عزف منفرد
سفينــــــة أقـــراريــــان الفتنـــويـــــة
سلام الشماع
صحيفة الوطن - العدد 1996 الأحد 29 مايو 2011
لاحظوا التركيز الإعلامي على موضوع وهمي هو: (السلطات البحرينية تقتل شعبها)، وسؤال يطرح بإلحاح غريب: (لماذا تبقى قوات درع الجزيرة في البحرين؟). نحن نعرف أن إيران وراء هذه الضجة غير المسوغة، فلا السلطات البحرينية تقتل شعبها بقوات درع الجزيرة ولا هذه القوات لها تأثير عدواني على دولة من دول الجوار، وليست مهمتها إلا دفاعية عن البحرين التي لم تُخف إيران أطماعها فيها، وإلا ما معنى أن تعزم قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني تسيير رحلة بحرية إيرانية إلى مملكة البحرين تحت ذريعة ''الدفاع عن شعب البحرين''، على حد قول مهدي أقراريان أحد قياديي ميليشيات الباسيج''، إلا التدخل السافر في شؤون البحرين وتأكيد أطماع إيران بهذه الدولة العربية، الصغيرة بمساحتها الكبيرة بمحيطها العربي.
وهاكم آية من آيات هذا التدخل الإيراني السافر في شؤون البحرين جاءت في رسالة بعث بها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى نظرائه في برلمانات العالم نقلتها وكالة أنباء ''مهر'' الإيرانية، معرباً فيها عن ''قلقه البالغ بشأن تفاقم الوضع الإنساني في البحرين، ودعاهم إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم مطالب الشعب البحريني''، و''بالغ قلقه حيال استخدام الأساليب القمعية وانتهاك حقوق الإنسان والوضع الإنساني المتفاقم في البحرين، مؤكداً ضرورة أن تلبي السلطات البحرينية مطالب الشعب ضمن سياق سلمي وأن تخرج القوات الأجنبية المحتلة'' من هذا البلد''.
ولا يدري أحد عن أية أساليب قمعية يتحدث هذا اللاريجاني، وعن أي انتهاك لحقوق الإنسان، مع رفع قانون السلامة الوطنية في الأول من يونيو المقبل، ومع الإجراءات التي تتخذها البحرين لإعادة كل شيء إلى نصابه في البلد.. ولماذا يأتي تصريح لاريجاني في هذا الوقت بالذات؟.. أليس معنى ذلك أن إيران لا تريد الاستقرار للبحرين وتريد نشر الفوضى ليسهل عليها تنفيذ مآربها الشيطانية في هذا البلد؟. وإذا كانت القضية قضية تعاطف طائفي فلماذا تضطهد إيران شعب الأحواز وتنكل به وتقتله وتضيق عليه في هذا الوقت بالذات، ولاريجاني يقول في رسالته: ''إن انتفاضات الشعوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي من أجل انتزاع حقوقها والقضاء على الأنظمة الديكتاتورية''، معتبراً أنها تبشر بمستقبل واعد ومفعم بالحيوية لشعوب المنطقة.
إذا كان الأمر كما يقول لاريجاني، فلماذا لا تمنح الشعوب الإيرانية حريتها ويرفع عنها كابوس العسف والاضطهاد والتقتيل والإعدامات الذي تمارسه سلطات الولي الفقيه؟
وينتقد لاريجاني سياسة التعامل بازدواجية مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، معرباً عن خشيته في أن يؤدي هذا الصمت الدولي تجاه الأحداث في البحرين إلى ازدياد أسباب عدم الثقة بالمؤسسات الدولية.
الحق، إن من يجب أن ينتقد سياسة التعامل بازدواجية مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، هي حكومة البحرين، أم أن لاريجاني يريد صرف نظر العالم عما يجري في إيران إلى البحرين التي لم تفعل شيئاً خارج القانون الدولي والقوانين المحلية، ولم تفعل ما تفعله يومياً سلطات الولي الفقيه للأحواز المحتلة، إذ تمارس ضدها وضد الشعوب الإيرانية صنوف التعذيب والتقتيل والاضطهاد وتنصب المشانق في الشوارع والأماكن العامة، ثم انتبهوا إلى أنه يركز على قوات درع الجزيرة أيضاً.. فماذا يعني ذلك غير أن إيران تبيت عدواناً على البحرين..
وأما ''المرجع الديني الإيراني حسين نوري همداني فيدعو إلى تأسيس محكمة وحلف عسكري خاصين بالعالم الإسلامي، وهدف هذه المحكمة ليس الانتصار لقضايا المسلمين في فلسطين والعراق وباقي بلدانهم، وإنما لأن ''محكمة لاهاي لا تنظر هذه الأيام في شكاوى المسلمين وتصدر أحكامها لصالح حكام دول الخليج، كما نقلت وكالة أنباء ''مهر'' الإيرانية''.
يا شيخ همداني سأطلعك على بعض إحصائية صدرت قبل مدة وازدادت أرقامها الآن، وهي جرائم ارتكبتها حكومتك الإسلامية وعملاؤها الصغار في العراق، فلماذا لا تدعو لإنشاء محكمة للنظر في هذه الجرائم؟ وهذه الجرائم وثقتها الحكومة العراقية نفسها ومنظمات دولية موثوقة، وهي: مليون أرملة عراقية، وأربعة ملايين طفل يتيم، ومليونان ونصف المليون شهيد، و800 ألف مغيب (مفقود)، و340 ألف سجين في سجون الدولة بضمنها سجون إقليم كردستان، علماً أن القوات الأمريكية كانت اعترفت رسمياً بوجود 120 ألف سجين لديها، أربعة ملايين ونصف المليون مهجر خارج العراق، مليونان ونصف المليون مهجر داخل العراق، وانتشار المخدرات المستوردة من جمهوريتك الإسلامية بين الشباب وبنسب مخيفة، 40٪ من الشعب العراقي أدنى من مستوى الفقر. لتنظر في هذه الجرائم الحقيقية ولا تسعى وراء جرائم لا توجد إلا في عقول مريضة الهدف منها ابتلاع البحرين، التي أبشركم أنكم ستغصون بها متى حاولتم ابتلاعها وستلعنون اليوم الذي قادتكم فيه أفكاركم المريضة إلى مجرد التفكير في ذلك، كما أبشرك بأن سفينة صاحبك أقراريان الفتنوية، سيبتلعها الخليج العربي قبل أن تبلغ المياه الإقليمية لأي بلد عربي.