السلام عليكم ورحمة الله
تزامنا مع اقتراب موعد خروج المحتل الامريكي من العراق، صدر مؤخرا عن دار الهمس ببيروت، لبنان للباحث العراقي (الموصلي) المغترب د. غانم البياتي كتاب بعنوان( عملاء الاحتلال في الموصل). والكتاب الذي 106 صفحات من الحجم المتوسط، يوثّق لعشرين شخصية من محافظة نينوى تهافتت على المحتل الأمريكي منذ دخوله الموصل في 9 نيسان 2003 واستفادت من التعاون معه ضد محافظتهم ولا سيما مركزها مدينة الموصل فكونوا ثروات واستولوا على مجمعات حكومية فحولوا ريعها لجيوبهم الخاصة فضلا عن ضلوعهم في جرائم نفذها فيلق القدس الايراني في الموصل من اغتيال علماء وضباط وطيارين من خلال تزويد فصائل هذا الفيلق بالمعلومات التي تمكنهم من الاقتراب من أهدافهم البشرية وبالتالي تصفيتهم بسهولة.
ويقع الكتاب في أربعة فصول، يناقش الفصل الأول مع المقدمة كيف بدأت العلاقة بين هؤلاء العملاء العشرين وقوات الأحتلال الأمريكي، ومن بعد ذلك كيف امتدت العلاقات مع إيران عن طريق عبدالعزيز الحكيم، ليتولاهم نوري المالكي فيما بعد ويوظفهم لأهدافه الرامية إلى تعثير التنمية في نينوى، ومواصلة تغذية شرر الاحتراب الطائفي.
ويشتمل الفصل الثاني على الأسماء العشرين الذين تعاملوا مع المحتل بتفصيل دقيق وموثق بالتواريخ والأمكنة والمناسبات، بما يضيء للبس الذي اكتنف جرائم القتل في مدينة الموصل وأطرافها على مدى السنوات 2003-2010 بعد سرد لسيرة كل شخصية عميلة من نشأة ومسيرة عملية ووضعها في زمن نظام البعث ومكاسبها منه ودرجة انتمائها له وتنكرها له بعد الاحتلال وانتهاء بعقد مقارنة لممتلكات كل من هؤلاء قبل الاحتلال وبعده باحصائية العام 2010 باعتبارها السنة الأخيرة التي يعتمدها الكتاب لمدة الدراسة، وأبرز هذه الأسماء فواز الجربا وزهير الأعرجي وعبدالله حميدي الياور ومحمد غصوب وأحمد الجواري وآخرون، ويضم الفصل الثالث صور شخصية وصور لكتب رسمية ومحاضر القاء قبض بحق عدد منهم صادرة من مجلس القضاء الأعلى ومعززة بكتب صادرة من مديرية شرطة نينوى تؤكد استلامها محضر التبليغ بالقاء القبض والمتابعة، وكيف أن أوامر القبض لم تطبق بحق المعنيين بها للحصانة التي منحها لهم المحتل ونوري المالكي وحزب الدعوة المستفيد منهم ورابطهم مع فيلق القدس الايراني، فضلا عن صور لكتب رسمية تدين عددا منهم باختلاس اموال وفساد مالي ضخم.
بينما يقدم الفصل الرابع الآثار الناجمة عن عمالة هؤلاء الأشخاص العشرين على مدينة الموصل وأطرافها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ودورها السلبي وموقفها المخزي بحسب الكاتب من الشخصيات الوطنية في حكومة نينوى المحلية الحالية.
العميل الثاني زهير الأعرجي من كتاب (عملاء الاحتلال في الموصل)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهير الاعرجي: اسمه الحقيقي زهير البكداشي، من سكنة قرية سادة بعويزة في أطراف مدينة الموصل، وهي قرية ذات صبغة شيعية، بعثي عمل قبل الاحتلال سائقا لأحد أعضاء فروع حزب البعث العربي الاشتراكي، وبعد الاحتلال عمل مع المسلحين البعثيين في تسهيل امور لوجستية لهم ما بين عامي 2004 الى 2006 وتم فتح علاقة معه من خلال الحلفاء الأكراد حيث قام بكشف بعض المجموعات الإرهابية للدلالة على صداقته واستمر العمل معه وبالتنسيق مع احد المتعاونين السابقين من ذيول الأمريكان وهو الشيخ برزان البدراني-مع اكبارنا لعشيرة ألبو بدران العربية الأصيلة التي لا ترتضي أن يثلم وطنيتها أمثال هذا العميل- الذي استطاع الأمريكان تحويله من عميل الى قائد لمجاميع إرهابية تنفذ متطلبات الأمريكان في المحافظة واستطاعوا من خلال هذين الشخصين تصفية العديد من الخصوم وتنفيذ مشاريع كثيرة داخل المحافظة تصب في مجملها في صالح الأمريكان وحلفائهم وتحديد حركة ونشاط المعارضين للأمريكان.
