الرسالة الثانية والثلاثون
(الفاضحة لأكذوبة المصالحة)
الحمد لله الحق والصلاة والسلام على المرسل بالصدق وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد سنوات طوال من الاحتلال البغيض وفشل العديد من مؤامراته؛ ومع اقتراب الموعد الذي حددوه لما يسمى (الانسحاب)؛ ابتدع أذناب الاحتلال أكذوبة (المصالحة) لخداع الشعب العراقي والعالم أجمع بأنهم استطاعوا إنهاء ملف المقاومة، مستندين في هذا الادعاء إلى مسألتين الأولى: أن المقاومة قد انتهت شرعيتها – لمن يعترف منهم بشرعيتها – فقد انتهى الاحتلال الذي قامت المقاومة لأجله، والمسألة الثانية: أن المقاومة ذاتها قد تعبت وضعفت ووصلت إلى طريق اليأس الذي يدفعها للاستسلام للواقع الجديد بوجود (حكومة منتخبة)، وغير خاف أن (حكومة الاحتلال) تسعى من وراء كل هذا إلى تسجيل (مكسب سياسي) يثبت نجاح (العملية السياسية) وما أفرزته من (برلمان منتخب وحكومة منتخبة)!!!– بل هو برلمان منتحب وحكومة منخورة -.
ولقد قمنا في كتائب ثورة العشرين بالرد على هذه الادعاءات في بيانات ورسائل سابقة، وأكدنا أن ما استندوا إليه من القول بـ(انسحاب الاحتلال) إنما هو أكذوبة أخرى يفضحها واقع ملموس، فالقواعد الأمريكية المنتشرة ودوريات الاحتلال المتحركة في عموم البلاد وما تقوم به من دهم وتفتيش للمنازل الآمنة واعتقالات وقتل عشوائي ومتعمد وغيرها؛ كلها دليل على التواجد الفعلي لقوات الاحتلال، وفضلا عن هذا التواجد فهناك صفحات الاحتلال الأخرى كقوات (شركات الحماية الخاصة) وأفراد استخبارات الاحتلال الأمريكي المنتشرة في عموم البلاد؛ و(العملية السياسية) التي رسم فصولها الاحتلال ووزع مناصبها على من جاء معه من العملاء ثم من التحق بهم من أتباعهم بعد ذلك؛ والعقود المزيفة بكل أنواعها والثروات المنهوبة والمليارات المختفية وكلها برعاية الاحتلال؛ كل هذا دليل على استمرار مشروع الاحتلال الذي يتطلب منا الاستمرار في مواجهته حتى تطهير العراق من كل آثاره.
أما الشق الثاني مما استندت إليه حكومة الاحتلال في الترويج لهذه الأكذوبة وهو الادعاء بضعف المقاومة ونحوه؛ فقد كان ردنا مع بقية الفصائل العراقية المجاهدة ميدانيا، فبالرغم من كل أنواع الضغوط على المقاومة – ماديا وميدانيا – إلا أن عمليات المقاومة مستمرة، وبالرغم من تراجع حركة قوات الاحتلال واختبائها في القواعد وخلف (القوات الحكومية)؛ إلا أن قذائف المقاومة وصواريخها قد استطاعت الوصول إليهم، فنزيف الاحتلال مستمر وخسائرهم مستمرة، وها هي عملياتنا والحملات العسكرية مع العديد من الفصائل الأخرى تتوالى لتفضح بشكل عملي كذبهم وادعائهم بأن (90% من المقاومة قد ألقت السلاح)، ونعدكم بأن الأيام القادمة ستحمل الكثير مما يثلج صدور المؤمنين ويظهر خزي الأعداء والحاقدين.
وإننا على يقين من استمرار (الحكومة) وأذنابها بالافتراء والكذب علينا فهو سلاح المفلسين وتخبط الفاشلين، وردنا عليهم وعلى كل مؤامراتهم بأن المقاومة المستمرة حتى زوال الاحتلال وآثاره، ونقول لهم سترون من أفعالنا ما يؤيد أقوالنا (فالكذب في أفعالكم أفعى لكم؛ والصدق في أقوالنا أقوى لنا).
وإننا نستبشر خيرا بتزايد الوعي الجماهيري ومعرفته بالوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال، ونكرر دعوتنا لأبناء العراق بضرورة تضافر كل الجهود من أجل خلاص العراق مما أصابه من ظلم وخراب وفساد.
ولابد لنا هنا من تقديم شكرنا لكل الأخوة في الفصائل الأخرى التي لم تنخدع بتلك الأكاذيب وكل ما أشيع عن مشاركتنا بالمصالحة، فهذا حسن ظن الأخوة الذين جمعنا بهم طريق الجهاد ومشروع المقاومة، وهذا عهدنا بهم ونسأل الله أن يجعلنا دائما عند حسن ظنهم وعلى عهدهم بنا، وأن يثبتنا وإياهم على طريق الحق والجهاد، ويربط على قلوبنا جميعا وأن يثيبنا نصرا قريبا.
كتائب ثورة العشرين
المكتب السياسي
1ذي القعدة 1432هـ - الموافق 28/9/2011م
لتحميل الرسالة بصيغة PDF
http://www.ktb-20.com/news.php?action=view&id=1628