ
التاريخُ انَّهُمْ على الغُزاة ِ صُبّرْ
فا الأسودُ حينَ تغْلبُ على أمر
تخبتُ حينا ,لكنَّها على ظلمٍ لا تصْبرْ
فحِينَ تَدقُّ ساعةُ صَوْلتِها
للبُغاةِ لا تُبْقي وُجـــوداً وأثرْ
حينَئِذٍ يقولُ الذينَ على اَمْرهِم غَلبوا
لنمحقنَّ العتاةْ البُغاةَ منهم نسخرْ
عِنْدها تَضْحى بغدادُ العُروبةِ
عَروساً , بَدْلتُها عِزٌّ , تاجها أفخــرْ
لا يُصْلحُ الاوطانَ اوْغادٌ ,للبَغْيي
دُعاةٌ, حُبَّهُمْ حِقْدٌ, فِعْلهــُمْ أزعرْ
هُمْ للأجنبي عُمَلاءٌ, دَيْدنهُمْ خُبْثٌ
للخِيانةِ حَياتَهُمْ رهَنوا, وللوطنية نُفَّرْ
يَدَّعونَ مَظلوميَّة ,همُ اوْجَدوا اَسْبا
بَها بِعَمالــةٍ اقِتَرفوها , بَلْ واَشرْ
وحِينَ اتاحَ لهُمْ المِحْتلُّ فُرْصَةً
تَجاوزَ سلوكَهُمْ سُلوكَ مَنْ عليهِ أنْكـرْ
لا يُصْلحُ العراقَ اليوم بقايا شعوبيَّةٍ
يُصْلِحُهُ ابناءٌ,هم اَحْفادُ عَدْنانَ ومُضَرْ
حيدر جدَّهُمْ والسبطان قد ْوتهُمْ على
ضَيْمٍ وظُلمِ جائرٍ, حُرَّهُم ْ لا يُصَبَّرْ
أنا العراقُ يا بغاةُ وعُروبَتي في دَمِي
وأنا للعروبةِ عِزِّ وفخرُها الأكبرْ
مَهْما حاولَ الطُّغاةْ بِجَوْرهِمْ
أبقى أناَ عراق العُروبــة الأفخرْ
اوَ لَمْ يَعْلمْ المعتدون واذنابُهُمْ
ماذا كانَ العراقُ يومَ مَجْدهِ الأغرْ
وهل نَسيَ الشعوبيون اجْدادَهُمْ
يوم كُرِّموا فخانَ بعضُهُمْ وأفجرْ
كرَّمَهُمْ الرشيدُ وبرمَكَهُمْ فخا نو
الأمانة فلرؤوسِهِمْ قد نَحَــــرْ
للغزاة أدلاَّءٌ هُمُ, وفقهاءُ, خانوا
المُستعصِمَ بالله بِجَلبِ هولاكو الأشرْ
انا العراقُ يا بغاة ُ,الشعبُ شِماله
جُنوبهُ, غَرْبهُ , شرْقه شَعْبي قد قـُدِّرْ
دُعاةُ الطائفيَّةِ والعُنْصِريَّة ِاعاجِم ٌ
هُمْ للعُروبةِ والاسلامِ , اَعْدى بَشَرْ
مَنْ ينكُرْ التاريخَ للَوْثةِ عقلٍ, اوَ لَمْ
يُنبَّأ بما جاءَ في القرآن مِنْ خَــبرْ
الَم ْيقلْ سبحانهُ قرآنا عربيا انزلهُ
خالـقُ ا لسماواتِ والأرض والبـشرْ
وهلا َّ يعلمون أنَّ إبراهيم هُو
أبو الأنبياء, وبالإسلام أول َّمَن بشَّرْ
وانَّ اسماعيلَ كانَ صادقِ الوَعْدِ
اوْدَعَه ُ الكعبةَ , ترَعْرعَ وانتــشرْ
وسُلا لتهُ عَربيَّة, ذرَّيَّةُ ابيه,
بإذن اللهِ ,أنْجَبَتْ رسولاً لكل
أوَلمْ يقرؤوا التاريخَ قصَصاً
أمْ لمْ يَجِدوا حقاً لآل ِ ابراهيهم اثــرْ
امْ لمْ يُدْركوا حقاً وانصافا هُويَّة
مَنْ هُمْ بَيْنَ أور وحـرانَ قدْ حضرْ
وسواءً عَلمْتُمْ امْ لمْ تَعلمُوا فعرا قُ
اليومِ , هُوَ كما كان أرضا وبشرْ
هو كان لشعوبٍ نزْلة أخرى
حيثُ المــياهُ وعُشْبُهُ المُخْضَرْ
قيلَ هِيَ شعوبٌ جَزْريَّة, اصابَها
قَحْط ٌ فسَجَّلها التاريخُ ولــها اثرْ
سامِيَّةٌ هيَ, نوحٌ جدَّها, ونَبيُّ آبائِها
إبراهيم أبوها , أُرسلَ رسولا ًوبشَّـرْ
فيها للأنبياء ِ وَرَثة ٌ, مِن الرجْس
طهَّرَهُمْ, فيها فُسَّاقٌ طُغاةٌ فَجَــــرَةٌ كبشرْ
أنا العراقُ يا بغاةٌ يا طغاة ٌ
عُمِيَتْ ابصارُكمْ , عَنْ قراءةِ الخبرْ
قيلَ سُنَّة وشِيعَة , هُم عَرَبِيٌّ
وكُرْدٌ ,بَعْضُهُمْ يَرْوي عَنْهُـــمْ الخبرْ
ما كانَ للعَرَبي هكذا تصنيفٌ
جَميعَهُمْ شيعـــــــة الرَسول الأكبرْ
والكردي في شمالي يدَّعي نَسَباً
يُرْجِعـــه إلى نسَبِ الرسول الأشهرْ