بعد ذلك اصبح زهير قائمقاما للموصل وكان يستلم أموال طائلة تحت غطاء مساعدة المحتاجين وتنظيفات المدينة بلغت ملايين الدولارات وكان الأمريكان يعلمون ان اقل من 10٪ من تلك المبلغ فقط هي التي تذهب في تلك الاتجاهات المعلنة والباقي يتبخر- اي يذهب في رصيده الشخصي. ولعل واحدة من الوثائق التي تسربت في وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية وشبكة التواصل الاجتماعي قد كشفت عن اكبر فضيحة لزهير الأعرجي، وهي عن مبلغ يصل إلى نحو أربعة ملايين دولار صرفها الأمريكان له عندما كان قائممقاما للموصل لغرض تنفيذ أعمال طرق جديدة داخل مدينة الموصل، وهي الأموال التي ابتلعها الأعرجي بالكامل، وقد نفت بلدية الموصل بكتاب رسمي موجه بصيغة رد على تساؤل من وزارة البلديات، نفت علمها بالمشاريع المذكورة بشأن الطرق وكذلك بالأموال المصروفة لها وبمصيرها.
إيضاح لهذه الفضيحة وما أعقبها
فقد كانت رصدت لجان مشكّلة في محافظة نينوى لمتابعة مطالب أهالي مدينة الموصل وأطرافها ضمن حدود محافظة نينوى لما قبل أحداث نيسان 2003، عن وجود تحرك من النائب زهير الأعرجي بُعيد لقائه المعلن في أربيل بخسرو كوران رئيس قائمة الحدباء المتآخية يستهدف أثيل النجيفي محافظ نينوى ورئيس مجلس المحافظة وأعضائه.
ونقل مصدر مقرب من لقاء أربيل أن اتفاقا عقد بين كوران والأعرجي وبتأييد من اللواء ناصر الغنام قائد الفرقة الثانية في الموصل و عبدالله حميدي الياور المتنفذ بواردات منفذ ربيعة الحدودي اضغط هنا لرؤية الوثائق على الإطاحة بالنجيفي في مقابل تسهيل كوران للأعرجي الحصول على مبالغ إضافية إلى تلك المبالغ التي سبق أن توسط له بها الأكراد عند القوات الأمريكية أيام كان قائمقاما للموصل في إطار مشروع صوري لتطوير شوارع في مدينة الموصل. وأكد مصدر في بلدية الموصل أن مجمل المبالغ التي تلقاها الأعرجي من القوات الأمريكية دفعة واحدة لذلك المشروع الذي لم ينفذ ولا علم لبلدية الموصل به وهي أربعة ملايين وثلاثمئة واثنان وتسعون ألفا وتسعمئة دولار، وهو المبلغ الذي ما تزال لجنة النزاهة في محافظة نينوى تتتبعه لمعرفة أين اختفى
وكانت وزارة البلديات والأشغال أرسلت في 21-7-2010 كتابا بالرقم 756 إلى مديرية بلدية الموصل تطلب أجابتها بشأن تقرير إجراء الرقابة والتدقيق لسنة 2009 لا سيما حول استلام المبلغ المذكور آنفا والذي استلمه الأعرجي من قوات التحالف بنص الكتاب الموقع من قبل مدير تفتيش نينوى.
وقد نص كتاب مديرية البلدية الموجه إلى وزارة البلديات والأشغال/ مكتب المفتش العام وحامل الرقم 26434 في 2/8/2010 نص على:
(كتابكم ذي العدد 756 في 21/7/2010 حول إجراء الرقابة والتدقيق على حسابات ونشاطات مؤسسات البلدية في محافظة نينوى.
نرفق طيا كافة الأوليات المطلوبة بكتابكم أعلاه فضلا عن المبلغ (4.392.900) أربعة ملايين وثلاثمائة واثنان وتسعون وتسعمائة دولار من قبل قائم مقام المركز من قوات التحالف لتطوير شوارع في مدينة نينوى.. نود إعلامكم بأنه لا علم لنا بهذا المشروع..
وذكر مصدر مقرب من نواب في البرلمان ممن يمثلون مدينة الموصل أن النائب زهير الأعرجي بدأ فور عودته من أربيل بجولات إلى عدد من القرى والنواحي والأقضية التابعة لمحافظة نينوى بمباركة من عبدالله حميدي الياور الذي غاب شقيقه نائب محافظ نينوى عن الحضور في مبنى المحافظة في يوم جمعة الغضب، وتأتي جولة الأعرجي هذه بهدف جمع تواقيع تؤيد إقالة أثيل النجيفي من منصب المحافظ لكن المصدر أكد أنه لقي صدا كبيرا من عدد من أعيان المحافظة الذين أراد استمالتهم للمشاركة في ابعاد النجيفي، وبينوا له فضل قائمة عراقيون التي يرأسها أسامة النجيفي ضمن القائمة العراقية، في إيصاله إلى مجلس النواب، وأوضح المصدر أن الأعرجي تلقى تحذيرا من أعيان الموصل ووجهائها من عاقبة ما يخطط له مع خسرو كوران وقيادة الفرقة الثانية وعبدالله الحميدي الياور لتسليم الموصل ، وقد تكلم احد الاعيان وقال : انه كان سائقا لمسؤول في حزب البعث وكان الى وقت قريب بُعيد الاحتلال يتحدث باسم الحزب وهو يدور على الأحياء السكنية في الجانب الأيسر من المدينة لجمع السلاح من أعضاء حزب البعث، فضلا عن تذكيره بحيازته على شهادة مزورة كونه كان راسبا لسنتين في اعدادية الصناعة.
المصدر : الموصل تحت المجهر