كفى حديثا عما لا يعقل
ألأدارات ألأمريكية ألمتعاقبة سواء من الجمهريين أو الديمقراطيين لا تحيد أنظارها عن العراق ولا يتوقف تفكيرها في ثرواته وموقعه الستراتيجي الهام . ومعروف أن اول من فكر في احتلال العراق وامتلاك ثرواته كان الحزب الديمقراطي . فمن رحمه خرج التخطيط وألأعداد للأحتلال وابتداء منذ عام 1975 والحزب يرسم الخطط ويعد لهذا ألأحتلال . يضع الخرائط ويدرب الجيوش لأجل هذه الغاية .وكان ألأب الروحي والعملي لهذا كله والمندفع للتنفيذ هو ذالك الصهيوني الشهير هنري كيسنجر . ثم أن أمريكا التي سفحت دماء أبنائها وبذلت المليارات من خزائنها لأحتلال العراق وامتلاك ثرواته تأتي ألآن وتترك واراءها كل طموحاتها وأهدافها وتخرج هكذا صفر اليدين " تخرج من المولد بدون حمص" انها لعمري انها تمنيات حالمة أو أحلام يقظة . فاحتلال العراق ارث حزبي ومصلحة أمريكية استراتيجية عليا وبعد أن حققوا هدفهم في السيطرة عليه يأتون اليوم ليرفعو أكفهم للعراقيين مودعين .
للأحتلال ألأمريكي في العراق وجوه عدة ,قد يتوارى وجه من هذه الوجوه انما وجوهه ألأخرى فستبقى مالم يخرجها العراقيون عنوة .الجيش ألأمريكي هو وجه من هذه الوجوه لكن الى جانبه وجوه مسلحة عديدة ومتنوعة في هيآتها وتنظيماتها وأهدافها وتحمل أسماء مختلفة ومسميات عديدة ولكنها في حقيقتها قوات أمريكية مسلحة فان رحل الجيش ألأمريكي المتعارف عليه رسميا أو رحل جزء منه فالقوات المسلحة ألأخرى باقية . هناك القوات المسلحة التي ستبقى بحجة حماية السفارة ألأمريكية وحماية القنصليات ألأمريكية المزروعة في كل أنحاء العراق هذه القوات والتي تتشكل من الوف مؤلفة باقية حتما وجيوش المدربين التي يطالبون بها. هناك القوات المسلحة التابعة لما يسمى الشركات ألأمنية وما هي الا أجهزة عسكرية مرتبطة بالبنتاغون والتي تخضع للخطط والستراتيجيات ألأمريكية فهي ألأخرى باقية . مكاتب أل سي آي أي ومالها من قوات فاعلة في العراق . وغيرها وغيرها من التنظيمات العسكرية المسلحة والتي ترتدي اللباس المدني للتمويه والخداع . هذه الوجوه المسلحة جميعا ستبقى . الوجه السياسي للأحتلا كان دائما حاضرا وفاعلا وظاهرا في العراق . على أنه سيلبس قناعا جديدا يسمى اللجنة العليا للتنسيق بين البلدين أي بين حكام أمريكا ومن فرضهم حكام أمريكا حكاما على العراق. ُثم أنه من المسلم به ومعروف وفي كل مجالات الحياة أن الطرف ألأقوى في أي تعاون أو شراكة هو الذي يفرض ما يريد ويسير ألأمور بما تقتظي مصالحه ..أما عن ألوجه ألأقتصادي فالغلبة فيه قد حسمت لصالح أمريكا بعد أن سيطرت على ثرواته النفطية والغازية وغيرها عن طريق الشركات ألأمريكية العملاقة وشقيقات الشركات ألأمريكية . ووجه يتمثل بجيوش ومليشيات وأحزاب عميلة جائت مع ألأحتلال أوجاء بها ألأحتلال وأرتال المرتزقة والمنتفعين من ألأحتلال فهولاء يرتبطون عضويا ومصيريا بالمحتل وهم بالتالي الوجه المحلي له يقاتلون من أجله دفاعا عن مصالحهم ومصائرهم .. الوجه الطائفي الذي جاء مع المحتل وفرضه الأحتلال فرضا على الواقع في العراق وهؤلاء سيستميتون من أجل بقاء المحتل فهو الظامن الوحيد لبقائهم . كل هذه الوجوه ستمثل ألأحتلال في المرحلة القادمة .أو بكلام آخر فان ألأحتلال سيبدل قناعا بقناع زيا بزي ولكنه في حقيقته وما يمثله باق في أرض الرافدين .فلننهي الحديث عما سيرحل المحتل فهو حديث لا ثمر فيه ولا طائل من ورائه ولنهتم بما ينفع الناس ويمكث في ألأرض.
لنوحد الصفوف ونلم الشمل ولتتحد الجهود لخلق أرادة شعبية واعية وصلبة فهذا السبيل الوحيد ألذي لا سبيل غيره لأرغام المحتل على الرحيل مع كل ما له من وجوه وأقنعة
سلام أحمد