فهل يُنْسَبُ إلى الرسولِ العَربي
أصلٌ, هو للعروبتي عــداؤه أظـــــهرْ
أنا وَطنٌ واحدٌ, اَرْضاً وشَعْباً
انْتَمي إلى اُمَّــة ٍ أنجبتْ رسولَ علمٍ أبقرْ
فليَخْسَأ الباغونَ ,طَعْناً وَافْتِراءً
أنا العراقُ,يا حثالاتٌ, مُذْ وُجِدَ البـــَشَرْ
فليخسأ الباغون في طعن هويتي
فالعراق أنا مذ سومرَ وكلدا ونبوختنصرْ
احتضنت أقواما أصيلة وبقايا
شعوبٍ, أصلُها ولىَّ مهاجرا وبعضهُ اندثرْ
حضارتي سماحتي وثقافــتي
عفويَّ,كان الشعوبيون لها قدعـقُّوا بتـــنكرْ
قد يصح ُّقولُ القائل ِفيهمُ , إذا
أكرمتَ الكريمَ ملكته ُ,أمَّا اللئيمُ فــــــقـَـذرْ
وما أكثر اللئامَ على سفرتي تعدَّهُم
جاءت بهـم ُ أعاجمٍ وشعوبٌ تترْ
كادوا يفقدونني هويَّتي بحقدهِم
لولا المخلصون ورعاية رب َّالــبشرْ
أنا وطنُ حضاراتٍ على ارضي
انبثقَت,ْمني اصطفى اللهُ رسـلاً تـــبشِّرْ
الله لا اله الاهُو, خالق الكـــــــونِ
على أرضي خلق الإنسانَ,للأقواتِ قدَّرْ
على ارضِ أوري, إبراهيمُ, ولدَ
منها إلي حرَّان َ شـدَّ الرحالَ والسَّفــــرْ
عندَ جبلِ فرَّانَ ابنه ُالذبيح أودعَ
البيتَ العتيقَ طهَّرهُ, إلى فلسطينَ نحَـرْ
على ارضي , امتحنَ الله الإنسان
أن آمنَ بيَّ, أعتصِمْ بحـَـبلي , بي أفتكِرْ
السَّفينة َبعين الله ِنوحٌ صنعَها
لتنجيَ مِنَ الطوفانِ مَن آمنَ مِنَ البشرْ
قبل ذالك َ كلكامش عن الخلودِ
فتَّشَ, انكيدو صاحبه وصديقـه انتحـــرْ
تلك أحداثٌ تؤرِّخ ُ, وقصصًا
في ارضي تحكي , للأجيالِ نقلَها حُبـَّرْ
شعبي هُو شعبي منذُ الأزل
جزري الأصول,لها التاريخ وثَّقَ و أخْبـَرْ
العماليقُ, كنعانٌ, فينقيه فروعٌ
بسبب ِجَدْبٍ, ومِن اجلِ ماءٍ, الشعب أنتشرْ
سكنوا مصرَ والشام َ,وارضي
فلسطينَ ,شيَّدَها كنعانُ, حرَّرَها عُــمَرْ
هل وضحَتْ لك َحقيقة ُهويَّتي
يا مَن بحقدكِ المأفـــــونِ تجــادلُ وتتنكَّرْ
اللهُ يعلم ُوالملائكة ُتشهدوا أنَّ ما
قلتهُ مِن إحداثٍ على ارضي يدعمهُ الأثرْ
هذ انا يا سائلي وهذه هويَّتي ,
تدعمها حضارة شاخصـة , أبعـــــادُها تذكَرْ
يخطأ من يحاول تقسيمي متوهِّمًا
إنَّ في شعبي أقوامًا وطوائـفَ قـــدْ تنشطـــرْ
أني للمخلصين ساحةــُ جمـــع ٍ
رحــبةٍ,للطائفيين َوالغـــزاة ِنـــارٌ تَستعـِــرْ
فليتذكرَ التاريخ علا قمة اليوم
قدبلعْتُ غزاة ًقبلهم,اذبتهُم, فهـــل ْمِن مُدَّكـِّـرْ
استغفر الله َربيِّ إن قلتُ مصرِّحًا
مَن فيَّ يكفرُ كعراقٍ,قـــد أساء لأبي البشرْ
ومَن أنكرَ انتمائي لأمَّتي فهُو آثم ٌ
كذَّبَ التأريخَ ,وقــــولَ سيد البرِّ والبَحرْ
يا سلمانُ صَهْ, إنَّ مَن كرهَ العربَ
كرَهني ,ومَن كرهَني تبوَّءَ مقـعدهُ في صَقرْ
لماظةً للبشرْ , عليْها تسعةُ عَشرْ
ينفـِّــــذونَ ما يؤمرونَ , دون تردد أو تأخُّـرْ
اليسَ لا ينطق ُعن الهوى إنْ هُوَ إلاَّ
وحي إليهِ يوحــــَــى, فلم َيا أعاجــمُ الكـُفُرْ
ومَنْ حَملَ راية الإسلامِ للعالم ِمُبكِّرًا ؟
أليس أنا العراق ُ,وشعبي في مقدَّمةِ مَن أنذرْ
فالعروبةُ وعاءُ ديني ,وديني عروبتي
أكَّدَها الرسولُ حديثًا , وبها القــــــرآنُ ذكَّــرْ
هذا هُو تأريخي وحقيقة ُ هويَّتي ,عراقٌ
أناَ ,وأنَا عراقٌ , انتمائي لأمَّتي لهُ لا يُنكرْ